عنب مرج كفرمشكي وقرى راشيا سفير المائدة وذهب لبنان الى الإنتشار والأدوية الفاسدة والتهريب عوامل تهدد القطاع

 تحقيق عارف مغامس

 

لطالما كان العنب سفير المائدة اللبنانية في فصلي الصيف والخريف وصولا الى أوائل الشتاء، وسفير الفاكهة اللبنانية الى دول الانتشار والخارج، فإن عنب كفرمشكي وقرى منطقة راشيا  والبقاع الغربي  المصنف "نخب أول" على مستوى هذه الزراعة في لبنان والمنطقة العربية، فقد ساعدته الظروف المناخية التي تلائمه لأن يكون مقصداً لكبار التجار والمصدرين وعنواناً لكل من يريد عنباً قاسياً وطيب المذاق في الوقت عينه، لا سيما أن عرائش مرج كفرمشكي وقرى المنطقة  تقع على ارتفاع 1000 متر وما فوق، إذ تعتمد على مياه الأمطار والبرك الاصطناعية في مرحلة الري، في وقت ساعدت التقلبات المناخية «حرارة في النهار، وبرودة في الليل» في نضجه وتكوره فأكسبته قساوة مرغوبة، وطعماً فريداً، ولوناً مميزاً، كما ساهمت التربة الكلسية والدلغانية في تميزه وصموده لأيام بعد القطاف، ليتناسب مع معايير الشحن والتصدير بحسب ما أشار اليه رئيس التعاونية الزراعية في بلدة كفرمشكي في قضاء راشيا الخبير والباحث الزراعي كمال السيقلي.

ولكن، هذا الموسم، وبين حد التقلبات المناخية الخطيرة التي قلبت الواقع الزراعي رأسا على عقب، وحد تهريب وادخال الأدوية والمبيدات الزراعية الفاسدة والمزورة دون حسيب او رقيب، وحد التجار ممن لا يفوتون فرصة الا ويستغلون فيها تعب المزارعين من جهة ويمعنون في نهب جيوب المواطنين من جهة ثانية، يبقى حد السيف ارحم من وزارات لا تسأل، لا تراقب، لا تحاسب، بل تمعن في الهروب نحو الهاوية ونحو القعر ، وسط غياب شبه تام على رقابة الاستيراد من الخارج والتهريب المفتوح برا وبحرا، وتقصير فاضح في  مراقبة التجار والحدود.

 وأشار  السيقلي الى ان "كفرمشكي هي الضيعة الاولى في لبنان بإنتاج العنب، حيث تنتج ما يقارب 4000 طنا من أجود انواع عنب المائدة في العالم الصالحة للتصدير الى دول مجلس التعاون الخليجي وأوروبا واميركا الشمالية"، مشيرا الى غياب الثقة  بالأدوية والاسمدة الزراعية الموجودة بكثرة في السوق، فيما الخيارات قليلة ومن غير المسموح استخدام كل انواع الادوية الموجودة.

السيقلي وفي معرض حديثه عما أثير في قضية الأدوية والمبيدات الزراعية، حمل وزيري الاقتصاد والزراعة "مسؤولية ما يحصل في السوق لانها ليست مسؤولية المزارع اجراء الفحوص بل مسؤولية الوزارات المعنية لمعرفة اذا ما كانت مطابقة او غير مطابقة،  معربا عن شكره النائب وائل أبو فاعور لاثارته وكشفه هذا الموضوع"، سائلا "اين اصبحت التحقيقات في تلك القضايا المهمة التي اثارها ابو فاعور؟  واين الإجابات على اسئلته التي من شأنها حماية السوق من غزو المبيدات الفاسدة والادوية المهرب؟".

وشرح الاثار السلبية للتقلبات المناخية غير الاعتيادية حيث استمر انخفاض الحرارة لغاية منتصف حزيران الأمر الذي أعاق نضج العنب وتلف العناقيد ومرضها،  ليحل شهر آب  بموجة حر طويلة قضت على قسم من موسم العنب المذهب الذي كان ولا يزال قبلة انظار وشهية التجار الكبار.

ودعا السيقلي الى تعزيز الإستثمار في قطاع العنب من خلال التصنيع والإستفاده من إمكانية تحويل العنب الى دبس يدخل ايضا في صناعات الحلويات وفتح معامل نبيذ، وعصير حصرم وهذا الامر يشجع على تطوير هذا القطاع ومعالجة مسألة الكساد اضافة الى تأمين فرص العمل وتعزيز التصدير الصناعي وادخال العملة الصعبة الى لبنان.

نصرالله

من جهته  وصف المزارع بيار نصرالله عنب كفرمشكي بأنه "ذهب لبنان وسفير المائدة"، ووجه التميز اللبناني في الخارج، لذا من واجبنا تطوير هذه الزراعة لتبقى علامة زراعية واعدة، وتحدث عن جشع التجار الذين يستفيدون على حساب تعب المزارعين ومعاناتهم ويسلبون  على عينك يا تاجر جيوب المواطنين، حيث يذهب تعب المزارع الذي يتكبد كلفة الحراثة والري ورش المبيدات والادوية والعمال ومتابعة عرائش العنب على مدى عشرة اشهر بينما يحقق التجار مكاسب مالية كبيرة في ايام معدودة.

وأشاد نصرالله بحركة التصدير الى الدول العربية الامر الذي ينعكس إيجاباً على المزارعين، داعيا وزارتي الزراعة والاقتصاد الى "حماية السوق المحلي من التهريب ومن المبيدات الفاسدة ووضع معيار واضح وعلمي لاصناف العنب وجودته لاننا نقطف في سهل كفرمشكي أجود انواع العنب ونستخدم أفضل المنتجات من اسمدة عضوية وغيرها باكلاف عالية".

وشرح أصناف العنب الموجودة في عرائشه وعرائش راشيا وهي من أجود الأصناف العالمية القديمة والحديثة.

وأكد نصرالله اننا "سنصمد رغم كل التحديات لاننا ابناء هذه الارض، ونؤمن بان لا ملاذ لنا الا الزراعة"، داعيا الى "دعم القطاع الزراعي ورفع المظلومية التاريخية عنه".

مغامس

المزارع أبو ريّان حمد مغامس الذي ينتظر دواليه وعرائشه اليافعة من موسم إلى موسم، ويوليها العناية الدائمة على مدار السنة ليجني عناقيده المذهّبة من سهل كوكبا الذي تتنوع زراعته بين كروم وزيتون وحبوب ولوزبات، أكد أننا نضمن عرائش من قرى المنطقة في سياق عملنا الزراعي والتجاري، لكن نتفاجأ بغزو المنتوجات السورية من جهة، وغش في الأدوية والمبيدات الزراعية الفاسدة والمزورة والمهربة من جهة، ثانية، يضاف الى ذلك كلفة مرتفعة في حراثة الأرض والري والتقليم وأجور العمال والادوية والاسمدة، فضلا عن العوامل الطبيعية التي ضربت هذا الموسم نتيجة الفروقات الحرارية والتغير المناخي.

سعيدة

بشارة سعيدة ابن بلدة الفرزل في قضاء زحلة اعتبر ان عنب الفرزل ذهب الأرض  وعنوان الجودة والتميز، وسفير المائدة الزحلية، والبقاعية، ونحن نهتم بجودة الانتاج بكل اصنافه المتعددة ويذهب قسم من كروم المنطقة  للتصنيع المحلي من عرق ونبيذ فاخرين.

 وأكد ان "المستقبل الزراعي لكروم العنب الحديثة لان عشرات معامل النبيذ  تم انشاؤها في السنوات الاخيرة ، وواجب الدولة تقديم التسهيلات ودعم هذا القطاع  لمواجهة الازمات المتلاحقة وحماية المزارع واحتضان هذا القطاع الحيوي، ووقف التهريب والصفقات التي غالبا ما تأتي على حساب اصحاب الرزق.

 

                                                                         =============ر.إ

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب