ابي يونس محاضرا في "دار الروابط": لمناقشة اشكالية السلاح للوصول الى حل

وطنية - جبيل - إفتتحت "دار الروابط" في جبيل نشاطاتها الثقافية بعنوان "مواجهة حرة"، مع الكاتب والمحلل السياسي رفيق أبي يونس، حيث رحب به الزميل ميشال كرم بإسم مدير الدار وناشرها الزميل جورج كريم، وبالزملاء المحاورين حول المستجدات الراهنة على الساحة الاقليمية واللبنانية.

وقال كرم: "من خلال خبرتي الاعلامية المكتوبة التي تفاعلت خلالها مع شخصيات سياسية وفاعليات اجتماعية ونخب مدنية، يمكن وصف المحاضر ابي يونس بانه رجل فكر من الطراز الاول من دون منازع ويجمع الى هذه الصفة نزعة خدمة الناس من دون كلل ولا ملل ولا منة".

ابي يونس

ورد ابي يونس على اسئلة المحاورين، مشيرا الى ان "منطقة جبيل تعاطت برحابة مع كل التيارات السياسية والفكرية في مرحلة النهوض، في الستينات والسبعينات، حيث كانت تشع نورا ثقافيا وسياسيا ولم يكن هناك تيار فكري او حزبي إلا وكانت له نقطة انطلاق انتجت كوادر وقيادات، ومما لا شك فيه ان "دار الروابط" كانت تنتسب ولا زالت الى هذا الهم الذي كان بالنسبة الينا مفخرة".

وردا على سؤال حول التشابه بين الوضعين العراقي واللبناني، قال: "لا اقول ان هنالك مبالغة بان ما يحصل في العراق له تأثير مباشر في لبنان، ولهذا الموضوع اسبابه التاريخية. فلبنان والعراق بلدان يتميزان بالتنوع، وبالتالي يجمعهما علاقات حقيقية ترقى الى مرتبة العلاقة الوجدانية السياسية والثقافية، بحيث اؤكد انه ليس هناك من نخبوي عراقي الا وزار لبنان وتفاعل مع النخب اللبنانية على كل المستويات من شعراء وادباء ومفكرين، ومما لا شك فيه ان العراق يلعب منذ زمن دورا في السياسات الاقليمية، وكان لبنان معني بتلك السياسات منذ عهد الرئيس الراحل كميل شمعون اثناء قيام حلف بغداد، وكانت هذه النقطة اساسية في الاصطفاف الاقليمي والتحالفات الدولية، مما فتح الافاق لاستنتاج ان ما يحصل في العراق هو مؤشر لما يحصل في لبنان والعكس صحيح".

ورأى أن "التداخل بين التيارات الفكرية والثقافية والسياسية والاحزاب في العراق والاحزاب القومية في لبنان والاحزاب الماركسية، واقصد التيار الشيوعي والكتلة الوطنية التقدمية التي تشكلت في السبعينات في لبنان وسوريا وضمت لبنانيين وسوريين، وهذه التوصيفات بتجانس القوى السياسية في البلدين، أدى ايضا الى هذا الاستنتاج. طبعا انا لا اجزم بأن التأثير هو تلقائي، بل ان التشابه له اسباب على المستوى النفسي والوجداني وله اسباب تتعلق باهتمام المجتمع العراقي بالبيئة اللبنانية. هذا التأثير ليس جغرافيا ولا تاريخيا بل تأثير ثقافي وخصوصية العلاقة بين البلدين".

أضاف: "هذا سابقا، اما اليوم فإن التحدي الكبير يتمثل بالدور الايراني في المنطقة الذي دفع بان تتشابه هذه الدول في سقوط الدولة الوطنية في العراق وفي سوريا وفي لبنان، حيث نأمل ان يتمكن بلدنا من الخروج من هذا النفق قبل ان يبلغ السقوط المكتمل. فقد كان هناك تشابها في السياسات في العراق وسوريا ولبنان في مرحلة الاستقلالية، لكن الدور الايراني اليوم له اكثر من بعد واستهداف ويتمحور حول دفع الرأي العام العربي الى استسهال التطبيع مع العدو الاسرائيلي، ولعب دورا حقيقيا عن قصد واصرار وتصميم ليس فقط مذهبيا يقسم المسلمين انما لعب دورا قوميا فارسيا له ثأر تاريخي ضد هذه المنطقة وابنائها وتاريخها حيث الصراع مركب قومي ومذهبي. الان نعاني مأساة كبرى بان السلاح الموجود في لبنان الذي يرفض النقاش في ماهيته التاريخية، نحن قبلنا مهمته التحريرية في جنوب لبنان بل سعينا الى ان تنتصر هذه الماهية على العدو الاسرائيلي، لكن الذي حصل بعد ذلك ان هذا السلاح شكل على المستوى اللبناني والاقليمي مانعا حقيقيا لقيام الدولة اللبنانية ونهوضها".

واعتبر أن "المعضلة للانقسام اللبناني الذي يتسبب به السلاح يجب ان تنجز في عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي كان يطمئن اليه حزب الله عبر وضع استراتيجية دفاعية تهدف الى اعادة بناء الدولة، لان السلاح من دون ضابط ايقاع لا يمكن ان يقدم مساهمة في اعادة انتاج دولة واحدة. لقد كان هناك فرصة تاريخية لا يمكن ان ينجزها الا الرئيس عون وحزب الله، بل لقد كان الانجاز الاكبر للعهد لو استطاع ان يحقق ذلك. فمن حق اللبنانيين ان يكون قرار استعمال السلاح محصورا بمؤسساتهم وسلطاتهم الشرعية"، لافتا الى أن "الاشكالية ان حزب الله ليس لديه القرار بان يكون قرار الحرب والسلم هو قرار وطني لبناني عبر المؤسسات الموجود فيها. يجب ان يتحول السجال القائم الى نقاش حقيقي، وكل كلام عن اسقاط حزب الله بالعنف اللبناني هو كلام في غير محله، وكل كلام عن ان هذا السلاح يجب ان يبقى كما هو ويقرر عن كل اللبنانيين هو ايضا في غير محله. فالمطلوب نقاش في هذه الاشكالية للوصول الى رؤية  للحل، لان احدا لا يريد تحويل الصراع السياسي الى صراع مدمر".

وشدد على أن "الاحزاب حاجة لمجتمعاتنا وحاجة حقيقية للتطور، لكن الاحزاب التي تولد نتيجة ظروف معينة يجب ان تكون قابلة للتحول مع اختلاف الظروف والحاجات والبرامج، فلبنان يحتاج الى اصلاح سياسي يرتكز الى قانون انتخاب عصري يحفظ الوحدة الداخلية ويؤمن اوسع تمثيل وقانون للاحزاب يكافح البنى الطائفية والمذهبية لها ويدفع باتجاه احزاب وطنية ديموقراطية علمانية".

وعن الانتخابات الرئاسية، أشار الى انه "اذا كان هناك انتقال من الترشيحات الفئوية التي فيها غلبة في هذا الموقع الى ترشيح يأخذ في الاعتبار ان هذا البلد لا يمكن ان يستمر الا اذا فتحت من جديد نافذة علاقاته مع العالم الخارجي على قاعدة ان تكون للرئيس العتيد شجاعة القول لحزب الله ان مشكلتنا مع سلاحه انه قدرة اقليمية وليس قدرة لبنانية، وانطلاقا من هذا المعطى يمكن استنباط الحل".

وخلص الى ان "هناك مسألتين لا يجب الاستسلام لهما، بل يجب مقاومتهما: الاولى تقسيم البلد تحت شعار لا يمكن العيش معا والثانية الذهاب الى العنف نتيجة انسداد افق الحل".

 

                                                      ======م.ع.ش.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب