الجامعة اللبنانية والجيش احتفلا بتخريج دورة الأركان 36 في ماستر العلوم العسكرية
بدران: نتشارك مسؤولية حفظ الكرامة والسيادة وبناء الإنسان

وطنية - اعلنت الجامعة اللبنانية في بيان انها احتفلت وقيادة الجيش بتخريج دورة الأركان 36 بعنوان "سيفنا والقلم" وتسليم شهادات ماستر العلوم العسكرية للخريجين، في قاعة المؤتمرات في مدينة رفيق الحريري الجامعية، في حضور نائب رئيس الأركان للعمليات العميد الركن حسن جوني ممثلاً قائد الجيش العماد جوزيف عون، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران، قائد كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان العقيد الركن محمد بيطار وعدد من النواب والديبلوماسيين والملحقين العسكريين والضباط وعمداء ومدراء عدد من كليات ومعاهد الجامعة اللبنانية.

بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة اللبنانية، قدمت موسيقى الجيش وكورال الجامعة باقة من الأغاني الوطنية، ثم ألقت رئيسة مركز الأبحاث في كلية الإعلام الدكتورة وفاء أبو شقرا كلمة ترحيبية بالحضور.

بيطار

بعد ذلك، ألقى العقيد الركن بيطار كلمة جاء فيها: "نلتقي اليوم في مجمع الحدث قلب الجامعة اللبنانية، الجامعة الوطنية توأم المؤسسة العسكرية والتي تمثل لنا كضباط في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان بيتنا الثاني. نلتقي لقطف ثمرة نجاح تتمثل في منح شهادة الماستر في العلوم العسكرية من كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية لدورة الأركان السادسة والثلاثين التي تخرجت من كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، وهي أول دورة أركان تُمنح هذه الشهادة".

وأكّد بيطار "أن ثمرة النجاح هذه لم تكن لتولد لو لم تتوافر النوايا الطيبة والإرادات الصلبة عند فريقي العمل في الجامعة اللبنانية والمؤسسة العسكرية، وتحديداً في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، فقد حققوا هذا الإنجاز بعد جهدٍ جبار وهو إنجازٌ يحمل إلى جانب قيمته العسكرية قيمةٍ علميةٍ كبيرة ويُجسّد المستوى العالي من المعرفة التي توصّل إليها ضبّاط دورة الأركان السادسة والثلاثين".

وإذ شكر كل من ساهم في هذا الإنجاز، أشار بيطار إلى "أن أساتذة الجامعة اللبنانية المنتدبين إلى كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان يشكلون الجناح المدني الذي يحلق بها عالياً جنباً إلى جنب مع جناحها العسكري في فضاء المعرفة والتطور والنجاح."

حبيب

من جهته، قال عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية البروفسور كميل حبيب: "ليس أحق من الجامعة اللبنانية ومعهد التعليم في الجيش أن يتحملا مسؤولية النهوض بلبنان واستعادة دوره الحضاري في المشرق والعالم، وما لقاؤنا اليوم إلا ثمرة عهد ثقة بين اهم مؤسستين عامتين عاملتين على الأراضي اللبنانية".

وأضاف: "نحن في الجامعة اللبنانية نفتخر ونعتز بأننا شركاء الجيش في كافة معاهد التعليم العسكرية:

- في كلية فؤاد شهاب للقيادة والاركان حيث يتابع أساتذتنا إلقاء محاضراتهم بإرادة مؤمنة وصلبة

- في الكلية الحربية حيث عملنا على استصدار مرسوم رقم 153، كما ينشط اساتذتنا في تطوير المناهج لحصول الطلاب على احدى الشهادات في العلوم، الجغرافيا، المعلوماتية الادارية، والعلوم السياسية.

- في مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية حيث يتابع الطلاب من مدنيين وعسكريين دراسة هذا الحقل المعرفي الهام".

وأشار البروفسور حبيب إلى "أن كلية الحقوق هي بيئة ورسالة وحصن للحرية الفكرية والكرامة الانسانية وموطن للخلق والابداع ومشعل معرفة في ركب الحضارة الإنسانية".

وتوجّه إلى الخريجين بالقول: "في حياة كل منا أيام مشهودة تبقى في الذاكرة لا يمحوها الزمن. ويأتي يوم التخرّج الأبهى بين تلك الايام فتظل ذكراه مصاحبة لرحلة الحياة ونقطة الانطلاق نحو آفاقها الرحبة وآمالها العريضة. ثقوا ان تخرجكم ليس نهاية المطاف وواجب علينا وعليكم محاربة الظلم اينما وجد، اي مكافحة الطائفية، ومحاربة الصهيونية، ومقارعة الارهاب وإننا لمنتصرون".

بدران

كما تحدث رئيس الجامعة اللبنانية، مشيرا إلى "أن عنوان "سيفنا والقلم" يبرز أهمية وفعالية التعاون القائم بين الجامعة اللبنانية والجيش اللبناني اللذين يُشكلان معاَ أحد أهم المرتكزات الأساسية للاستقرار الأمني والبناء المعرفي في لبنان، فالعلاقة بين القلم والبندقية هي تجسيد للحقيقة وقوة الحق".

وقال: "حملة الأقلام، تقع عليهم مسؤولية تعبيد الطرق للإدراك المعرفي القائم على الحقائق العلمية، أما حملة البندقية فهم القوة التي تحمي وتؤمِّن المناخات السليمة لحرية التعليم، وما وجودنا في هذا المجمَّع الجامعي إلا خير شاهد على هذه المعادلة".

وأكّد بدران "أن القيمة العلمية والبحثية للجامعة اللبنانية تكمن في حملة الأقلام فيها، الذين كانوا وما زالوا يعملون بجهد للحفاظ على سمعة جامعتهم التي تستمر في تحقيق التقدّم والتفوق على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وتكاد معظم كلياتها ومعاهدها تحصل على شهادات الاعتراف الأكاديمي والبرامجي من أرقى مؤسسات التصنيف العالمية."

وقال: "سيفنا والقلم عنوان أيضاً لتثبيت مفهوم الوطن، فالجميع يعرف أن الأوطان تقوم على (الأرض، الجيش، القضاء والجامعة)، فالجغرافيا تحتاج إلى حماية تؤمنها قوة تحفظ الكرامات والحريات والسيادة، وهذه القوة تعمل من خلال سيادة القوانين. أما الجامعة، فعليها تقع مسؤولية بناء الإنسان القادر علمياً ومهنياً على تسلم وإدارة كل مؤسسات الوطن. والتاريخ والحاضر يشهدان أن خريجي الجامعة اللبنانية الذين يزيد عديدهم اليوم على 350 ألفًا يتموضعون في كافة مؤسسات الدولة ويرفدونها بخبراتهم العلمية والمهنية التي احتلت المرتبة الأولى حسب مؤشر QS العالمي للعام الحالي".

وأضاف: "قيل دائماً إن الجامعة اللبنانية هي بمثابة الجيش الثاني في لبنان. نعم هي حقيقة بمعناها المجازي، فالجيش هو الجيش اللبناني الذي بتضحيات ضباطه وجنوده وجهود قيادته الجبارة، استطاع أن يؤمن الاستقرار في ظل أصعب الظروف الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وهذا ما ينطبق أيضاً على الجامعة اللبنانية والتي في صلب مهامها حماية الأجيال الشابة من الجهل والبطالة، وهذه مسؤولية اجتماعية ندركها تماماً وندرك حجم المهمة الملقاة على عاتقنا في هذه الظروف الشديدة التعقيد".

وتابع: "كما تقدَّمت الجامعة اللبنانية الصفوف الأمامية لمواجهة جائحة كورونا وسخرت كل إمكاناتها العلمية والبحثية والمخبرية والبشرية وقدَّمت التضحيات والشهداء من أساتذة وطلاب في سبيل حماية المجتمع، ها هي اليوم تتصدى للصعوبات المتعدِّدة وفي طليعتها العجز المالي في موازنتها، وهي استطاعت استعادة التعليم الحضوري وبدء العام الدراسي في كافة كلياتها ومعاهدها وأبنيتها الجامعية البالغ عددها 77 مبنى ومركزًا".

 

وأشاد بدران بـ"الدعم القوي الذي وفرته قيادة الجيش اللبناني لتأمين احتياجات الجامعة من المحروقات بسبب تأخر إقرار الموازنة، وهذا ما جعل بداية العام الجامعي ممكناً، وباسم نحو ثمانين ألف طالب وأسرهم نقول لقائد الجيش العماد جوزف عون شكراً من القلب"، مؤكدا "أن دعم الجيش اللبناني للجامعة الوطنية يأتي في سياقه الطبيعي، فهما معاً يمثلان قيم الهوية الوطنية الجامعة، كما أن الجيش يتشارك مع الجامعة في الخدمة الاجتماعية المتعدِّدة الأوجه إضافة إلى مهامه الدفاعية، وهو يدرك أيضاً أن بقاء آلاف الطلاب خارج قاعات التدريس يؤدي إلى تداعيات سلبية جداً على الاستقرار الاجتماعي وزيادة التوترات الأمنية".

واعتبر "أن هذا النهج المشترك والتعاون يجعلان من علاقة الجامعة اللبنانية بالجيش اللبناني مرتكزة على قوة كبيرة في بُعدها المعياري وفي بُعدها المشكِّل لضرورات التطوير الدائم لهذه العلاقة المستندة إلى شرعية اجتماعية وشرعية قانونية تقوم على قواعد صلبة تتجلى يوماً بعد يوم بأثرها الأمني والاجتماعي والتنموي".

وتوجه بدران إلى الضباط المتخرجين بالقول: "للمرة الأولى في تاريخها، تسلم الجامعة اللبنانية شهادات الماستر في العلوم العسكرية لضباط من كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، وذلك نتيجة الإتفاق بين قيادة الجيش والجامعة اللبنانية. وإلى الضباط اللبنانيين نقول، إن وحدات الجامعة اللبنانية ستكون دائماً جاهزة لتقديم خبراتها المعرفية والعلمية والتي تشمل 462 مساراً تخصصياً، فلا تترددوا في طلبها".

كما توجه إلى الضباط العرب بالقول: "يُسعدنا حضوركم بيننا، فأبواب الجامعة مفتوحة لكم ولكل الطلاب العرب. الجامعة اللبنانية كانت ولا تزال جامعة العرب في لبنان، ولطالما ضمَّت على مقاعدها آلاف الطلاب العرب الذين يحتلون اليوم مراكز عليا في بلدانهم. جامعتنا تضم اليوم أربعة ألاف طالب وطالبة من جنسيات مختلفة غالبيتهم العظمى من الدول العربية، ونحن نطمحُ إلى تعزيز دور الجامعة اللبنانية في خدمة الطلاب والباحثين من كل الدول لا سيَّما من الأشقاء العرب في مرحلتي الماستر والدكتوراه".

وأشار  إلى أن" رابط الجيش - الجامعة اللبنانية يحظى لدينا باهتمام كبير، إذ انه يظهر مسألة الأمن والدفاع والتعليم العالي كوحدة مترابطة طرفاها اثنان، الجيش الذي يقوم بمهمة الدفاع وحفظ الأمن وما تتطلبه هذه المهمة من تحضيرات مادية ونفسية وتكوينية تعليمية، من جهة، والجامعة التي تمد هذا الجيش بالقوة المعرفية من جهة أخرى".

ممثل قائد الجيش

من جهته، عبّر العميد الركن حسن جوني عن سعادته بوقوفه "أمام أعمدة الفكر والمعرفة في الجامعة اللبنانية - الصرح الأكاديمي الأول في الوطن وجيشه الثاني"، لافتا الى "أن الجامعة اللبنانية التي تعاني كما معظم المؤسسات في الظروف الراهنة لا تزال تتحمل مسؤولياتها الأكاديمية على مستوى الوطن ولا سيما في إطار التعاون مع المؤسسات الأخرى، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، بهدف تتويج الجهود التعليمية المبذولة بما يوازيها من درجات أكاديمية رسمية معترف بها."

وقال: "إن شهادة الماستر التي تتسلمونها اليوم ما كانت لتنجز لو لم يكن على رأس الجامعة اللبنانية رئيسٌ يؤمن بمعادلة السيف والقلم، ويؤمن بجيشه الوطني وضرورة دعم ضباطه أكاديمياً وله ثقة مطلقة بالمؤسسة العسكرية بشكل عام، وبكلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان بشكلٍ خاص ."

وشكر العميد جوني رئيس الجامعة اللبنانية على "تجاوبه وتعاونه معاونيه لا، سيما الدكتور عصام اسماعيل الذي صاغ مسودة بروتوكول التعاون في ماستر العلوم العسكرية، كما شكر ضباط كلية فؤاد شهاب للأركان الذين عملوا بجد وجهد من أجل تحقيق هذا الهدف".

ولضباط دورة الأركان 36 توجّه العميد جوني قائلًا: "إن العنوان الأكاديمي للشهادة التي تتسلمونها اليوم يجب أن يُقرأ من خلال رفعة شخصياتكم ورقي مقارباتكم الفكرية وعمق ثقافتكم ووسع معارفكم قبل أن يُقرأ على متن شهاداتكم.  أوصيكم أن توغلوا في البحث المستمر عن الحقيقة العلمية في مختلف اتجاهات المعرفة وفروعها ولا سيما العسكرية والاستراتيجية منها".

وفي الختام، تمّ تسليم الشهادات للضباط المتخرجين.

                         ============ ن.م

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب