برنامج  لـ"منتدى التنمية والثقافة والحوار" لاستجابة الحوار بين الأديان لتحديات العصر وتطلعات الجيل الجديد

طنية - عقد "منتدى التّنمية والثقافة والحوار" (FDCD) ، بدعم من المؤسسة الكنسية الدانماركية "دانميشن"، مؤتمرًا استمر 3 ايام  في (24 تشرين الثاني و25 و26 منه) في فندق "روتانا- جفينور" في الحمرا ،بعنوان "الحوار الاسلامي – المسيحي: تجدد، تغيير، ونقلة نوعية مستقبلية". ضمّ الحضور فاعليات دينية وسياسيين واعلاميين وباحثين وطلاب وطالبات وخبراء مختصين في مجال الحوار من لبنان وسوريا والأردن ومصر والدانمارك.

جرجور

في افتتاح المؤتمر، رحّب رئيس "المنتدى" القسّ الدكتور رياض جرجور بالحضور، مذكرًا بهدف هذا اللقاء: "موجودون هنا كي نطلق برنامجا جديدا يهدف الى تغيير وتجديد ماهية  الحوار بين الأديان ونوعيته". وشدّد على أننا "سنركّز على الجيل الصاعد، وسنعمل لصون التنوّع في ما بيننا وصون الحريّات في عالمنا العربي".

فضل الله

العلّامة السيد علي فضل الله لفت الى "عقبات عدة تحول دون تطبيق الحوار ومنها : "الجمود الديني، والذي تستغله القوى المعادية وتيارات التطرف للعبث بأوطاننا، وهنا يأتي التحدي الأبرز الذي ينبغي للعاملين في الميدان الديني الإسلامي ــ المسيحي مواجهته عبر السعي الى تجديد الدين وإلباسه لبوس العصر الذي نعيش فيه، بالارتكاز إلى القيم الروحية والإيمانية والمسلمات الإنسانية، وتطهيره من موروثات وشوائب شوهت صورته وهمشت إنسانيته". 
 

أوكن

وذكّرت المديرة التنفيذية لـ"دانميشن" كيرستن أوكن بـ"أهمية الغاء الصور النمطية بين المتدينين والعاملين في مجال حقوق الانسان وتفكيكها للوصول الى نتائج حسيّة تحقق السلام والازدهار والأمن"، وقالت: "لدينا الكثير لنتعلمه من بعضنا البعض في ما يتعلق بتعزيز العلاقات بين الأديان والتعايش السلمي، بالإضافة إلى المواطنة الشاملة لإظهار بديل من الطائفية والقوالب النمطية والتطرف العنيف".

متري

اختتم يوم الافتتاح مع دراسة الدكتور طارق متري ومن أبرز النقاط التي أشار اليها أن "الاستعانة الطارئة بالحوار لحل النزاعات الناشبة أو المحتمل انفجارها لا تؤدي الى نتيجة تذكر ما لم تستند الى عملية تراكمية طويلة تنسج فيها بصبر وبانتظام علاقات الثقة والصداقة والانفتاح على الغير. وفي سياق هذه العملية التراكمية تكمن أهمية الجهود الثقافية والتربوية والإعلامية المرافقة للحوار في قطاعات المجتمع على اختلافها".

في اليوم التالي، تحدّث  الدكاترة: سمير مرقس، رينيه حتّر، ايلي الهندي، زياد فهد، ومارسيل جوينات، عمّار ياسين، والاب الدكتور أمير جاجي وداليا سعيد عن  "دور المؤسسات العاملة المهتمة بالحوار في احداث نهضة وتغيير" و"دور الشبيبة في نهضة مسيرة ثقافة الحوار ودعمها".
 

مرقس

وذكّر الدكتور مرقس بـ "الوثيقة الأخويّة الانسانية" التي  وقعها البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب من أجل السلام العالمي والعيش المشترك"، معربًا عن "ضرورة ترجمة هذه الوثيقة القيّمة ميدانيًا لأنها"، وبحسب تقديره، "بقيت حبرًا على ورق"، وقال: "ان لم نتعامل مع قضايا اللامساواة وعدم الانصاف وتحوّلات المجتمعات الجديدة لن نحصد نتيجة في الحوار. وعلى اهل الحوار التفاعل مع الأجيال الجديدة لإحداث تغيير، لأنها أملنا الوحيد".

حتر

وشدّدت الدكتورة حتّر على "دور التعليم المركزي في قضية الحوار بين الأديان وتأثيره على المجتمع، وبناء على ذلك، قمنا بمبادرة هدفها بناء قدرات المدرسين والمدرسات وتزويدهم أساليب وطرقا معرفيّة تسمح لهم بالتواصل السليم والصحي مع أنفسهم لكي يصبحوا جاهزين لتربية الطلاب والطالبات على ثقافة الحوار خلال أي حصّة تعليميّة وأي موضوع أو قضيّة، داخل المدرسة أو خارجها".

وقد تفاعل الحضور ولا سيما الشباب مع المتحدثين والمتحدثات وطرحوا "إشكاليات عديدة تحول دون التطبيق الفعلي في المجالات الحياتية اليومية للحوار والافادة منه لتطوير المجتمع". وأعرب شاب من الدانمارك عن "ضرورة أخذ بعض العوائق الاقتصادية في الاعتبار عند التحدث عن فاعلية الحوار مع الآخرين من أديان وثقافات مختلفة. ذلك أن قلّة الموارد الاقتصادية والأجور المنخفضة وارتفاع الأسعار، هي أمور تشغل الجميع يوميًا وتبعدهم عن التواصل والتقرب من بعضهم البعض".

"دور الاعلام"

في اليوم الأخير، تناول المتحدثون "دور الاعلام في تعزيز ثقافة الحوار ومواجهة خطاب الكراهية. وتبلور النقاش عن المسؤولية المجتمعيّة للاعلام مع غياب الضوابط الأخلاقية والقانونيّة على مواقع التواصل الاجتماعي". فعلّقت مشاركة من مصر على "أهمية وسائل التواصل الاجتماعي اليوم ودورها في الحوار بين الأديان"، ونوّهت بـ"ضرورة التركيز على هذه المنصات لأنها قد تستخدم لأغراض تشوّه صورة الآخر وتنشر معلومات خاطئة عنه".

"دور المرأة في القرار"

عن "دور المرأة في اتخاذ القرار"، تحدثت الدكتورة حنان يوسف والدكتورة نور الامام في الجلسة التي ادارتها هالة سالم عن "وضع المرأة في المؤسسات والقوانين الدينية وحقوقها". وطرحت الدكتورة نور الامام سؤالا على الحاضرين يختصر معظم ما طرح في الجلسة ومفاده :"كيف يمكن المرأة المعنّفة اجتماعيًا وقانونيًا ان تكون فاعلة في المجتمع وشريكة في الحوار؟".

"ديناميكيات الحوار"

وفي الجلسة الأخيرة، تناول القس مادس كريستوفرسن آيات نور الدين والقاضي الشيخ محمد ابو زيد والاب الدكتور اسكندر الترك "ديناميكيات الحوار على المستوى المحلي وميزاته وفاعليته". وعرضت "تجارب الحوار المحلية ومعوقاتها". وحين بدأت النقاشات مع الحضور، قالت شابة لبنانية: "كل هذا العمل يأتي على نطاق المؤسسات ونسبة كبيرة من الاشخاص تجهله واعتقد انها مشكلة. فكيف يمكنكم ايصال اهدافكم الى هذه الفئة الكبيرة من الناس التي تجهل عملكم؟ وأيضا، هناك نسبة كبيرة من الشبان والشابات غير المتعلمين ويجب أخذ هذه الفئة في الاعتبار وليس الفئة المعلمة فقط".

وتوزع المشاركون مجموعات بحسب بلدانهم (مصر، لبنان، سوريا والأردن)، وكتبوا اقتراحات مبادرات ومشاريع سيعملون على تطويرها وتنفيذها محليًا خلال السنة المقبلة. 
 

أهداف البرنامج
 وذكر "المنتدى" بـ"الأهداف الأساسيّة لهذا البرنامج، والتي ستنفذ عبر مبادرات خلال  2023- 2024 في لبنان، وسوريا، والأردن ومصر، وهي:

- تقويم الوضع المحلي لطبيعة الحوار بين المسلمين والمسيحيين وتحليله وبلورته ميدانيًا.

- تمتين العلاقات بين أعضاء شبكة الحوار التي أسّسها "المنتدى" في العالم العربي لمواجهة التّحديات الراهنة ونشر ثقافة الحوار بين الأديان، والتركيز على تعزيز دور النساء والشباب وتفعيله في المجتمعات خصوصا.

- العمل على اقتراح مبادرات محلية مستمدّة من التوصيات الصادرة في ختام اللقاء.
وتشمل المبادرات: مخيمات شبابيّة، مبادرات تربوية وثقافية واجتماعية، حملات إعلامية، جلسات تدريبية وبناء القدرات، محتوى اعلامي ينشر الدراسات والمعلومات عن الأديان وارتباطها بـ /وتأثيرها على المجتمع (Podcast، Webinars، مقابلات، دراسات علمية، وغيرها"

                                                                  ======= م.ع.   

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب