مزارع المنطقة الحدودية يواجه تحديات البقاء وثمرة الخوخ اولى مقومات صموده رغم ارتفاع تكاليف الاهتمام بها

تحقيق – باسل ابو حمدان

وطنية - تتميز منطقة العرقوب وبخاصة مرتفعات شبعا وجبل سدانة ومزرعة بسطرة بانتاجها الصيفي من مختلف انواع الثمار التي تغزو الأسواق بقوة، وفي مقدمها الخوخ المميز بطعمه ونكهته وتعدد انواعه ويعود الفضل في ذلك الى الطبيعة الجبلية حيث المناخ المعتدل والهواء العليل والمياه العذبة لتتوسع المساحة المزروعة بهذه الثمار خلال السنوات القليلة الماضية الى حدود ال 1400دونم .

واكد المزارع حسن شيت ان الجيل الجديد ورث زراعة هذه الثمرة المميزة عن الآباء والأجداد وهم سيورثونها الى أبنائهم وأحفادهم لما لها من ذكرى طيبة في نفوسهم خاصة في مواسم جنيها والذي يحتاج الى خبرة في القطاف، كي يحافظ على نضجه أطول فترة ممكنة.

واضاف: "نتوجه كل يومين او ثلاثة الى البساتين لقطاف ما نضج من حبات الخوخ، بمساعدة عاملات سوريات، حيث يكون بانتظارنا العديد من تجار الجملة الذين يشترون انتاجنا باسعار بخسة ويبيعونها باسعار مرتفعة بحجة التكالبف المرتفعة للنقل حيث صفيحة البنزبن بحدود ال 20 دولارا ".

من جهته قال المزارع حمد يحيى: "يعتبر موسم قطاف الخوخ كما باقي الثمار فرصة عمل للنازحين السوريين لا سيما للنساء، لتأمين الحد الأدنى من المدخول اليومي للعائلة، حيث باتت اجرة العاملة بحدود ال 700 الف ليرة لبنانية واجرة العامل بحدود المليون ليرة يوميا".

واضاف: "يمكن القول ان اليد العاملة النازحة باتت تتقاضى حوالي ربع الأنتاج تقريبا ويذهب الربع الآخير كمصاريف تدفع لرعاية البساتين ليتقاسم التجار والمزارعون مناصفة ما يبقى من ارباح الأنتاج والذي يتراجع سنة بعد اخرى".

من جهته ومع منتصف شهر حزيران يبدأ المزارع العرقوبي محمد شبلي كما الكثير من زملائه بحصاد فاكهة الخوخ "البدري" من أراضيهم الزراعية التي تقع في بلدته الهبارية وفي مرتفعات جبل سدانة الى الغرب من بلدة شبعا .

ويساعد شبلي افراد عائلته ومجموعة من العاملين، الذين يجهدون في قطاف مختلف انواع الخوخ الذي يحتاج إلى عناية ووقت وجهد قبل تجهيزه تمهيدا لطرحه في الأسواق المحلية.

وقال شبلي خلال انشغاله بقطف الخوخ مستعينا بسلم خشبي: "إن موسم حصاد الخوخ يبدأ في النصف الثاني من حزيران ويستمر حتى نهاية شهر تموز حيث تختلف أنواعه باختلاف توقيت حصاده، وتعتبر هذه الفترة من أهم مواسم الحصاد".

وأضاف: "ينتهي موسم حصاد الخوخ البدري لتبدأ بعدها مرحلة حصاد نوع آخر من ذات الفاكهة، فكل خمسة عشر يوم ينتج نوعاً جديداً من الصنف المذكور".

وأوضح شبلي أن "أنواع الخوخ متعددة، وتنتج بشكل تدريجي بالأراضي الزراعية، ولكل نوع مذاق مختلف ولون وحجم محدد".

وعدد في حديثه أصناف الخوخ المزروعة في قرى العرقوب وجبل سدانة، ومنها صنف خوخ "العديت" وصنف "السوبلنج" وكلاهما يطلق عليهما المزارعون خوخ الفروة والصنف الثالث الذي يطلق عليه الخوخ الناعم هو " النخترينا".

وتابع: "يعتبر موسم حصاد الخوخ لهذا العام محدود مقارنة بالسنوات السابقة، بسبب غضب الطبيعة حيث تساقط البرد في اول الصيف ما اثر على الثمار في ظل غياب اي اهتمام جدي من قبل وزارة الزراعة حيث يبقى المزارع وحيدا يحاول معالجة اشجاره من الحشرات والهلاك ناهيك عن المضاربة للأنتاج والتي تخفض اسعارها لتوقع المزراعين بخسائر يعجزون عن تجاوزها.

واشار الى أن "المناخ يرتبط ارتباطاً وثيقاً بكميات إنتاج اللوزيات، فقلة الأمطار والمنخفضات والبرد في غير اوانه كان لها دور بتواضع إنتاج الخوخ لهذا العام"، مشيراً إلى أن "نمو الخوخ بشكل طبيعي يحتاج لمناخ دافئ نوعا ما".

واوضح بان "عمر أشجار الخوخ يتراوح ما بين 10 إلى 12 سنة ويبدأ عمرها بالانتهاء بعد ذلك، على عكس بعض الأشجار التي تعتبر معمرة، ما يسبب في تواضع أرباح مزارعي الخوخ".

وأشار إلى أن "أسعار المحصود تتحكم بشكل أساسي في يومية المزارعين، فكلما انخفض السعر بالسوق المحلي يتضرر المزارع والعامل بشكل مباشر واعتبر ان تجار المفرق يستغلون تعب المزارعين".

ونوه إلى أن أسعار الخوخ تختلف باختلاف نوعيته، ويعتبر سعر "البدري" مرتفعاً، لكونه افتتاحية الموسم وتكون كمية الإنتاج محدودة.

وأوضح شبلي أن "زراعة الخوخ تحتاج إلى جهد كبير، وتكلفة مرتفعة، حيث تكلف الشتلة الواحدة "الشجرة" على مدار السنة أكثر من 12 دولارا، لحاجتها إلى مبيدات وتسميد ورعاية فائقة، وأي خطأ يدمر المحصول بشكل كامل".

وقال: "المزارع في هذه المنطقة الحدودية يواجه تحديات متعددة لكسب لقمة العيش، بالتزامن مع ارتفاع سعر الكيماويات واحتياجات الأرض الزراعية وخاصة الحراثة والري والتقليم".

 

                       =========== ل.خ

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب