وطنية - يقيم العرب البدو في صحراء النقب، على امتداد مسار رملي عشوائي، سباقاً أسبوعياً للخيل بمحاذاة طريق سريع، في موقع قد لا يبدو مثالياً لأنشطة مماثلة، لكنّ السكان يتمسكون به بشدة، بحسب تحقيق لـ"وكالة الصحافة الفرنسية".

ويتجمع رجال من البدو ليشاهدوا أو يشاركوا في السباق عند شروق الشمس، في منطقة يُطلق عليها مضمار أبو تلول على بعد 15 كيلومتراً جنوب شرق مدينة بئر السبع في كل يوم جمعة تقريباً.

وقال مشاركون في السباقات لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" إن هذا المكان يناسبهم تماماً، وإنهم يجتمعون فيه منذ أعوام للاستمتاع بنشاط ترفيهي مركزي في ثقافتهم.

ويخلو سباق الفروسية هذا من المدرجات أو حتى من سياج يفصل مضمار السباق عن منطقة المتفرجين، وفيه فقط أوتاد متهالكة تفصل بينهم وبعض الأنابيب البلاستيكية المربوطة بالأعمدة.

وأوضح ساهر القرناوي لـلوكالة نفسها، وهو يقف عند هذا الحاجز، بعدما شاهد باهتمام سباق اثنين من الخيول في يوم جمعة في وقت سابق من هذا الشهر، أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي حاولت وقف السباقات، "لكنّ الناس مصمّمون على استمرارها".
 
والسباق الواحد يتكون من أشواط عدة، يختلف في كل منها عدد الخيول المتسابقة.

يعيش في الاراضي التي يحتلها الاسرائيليون أكثر من 260 ألف بدوي، بشكل رئيسي في صحراء النقب. وهم جزء من المجتمع العربي الذي يشكل ما يقرب من خُمس السكان البالغ عددهم 9,3 ملايين نسمة.

وينحدر البدو من فلسطينيين بقوا على أرضهم بعد قيام الدولة العبرية عام 1948، ويشتكون من التمييز والتهميش لمصلحة أفراد الغالبية اليهودية في البلاد.

تماسك اجتماعي؟ -

تترافق سباقات الخيل في العادة مع المراهنات، لكنّ الحاضرين في مضمار أبو تلول رفضوا تأكيد تقارير تفيد بحصول مراهنات بآلاف الدولارات أسبوعياً خارج الموقع.

ونفى زكريا شمروخ، المالك والمدرب في المضمار، مزاعم المقامرة غير القانونية.
وقال: "هل ترى المال هنا؟ إنها مجرد هواية".

ودعا  الاسرائيليين إلى دعم السباقات، معتبراً أنها "توفر فرصة لتعزيز العلاقات بين المجموعات الثقافية".

وقال "الرياضة تجمع العرب واليهود"، جميعهم يأتون إلى مسار السباق وقد أصبحوا متابعين شغوفين ويهتفون للخيل".

ويتجه البدو بازدياد الى الاستقرار التدريجي في مناطق حضرية، ويعيش زهاء 40% منهم منذ فترة طويلة في قرى لا يعترف بها الاسرائيليون.

وهم يُصنّفون باستمرار على أنهم أفقر مجموعة في تلك الاراضي، ويشتكون، على غرار العرب الآخرين، من التهميش وسوء معاملة الحكومة المركزية لهم.

وتسود توترات في منطقة النقب احتجاجا على مصادرة سلطات  الاحتلال الاسرائيلي لأراضيهم.

                                                                            ======= م.ع.