لقاء بيروتي - وزاري بحث في تشكيل لجنة طوارئ في العاصمة لمواجهة تداعيات الحرب وتأكيد الوحدة الوطنية

وطنية – عقد لقاء "بيروتي – حكومي" موسع في فندق ريفيرا،  بدعوة من رئيس جمعية بيروت للتنمية الاجتماعية ورئيس جمعية "امكان" احمد هاشمية، وذلك للبحث في انشاء لجنة طوارئ في بيروت لمواجهة تداعيات اي عدوان اسرائيلي على المناطق اللبنانية وحماية اللبنانيين والعمل على تأمين مستلزماتهم وإغاثتهم في حالة حصول تهجير قسري واسع من ديارهم الى بيروت، وهي لجنة منبثقة من خطة الطوارئ الوطنية التي اقرتها الحكومة واللجان النيابية في مجلس النواب لمواجهة تداعيات الحرب الاسرائيلية على لبنان.  

 

حضر اللقاء الوزراء في حكومة تصريف الاعمال:  الداخلية بسام مولوي، البيئة ناصر ياسين، الصحة فراس ابيض، النائبان نبيل بدر وجهاد بقرادوني، رئيس جمعية "بيروت بخير" رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير، محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير ومسؤول وحدة ادارة الكوارث في السرايا الحكومية  واعضاء من مجلس بلدية بيروت ومخاتير، وممثلون عن عدد من الهيئات والاحزاب والجمعيات والروابط والمنتديات والشخصيات البيروتية.

 

هاشمية  

بداية رحب هاشمية بالحضور، وقال: "أرحب بكم في هذا الاجتماع الضروري، وأود ان أعبر عن عمق امتناني لسرعة استجابتكم لهذه الدعوة التي تعبر عن منسوب عال بالإحساس الوطني التي تتمتعون به. ولعل من جميل الصدف ان يكون اعلان ولادة لجنة الطوارئ الوطنية في بيروت مع ذكرى ميلاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي نستذكر موقفه الوطني والقومي اثناء عدوان 1996. وما احوجنا اليه في هذه الظروف الصعبة والازمات الكبرى التي نعيش".  

 

أضاف: "ما يجري من عدوان في غزة والحرب على حدودنا الجنوبية المفتوحة على كل الاحتمالات يتطلب منا وعيا وطنيا بحجم التحديات والمخاطر كذلك الجهد الكبير لمواجهة تداعيات هذه المخاطر"، مشيرا الى ان "ما سبق لنا جميعا، من تجارب ابان الاحداث يضع امامنا مهمة واحدة باتجاهين اولها تكامل مؤسسات المجتمع المدني مع الحكومة ومؤسساتها، والاستجابة لخطتها الوطنية العامة وثانيها ان نكون فريقا واحدا بالتنسيق والتعاون المشترك بما يمنع الفوضى ويخفف من اعبائنا كفرادى".

 

مولوي

ثم تحدث الوزير مولوي فقال: "أصريت اليوم ان اكون معكم ومع اهل بيروت لأقول اننا في لبنان كل واحد ، نشبك ايدينا بأيدي بعضنا خصوصا في مرحلة الصعاب.  قد لا تتعرض بيروت للخطر المحدق لكنها هي عاصمة لبنان ورمز الوطن وقد تتلقى نتائج اي حدث في هذا الوطن او اي امور سيئة تحصل في لبنان او في جنوبه. بيروت قلبها للجميع وهي معطاءة تقدم القدرة والحياة، نشكر جمعية بيروت للتنمية الاجتماعية ورئيسها الاستاذ احمد هاشمية على هذه الدعوة والمبادرة كما نشكر معالي الاصدقاء والجميع بحيث ستكونون نواة الانطلاقة التي ستغني لبنان وستعوض النقص الكبير الذي نعيشه بسبب الظروف التي تعيشها الدولة اللبنانية".  

 

اضاف: "ان خطة الطوارئ التي تعدها الحكومة والتي له باع طويل فيها معالي الوزير ناصر ياسين كما وزير الصحة كفريق واحد  تتضمن محاور عدة تتضافر كل جهود الوزارات فيها لكي نعطي لبلدنا ما يستحقه، كل جمعية وكل سياسي وكل محافظ والنواب الكرام سيكونون يدا واحدة  للمساعدة في ما قد يحدث على البلد".

وقال: "نحن في وزارة الداخلية مستمرون، الى جانب الخطة، بالعناية والاهتمام بالوضع الامني. واصدرنا مذكرة خدمة لتكليف كل قطاعات قوى الامن الداخلي لمعالجة كل الاشكالات التي قد تحصل، فضلا عن متابعة تحركات النازحين من المناطق التي تشهد اعمالا عسكرية في حال وقعت، بالإضافة الى تأمين "داتا" عن حاجاتهم لمساعداتهم في معيشتهم والعمل  على حماية الممتلكات الخاصة والعامة من السرقات".  

واشار الى "ان الدفاع المدني على جهوزية تامة وهو حاليا يقوم بإطفاء الحرائق في بعض مناطق الاشتباكات بالجنوب كما في كل المناطق، واطلقت لهذه الغاية منصة لجمع المعلومات التي تأتينا من الصليب الاحمر وقوى الامن الداخلي التي تعالج هذا الشأن، اضافة الى دور المحافظين والقائمقامين الذين سيكونون موصولين بغرفة الطوارئ في السرايا الحكومي للتنسيق بالمعلومات، للعناية بالمنطقة".  

وختم بالقول: "اشكر الدعوة الى هذا الاجتماع الذي سيلقي الضوء على كل نقاط قوة شعبنا وعلى تمسك اللبناني بالخير والوحدة، لأننا كلنا موحدون على بقاء لبنان، تحية لبيروت عاصمة لبنان وست الدنيا."

 

ياسين

ثم عرض الوزير ياسين لخطة الطواري الوطنية، مؤكدا أنها تستند الى افتراضات عدة أهمها تعرض لبنان للاعتداءات الإسرائيلية، وقال: "كان على لبنان ان يضع خطة مسبقة انطلاقا من تجربة حرب 2006 لناحية الإغاثة والإيواء".

وأعلن ان "العمل جار على مستوى لجنة إدارة الكوارث التي وضعت خطة تنفيذية بالتعاون مع منظمات دولية لقطاعات الصحة والغذاء والإيواء والأمور اللوجستية".  

وكشف عن "عمل يجري على مستوى خلايا الأزمات، ولجان إدارة الكوارث عبر المحافظين،  وبدأت العمل في سبع مناطق هي الأكثر عرضة للقصف في الجنوب والبقاع . وأشار الى" ان التمويل متوفر الآن بالحد الأدنى، فيما المستوى الثاني من التمويل يأتي عبر المنظمات الدولية التي تقوم بإعادة توزيع لمواردها وأعلن ".    "أنه سيتم اليوم اختبار خطة لإغاثة مليون نازح، عشرون بالمئة منهم في مراكز إيواء لمدة خمسة واربعين يوما للبدء بالحصول على التمويل".  

وتحدث عن "مصدرين للتمويل الأول عبر وزارة المال من خلال رصد اعتمادات، وتأمين أخرى في حال توسع دائرة الحرب، والثاني عبر المنظمات الدولية التي أعلنت حاليا توفير أربعمئة حصة غذائية يوميا واستعدادها لتوفير خمسة وخمسين ألف حصة غذائية اذا استدعت الحاجة".  

وختم : "حاليا يجري تأمين مواد ضرورية لـ 800   نازح لجأوا الى مراكز إيواء في صور، علما ان هذه المدينة استقبلت ثمانية آلاف نازح توزعوا على القرى والبلدات لدى أقارب وأصدقاء لهم"، لافتا الى "وجود تجمعات مماثلة في النبطية وحاصبيا ، يجري العمل لإيصال المساعدات اليهم عبر المحافظين ورؤساء البلديات".  

 

الابيض  

بدوره،  تحدث الوزير الابيض عن خطة وزارة الصحة  المتبعة في حال حصل عدوان على المناطق والارشادات والخدمات الصحية المتبعة في هذا المجال. وحدد مناطق الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع التي كانت عام 2006 اكثر عرضة للاعتداءات والاعمال العسكرية"، وقال: "حددنا نقاطا  بلون الاحمر للمناطق الاكثر خطورة، والاخضر للأقل خطورة والاصفر للخطورة المتوسطة كالشمال مثلا، اضافة الى مناطق الاخلاء كالجنوب والضاحية ومناطق ايواء كبقية المناطق اللبنانية بما فيها بيروت والتي تحتاج كلها للعناية الصحية".

 

أضاف: "اما مدينة بيروت فهي تمتاز بقدرتها الاستيعابية على استقبال النازحين رغم تأثرها الناتج عن تداعيات العدوان الحاصل، ودرسنا في الخطة ناحية تأمين المواد والمستلزمات وحضور الطاقم الطبي. فما يميز بيروت هو ان كل الخدمات والتقديمات موجودة فيها بسبب وجود المستشفيات والمستلزمات والخدمات ، بحيث يقصدها الجميع من كل المناطق. من هنا التنسيق قائم بين مستشفيات المناطق وبعض مستشفيات بيروت.  وفي هذا السياق انشأت وزارة الصحة مركز عمليات للتنسيق بين المستشفيات والخدمات لنقل المرضى،  وسيكون هناك مندوبون من المؤسسات الطبية والخدماتية والعسكرية الصليب الاحمر ووزارة الداخلية والدفاع المدني الجيش،  لنقل المرضى او الجرحى الى بيروت والهدف ايضا التنسيق مع غرفة الطوارئ."  

وتابع: "اما في موضوع النزوح من المناطق التي تشهد اعمالا عسكرية فإننا اطلقنا في وزارة الصحة خدمة الخط الساخن للنازحين (1787) لمساعدة النازح في الخدمة الصحية. ومن حيث مسألة التمويل فان الحكومة رصدت مبلغ الف مليار يعني 11 مليون دولار اضفنا اليه القرض من البنك الدولي، ووصلنا الى مبلغ قيمته 20 مليون دولار. ان هذا الرقم يمكن ان يغطي المرحلة بالتعاون المستشفيات الخاصة التي رفعناها  50 مرة وهم راضون ، وتم ابلاغ هذا الامر في في اجتماعنا أمس، وأصبحنا اليوم جاهزين. كما وصلتنا مساعدات بعد اجتماع وزراء الصحة العرب في القاهرة ونشرف على توزيعها على المستشفيات."  

وختم: "في الخلاصة ان الحكومة تقوم بوضع خطة للتنفيذ رغم الظروف الصعبة التي تمر بها لجهة الوضع السياسي والاقتصادي والمالي، وكل  محاولاتها المتواصلة بالجهد المتكامل هو موضع واجب وتقدير. والاهم في كل المسألة ان هناك خطة هناك تعاون مع جميع الوزارات وهناك تنسيق ممتاز مع غرفة ادارة الكوارث بالسرايا الحكومية. ان هدف العدوان بضرب المراكز الصحية والاجتماعية ومراكز العبادة هو كسر ارادة والعزيمة، خطتنا هي عملية صمود وتصدي وتحدي للعدوان بتعاوننا جميعا".  

 

شقير  

وشكر الوزير السابق شقير هاشمية على هذه الدعوة المبادرة القيمية كما للحكومة خطتها الوطنية. ووجه ملاحظتين تتعلقان بملف الدفاع المدني،  معتبرا ان "هذا الجهاز يعاني اذ ان 50% من معدات الدفاع المدني عاطلة عن العمل". وقال: "كنت اتمنى مع وضع الخطة  ان يتم تصليح هذه المعدات لمواجهة الكوارث التي يمكن ان تقع.  فضلا عن موضوع البلديات التي تتعطل اجهزتها ومعداتها وتجهيزاتها ايضا. فكيف لها ان تواجه الاخطار وتواكب الخطة وكل معداتها معطلة.  لقد قدم الدفاع المدني للحكومة انه يريد 500 الف دولار لتصليح 70% من المعدات، وانا على يقين انها تكلف اكثر من مليون دولار، لو هذا الطلب قدم الى اي سفير في دولة خليجية لكان أمنه

 

اللواء خير  

واكد اللواء خير "ان هناك خطة وطنية موزعة على كل ادارات الدولة واضحة المعالم ، مستندة الى ما حصل في "حرب 2006"،  فضلا عن مراكز الايواء التي تختلف عن المراكز التي بنيت سابقا لان العناصر الموجودة حاليا تختلف عن العناصر السابقة لجهة تداعيات الحرب يجب اخذها بعين الاعتبار. اما بالنسبة لموضوع الصحة فهناك الكثير من الادوية لا نتمكن من تأمينها للمرضى في هذه المرحلة فكيف لنا ان نحصل عليها في مرحلة المعارك او الاعمال العسكرية ، وهذا السؤال برسم المسؤولين. المنظمات الدولية لديها مخزون، فهل برأيكم ستدعم في حال وقع اي عدوان؟  ".

 

عبود  

وقال المحافظ عبود: "الكل يعرف وضع الدولة المأساوي ، كيف لنا ان نواجه المتطلبات في الحرب ما لم نستطع ان نواجهها في حالات السلم. بتقديري في مرحلة الحرب يمكن ان يكون هناك صراع للبقاء ، من هنا التفاؤل بإمكانية تأمين المتطلبات".

اضاف: "ان امكانيات بلدية بيروت معدومة، خصوصا بعد انفجار 4 آب بحيث لم يعد لدينا جرافة لفتح الطريق او ازالة الركام او النفايات ولا حتى سيارات صغيرة او اجهزة اتصال بين عناصر الحرس البلدي.  انفجار 4 آب كان صدمة كبيرة لنا، لكن نجحنا في ادارة نواة ذاتية بعد انفجار4 آب وانشأنا غرفة طوارئ للكوارث استحدثناها بالتعاون مع الصليب الاحمر ورئاسة الحكومة وتم تجهيزها بكل المعدات، كذلك تعاونا مع الصليب الاحمر وقدمنا له قطعة ارض لإنشاء مركز تدخل سريع لاستعماله في ايام الحرب، كذلك هناك مستودع لتخزين المواد الاولية الغذائية ليكون لدينا كل المواد الاولية واللوجستية اللازمة. كما ان فوج الاطفاء على جهوزية تامة بكل معداته، حافظنا  على الحد الادنى من التقديمات، ونسقنا مع الجيش اللبناني ليكون بيننا مناورة حية وتم وضع كتيب مشترك للتعاون بعد القواعد التي تعلمناها ونسقناها بعد انفجار 4 آب".  

وتابع: " اننا نتخوف، في حال حصول اي عدوان،  من الابنية المتصدعة خصوصا التي شيدت في مرحلة الثمانينيات، بحيث لم يكن هناك التزام بالمواصفات المعمارية والانشائية المطلوبة، نتخوف في حال حصول جدار للصوت ي او اي قصف  من ان يخلخل هذه الابنية او يتسبب بهبوطها لا سمح الله لأنها غير صالحة للسكن.  لقد ارسلنا انذارات لأصحاب الابنية بضرورة اخلائها لأنها غير صالحة للسكن، وادعوهم لتركها. اعرف انها ازمة وطنية كبرى وأكبر من البلدية او المحافظة".

وأكد اننا "سنكون بالمرصاد امام التجار الذين يريدون احتكار المواد الاولية في  مرحلة الحرب وسنعزز الدوريات لمتابعة هذا الامر".  

وتناول عمل البلدية لجهة رفع النفايات والانارة ، آملا ان تمر الازمة بأقل الاضرار او من دون اضرار، مشددا "على الوحدة الوطنية وألا ندع العدو يفرقنا او يزرع التفرقة بيننا ، ولنكن يدا واحدا

 

العود  

وشدد وكيل الداخلية في الحزب التقدمي الاشتراكي باسل العود على الوحدة الوطنية خصوصا في الظروف الصعبة، مثنيا على مواكبة الدولة بإمكانياتها المتاحة. وتناول التنسيق الدائم مع حركة امل وحزب الله مع بدء الازمة الحالية للتعاون ضمن الامكانيات المتوفرة لجهة فتح. وشكر جمعية التنمية  "التي توضح موقف بيروت السياسي الى جانب الشعب اللبناني في حال حدوث اي عدوان من العدو الغاشم"، مشيدا "بالوحدة الوطنية والتكافل بين الجميع"..  

شاهين

وقال المسؤول في وحدة ادارة الكوارث في السرايا الحكومية زاهي شاهين: "الخطة وضعت منذ زمن لكن تطورت مع الاحداث الجارية، وقد وضعت بالتنسيق مع وزير البيئة الذي جمع كل الادارات والجهات المختصة بخطة موحدة"، آملا ان يكون "هذا اللقاء ورشة عمل بالتنسيق مع الوزارات خصوصا على القطاع الصحي والايواء.  "

 

هاشمية

واختتم هاشمية اللقاء بدعوة الجمعيات الى "التفاعل الإيجابي الواسع مع التحديات التي تضرب لبنان"، مؤكدا على "اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد"، ومثنيا على "دور الحكومة والإدارات بوضع خطة وطنية متكاملة لمواجهة التحديات". وأشار الى تشكيل لجنة من الجمعيات البيروتية لمتابعة كل التطورات والتحديات.

                ========== ن.م

 

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب