المرتضى في حفل تخريج طلاب ال AUST: وحدكم قادرون على نفض الغبار عن لبنان واستخراج التبر من ترابه وألقه من قلقه وبأسه من يأسه


وطنية - رعى وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى حفل التخريج السنوي لجامعة الAUST الذي اقيم على مسرح قصر الاونيسكو - بيروت، في حضور رئيسة مجلس إدارة الجامعة الدكتورة هيام صقر وأفراد الهيئتين التعليمية والإدارية واهالي الخريجين والخريجات.
 
والقى المرتضى كلمة من وحي المناسبة شدد فيها على "دور جامعة ال AUST في بث التلاقي حيث اخرجت العلوم من قيدها المذهبي وادخلتها القيد الوطني"، داعيا "الخريجات والخريجين الى الايمان بان لبنان اعظم واجمل بلد ويستحق ان نبذل فيه ومن اجل فيامته الغالي والنفيس من ذواتنا وحياتنا" وخاطبهم قائلا: "وحدكم القادرون على نفض الغبار عن لبنان واستخراج التبر من ترابه وألقهمن قلقه وبأسه من يأسه".
 
وقال المرتضى في كلمته: "اسمحوا ليَ اليوم أن أبدأ بالمؤسِّسَة قبل المؤسَّسَة لأن الإنسانَ هو البُنيان، يرتفعُ بجَهده الحَجرُ فيرتقي البشر، فكيف اذا كان البنيانُ صرحًا جامعيًا بحجم AUST يرسُمُ ملامحَ التميُّز وملاحمَ الاصرار عليه منذ عقودٍ طويلة؟ جامعة ال AUST جدران وروح تتنفس الكلمة والحرف والرقم، ثلاثية بكل تجلياتها، والأهم الأهم تتنفس إبداعا كلما خرجت وتخرجت، بعناية الدكتورة هيام صقر وفريقها المتألق الأكاديمي والاداري، أجيال تنطلق لتبث الإبداع في كل أصقاع الأرض.واذا كانت الدكتورة هيام تطوي هذه السنة سنوات ملأى بالثمار فإلى ثمار متجددة بهمة الدكتور رياض صقر الذي سيصون الأمانة مسترشدا بالإنجازات ومخططا لآفاق جديدة".
 
واضاف: "اسمحوا لي أيضا أن أسجل للجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا AUST بأنها تغرد خارج سرب الشهادة الطائفية حيث انها أخرجت العلوم من قيدها المذهبي وادخلتها القيد الوطني ففيها يلتقي لبنان مع لبنان وما أجمل أن يتآخى المسلم والمسيحي بدعوة من المعرفة، وما أخطر ان تعمل بعض المعرفة على يث الفرقة الطائفية. المعرفة التي تبث التلاقي هي ما يحتاجها لبنان سيداتي سادتي، قبل دراسات سوق العمل ونوعية الاختصاص على أهميتها، وقبل التصدي لهجرة الأدمغة على ضرورتها، فما نفع ان تبقى الأدمغة اذا كانت محشوة بعبوات التعصب وبارود الأحقاد ورصاص الجهل؟".
 
وتابع: "لذلك أسمح لنفسي بأن أدعو المتخرجين أن يشبهوا ال AUST وهذا هو التحدي الأكبر لأن المواطنة تنتابكم داخل الجامعة فتصلون معها الى  قمة الانتماء ولكن ما ان تخرجوا الى رحاب الوطن تكتشفون انكم في سجن كبير ، سجن عنوانه خطاب الكراهية والانعزال والتقوقع. ما أن يصبح محيطكم أكثرية تتحولون الى أقلية ويبدأ شعوركم بالالتباس. هل نتخلى عن قيم الجامعة التي تجمع فنلتزم بقيم البيئة التي تفرق؟ من ينحو منكم إلى نداء العزلة يخسر أجمل فرصة اكتسبها في هذه الجامعة ومثيلاتها، أعني بها فرصة الإصلاح وتطوير النظام والحياة المشتركة، ونعدكم ونعد انفسنا ان من يصمد فلا تغريه نداءات العزلة والانطواء، سيتحول عاجلا أم آجلا إلى أكثرية".
 
واردف: "نحن اذن أمام ثورة حقيقية يتم التحضير لها في AUST ونظيراتها من الجامعات التي تخرج رسلا لا خريجين. الشهادة التي يحملها كل واحد منكم تشبهها ملايين الشهادات التي يحملها ملايين الخريجين أمثالكم فما الذي يجعلكم متميزين؟ تميزوا باجتراح الحلم، بمزاولة القلق التغييري، بمقاربة النجاحات المستحيلة، بتدمير التقليد وتعمير التجديد، بالمحاولة الدؤوبة ألف مرة قبل النجاح مرة واحدة. هذا هو الفرق بين الخريج والرسول وال AUST لا شك تفضلكم رسلا لا مجرد خريجين".
 
 وقال: "لا تقنعوا بما دون العبقرية. ال AUST حاولت أن تزرع فيكم هذه اللوثة المباركة، وليس من قبيل الصدف أن تضع أمام ناظريكم في حرمها في بيروت حديقة العباقرة التي يسكنها طيف جبران خليل جبران وشارل مالك ومايكل دبغي وسعيد عقل وغسان تويني، فبالله عليكم ألا تحلمون يوما ان يكون طيفكم زميلا لأحد هؤلاء العظماء في الحديقة؟".
 
واضاف:"لقد استجابت ال AUST على مدى عقود لنظام تعليمي جامعي مرن يواءم بين الاختصاص وسوق العمل يخاطبكم في أعز ما تطمحون اليه وهو الاستقرار. كل ذلك وسط بيئة فيها الكثير من الفوضى واللاإستقرار، لأن جامعتكم اكتشفت أنه ما لم نحول لبنان الى منصة استقرار، فلن يستعيد اللبنانيون ثقتهم ببلدهم. انتم ايها الخريجون مبدعو هذه المنصات، استثمروا فيها سياحة وصناعة وتجارة وثقافة وفنا وآمنوا ان لبنان أعظم بلد على وجه الأرض وأجمل بلد على وجه الأرض وهو يستحق أن نبذل فيه ومن أجل قيامته الغالي والنفيس من ذواتنا وحياتنا.
كل التهاني لباقة الخريجين الذين ترفع لهم القبعة، تحية الى الجسم التعليمي والطاقم الاداري، تحية الى الامومة التربوية، الى الدكتورة هيام صقر، التي تجمع الطبع الحليم بالمعايير الصارمة ، تحية الى الغد الذي ينتظر بفارغ الصبر ان يلتقي بخريجين جدد وعلى أمل ان تبقى ال AUST صرحا وطنيا كبيرا."  
 
وختم:" نستودعكم  لبنان ايها الخريجون فوحدكم قادرون على نفض غباره واستخراج التبر من ترابه وألقه من قلقه وبأسه من يأسه.لا تنسوا أخيرا ان تتذكروا من AUST أقدمتم على اقتحام لجج الحياة، فكلما عاكستكم الحياة واجهوها بالإقدام في العلم والاخلاق والايمان بالله وبوطنكم، عشتم، عاشت ال AUST، وعاش لبنان."
 
                      ==================

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب