شبيبة مار شربل في حرف ارده- زغرتا يحلون مشكلة نهر الشرندي البيئية

 تحقيق فريد بو فرنسيس 

 

وطنية - لطالما شكل نهر الشرندي في بلدة حرف ارده في قضاء زغرتا، معضلة بيئية وصحية على مدى أكثر من عشرين عاما، ترافق خلالها سكان البلدة خاصة القاطنين بالقرب من ضفتيه، مع الروائح الكريهة التي كان يوزعها يمينا وشمالا من دون اي تمييز.

نهر الشرندي الذي يعبر في بلدات مرياطه، عشاش وقسم من رشعين، يشق وسط بلدة حرف ارده، وهو يعتبر أشبه بمجرى مياه للامطار، حيث تفيض المياه منه شتاء، وتسبح فيه المياه الآسنة صيفا، مع ما تخلفه من حشرات سامة وروائح كريهة.

 وازدادت شكاوى سكان المنطقة في الآونة الأخيرة، وخاصة القاطنين بمحاذاته، من تفاقم هذه المشكلة ومن الأضرار البيئية التي تسببها المياه الآسنة، التي تتحول مع الوقت إلى مستنقعات، تسبح فيه كل انواع الحشرات والزواحف وتسبب أضراراً خطيرة في صحة المواطن، أضف الى ذلك الأعشاب البرية والشجيرات التي نمت في مجراه الامر الذي يجعله دائما عرضة للفيضان.

 

أمام هذا الواقع المرير وغير المقبول، انبرت جمعية شبيبة مار شربل في البلدة، لمواجهة هذه المشكلة المتفاقمة، فشمر شبابها عن سواعدهم، واطلقوا العنان لمشروع كانوا يعلمون مسبقا انه يفوق قدرتهم. "نحن نعلم ان التكاليف ستكون باهظة، ولكنها ستكون بالطبع اقل كلفة من الفاتورة الصحية التي يدفعها ابناء بلدتنا جراء هذا الواقع المرير"، تقول الدكتورة روزابيل شديد، إحدى الناشطات في الجمعية. وتضيف: "أول خطوة قمنا بها هو دراسة ميدانية للواقع على الارض واستعنا بالمهندس الاستشاري طوني مشلب، والطوبوغراف يوسف عبدالله، اللذين قدما اتعابهما مجانا دعما للمشروع وايمانا منهما بالعمل الجماعي". 

 

بلدية ارده التي تقع بلدة حرف ارده ضمن نطاقها البلدي، لم تكن بعيدة عن هذا العمل، وتقول الدكتورة شديد في هذا الإطار: " لقد قمنا بإعلام رئيس البلدية المهندس حبيب لطوف بما ننوي القيام به وقد أعطانا موافقة خطية للانطلاق بالعمل". 

 

وتابعت: "الخطوة الثانية كانت لتأمين الغطاء المالي، فقمنا بالاتصال بمغتربين في بلدتنا وهم منتشرون في اوستراليا، المكسيك، والبرازيل، وعدد من الدول العربية، ووضعناهم بصورة ما ننوي القيام به، فكان التجاوب معنا بشكل سريع. وبدأت تتحول الأموال الى الجمعية. ومن أجل مزيد من الشفافية، وبغية إطلاع أهالي البلدة على كل ما يتعلق بالمشروع، قمنا بإنشاء صفحة للجمعية عبر شبكة التواصل الاجتماعي لنشر كل المستجدات بشكل يومي". 

 

في الخامس من شهر ايار المنصرم، كانت باكورة الاعلان عن المشروع عبر شرح مفصل على صفحة الجمعية، حيث عرضت أيضا أرقام المبالغ المالية التي تصل الى الجمعية، لينطلق العمل بعدها، بسواعد شباب وطلاب وجامعيين مستعينين بعمال في بعض الاحيان. ولم تمض شهور  قليلة حتى كانت المرحلة الاولى من تأهيل وتنظيف مجرى النهر قد انتهت، اضافة الى صيانة أقنية الصرف الصحي، وحصر المياه الآسنة فقط في مجرور عام كان قد تم تنفيذه قبل عدة سنوات، لتجف بعدها المياه الآسنة من النهر وتختفي الروائح كليا، وتعود الحياة البرية والمائية اليه كما كانت في السابق. 

 

"هي مرحلة اولى من عدة مراحل يجب اتباعها ليعود مجرى النهر الى سابق عهده قبل عدة سنوات، إلا أن انتهاء المرحلة الاولى كانت العملية الأصعب، والأهم. ونحن الآن بصدد دراسة المرحلة الثانية من المشروع والتي سوف يتم الاعلان عنها في وقت لاحق"، ختمت الدكتورة شديد كلامها.

 

وفي هذا الاطار، دشنت الجمعية المرحلة الاولى من أعمال تأهيل مجرى النهر حيث شارك مجموعة من أهالي البلدة ب"النزهة الميدانية" التي نظمتها الجمعية على ضفة النهر، اطلعوا فيها عن كثب على الاعمال التي نفذت، أهمها تنظيف مجرى النهر من العشب البري والقصب والنفايات، وتحويل المياه الآسنة التي كانت تسبح فيه الى القسطل العام لمياه الصرف الصحي، و استمعوا في خلالها الى شرح مفصل عن عملية التأهيل من الدكتورة شديد التي نفذت وأشرفت مع فريق عمل الجمعية على الأعمال منذ انطلاقتها.

 

                                                              ================إ.غ.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب