افتتاح مشروع إنارة طريق سيدة بشوات بالطاقة الشمسية بتمويل هولندي


وطنية - بعلبك - أقامت "الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب" احتفالاً في بلدة بشوات، لمناسبة إنارة طريق عام مزار سيدة بشوات بالطاقة الشمسية، الممول من السفارة الهولندية، ضمن فعاليات مشروع "تضامن الشباب للحد من التطرف"، الذي يهدف إلى تعزيز التضامن، التعايش، الإنتماء الوطني، وتمكين الشباب اقتصاديا.
 
حضر الحفل رئيس أساقفة بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، زينب ناصر الدين ممثلة محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، رئيس بلدية بشوات حميد كيروز ممثلا النائب أنطوان حبشي، نائب رئيس البعثة الدبلوماسية في سفارة هولندا في لبنان سيلفيا ديبين، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، رئيس اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر ممثلا برئيس بلدية عيناتا ميشال رحمة، ورؤساء بلديات ومخاتير قرى الجوار، الأب غسان بركات ممثلا المتروبوليت أنطونيوس الصوري، وفاعليات اجتماعية.
 
اللقيس
 وأشار مؤسس ورئيس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب الدكتور رامي اللقيس إلى أن "عنوان المشروع تضامن الشباب للحد من التطرف، وهذه الرسالة التي يحملها المشروع، انتجت إنارة الطريق إلى مزار سيدة بشوات. التضامن والتطرف نقيضان، ولمواجهة التطرف يجب أن نتضامن، لأن المتطرف يذوب عندما نحتويه، والتضامن هو الرسالة التي تأسست عليها جمعيتنا، لذا هذا المفهوم موجود في كل عملنا، وكل فرد من أفراد الجمعية موجود لكي يساهم بتعزيز التضامن، بالرغم من كل دعوات التطرف، والشرذمة مهما كان شكلها هي مرفوضة عند من يؤمن بالتضامن. اليوم نحن بمقام مقدس ديني".
 
وأضاف: "قمنا بإنارة هذه الطريق، لأن سيدة بشوات نورت علينا جميعا، لذا من واجبنا إنارة الطريق أمام زائري سيدة بشوات. نحن لسنا مؤسسة دينية، نحن مؤسسة مدنية، ولكننا نؤمن بتوفير كل أسباب الراحة والأمان لكل  إنسان يريد أن يمارس قناعاته الدينية والاجتماعية والسياسية. لذا من هذا المنطق الذي يهدف الى الحد من التطرف من خلال خلق تواصل حقيقي بين الشباب وبين المؤسسات الدينية والأمنية، بعض الرسائل أحيانا تشوه الأديان، وبعضها يشوه المؤسسات الأمنية، بعض الناس يفهم أن الأديان هي سبب التطرف، وان الأمن هو شكل من أشكال العنف، لذا نحن نوضح من خلال هذا المشروع حقيقة التواصل بين الإنسان والمؤسسات الدينية، قد تؤمن بها أو لا، ولكن عليك ان تعلم جوهرها، وعلى مستوى المؤسسات الأمنية ما احوجنا إلى الامن، لذا كان هدفنا الأساسي أن يكون التصور واقعي وحقيقي وان ندفع الشباب لكي يتعرفوا اكثر وان يساهموا في نشر الأفكار التي تحسن صورة وقيمة الدين وجوهره وقيمة الامن في بناء المجتمع ومستقبله".
 
وأردف: "نحن في بعلبك الهرمل ما أحوجنا إلى الأمن والأمان والى الوسائل التي تعزز قيمة الانسان، صحيح اننا نعيش في بلدات مختلفة دينيا وسياسيا ولكن يجب ان لا نكتفي به كموروث ونستمر به، بشوات وبعلبك وعرسال وباقي المناطق هي ليست فقط بلدات أبنائها هي بلداتنا جميعا، عندما نشعر بهذا الإنتماء نلغي عندها مشاريع التقسيم للمجتمع".  
 
ورأى أن "كل منطقة لها طابعها الديني ولكن لا يمكن ان نستمر هكذا، قد نختلف دينيا ولكن هذا لا يعني أن نبتعد اجتماعيا عن بعضنا البعض، وعندما نتعرف على بعضنا أكثر ندرك كمية الجمال الموجود عندنا. وعلينا أن نحول التنوع والاختلاف إلى نموذج. من غير الضروري ان نكون متشابهين، ولكن علينا ان نحترم الاختلاف، وهذا شكل من اشكال الحضارة لان كل حضارة لا تؤمن باحترام الاختلاف لا تستطيع ان تستمر، علينا أن نؤمن ان الانسان هو الجوهر وهو الوسيلة والهدف". 
 
وختم: "البعض يقول اننا نعمل مع السفارات، صحيح نحن نعمل مع السفارة الهولندية، وخلال عشر سنوات نفذنا مجموعة مشاريع، أولا برنامج لدعم المرأة ومشاركة المرأة في العمل العام ونتيجة لهذا البرنامج لأول مرة تترشح 16 سيدة على الانتخابات، ونفذنا برنامج شبكات السلم الأهلي، واستطعنا من خلاله تشكيل لجان تشبيك بين كل المناطق، والمشروع الثالث تضامن الشباب للحد من التطرف الذي سينتج مجموعات كبيرة من الشباب من المناطق كافة، وكذلك سيساهم في انتاج 80 مشروعا لدعم الشباب في حضورهم الاقتصادي ودعم الاقتصاد المحلي،  لذا نشكر السفارة على كل المساعدة والدعم".
 
كيروز
ومن جهته اكد كيروز ان "بلدة بشوات أحبت العذراء مريم التي جعلت البلدة منارة للبنان وللكون كله بظهوراتها وعجائبها. ومزار سيدة بشوات هو مزار عالمي يقصده سنويا ملايين الحجاج والزوار طالبي النعم، وهم من كل الطوائف والأديان، ورغم اهمية البلدة سياحيا ودينيا وعالميا، فهي منسية من قبل الدولة كباقي بلدات البقاع".
 
وختم: "كنا نعاني من ظلمة الطريق الممتدة من المسبحة إلى المزار ليلا، لمسافه 3 كيلو متر بدون إنارة، لأن كهرباء الدولة نسيناها منذ سنين. ولكن الحجاج والزوار لم يستسلموا ولم ييأسوا ولم يخافوا، فبقيت المسيرات متواصلة ليلا نهارا، وطالبنا كل الهيئات الرسمية والوزارات المعنية بإنارة طريق المزار، ولكننا حصلنا على كلام جميل ووعود كاذبة. واليوم وبعد طول انتظار تحقق الحلم بفضلكم ومساعدتكم وتعاونكم فنفذ مشروع الإنارة بالطاقة الشمسية، فالشكر لجمعية الدراسات وللسفارة الهولندية".
 
ديبين
وألقت ديبين كلمة سفارة هولندا، فقالت: "انا مسرورة بشكل خاص، لأنني أرى امامي مجموعة متنوعة من الناس الذين أتوا من خلفيات ومجتمعات مختلفة. ونحن هنا اليوم لنرى العمل غير الأناني الذي يقوم به مجموعة من الشباب المتحمسين لخلق ترابط بين المجتمعات والمساهمه فيها، وانا اعتقد انهم بمثابة مثال لنا جميعا".
 
وأضافت: "بينما نجتمع في محافظة بعلبك الهرمل التي تواجه تحديات عديدة، من الضروري أن نفكر معا كيف نستطيع أن نعمل سويا لخلق مستقبل أفضل للمجتمعات اللبنانية، وهذا يتطلب الاستعداد والارادة للإصغاء والتعلم من بعضنا البعض، وتحدي المفاهيم الخاطئة والافكار النمطية التي غالبا ما تفرقنا. مع الأسف الكثير من الناس لا يثقون ببعضهم البعض، ويشعرون بالانفصال عن المجتمع الأوسع، ولكن الوضع يجب ان لا يكون على هذه الحالة، فبالعمل سويا وتوطيد التعاون بين المجتمعات المختلفة تستطيعون أن تخلقوا مجتمعا أفضل ومزدهرا ذو منفعة للجميع".
 
ورأت أن "الشباب يلعبون دورا مهما، بما أنهم يحملون مفتاح المستقبل. الشباب يهتمون لأمر مجتمعهم ويريدون أن يساهموا فيه. علاوة على ذلك مساهمتهم في المجتمع تساعد على حماية المجتمع نفسه، فالملكية المشتركة تربطنا بمجتمعاتنا وتعطينا شعورا بالمسؤوليه والفخر، ولهذا المملكه الهولنديه تركز كثيرا على إشراك الشباب في تحديد مشاكل وحلول الحاضر والمستقبل".
 
واعتبرت ان "المشاريع المجتمعية التي بدأتها الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب، التي يقوم بها الشباب بالتعاون مع البلديات ورؤسائها، ومع رجال دين وجميع الفاعليات المحلية، هي مثال جميل وحقيقي لإدخال أرضية مشتركة، والعمل تجاه هدف مشترك، فهي تزيد التعاطف وتبني الثقة، تخلط ملكية مشتركة وتقضي على المفاهيم الخاطئه والافكار النمطية".
 
وختمت: "الخطوه التالية هي الاستمرار في بناء مجتمع شامل للجميع الذي من خلاله يقدر الشباب على الإزدهار والمساهمة في مستقبل لبنان، لأن البيت المنقسم على ذاته لا يقوى على الصمود. وأنا متفائلة ان لبنان وشبابه قادرون على بناء هذا المجتمع".
 
رحمة
وبدوره رأى المطران رحمة أن "يسوع نور العالم وهو العلم والفكرة الحلوة والتعليم الذي يشفي القلب والروح. لقد اختارت العذراء محطة في هذا المكان، ولكنها ليست محطة لها، وانما لكل الناس من كل المشارب والأديان، وفي إحدى ظهوراتها العجائبية، ظهرت على فتى أردني غير لبناني، وليس مسيحيا، وسألته لماذا الناس يتقاتلون ويختلفون على هذه الارض التي تتسع للجميع، ودعتنا إلى السلام والمحبة".
 
ولفت إلى أنه "منذ 10 أيام صلينا في الباحة الخارجية لمزار بشوات رجال دين مسلمين ومسيحيين وجمعية إيطالية، وتحدثنا وقرأنا نصا مشتركا لتكريم العذراء وشكرها على هذه النعمة. ولقد ورد ذكر العذراء مريم 33 مرة في القرآن الكريم وخصصت لها سورة باسمها، وسورة لآل عمران".
 
ورأى أن "هذا العمل الذي انجز لإنارة الطريق المؤدية إلى مزار سيدة بشوات، بتمويل من السفارة الهولندية، وهذا عمل كبير لإنارة طريق العذراء، ونحن نؤمن بأن ابنها نور العالم ونور المعرفه والنور الحقيقي في المجتمع".
 
وقال: "الشعب اللبناني محب لبعضه البعض، ولا يوجد ما يفرقنا، ولكن السياسيين ومن لديهم مشاريع شخصية هم الذين يعملون لتفرقتنا، أما نحن كشعب، كلنا اخوة ونحب بعضنا ونريد ان نعيش معا. والشعب اللبناني هو شعب حي، والمشكلة بالتأكيد ليس في الدين وإنما بمن يستعمل الله والعذراء ليحكمونا ويفرقوا بيننا. وبالمناسبه كان يعيش بيننا راهب يسوعي هولندي خدم في المنطقه وعاش في بلدة برقا التي تبعد عنا حوالي 5 كيلو مترات، ودفن في تعنايل في أرضنا ليعطي هذه الأرض من دمه حتى تظهر وتنمو وتكبر بمحبة".
 
ودعا المطران رحمة إلى "المشاركة في مسيرة ليلية من المسبحة إلى مزار سيدهدة بشوات، لمناسبة عيد السيدة في 15 آب، لنستفيد من هذا الضوء ولتمضية وقت في مزار السلام والمحبة والإيمان".
 
            =================
 

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب