طارق علاي: جائزة الشارقة للاتصال الحكومي أداة لتطوير ثقافة الاتصال ومنهجياته وكفاءة العاملين فيه

تحقيق  كاتيا شمعون

 تتوج "جائزة الشارقة للاتصال الحكومي" أفضل ممارسات الاتصال وتعزز المنافسة والابتكار في أساليب التواصل مع الجمهور ومقاييس الوصول إليه والأثر والنتائج، مع التركيز على العناصر الإبداعية والمبتكرة. تستقطب الجائزة سنويا، أفضل الممارسات في كل قطاعات الاتصال الحكومي والمؤسسي من دولة الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة العربية، والعالم.

تتوزع الجائزة على 26 فئة موزعة بين 12 للوطن العربي و 14 لمختلف دول العالم.

وشهدت الجائزة في دورتها السابقة (الدورة التاسعة) استلام أكبر عدد من الملفات المرشحة حيث وصلت إلى 600 ملف، من 80 جهة من مختلف دول العالم، تم قبول 250 ملفًا  منها. ضمت القائمة القصيرة 53 مرشحًا للفوز في 19 فئة مختلفة، وتقدمت 13 دولة على الجائزة : الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، وسلطنة عمان، والكويت، والجمهورية العربية السورية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، والمملكة المغربية، وبلجيكا، وإسبانيا، وفرنسا، وأستراليا.

هذا العام، يستمر التقديم للدورة العاشرة من "جائزة الشارقة للاتصال الحكومي" حتى 15 من شهر آب الجاري على الموقع  http://www.igcc.ae

للتعرف اكثر على ماهية الاتصال الحكومي والإضاءة على هذا المفهوم وأهميته في عصر المعلومات، والمهام والأدوار المناطة به، اجرت الوكالة الوطنية للاعلام لقاء مع المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة طارق علاي، الذي قال:" في البداية أشكر لكم إتاحة هذه الفرصة للحديث إلى الجمهور اللبناني والعربي من خلالكم، نحن ننظر إلى الإعلام العربي كونه شريكاً استراتيجياً دائماً لمسيرتنا في ترسيخ ثقافة ومهارات الاتصال الحكومي".

اضاف:" بالتأكيد الاتصال مفهوم دائم التطور يواكب المستجدات ويستثمرها لتعزيز التواصل وتوثيق العلاقة بين الحكومات، بما فيها مؤسساتها الرسمية وقطاعها العام، وبين المجتمع والقطاع الخاص، ونحرص في إمارة الشارقة ضمن رؤيتها وأهدافها على تطوير الاتصال الحكومي بما يحاكي عصر المعلومات.

بالمقارنة بين الماضي والحاضر، نجد أن مفهوم الاتصال الحكومي تغير مع تغير أدواته وثورة المعلومات المرتبطة بالتطورات التقنية التي سهّلت وصول المعلومة، وأتاحت قراءة احتياجات الجمهور والتعرف على أفكارهم وآرائهم، ليصبح الاتصال باتجاهين بين الحكومة والجمهور".

تابع:" أثبتت التجارب على الصعيد العالمي أهمية استثمار التقنية الرقمية بشكل مدروس لإيصال الرسائل الحكومية بشفافية ومرونة، والتعرف على أثرها واتجاهات الشارع العام وصولاً إلى صياغة البرامج الحكومية وفقاً لمتطلبات الجمهور، ليصبح الاتصال بمفهومه العمومي الذي ينطلق من القاعدة إلى الحكومة هو الأكثر قدرة على التطور والنمو بما ينعكس إيجاباً على رفاه المجتمع وتعزيز علاقته بالحكومة".

كما رأى علاي انه "في الوقت الذي ندرك فيه أهمية التقنيات المعاصرة لدفع عملية الاتصال الإيجابي وتطوير المجتمعات، فإنه لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أننا نعيش اليوم في عالم مفتوح تزخر فيه ساحة الاتصال بالرسائل والخطابات والمحتوى النافع والضار على اختلاف أهدافه، مما يتطلب تكثيف الجهود لمواجهة تحديات العالم الرقمي، واستمرار التعاطي مع أحدث التقنيات، والمحافظة على  الثقة بين المؤسسات الرسمية والجمهور".

وعن الدور المناط بالاتصال الحكومي قال:" على صعيد الأدوار فإن وظيفة الاتصال الحكومي هي بناء علاقات إيجابية ومؤثرة تخدم في تفاعلها المصالح المشتركة، إلى جانب توفير مصادر للمعلومات تمنح الجمهور الثقة والطمأنينة، ولا يمكن تحقيق الأهداف على صعيد الاقتصاد والثقافة والعلوم والتنمية بدون اتصال حكومي مؤثر، مع أهمية بناء شراكات وأطر تعاون تحشد كافة الجهود وتوظِّف جميع الطاقات". 

واشار آى اننا "نهدف في إمارة الشارقة من خلال المنتدى الدولي للاتصال الحكومي وجائزة الشارقة للاتصال الحكومي إلى تعزيز كفاءة المؤسسة الرسمية في الاتصال، عبر تكريس مبادئ المرونة والشفافية والفاعلية، ومن خلال التأكيد على أهمية الاستفادة من تقنيات العصر إلى جانب تسليط الضوء على الأزمات والكوارث التي يجب على فرق الاتصال الحكومي تبنيها لمواكبة المستجدات وتلبية طموحات المجتمعات". 

عن انطلاق فكرة الجائزة ولمن تتوجه، اوضح علاي "وفق رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أعلن المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في سبتمبر من العام 2012  عن إطلاق جائزة الشارقة للاتصال الحكومي، كمبادرة فريدة والأولى من نوعها على مستوى المنطقة، تنفيذاً لإحدى توصيات الدورة الأولى من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي.

وتحت رعاية ومتابعة سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي، تكرِّم الجائزة سنوياً المتميزين في القطاع لتعزيز التنافس وترسيخ أفضل الممارسات المهنية في قطاع الاتصال الحكومي على مستوى العالم".

اضاف:" تكمّل الجائزة رؤية المنتدى وأهدافه المتوافقة مع رؤية إمارة الشارقة؛ لترسيخ الوعي بأهمية الاتصال، وصولاً إلى بناء منظومة متميزة في فكر الاتصال الحكومي وتطوير ممارساته على المستويين المحلي والعالمي.

يجمع المنتدى الدولي للاتصال الحكومي أصحاب الاختصاص والخبرة من مختلف أنحاء العالم مع فرق الاتصال الحكومي، لتبادل الآراء والخبرات ووضع الحلول والطروحات بهدف إثراء دور الاتصال وتطوير رسائله المؤثرة والهادفة لمعالجة الأزمات المحلية والعالمية ووضع التصورات المستقبلية بما فيه مصلحة المجتمعات".

أما "جائزة الشارقة للاتصال الحكومي" فهي أداة تطوير تهدف إلى تعزيز كفاءة الاتصال الحكومي والعاملين فيه ومنهجياته وغاياته، وذلك من خلال تعزيز التنافس الإيجابي وتقديم النماذج المبدعة وتعميمها لتكون مقياساً للتطوير".

ولفت علاي انه "على مدار العقد الماضي، أصبحت الجائزة إضافة مهمة ونقلة نوعية في مجال الاتصال الحكومي، تثبت من خلالها الشارقة ريادتها في تعزيز الممارسات الاتصالية الحكومية وتطويرها في المنطقة".

 

وعن السبب خلف تخصيص فئات للوطن العربي وأخرى لمختلف دول العالم، اوضح علاي شهدت "جائزة الشارقة للاتصال الحكومي" منذ إطلاقها العديد من التطورات المتوافقة مع المستجدات والأحداث لتصل فئاتها من المحلية إلى العالمية.

ونظراً لاختلاف خصوصية وثقافة مجتمعات الوطن العربي، تم تقسيم فئات الجائزة بما يتناسب مع التوجهات والتطلعات وفق الأولويات التي تتناسب مع طبيعة الدول وأهدافها، لهذا تم التخصيص الجغرافي لبعض فئات الجائزة، وترك بعضها متاحاً لمشاركة الجميع، مع حرصنا على أن يحتل العالم العربي ومؤسساته المساحة الأوسع من فئات جائزة الشارقة للاتصال الحكومي، ويمكن للمتنافسين العرب التقدم للفئات العربية والعالمية على حد سواء. 

ويشمل التصنيف بالإضافة للساحات الجغرافية، فئات للشباب، وتصنيفات مخصصة للباحثين والأكاديميين والمتخصصين، وأخرى لصناع المحتوى الفني والترفيهي والثقافي، تراعي في مجملها اختلافات منهج الاتصال وأدواته وآلياته بين كل فئة وأخرى". 

 

عن الفئات المستحدثة  في الدورة العاشرة للعام 2023، قال المدير العام علاي:"

نحرص في المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة كل عام على مراجعة فئات الجائزة بعد انتهاء كل دورة وتحديثها لمواكبة مستجدات كل مرحلة ومعالجة التحديات. تقدم دورة هذا العام فئات جديدة تخاطب مجالات اتصال معاصرة تركز على الثقافة والهوية العربية والوعي البيئي والإعلام والابتكار والتحديات التنموية وفئات أخرى عديدة.

تشمل الفئات العربية الجديدة «أفضل اتصال لبناء وإدارة السمعة المؤسسية»، و«أفضل فريق اتصال حكومي»، و«أفضل حملة تستهدف الثقافة العربية»، وفئة يتم اختيار المرشحين لها من قبل لجنة التحكيم لـ«أفضل استثمار في الرياضة لدعم برامج الاتصال»، وغيرها.

تضم الجوائز الدولية فئات جديدة، من بينها «أفضل خطة اتصال لدعم برامج الأمن الغذائي»، و«أفضل ممارسات اتصال للتعامل مع التحديات التنموية»، و«أفضل توظيف لتقنيات الذكاء الاصطناعي في الاتصال لخدمة المجتمعات»، إلى جانب فئة «أفضل محتوى مرئي لوسائل الإعلام التقليدي ووسائل التواصل الحديثة»، وفئة لجنة التحكيم لـ«أفضل شخصية ذات أثر اجتماعي إيجابي»، وغيرها".

 

 عن تجربة الإمارات في مجال الاتصال الحكومي، قال علاي:"تولي دولة الإمارات العربية المتحدة قطاع الاتصال الحكومي الأهمية البالغة كونه مرتكزاً رئيساً للبناء والتطوير، وفي الوقت الذي تركِّز فيه اهتمامها على تعزيز التواصل بين مؤسساتها الحكومية وجمهورها الداخلي والخارجي، فإن أولوياتها هو الإنسان وترجمة احتياجاته وتطلعاته إلى برامج عمل تنفيذية.

ونشير هنا إلى أن إمارة الشارقة هي الأولى على مستوى المنطقة التي تتبنى منتدى دولي للاتصال الحكومي، والذي ينظّمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، فضلاً عن كون الدولة من النماذج البارزة في المنطقة التي تطلق استراتيجية متخصصة للاتصال الحكومي، هذه الفعاليات والمبادرات العالمية جاءت تتويجاً لمسيرة طويلة تخللها الكثير من العمل لتعزيز الأداء المؤسسي وتطوير معايير لرصد وتقييم هذا الأداء، ونحن نأمل أن تكون تجربتنا المحلية محفزاً لمزيد من التجارب المشابهة. 

أثبتت التجربة الإماراتية التي تحتضن العديد من المبادرات والمشروعات المهمة في الاتصال الحكومي نجاحها بإنجازاتها ومخرجاتها التي حقّقت لها مكانتها العالمية المتقدمة في مؤشرات العمل والاستثمار والسياحة والمعيشة، حيث تتصدر الإمارات دول العالم في 186 مؤشراً للتنافسية، والدول العربية في 508 مؤشرات، ويمثل هذا دليلاً على أن الدولة تقدِّم نفسها للعالم بشكل مبدع، وفي الوقت الذي وضعت فيه سعادة المتعاملين بوصفه مقياساً لأداء مؤسساتها، فإن ذلك يعكس أيضاً على تواصل هذه المؤسسات مع الجمهور بالطريقة الصحيحة". 

                                                                    =============

 

 

 

 

 

 

 

Sent from my iPad

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب