بايدن يعتني بصورته كباني جسور حقيقية وسياسية

وطنية - يعتني الرئيس الأميركي جو بايدن بصورته كبنّاء، قادر على مدّ جسور حقيقية وسياسية، مبقيًا التشويق في شأن ترشّحه لولاية رئاسية ثانية، في حين يعاني الحزب الجمهوري من انقسامات، بحسب تحقيق لـ"كالة الصحافة الفرنسية"

يتوجّه بايدن اليوم إلى ولاية كنتاكي الواقعة في الوسط الشرقي للبلاد، والتي تصوّت لليمين في الانتخابات الرئاسية منذ عام 2000، للتباهي بمشروع ضخم يموّله قانون بنى تحتية مهمّ قدّمه الرئيس وحصد بعض أصوات الجمهوريين في الكونغرس.

وستخصص الإدارة الفديرالية أكثر من 1,6 مليار دولار لتوسيع جسر قديم ومستخدم كثيرًا يربط بين كنتاكي وولاية أوهايو المجاورة.

ويشكل ذلك استعارة ملائمة جدًا لبايدن الذي وعد بترميم البنى التحتية المتهالكة في أول قوة اقتصادية في العالم، وكذلك بإعادة تأسيس الحوار بين المعسكر الديموقراطي والحزب الجمهوري، الذي كان شبه معدوم في عهد الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار أمس إن مشروع مدّ الجسور هذا "يُظهر أن في امكاننا إنجاز أمور كبيرة للبلاد عندما نعمل معًا".

وعد اليمين بأن يجعل انتخابات منتصف الولاية التي أُجريت في تشرين الثاني، صفعةً في وجه بايدن، إلا أنه خرج منها منقسمًا بعمق ومشتّتًا بين أنصار دونالد ترامب والبرلمانيين الأكثر اعتدالًا. ولم ينجح النواب الجمهوريون أمس في انتخاب رئيس جديد للمجلس حيث يتمتّعون بأكثرية ضئيلة.

أنصار ترامب ضد الوسطيين -

سمح ممثلون للجناح الوسطي في الحزب الجمهوري لجو بايدن بجعل الكونغرس يتبنى في تشرين الثاني 2021 قانونًا بقيمة 1200 مليار دولار للجسور والطرقات وشبكات المياه والانترنت في الولايات المتحدة.

ووصفت الإدارة الأميركية هذا القانون بأنه "أكبر استثمار في البنى التحتية منذ بدء تشييد الطرق السريعة الأميركية في خمسينات القرن الماضي.

وولاية كنتاكي هي معقل رئيس كتلة الجمهوريين المعارضة في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، الذي سيأتي مع الرئيس اليوم.

وفي أجواء سياسية مسمومة، لطالما تفاخر بايدن منذ وصوله إلى البيت الأبيض بعلاقته الجيّدة بهذا المسؤول البارز في الحزب الجمهوري، التي وُلدت في أروقة مجلس الشيوخ الذي تردّد إليه بنفسه مدى عقود.

وتوجه إليه الرئيس الأميركي في خطاب العام الماضي، بالقول "ميتش، لا أريد أن ألطّخ سمعتك، لكننا صديقان"، مضيفًا "أنتَ رجل يلتزم كلامه، أنتَ رجل شرف".
وكان بايدن قد بنى حملته الانتخابية عام 2020 على رسالة مصالحة، لكنه شدّد لهجته حيال الجمهوريين وخصوصًا الأكثر تطرّفًا منهم، قبل انتخابات منتصف الولاية مطلع تشرين الثاني.

لكن، في الوقت الحالي، أصبحت الانتخابات خلفه. فبعد أن خرج منها قويًا، عاد بايدن ليتحدث عن رسالة الوحدة.

وما زال ينبغي معرفة هل يترشح لولاية ثانية عام 2024. فقد وعد الرئيس بالكشف مطلع العام 2023 عن نيّته الترشح أم لا. وإذا أقدم على هذه الخطوة، فسيكون يطلب من الأميركيين تسليمه مفتاح البيت الأبيض حتى بلوغه 86 عامًا.

                                       ======= م.ع.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب