لقاء حواري في مكتبة بعقلين عن أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر وأثرها على الحقوق الإقتصادية للنساء

 

وطنية - نظمت جمعية الإتحاد النسائي التقدمي لقاء حواريا في المكتبة الوطنية - بعقلين، حول "أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر وأثرها على الحقوق الإقتصادية للنساء"، ضمن برنامج النسوية من أجل حقوق النساء الإقتصادية المنفذ بدعم من مجموعة الأبحاث والتدريب، بالشراكة مع تحالف "فامباور" ومؤسسة "كفينا تل كفينا" والممول من قبل وزارة الخارجية الهولندية.

حضر اللقاء مدير المكتبة الوطنية غازي صعب، مسؤولة هيئة منطقة الشوف في الإتحاد رائدة البعيني وأعضاء من جهاز المنطقة، مسؤولات وأعضاء من فروع "النسائي التقدمي" في الشوف، رئيسات ورؤساء جمعيات وفاعليات إجتماعية وثقافية  وتربوية. 

غازي

أدارت اللقاء مسؤولة الإعلام في الجمعية منسقة المشروع الإعلامية غنوه غازي، التي تحدثت عن الهدف من مشروع الإتحاد في ردم الهوة بين الجنسين في ما يتعلق بالشراكة وقسمة الأدوار الرعائية ضمن الأسرة، والتوعية حول الحقوق الإقتصادية للنساء وأعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر، والذي إستهدف وللمرة الأولى الأزواج من نساء ورجال.

ثم كان عرض لفيديو عن المشروع.

سعيد

من جهتها، لفتت رئيسة الجمعية منال سعيد إلى أن "جمعية الإتحاد النسائي التقدمي اختارت تسليط الضوء على قضية أساسية وحساسة تتعلق بالشراكة بين الرجل والمرأة في تقديم أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر، بحيث أثبتت جميع الدراسات أن هذه الأعمال ذات أثر مباشر في زيادة الفجوة الإقتصادية بين الرجال والنساء، خصوصا أن الرجال في المجتمع اللبناني والمجتمع الشرقي يتجهون إلى الأعمال المنتجة خارج المنزل أكثر من النساء، وبالمقابل ما زالت الخدمات والأعمال الرعائية داخل المنزل، والتي تشمل أعمال التنظيف والطبخ والغسيل والكوي والإعتناء بالاطفال وكبار السن، محصورة بالنساء إجمالا، لا بل وتشكل في أحيان كثيرة عاملا معيقا للمرأة في الإنخراط  في سوق العمل".

وأكدت على "أهمية تحويل هذه الأعمال إلى أعمال مرئية ومقدرة، وأيضا على ضرورة إنصاف النساء اللواتي يقمن بهذه الأعمال على حساب حقوقهن في كثير من المجالات".

وأوضحت أنه "من هنا انطلقت فكرة تعزيز الشراكة بين الرجل والمرأة في تنفيذ هذه الأعمال، خاصة وأن كل عائلة أحوج ما تكون اليوم إلى قدرات المرأة الإنتاجية، وأيضا البلد بحاجة إلى قدراتها من أجل تعزيز إقتصاده. فالحق بالعمل هو أحد أهم الحقوق الإقتصادية للنساء ولا ينبغي أن يكون هناك أي عائق يمنعها من التمتع فيه كحق لها"، آملة أن "يساهم المشروع في تعزيز منطق وعقلية الشراكة بين مجموعة الأزواج الذين شاركوا في التدريب، وأن يصبحوا بالفعل صناع تغيير في مجتمعهم في هذا الإطار".

وذكرت أن "المشروع استهدف منطقتين من لبنان: راشيا والشوف، وتم تنفيذه على 3 مراحل مترابطة: المرحلة الأولى كانت إستمارة بحثية شملت عيّنة من 200 عائلة (زوج وزوجة) في كل منطقة، واشتملت على أسئلة حول الحقوق الإقتصادية وأعمال الرعاية وكان الهدف منها قياس مدى وعي الناس لمفهوم الحقوق الإقتصادية وإختبار حجم الشراكة داخل الأسرة. وفي المرحلة الثانية تم إختيار المتدربات والمتدربين من الأزواج، خضعوا للتدريب في كل منطقة على مدى 3 أيام متتالية، يوم مخصص للنساء، وآخر للرجال. أما اليوم الثالث فكان مشتركا بين النساء والرجال".

وشددت على أن "هذه التجربة كانت قيمة مضافة وتجربة مميزة يبنى عليها للمرحلة المستقبلية، على أمل أن يتزايد عدد الرجال الشركاء الذين يتبنون قضايا حقوق النساء ويناضلون معنا جنباً إلى جنب من أجل تحقيقها".

منذر

وكانت كلمة للمتدربة في المشروع هلا منذر تحدثت فيها عن المفاهيم الجديدة التي تعرفوا عليها خلال التدريب، كحق المرأة في "التمتع بذمة مالية مستقلة عن الرجل مما يعطيها الحق بالوصول إلى الموارد المالية والتحكم بها بحرية وإستقلالية تعزز ثقتها بنفسها وتفسح المجال أمامها للتقدم في سلم النجاح العلمي والمهني. ومن الحقوق الإقتصادية أيضا، الحق بالعلم والعمل والتملك والصحة وغيرها".

وأشارت لاى أن "هذه الدورة نقلت مفهوم أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر من إطار الواجب النمطي الى إطار الشراكة بين الرجل والمرأة في رعاية الأسرة وتدبير شؤونها، وذلك من خلال إعادة توزيع مهام الرعاية غير مدفوعة الأجر التي تلقى على عاتق النساء وحدهن، وضمان حصول النساء على عمل يليق بهن، وأن يكون أجرهن مساو لأجر الرجل في المهنة ذاتها".

وعرضت للأثر الإيجابي للتدريب على الصعيد الشخصي والذي تمثل في "تعزيز روح الشراكة بينها وبين زوجها في المنزل، ظهر ذلك من خلال قيامه ببعض المهام التي كان يعتقد أنها من الواجبات الملزِمة للمرأة وحدها. ولقد انعكست هذه التجربة بشكل إيجابي على الأسرة ككل".

أبو حمدان

كما عرض المتدرب بسام أبو حمدان لأبرز ما قدمه التدريب من "تعزيز القناعة بأهمية الشراكة في كل التفاصيل العائلية، وبأهمية المساواة في التربية حيث أن التربية الصحيحة هي التي تعطي الفتاة الحضور وقوة الشخصية والإرادة والصلابة والثقة بالنفس تماما كما يعطى الصبي، وكل هذا يكون فيها الطموح نحو مستقبل أفضل، ويترك لها الخيار في تقرير وجهة وطريق مستقبلها دون حواجز او معوقات بل بتحفيز ودعم دائم خصوصا في هذا الزمن حيث تلعب المرأة دورا محوريا في المجتمع، وتتفوق وتتميز في كل المجالات والتي كانت محصورة سابقا بالرجال".

وقال: "هذا التدريب هو الأول من نوعه في طرحه موضوع جديد بالفعل، فقد سلط الضوء ولأول مرة على دورنا كرجال داخل الأسرة وليس فقط خارجها، بعد أن كنا تعودنا لعقود طويلة مضت أن نتحدث عن دور المرأة في التربية ورعاية الأسرة داخل المنزل، ودور الرجل في الإنتاج وإعالة أسرته".

مداخلات 

وفي الختام، كانت مداخلات أثنت على مضمون المشروع، وعلى أهمية الشراكة بين المرأة والرجل في تقديم أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر.

 

                            =========

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب