ندوة لمجلس كنائس الشرق الاوسط والمكتب الاقليمي لمفوضية حقوق الانسان بعنوان "الكرامة والحريّة والعدالة" احتفالا باليوبيل ال 75 لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

 

وطنية - عقد مجلس كنائس الشرق الأوسط، بالشراكة مع المكتب الإقليمي للمفوضيّة السامية للأمم المتّحدة لحقوق الإنسان، واحتفالا باليوبيل الـ75 لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ندوة فكريّة بعنوان "الكرامة والحريّة والعدالة"، في المقر الرئيس للأمانة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط في بيروت.

 شارك في الندوة النائب الدكتور ميشال موسى، ممثّل الأمم المتّحدة منسق الشّؤون الإنسانيّة في لبنان عمران ريزا، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط البروفسور ميشال عبس، الدكتور حبيب شارل مالك، المحامي الدكتور أنطوان صفير، البروفسور أنطوان مسرّة وجمع من المفكرين والقانونيين والباحثين والناشطين في العمل لحقوق الانسان والقضايا الإجتماعية الإنسانية.
  
ضمت الندوة جلسات عدّة، تحدّث خلالها متكلّمون في مجال القانون وحقوق الإنسان، بمشاركة مجموعة من المتخصّصين والحقوقيين في مكاتب الأمانة العامة أو تابعوا عن بُعد عبر تطبيق زوم.
قدمت للندوة مديرة دائرة التواصل والعلاقات العامة في مجلس كنائس الشرق الأوسط الإعلاميّة أوغيت سلامة، وبُثّت مباشرةً على شاشة "تيلي لوميار" و"نورسات" وصفحة مجلس كنائس الشرق الأوسط على موقع فيسبوك.
عبس 
افتتحت الندوة بكلمة الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الّذي أضاء فيها على نصّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأسسه، وقال: "أصبحنا نجد ان النسبة الأكبر من البشرية تَعتبر القواعد المدرجة في الإعلان بديهيات لا بد من تأمينها وجعلها قانون التعامل بين البشر. من هنا ضرورة التحصين، تحصين العقول والنفوس عبر ترسيخ القيم التي تُؤَمِن مستقبلا أفضل للبشرية، وتعزيز ثقافة حقوق الانسان على مستوى البشرية".

أضاف: "لقد دربنا فرقنا العاملة، في مختلف كيانات المشرق الأنطاكي المنكوبة، على التعامل مع المشرّدين والمنكوبين والمعوزين بكرامة المحبة التي أوصانا بها السيّد المتجسّد. لقد تعامل المجلس مع حقوق الإنسان لفترة طويلة خلال الثمانينات والتسعينات، وله باع طويل في هذا المضمار، أمّا اليوم فإن تركيزنا هو على مفهوم الكرامة الإنسانيّة".

وختم: "إنّنا نحتاج لثقافة حقوق الإنسان لكيّ نتأكد أنّ البشرية قد غادرت الغابة نحو المجتمع إلى غير رجعة، ولكي نمنع إستشراء الداروينيّة الإجتماعيّة حيث يفتك القوي بالضعيف، فيحصل كل إنسان على حقوقه، وكرامته تاج هذه الحقوق".
ريزا 
من جهته، شدد ممثّل الأمم المتّحدة للشّؤون الإنسانيّة في لبنان على الإحتفال باليوبيل الـ75 لاعتماد الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أنّه "استطاع أن يسّن حقوقًا تحمي الإنسان وتحفظ كرامته بشكل متساوٍ مع الجميع".
 
أمّا عن لبنان، فلفت الى أنه "أنه "عضو مؤسّس في الأمم المتّحدة ومساهم رئيس في هذا الإعلان"، مؤكدا على "أهميّة الآليّات المختلفة الّتي تعبّر عن إلتزامات الدولة من أجل حماية وتعزيز حقوق الإنسان الّتي تنصّها المعاهدات الدوليّة والتشريعات".

الجلسة الاولى 
بعد ذلك، بدأت الجلسة الأولى بعنوان "مدخل إلى القانون الدولي لحقوق الإنسان – المفاهيم والمصطلحات"، وتحدّث فيها الاستاذ في القانون الدولي المحامي الدكتور أنطوان صفير عن أهميّة موضوع حقوق الإنسان وخطورته، إضافةً إلى الصكوك والوثائق الملزمة قانونيًّا والحماية الدوليّة لحقوق الإنسان، مؤكّدًا أنّ "مجلس كنائس الشرق الأوسط صاحب رسالة لا سيّما في العمل من أجل العدالة وأنّ الثورة الحقيقيّة في المجلس هي ثورة الحقّ من أجل الإنسان". 

كما تكلّم الأستاذ في القانون المدني وحقوق الإنسان الدكتور المعتصم بالله ادهم عن الخصائص المرتبطة بحقوق الإنسان، متطرّقًا إلى نظرة الدين المسيحيّ والدين الإسلاميّ في هذا الإطار، وكذلك الشرع والإعلانات العالميّة لحقوق الإنسان.

الجلسة الثانية 
بعد الإستراحة الصباحيّة، كانت الجلسة الثانية الّتي تمحورت حول "تطوّر منظومة حقوق الإنسان منذ صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948". وأوضح خلالها نائب المفوّض الإقليمي لمفوضيّة الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان علاء قعود دور المفوضيّة والآليّات الدوليّة الفعليّة الّتي تعكس عملها، مشيرًا إلى أنّ "هناك إجراءات كثيرة تشمل مساحة واسعة من الحقوق".
 
وعرض أستاذ التاريخ والدراسات الثقافيّة الدكتور حبيب شارل مالك لفكر والده شارل مالك في مجال حقوق الإنسان، إضافةً إلى مقاربته ونظرته ومساهمته في صياغة محتوى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وبعد استراحة الغداء، بدأت الجلسة الثالثة بعنوان "إلتزامات لبنان بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان"، وتحدث فيها رئيس اللّجنة النيابيّة لحقوق الإنسان النائب ميشال موسى عن الجهود الّتي بُذلت في لبنان من أجل صياغة التشريعات المتعلّقة بحقوق الإنسان، مضيئًا على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمسار التاريخي لمبادئ هذه الحقوق في القانون اللّبنانيّ وكذلك الخطّة الوطنيّة الّتي أُعدّت في هذا الإطار. 

بدوره، تكلّم رئيس كرسي اليونسكو للأديان المقارنة والوساطة والحوار في جامعة القدّيس يوسف في بيروت البروفسور أنطوان مسرّة عن الإنحرافات الّتي زعزعت مبادئ حقوق الإنسان والعوائق الّتي منعت معالجة عدم فعاليّة التشريعات، إضافةً إلى إلتزامات لبنان بموجب القانون الدولي.

أمّا الجلسة الختاميّة فخُصّصت للبحث في الأفق المستقبليّة وسُبل مشاركة مجلس كنائس الشرق الأوسط وشركائه في حملة مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان الّتي أطلقتها في 10 كانون الأوّل/ ديسمبر 2022، وذلك لمدّة سنة تحت شعار "الكرامة والحريّة والعدالة للجميع"، ودعوتها "قوموا ودافعوا عن حقوق الإنسان". تولّى البحث في هذه الجلسة الأستاذة في السياسات العامة والإستراتيجيّات الدكتورة لور أبي خليل والمتخصّص في منظومة حقوق الإنسان في الأمم المتّحدة والناشط المدني في مسألة عقوبة الإعدام المحامي رفيق زخريا.
   
التوصيات 
ختامًا، صدر عن الندوة مجموعة من التوصيات المشتركة بين مجلس كنائس الشرق الأوسط ومفوضيّة الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان، تتمحور حول مسألة الحريّة وإحقاق العدالة وصون الكرامة وحقوق الإنسان ستُرفع إلى الجهات والهيئات الإقليميّة والدوليّة المعنيّة. 

                           =========

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب