ندوة في اليسوعية حول وثائقي للـ MTV عن "أي استقلال ثالث نريد؟"
وكلمات جالت بين الاستعداد للحظة تاريخية جديدة وتغيير النظام بالكامل

وطنية - عرضت كليّة التاريخ والعلاقات الدولية في الجامعة اليسوعية في بيروت، مواصلةً للنشاطات المنظّمة في الذكرى التاسعة عشر على ثورة الأرز - 14 أذار، الفيلم الوثائقي "مش بين ليلة وضحاها" الذي يصوّر مرحلة نضال اللبنانيين بين عامي 2000 و2005 حتى خروج الاحتلال السوري من لبنان، وهو من انتاج الـMTV، اعداد وتقديم الاعلامية ماريان زوين، واخراج جان-بيار عبدايم. عرض الوثائقي، اُدرج ضمن ندوة حواريّة من تنظيم الكليّة والـMTV، تحت عنوان: "مش بين ليلة وضحاها اتحقّق الاستقلال الثاني... اي استقلال ثالث نريد؟"، شارك في المداخلات كل من النائبين مروان حمادة، انطوان حبشي، النائبين السابقين مصطفى علوش وفارس سعيد، الصحافي قاسم قصير، والأب ادمون بخاش، بينما أدارت زوين الحوار.

 

حضر اللقاء نائب رئيس مجلس الوزراء سابقًا النائب غسان حاصباني ممثلًا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، رئيس حزب الاحرار النائب كميل شمعون، رئيس  مجلس الاعلام في حزب الكتائب اللبنانية باتريك ريشا ممثلًا رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل،  نائب رئيس الجامعة الأب البروفيسور صلاح أبو جودة، رئيس قسم التاريخ والعلاقات الدولية الدكتور كريستيان توتل، رئيس غرفة التحرير في اخبار الـMTV الإعلامي وليد عبود، مصالح الطلاب والمنظمات الشبابية في كل من حزب القوات، التقدمي الاشتراكي، والكتائب، البعض من اهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت، طلاب الجامعة اليسوعية واساتذتها واهل الصحافة والاعلام.

 

في البداية كانت كلمة لنائب رئيس الجامعة الذي تمنّى للحضور "نقاشًا مسؤولًا وغنيًا". ورحّب بالـMTV مثنيًا على "أهميّة المرحلة النضالية التي وثقّها الفيلم"، قائلًا: "هي حقبة تاريخية تزخرُ بأحداثٍ كثيرة ومفصليّةٍ في تاريخ لبنان المعاصر، في تاريخ وطنٍ لا يزال يبحثُ عن هويّته".

وأردف بالقول عن جامعةَ القدّيس يوسف التي يُحتفل بمناسبة مرور 150 سنة على تأسيسها في العام المقبل، إنّها "كما تحرصُ على تأمين تكوينٍ علميٍّ عالي الجودة لطلاّبها وطالباتها في مختلف الحقول، هي توجّه برامجها التربوية ونشاطاتها الاجتماعية كافّة بهدف تعريفِ طلّابها الى الهويّة الوطنيّة وبناءِ دولة تليق بالإنسان في لبنان".

أضاف: "تُؤمن جامعةُ القديس يوسف بديموقراطيّة تقوم على مبدأ المساواة الكاملة بين الأفراد في الحقوق والواجبات وفي العمل السياسيّ. لذا، فهي تؤمِنُ أيضًا بمواطنيّةٍ مؤسَّسةٍ على الأفراد، وليس على الذهنيّة الجمعويّة، مواطنيّة تنبعُ من أفرادٍ انعتَقوا من وَلاءاتٍ تقليديّة لا تتوافق ومتطلّبات الدولة الديموقراطيّة الحديثة، وباتوا قادرين على التفكير بأنفسهم في ما هو مصلحتُهم وخيرُهم المشترك ومصلحةُ بلادهم، وقادرين على نقدِ الأحداث وعمل المسؤولين وعمل المؤسّسات العامّة نقدًا موضوعيًّا علميًّا ومسؤولاً، بعيدًا عن كلِّ انفعالٍ وردودِ فعلٍ لاعقلانيّة ولامسؤولة".

 

وعن تفسير الحوادث التاريخية، شارك الحضور طبيعة تفسيرها من زوايا مختلفة ومتناقضة، تبعًا للخلفيّات السياسيّة المتنوّعة والخبرات الاجتماعيّة الموروثة، وأوضح: "لكنّنا نؤمن بأنّ التغيير نحو الأفضل يحصل في لبنان ولو ببطء، بالرغم من بيئةٍ طائفيّةٍ تبدو وكأنّها جامدة، لا تنفكّ تُورث ذاكرةً جماعيّة مليئة بالأحكام السابقة والصورِ المنمّطة على الأحداث وعلى كلّ ما هو مختلف. وممّا لا شكّ فيه أنّ هذا التغيير يطبع الأوساط الشبابيّة، ولا سيّما الجامعيّة منها؛ تلك الأوساطُ التي تعتنقُ بتزايد حقوقَ الإنسان، وتتوقُ إلى الحريّات الديموقراطيّة، وإلى أديانٍ تلاقي متطلّبات حقوق الإنسان، وتشغل مكانها الطبيعيّ والإيجابيّ في حياتِهم وحياة المجتمع".

 

واستذكر توتل مرحلة إقال تلفزيون الـMTV، وقال: "هذا التلفزيون دفع ثمن جرأته، فأسكتوه، واليسوعية واكبت هذه المرحلة مع رئيس جامعة القديس يوسف آنذاك الأب سليم عبو وخطاباته السيادية المطالبة بالحريّة".

 

  والقى عبود كلمة الـMTV  الرّسمية فاعتبر اللقاء "علامة فارقة، لأنه يجمع بين جامعة عريقة تشكل وجها مضيئا من وجوه الفرادة اللبنانية، وبين مؤسسة اعلامية كان لها دورها المميز على طريق الاستقلال الثاني فدفعت الثمن غاليا وأُغلقت ابوابُها قسرا واوقف بثها، لكن نضالها الوطني لم يتوقف ولن".

ووجه تحيةً الى المشاركين في الندوة، "لا سيما من كان له منهم دور اساسي ومؤثر في انتفاضة الاستقلال، ونوّه بمشاركة أحزاب سيادية، متمنيًا "أن تثمر في تعزيز اللحمة بينها لتوحدها في جبهة واحدة، علّ الاتحاد يولد القوة المطلوبة والمرجوة".

 

وعن عنوان اللقاء فصّل نقطتين استفزتاه بحسب قوله: "الاولى أن لبنان نال استقلاله الاول سنة 1943، ونال استقلاله الثاني سنة 2005. وهو اليوم، كما  يؤشر العنوان على طريق  الاستقلال الثالث." وتساءل: "اي دولة تحتاج الى ثلاثة استقلالات في ثمانين عاما؟ الا يدل الامر على وجود عطب بنيوي اساسي في التركيبة اللبنانية؟".

وعقّب: "النقطة الثانية، ان الاستقلال الثالث مختلف عن الاستقلالين الاولين. فالأول كان عن دولة منتدِبة هي فرنسا. والثاني عن دولة وصية هي سوريا. لكن اليوم الاستقلال الثالث عمن سيكون؟ عن ايران؟ ايران ليست موجودة هنا بجيشها وعديدها وعتادها، بل من خلال حزب افراده لبنانيون ويشكلون جزءا من النسيج الوطني اللبناني. فكيف السبيل؟ وما العمل؟".

 

تمنّى عبود "أن تنال النقطتان الاشكاليتان ما يستحقان من دراسة وتعمق"، وشكر الزميلة زوين على ما بذلته من جهد في الوثائقي"، وختم: "كلما استعدت تجربتنا كلبنانيين مع الكيان والدولة تذكرت بيتين شهيرين لامرىء القيس:

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه

وأيقن انا لاحقان بقيصرا،

فقلت له: لا تبك عينُك انما

نحاولُ ملكا او نموتَ فنعذرا".

 

زوين
أما زوين فكان لها كلمة استهلّتها بقصّة تشاركتها مع الحضور فقالت: "كنّا بعشاء عادي مع الرفاق، فيقول أحدهم: أتتذكّر في هذا النهار؟ لم يبقى اي باص وقتها ننزل فيه نحن والطلّاب الذين كنّا مسؤولين عنهم الى ساحة الشهداء... وقتها جورج دفع من مصروفه 100$ لشاحنة تستخدم للورش لتأخدنا ولم يستطع الوصول إلا الى ضبيّة. كان الناس ذاهبين مشيا... أذكر انّنا دخلنا الى الدكاكين لنشتري مياها، لم نكن نجد... كل الرفوف كانت فاضية".

وأوضحت أنّ "هذا الحديث الحقيقي عن يوم 14 أذار 2005"، ألهمها لإعداد الفيلم الوثائقي ايمانًا منها بأنّ "تفاصيل صغيرة لا يحكى عنها وناس لا يعرفون، وفي كثير من الاحيان لا يدخلون التاريخ، وفي غالبيّة الاوقات هذه التفاصيل وهؤلاء الناس من يكونون وراء صنع التاريخ".

 

أضافت: "لهذا السبب تحدّثنا عن مخول عوّاد ورفضه الخضوع للمحتلّ، وفي قرية من بعيد أخبرنا عن كاهنٍ على طريقته مع لوقا الإنجيلي، عن شاب استعار خيمة، وعن آخر هرب من المدرسة لينضمّ الى المتظاهرين، عن شاب اغتيل، وعن أم صاحبة رجاء وايمان... هذه القصص وغيرها، حاولنا إختصارها خلال ساعة وثّقت مرحلة النضال من 2000 لعام 2005 حتّى خروج الاحتلال السّوري من لبنان...". وقالت: "نعم تحدثنا عن وقت الذي كانت الاغلبيّة تقول فيه: "من كل عقلكن السّوري بيطلع من لبنان، من كل عقلكن بتوصلو لمحلّ؟" واستطردت: "هذه الجملة نسمعها مرارًا اليوم عند المطالبة بالعدالة لأكبر جريمة في العصر، جريمة تفجير مرفأ بيروت".

وعن العمل الحامل لوجهة نظر واحدة، قالت: "توقيته وهدفه واضحان. قمنا بهذا العمل بعد احباط اللبنانيين عقب انتفاضة 17 تشرين، وتعطيل الحقيقة في جريمة المرفأ، أردنا تذكير الناس بنضال الاستقلال الثاني، لدعوتهم لعدم اليأس، فالحريّة يصل اليها الشعوب لكن ليس بين ليلة وضحاها".

واعتبرت انّ "من الطبيعي ان يعارض البعض المضمون، لهذا السبب النقاش مفتوح في الندوة"، وقالت: "نحن لا نساوم على موقفنا الوطني السيادي فقط لمجرّد أن هناك رأيا آخر، لكنّنا نرحّب بالرّأي الآخر اذا كان يعلم أنّه ليس بالشموليّة ولا بالترهيب ولا بالترغيب يعيش لبنان الحرّ".

 

وشكرت فريق العمل: لوسيان شهوان جان بيار عبدايم، اليان زوين، رالف عازور وجورج ريشان وكل طاقم الـMTV  وعلى رأسهم رئيس مجلس إدارتها ميشال المرّ "الذي آمن بفكرة الوثائقي ودعمها هو الذي لا يوفّر فرصة الا ويرفع خلالها راية الحريّة والسيادة عبر مؤسسته". وأهدت العمل "لكلّ من قُتل طمعًا بإسكات صوته"، خاتمةُ: "باقون ليبقى صوتك... والاستقلال الثالث سوف يتحقّق وإن ليس بين ليلة وضحاها!".

 

بعد الكلمات، شاهد الحضور الوثائقي الذي ضمّ قصصًا رواها رؤساء كل من حزب القوات اللبنانية، التقدمي الاشتراكي، الكتائب اللبنانية، قادة ومسؤولون سياسيون في هذه الأحزاب ومعها حزب الوطنيين الاحرار، تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ، "أحزاب خاضت معركة الاستقلال الثاني الى جانب صحافيين لم يخشوا ترهيب وترغيب المحتلّ في تلك المرحلة، لاسيما صحافيين في مؤسسة النهار والـMTV .

 

حمادة

وردًا على سؤال "اي استقلال ثالث نريد؟" في ظلّ الإحباط الجديد الذي يعيشه اللبنانيون، بينما قرار الحرب والسلم مسلوب، العدالة مخطوفة، والاستحقاقات الديمقراطية مغيّبة، اعتبر النائب حمادة خلال الندوة الحوارية، انّه "يجب انتظار لحظة تاريخية جديدة، حادثة أو تطوّر ما، تقلب المعادلة، ويخرج منها اللبنانيون الى استقلال ثالث."

وأمل خيرًا "بوصول هذه اللحظة بوجود الجامعات التي تواكب المحطات الوطنية الى جانب الشباب والاعلام الحرّ الذي لا يخشى الترهيب". وعن إخفاقات 14 أذار، طلب الّا يُنسى انّ "الاستقلال أحبط بإلغاء شبه كامل لنخبة قادته عبر اغتيالهم واحدًا تلو الآخر، مشيرًا الى "الانقلاب الزاحف الذي منع التحقيق في الجرائم". وقال: "في جريمة اغتيال رفيق الحريري، دور للنظام الأمني السوري ولكن الأداة كانت عبر حزب الله هذا ما اتضّح من المحكمة الدولية وهذا ينسحب على كل الاغتيالات!".

ولفت حمادة الى "اهميّة القرار 1559 الذي "ابلسوه في تلك الفترة مع أنّه جزء من دستور لبنان، وبينما اعتبروه تدخّلًا أميركيًا، نذكّر أن أميركا آنذاك لم تكن بعد مع خروج السوريين من لبنان وهذا ما أوضحه الوثائقي، واليوم القرار 1701 الذي يثير كل الجدل حوله، يعود بحيثياته الى صلب القرار 1559".

 

وأجاب النائب السابق علوش على السؤال، عبر تفسير معنى الاستقلال وقدرة الشعوب على تقرير مصيرها لوحدها، فقال: "بينما هناك اليوم لبنانيون مقتنعون بفكرة ولاية الفقيه عبر حزب اعلن بوضوح ولاءه للخارج، وبينما تعترف حكومة لبنان أنّها غير قادرة على قرار الحرب أو السلم، والمجلس النيابي عاجز عن انتخاب رئيس للجمهورية في ظلّ التعطيل، أكيد أنّ استقلالنا غير كامل ونحن بحاجة الى استقلال جديد".

وأردف: "لتحقيق ذلك، من الضروري بناء كتلة واحدة متراصّة لاستعادة الدولة، وعلى هذه الكتلة التحلّي بالوحدة والصبر بغض النظر عن اغراءات تافهة في السلطة، فنعم علينا انتظار اللحظة التاريخية ولكن ما من لحظة تاريخية تلتقط إذا ما كان الشخص مستعدّ لها".

وأجاب بعد سؤاله عن استعداد تيار المستقبل الى العودة الى الواجهة: "تيار المستقبل هو الكتلة الوطنية التي قررت ان تكون جزءا من الاستقلال بعد اغتيال الحريري وعندما فقدت هذه الصفة فقدت كل انتمائها لتيار المستقبل الذي عرفناه!".

 

وقرأ قصير نصًا من وثيقة سياسية صدرت عن "حزب الله" عام 2009، للإشارة الى دعوة "حزب الله" الى "قيام دولة مستقلّة قويّة وحاضرة في معادلات المنطقة والى اهميّة جهود اللبنانيين في تحقيق المساواة والرفاهية"، متطرقًا الى "منع الفدرلة والتقسيم".

وردًا على علوش، قال: "الوثيقة التي تحدثت عنها صدرت عام 1985، من هذا التاريخ الى 2009 حزب الله تغيّر، ومن 2009 حتى اليوم هو يتغيّر أيضًا!".

ورفض قصير توصيف "الاحتلال الإيراني"، وقال: "هؤلاء لبنانيون أصحاب رؤية للبنان، قاوموا الاحتلال الإسرائيلي ووجهات النظر يمكن ان تختلف في الوطن، حزب الله جزء من هذا البلد ولديه عدد كبير من المؤيدين!".

أضاف: "نحن بحاجة الى رؤية جديدة، والى قراءة التاريخ بشكل مشترك ولو اختلفنا عليه، والى عدم تخوين بعضنا البعض. إذا طلبنا من حزب الله قطع العلاقة مع إيران، على كل اللبنانيين الا يراهنوا على الخارج. اطلبوا من سعد الحريري ألا تقرر السعودية مصيره مثلًا!".

 

أما سعيد فذكّر بـ"الدروس" التي تعلّمها من "ثورة الأرز"، فقال: "الوحدة الداخلية الإسلامية المسيحية تصنع المعجزات، وعودة اللبنانيين الى مربعاتهم الطائفيّة تنهي التجربة بكاملها. والجهوزية الخارجية ليست كافية للتغيير في لبنان، على نصاب داخلي أن يكون جاهزًا ويلاقي القرار الخارجي". ووجّه تحيّة في هذا الاطار، الى "أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت الذين يناضلون داخليًا بالرغم من انّ القرار الخارجي لدعم قضيّتهم لا يزال غير متوفّر".

وأعرب: "إدّعاء الموارنة أنّهم أرباب الدولة شكّل انزعاجًا في مرحلة من المراحل، وسرديّة السنّة في اعمار البلد بينما الآخرون قتلّوا بعضهم البعض، أزعج الآخرين كذلك، واليوم طرف ثالث شيعي يدّعي أنّه أشرف الناس ولولاه لكانت أشرافنا بخطر... هذه السرديات الجزئية لا تبني الأوطان".

وردًا على قصير، قال: "اللبناني حامل السلاح نعم لبناني، ولكن من يأمر حامل السلاح هو ايران. لذلك، أشدّد على أنّ هناك احتلالا إيرانيا، والدليل ما حدث في لبنان بعد طوفان الأقصى، فاذا كان حزب الله مترددًا في الردود العنيفة على إسرائيل اليوم، فهو لأنّ ايران تقوم بحملة جو بايدن الانتخابيّة".

 

حبشي

وذكر النائب حبشي أنّ "14 آذار كانت نتيجة مسار طويل، ولم تكن صنع قيادات، بل شعب سبق القيادات تحت عنوان واضح ومحدّد: "السيادة، الحريّة والاستقلال، وعندما تمت المساومة على السيادة، العنوان الأساسي الذي رفعه اللبنانيون، فشلت 14 آذار."

وتحدّث عن أن "اللبنانيين كانوا بانتظار حوكمة في دولة حقيقية قادرة على تأمين حقوقهم اليوميّة لكنّ ذلك لم يحدث فانتفض اللبنانيون في 17 تشرين".

وقال: "في وجه 14 آذار من قَبِل بها ودعمها ومن رفضها وأكمل لعب دور السوري في لبنان... إنه حزب الله... والتجربة ذاتها تكررت في 2019، بين من ضرب الثوّار واستعمل القوى الأمنية بوجههم ومن وقف مع ثورة الناس".

وردّ على قصير قائلا: "أستغرب انّ من يطالب بعدم تصنيف الناس هو من يصنّف ومن يطلب عدم المراهنة على الخارج، هو الذي يراهن عليه اليوم بانتظار إيصال رئيس جمهورية لا يخرج عن طاعته".

وتابع: "نتيجة تطبيق الـ 1701 المجتزأ، استُعمل السلاح في داخل الشوارع اللبنانية بينما أمّن الأمان لإسرائيل على الحدود. واليوم إذا اردنا الحديث عن استقلال ثالث وبينما يحكى عن الـ1701، نطالب بأن يؤمّن شروط السيادة أي حصر السلاح بيدّ الدولة وعليها حصرًا اتخاذ القرارات الاستراتيجية كالحرب والسلم".

 

وختم: "المشكل السياسي واضح، ومع "حزب الله" من غير الممكن بناء دولة ابدًا، لذا صارت إعادة النظر بالتركيبة اللبنانية ضرورية، حتى إيجاد طريقة لفصل يوميات اللبناني الذي يعيش من دون دواء وكهرباء عن المشاكل السياسية التي يبدو أنّ اطر حلّها غير واضحة في المدى المنظور".

 

ورأى الأب بخاش أن "الإشكالية تكمن في خطأ منهجي في تركيبة النظام"، وقال: "دولة مركزيّة لشعب متعدد الثقافات، لكل منهم حضارته وتاريخ تطوّر بطريقة مختلفة عن الآخرين. هذه نظريّة حاولنا تطبيقها على واقع لا يلائمها، وفي الانظمة يتوجّب العكس".

أضاف: "هويّة لبنان اليوم لا تقف عند حدود الـ10452 فمنهم من يربطها مع الامة الإسلامية والعربيّة ومنهم من يعتبرها صورة عن ولاية الفقيه ويعبّر عن قناعات دينيّة وايمانيّة، وأمام كل ذلك لا ينفع تسجيل النقاط على بعضنا البعض، وعبارة الاحتلال الإيراني بمفهوم اكاديمي غير صالحة في حالتنا، علينا مصارحة المريض بمرضه، والعلاج عبر طرح النظام الفيديرالي لتفادي الصدام".

وختم: "هناك ناس أخذوا خياراتهم وهم مرتاحون. نحن، هل نعلم ماذا نريد؟ لا يمكنني أن أساعد باقي المكونات وأنا جائع. كفى تجميلًا للواقع وتكاذبا على بعضنا البعض!".

 

                                ===========إ.غ.

 

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب