تجمع العلماء المسلمين: نحن مع انتخاب رئيس يؤمن بالمقاومة ويقف معها ومقتنع بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة


وطنية - توجه "تجمع العلماء المسلمين"، بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج والمبعث النبوي الشريف، إلى الأمة الإسلامية عموما واللبنانيين خصوصا، برسالة تلاها رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله جاء فيها:
(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)
لا بد من أن نقف عند ذكرى الإسراء والمعراج والمبعث النبوي الشريف على المعاني العظيمة لهذه الذكرى، فلقد حملت من المعاني أمورا كثيرة يحتاجها العاملون في سبيل الله، فلقد جاءت أولا كتسلية لرسول الله بعد الأذى الذي تعرض له وأصحابه من مشركي مكة وبعد أن اشتدت عليه المحن، حينما توفي عمه أبو طالب، وتوفي أقرب الناس إليه، عندئذ أسرى الله به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ومن المسجد الأقصى عرج به إلى السماء، في السماء رأى من آيات ربه الكبرى..ما زاغ البصر وما طغى .
كي تكون تسلية له ودافعا لخوض المصاعب الجمة التي سيتعرض لها في مقبل الأيام. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فقد أسرى به الله عز وجل للمسجد الأقصى لحكمة نحن ندركها اليوم أكثر من أي يوم مضى، فقد اقتضت الحكمة الإلهية إبراز أهمية المسجد الأقصى كي لا يفرط المسلمون بالقيام بواجبهم تجاه حفظه وحمايته وصونه من الاعتداءات بل أكثر من ذلك أكد الله عز وجل لنا أن هذه الأهمية لا تنحصر بالمسجد نفسه فهو عنوان اختصر عناوين متعددة وجعل بركته تعم ما حوله لتصبح كل الأرض المحيطة أرض بركة يجب الحفاظ عليها وحمايتها فقال: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير (الإسراء:1) 
 معنى أن الله أسرى بخير خلقه إلى هذه البقعة الطاهرة هو تقديس لهذه البقعة ومعنى أنه بارك حولها أن هذا التقديس يشمل كل المحيط وبمعنى أكثر تحديدا أن بلاد الشام بأجمعها بلاد مباركة وأن تدنيس العدو الصهيوني لها من خلال احتلالها يجعلنا إن لم نقم بواجبنا تجاهها مأثومين ولا نستحق أن نكون من خير أمة أخرجت للناس".

اضاف: "وقد يدعي البعض أننا ضعاف لا نمتلك قدرة تغيير الواقع ووراء الكيان الصهيوني من وراءه من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والدول العربية التي صالحت العدو سرا وعلانية ورضيت به صديقا وحليفا، بل في بعض الأحيان حاميا وضامنا لكراسي الحكام فيها ونحن نقول: إن أصحاب النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام على قلتهم كانوا هداة للأمم، وملكوا المجد من أطرافه بينما المسلمون على كثرتهم، وهم يعدون مليارا وخمسمائة مليون لا وزن ولا قيمة لهم. لقد ساد رسول الله وأصحابه الكون بفضل إيمانهم وتمسكهم بالدين الحنيف والدعوة لسبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجهاد في سبيل الله على الأسس الإسلامية لهذا الجهاد، الذي لا يرتكب فيه المجاهدون مخالفات لسنن الجهاد من عدم البدء بالقتال والدعوة للإسلام وعند النصر لا يجهزون على جريح ويعاملون الأسير بالحسنى ولا يهدمون دورا ولا يحرقون شجرا ولا يقلعون نباتا. أما اليوم فإننا نرى نموذجا يسيء للإسلام من بقر للبطون وقتل للأسرى وتهديم لدور العبادة وقطع للشجر حتى بات الغرب يظن أن هذا هو الإسلام والإسلام منهم ومن أفعالهم براء".

وتابع: "نحن اليوم نقف أمام تحد كبير في أن نعيد فلسطين لتكون فعلا قضية المسلمين الأولى، وندعو لأن تكون وحدة الأمة الإسلامية هي الطريق الأقصر لتحقيق تحرير فلسطين وأن ننتبه لمخططات العدو الصهيوني الذي لا يسكت على هزيمة، ونحن نعيش أجواء ذكرى القادة الشهداء للمقاومة الإسلامية في لبنان يجب أن نعرف أن العدو الصهيوني لم يتوانى لحظة منذ ذلك التاريخ عن التخطيط للرد، فكانت حرب تموز وهزم مرة أخرى وانتصر محور المقاومة فأعاد التخطيط من جديد وتحت ستار الربيع العربي استغل صحوة أمتنا الإسلامية وأدخلنا في مشاريع فتنة، وفتح الحرب على واسطة عقد المقاومة سوريا الذي ظن أنه يستطيع إنهاءها، كما انتهت أنظمة أخرى في العالم العربي، ولكنه هزم مرة أخرى، نعم لقد هزم المشروع الصهيوني في سوريا وانتصر محور المقاومة، وإذا ما أكتمل هذا النصر بتوجيه الصحوة الإسلامية توجيها سليما من خلال الالتزام بوحدة الأمة والتمسك بمقاومتها، فلن يستطيع العدو الصهيوني تنفيذ مشروعه الهدام، وسنكون قد وضعنا القدم الأولى على طريق تحرير فلسطين كل فلسطين بالمقاومة لا بالمساومة".

وهنا يهمنا في تجمع العلماء المسلمين أن نؤكد على الأمور التالية:
أولا: إن اختلاف المسلمين في تاريخ الحادثتين لا يؤثر في ضرورة إحيائهما بل يجب أن تكونا مدعاة للتأكيد على وحدة الأمة الإسلامية واعتبار الاختلاف في الرأي مدعاة للحوار والنقاش وإغناء للفكر والثقافة الإسلامية.
ثانيا: نؤكد على الالتزام بواجبنا تجاه القضية الفلسطينية، والتي نعتبر أن العمل على تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر هو واجب الأمة ولا يجوز مطلقا أن نتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين.
ثالثا: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن العمل على المساس بالثوابت الإسلامية القرآنية من أجل تمرير التطبيع مع العدو الصهيوني هو خيانة لله ورسوله، ويجب على علماء الأمة ومثقفيها الوقوف بوجه هذا التحريف وفضحه بكل قوة.
رابعا: إن الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، قد أرسله الله عز وجل رحمة للعالمين وأن التيارات التكفيرية التي تدعي زورا وبهتانا أنها تنتسب إلى الإسلام لا علاقة لها بالإسلام مطلقا، بل هي خروج عن الدين والعقيدة يستغلها أعداء الإسلام لتشويه صورته خوفا من انتشاره الكبير في العالم.
خامسا: نحن مع انتخاب رئيس للجمهورية يؤمن بالمقاومة ويقف معها ومقتنع بالثلاثية الماسية الشعب والجيش والمقاومة عن قناعة، لا عن تسليم للوصول إلى الموقع، ثم ينقلب عليها، وندعو للحوار من أجل الوصول إلى توافق أكثرية نسبية، إن لم يمكن أن تكون مطلقة على انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
سادسا: نحيي المقاومة وسيدها السيد حسن نصر الله  ومجاهديها وشهدائها وجرحاها في ذكرى القادة الشهداء، وندعوها لتطوير إمكاناتها اللوجيستية والتسليحية، فهي ضمانة حماية لبنان من أي تهور أو مغامرة مجنونة من الكيان الصهيوني، والسبيل الوحيد لتحرير ما تبقى من أراضينا ولصيانة سيادتنا الوطنية ولحماية أرضنا ومياهنا وأجوائنا من الاعتداءات الصهيونية".

وختم: " ندعو الله عز وجل أن نوفق العام القادم لأن يكون إحياء المبعث النبوي الشريف والإسراء والمعراج في القدس الشريف بعد تحرير فلسطين كل فلسطين من دنس الاحتلال الصهيوني".


=============== ر.ع

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب