مرض الانسداد الرئوي المزمن او COPD ثالث سبب للوفيات في العالم

تحقيق كاتيا شمعون 

وطنية - يصادف اليوم 15 تشرين الثاني اليوم "العالمي للانسداد الرئوي المزمن"، مرض رئوي التهابي يتسبب في إعاقة تدفق الهواء خارجا من الرئتين، ما يؤدي إلى اعراض عدة منها صعوبة في التنفس، وسعال مصحوب بالبلغم. يؤثر هذا المرض على الملايين من الناس في كل أنحاء العالم، وهو أحد الأسباب الرئيسية للعجز والوفاة. ومع ذلك، يساهم الاكتشاف المبكر للمرض والتدخل السريع في ان يعيش المصابون بالمرض حياة أكثر صحة.

وضمن اطار الحملات التوعوية والطبية والعلاجية، لرفع مستوى وتحسين حياة الأفراد، ولا سيما المصابين بالأمراض المزمنة. التي يقوم بها المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية – مستشفى سان جون في جونيه، نظم المركز، يوما توعويا حول مرض الانسداد الرئوي المزمن، لمساعدة المواطنين على معرفة من هي الفئة الاكثر عرضة للاصابة به، بمشاركة طلاب من مختلف مدارس المنطقة والاهالي.

قدم المركز منذ العاشرة صباحا حتى الأولى بعد الظهر، اختبارات الرئة المجانية، بما في ذلك قياس التنفس، أجراها أطباء اختصاصيون وهو اختبار بسيط وغير جراحي يقيس وظائف الرئة ويمكن أن يساعد في تشخيص ورصد هذا المرض المزمن. 

كما أقيم عرض تعليمي، امام التلامذة المشاركين، للإضاءة على الآثار الجانبية للتدخين على الرئتين، بهدف رفع مستوى الوعي والتشجيع على الاقلاع عن التدخين ومناقشة الطرق المتاحة او عدم البدء به على الاطلاق.

للتعرف اكثر على مرض COPD، تحدثت اختصاصية الامراض الرئوية الدكتورة جوسلين ساسين فاخوري إلى "الوكالة الوطنية للاعلام" التي قالت:"اردنا تنظيم حملة توعية عن هذا المرض الذي لا يعرف عنه المواطنين كثيرا. ان مرض الانسداد الرئوي مرض مزمن يصيب الرئتين وبشكل خاص الاشخاص المدخنين، 90% من الحالات سببها التدخين و10% يعود الى اسباب اخرى منها تنشق دخان معين بسبب طبيعة العمل او التعرض في الحياة اليومية لروائح معينة مثل النساء اللواتي يعشن في الدول الاكثر فقرا، واللواتي يقمن بطهي الطعام على الحطب".

خطورته

وبالنسبة إلى خطورة المرض أوضحت الدكتورة فاخوري أنه "يعد السبب الثالث للوفيات في العالم بعد امراض القلب والسرطان. انه مرض قاتل مع الوقت، لا يقتل المريض على الفور انما يجعله يعاني عوارض ومشاكل في التنفس لسنوات عدة، ويقصر مدة الحياة ونوعيتها لأن الوفاة تحصل نتيجة تفاقمه".

عوارضه

أما عوارضه فتتلخص ، بحسب فاخوري، بـ " البلغم والسعال المتكرر، وصعوبة التنفس والالتهابات المتكررة بالإضافة الى الاصابة بانتكاسات متكررة تستدعي دخول المستشفى، وفي كل انتكاسة تتدهور اكثر في وظيفة الرئة التي لا يمكن معالجتها وعودتها بالتالي الى حالتها الطبيعية حتى مع العلاجات. ان اهداف العلاج اذًا، تخفيف العوارض وعدد الانتكاسات التي يمكن ان يتعرض لها المريض كي نقلل من تدهور وظيفة الرئة".

تشخيصه

وفي ما يتعلّق بتشخيص COPD، أوضحت أن "التشخيص مهمة سهلة، فكل شخص يدخن منذ فترة طويلة عددا معينًا من السجائر(علبة يوميًا)، ولديه أحد العوارض التي ذكرناها، عليه ان يخضع لصورة شعاعية للرئة وتخطيط للتنفس الذي يوضح لنا الى اي مدى لحق الضرر بها. حتى لو لم يكن هناك من عوارض، ان القيام بالفحوص واكتشاف المرض بشكل مبكر، يخفف من تفاقمه وتأثيره على حياة الانسان".

واشارت الى انه " مثلا، اذا كان الشخص يدخن السجائر -كل يوم علبة- منذ 10 أعوام، ويعاني سعالًا مزمنًا وبلغمًا متكرّرًا عليه الخضوع لفحص الرئة. واذا اكتشفنا انه يعاني مرض الانسداد الرئوي المزمن، حينها نبدأ العلاجات والاهم هو البدء بالوقاية أي التوقف عن التدخين"، وشددت على أن "العلاج من دون تعاون المريض وتوقفه عن التدخين او تخفيفه، لا يؤدي الى النتيجة المرجوة".

تلامذة المدراس 

ولفتت فاخوري إلى أن "الحملة اليوم ليست فقط للمدخنين انما ايضا دعونا تلامذة المدارس لتوعيتهم على المرض واسبابه وكيفية الوقاية منه، وعن اضرار التدخين، ليكونوا سفراء لنا في المجتمع ويقوموا بدورهم بتوعية المحيطين بهم".

وبالنسبة إلى موجة تدخين الشباب في سن مبكرة، لما يعرف بالسيجارة الإلكترونية، وعما اذا كانت مضارها مشابهة للسيجارة التقليدية، اكدت أن "هذه الظاهرة مضرة تماما كالسيجارة وبنسبة 90% ، اي فقط ضررها اقل ب 10%. من هنا ندعو شبابنا وتلامذتنا الى عدم تدخين السجائر الالكترونية نظرا للضرر الكبير على صحتهم والرئتين". ولفتت الى انه في موضوع تدخين النرجيلة " كل جلسة نرجيلة تعادل تدخين 100 سيجارة او 5 علب سجائر". 

                      ========= ج.س

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب