الديار: نهاية العام تفضح ارباك الدولة والقرارات الارتجالية تنتهي بانتصار السوق السوداء!
وزير الدفاع الفرنسي يحمل «رسالة» تحذير من التطورات الاقليمية ولا مؤتمر دولي
«حرب النجوم» تندلع بين بري وعون.. «وعين التينة» مع انهاء «دلع» باسيل رئاسيا

وطنية – كتبت صحيفة "الديار" تقول:  نهاية عام استثنائية على مستوى ارباك المسؤولين في السياسية والاقتصاد، لم يستغل قادة البلاد فترة الاعياد لغش اللبنانيين «بهداية» وهمية، فاجتهدوا واخفقوا وكشفوا كل «عورات» النظام القائم على القرارات الارتجالية غير المدروسة، فعاشت البلاد على وقع ارتفاع وانخفاض جنوني في اسعار المحروقات، فانتصرت «السوق السوداء»، وطارت خطة الكهرباء وسط اتهامات متبادلة بالعرقلة بين المعنيين. العتمة تتمدد لان الفيول محتجز في البحر في ظل خلاف بين وزارة المال والطاقة، الدولار لا يزال دون «سقف» وعادت الاسواق للاهتزاز في ظل غياب التنسيق بين مصرف لبنان والمصارف، وانتهت حالة التخبط خلال ساعات بعودة كل الامور الى واقعها المأسوي دون اي امل في تغيير حقيقي مطلع العام المقبل، فيما الاسعار تبقى دون حسيب او رقيب. اما «بوابة» الرئاسة الاولى فموصدة بأحكام ولا حراك جديا داخليا او خارجيا يمكن التعويل عليه «لكسر» الجليد في العلاقات بين ايران والقوى الاقليمية والدولية، وهو ما ينعكس فراقا بين القوى الداخلية التي يعمل بعضها على ملء الفراغ بمساع غير منتجة. وبانتظار ما سيعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من مواقف مساء اليوم، جاء من داخل السياق غير المفاجىء «حرب النجوم» بمفعول رجعي بين الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري حيث تبادلا الاتهامات حول المسؤولية عن ايصال البلاد الى جهنم. كل هذه «الحرتقات» الداخلية تجري فيما تتلاحق التطورات الخارجية. فعلى الحدود الشمالية نالت حكومة بنيامين نتانياهو المتطرف ثقة الكنيسست لتبدأ رحلة التصعيد في الداخل الفلسطيني والمنطقة، بينما تشهد الحدود الشرقية تحولات استراتيجية في عقد اول لقاء بين وزيري الدفاع التركي والسوري برعاية روسية في موسكو، لتبدأ رحلة «التراجع» التركي التي ستنعكس حكما على الواقع السوري. وهو ما سيكون في صلب زيارة وزير الدفاع الفرنسي الى بيروت. 

«رسالة» تحذير فرنسية 

فعلى وقع ارتفاع منسوب التأزم في العلاقات الفرنسية –الايرانية يزور وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لو كورنو لبنان من اليوم الجمعة حتى ٢ من كانون الثاني، يلتقي خلالها القوات الفرنسية العاملة في قوات الطوارئ الدولية ويقضي معهم ليلة رأس السنة. لو كورنو الآتي من اوكرانيا حيث يتعمق الخلاف مع طهران حول التعاون العسكري مع روسيا، يلتقي رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع اللبناني موريس سليم وقائد الجيش جوزيف عون. ووفقا لمصادر دبلوماسية، فان لوكورنو سينقل رسالة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تؤكد على ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت ممكن وتشكيل حكومة والمضي ببرنامج الاصلاحات. لكنه لن يحمل معه اي «خارطة طريق» حول احداث خرق، او تبني بلاده لعقد مؤتمر دولي حول لبنان. لكن الاكثر اثارة في الزيارة قد يكون «رسالة» التحذير الذي سينقلها للبنانيين حول التطورات المقلقة في المنطقة، خصوصا تشكيل الحكومة اليمينية المتطرفة في اسرائيل حيث تخشى باريس من تطورات غير محسوبة على الحدود الشمالية في ظل ارتفاع منسوب التوترالداخلي في اسرائيل واحتمال تصدير هذه الازمة الى الخارج. كما سيشرح الوزير الفرنسي اسباب ارتفاع منسوب التوتر مع الايرانيين الذي ينعكس سلبا على الاستحقاقات اللبنانية. 

قصف ايران ؟ 

وتتزامن رسالة التحذير الفرنسية مع تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بشن هجوم على مواقع نووية إيرانية في غضون عامين أو ثلاثة، وهي، بتقدير بعض المصادر، مدة تضليلية حيث تتسارع التحضيرات الاسرائيلية للتحرك لان الاسرائيليين يعتقدون ان الإيرانيين يكثفون الجهود لتخصيب اليورانيوم، لإنتاج وقود للقنابل النووية،. ويقول خبراء إن إيران قد تكون قادرة على رفع مستوى التخصيب لدرجة النقاء الانشطاري اللازم لصنع الأسلحة خلال فترة قصيرة. وفي هذا السياق قال غانتس، في كلمة للطلاب المتخرجين في سلاح الجو: في غضون عامين أو ثلاثة أعوام، ربما تجتازون السماء باتجاه الشرق وتشاركون في هجوم على مواقع نووية في إيران. وهذا التطور بحسب الاوساط الدبلوماسية ذاتها سيكون خطرا جدا وسيؤدي الى حرب شاملة في المنطقة

انعكاسات سلبية لبنانيا 

وفي سياق ارتفاع منسوب التوتر بين ايران والدول الغربية، كشف مسؤولون في الاستخبارات والأمن القومي في الولايات المتحدة وأوروبا عن جهود أميركية لحرمان إيران من المكونات المصنّعة في الغرب للطائرات المسيرة التي تزود بها روسيا، حيث كشفت الفحوصات لحطام المسيرات التي تم اعتراضها، أنها مصنعة بتكنولوجيا أميركية. ونقلت «نيويورك تايمز» عن مصادر في الاستخبارات الأميركية، تاكيدهم ان الإيرانيين يستخدمون في تصنيع المسيرات، الأسلوب نفسه الذي استخدموه في تصنيع أجهزة الطرد المركزي، أي استخدام التكنولوجيا ذات الاستعمال المزدوج وشراءها من السوق السوداء لتجنب القيود على التصدير. وفي هذا السياق، ناقش مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مع كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين في إسرائيل علاقة إيران المتطورة مع روسيا، بما في ذلك نقل الأسلحة التي ينشرها الكرملين في أوكرانيا، واستهداف البنى التحتية المدنية، ومنح روسيا التكنولوجيا العسكرية لإيران مقابل ذلك. وتحاول أميركا على المستوى الدبلوماسي، حيث تضغط مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لفتح تحقيق فيما إن كانت روسيا وإيران قد خرقتا القيود على حظر تصدير التكنولوجيا لطهران. وكل هذه التطورات ربطا بتراجع العلاقات الايرانية - السعودية، ستنعكس سلبا على التطورات اللبنانية حيث لا يمكن تجاوز طهران باي تسوية، والان كل الحوارات مقطوعة. 

اهمية اللقاء «الثلاثي» 

وتاتي زيارة المسؤول الفرنسي ايضا على وقع لقاء هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، فقد اجتمع وزيرا دفاع تركيا وسوريا في موسكو، ضمن «محادثات ثلاثية» مع نظيرهما الروسي. واعلنت وزارة الدفاع التركية أن وزير دفاعها ورئيس المخابرات الوطنية، خلوصي أكار، وهاكان فيدان، وصلا في زيارة رسمية إلى موسكو لإجراء محادثات «مهمة» مع نظيريهما الروسيين، وتبع ذلك إعلان وزارة الدفاع الروسية عن انعقاد اجتماع ضم وزراء دفاع ورؤساء استخبارات الدول الثلاث لبحث «سبل حل الأزمة السورية، ومشكلة اللاجئين، والجهود المشتركة لمكافحة الجماعات المتطرفة في سوريا. ووفقا لمصادر مطلعة، فان هذا التطور الاقليمي سيحمل نتائج جيدة للبنان اذا ما استكملت المصالحة السورية التركية خصوصا في ملف اللجوء، لكن بعض الاطراف اللبنانية تنظر بحذر شديد ازاء امكان عقد لقاء بين بوتين واردوغان والأسد، حيث سيستعيد النظام السوري دوره في المنطقة، ولن تكون الساحة اللبنانية بمنأى عن هذه التطورات حيث ينقسم اللبنانيون حول ايجابيتها. 

سجال بري عون 

وفي سجال يعكس «القلوب المليانة» بين الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون وعين التينة، ردّ رئيس مجلس النواب، نبيه بري، على اتهامات الاخير له بعرقلة العهد بالقول «بدءاً وبدلاً من أن نقول كلّ عام وأنتم بخير، ألزمتني لأقول لك ما يأتي: لم تكن في حاجة الى من يعرقلك فقد وعدتنا بجهنّم ووفيت وكفّيت. للذكرى وليس للحنين 74 قانوناً صدر، ولم تنفّذ وليست في الجوارير، أوّلها وليس آخرها الكهرباء». وأضاف: حرمتنا رؤية النجوم ليلاً وشوّفتنا نجوم الظهر. وفي رد على الرد، قال نائب التيار الوطني الحر جورج عطالله لبري «إجا مين يفرجيك نجوم الظهر يلي فرجيتن لكل اللبنانيين». وكان عون قد لفت خلال مقابلة تلفزيونية إلى أنّ الرئيس نبيه بري هو «من أبرز المعرقلين للعهد». فيما «سعد الحريري شخص مهذّب وعلاقتي به جيدة على المستوى الشخصي، لكن على مستوى العمل كان غير مستقرّ ويغيّر آراءه بين الصباح والمساء». ​واعتبر أنّ حاكم مصرف لبنان ​رياض سلامة​ هو «المسؤول الأول عمّا وصل إليه البلد. ووفقا لمصادر مطلعة، يعكس السجال واقع الخلاف العميق بين العهد السابق والرئيس بري، لكن ما استجد في هذا التوقيت كلام واضح لرئيس مجلس النواب امام زواره ازعج عون، فبري دعا الى ضرورة عدم مراعاة رئيس التيار الوطني الحر رئاسيا الى امد غير محدود، والانطلاق لتنفيذ «الخطة باء» التي ترتكز على التسويق الجدي لرئاسة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مع بداية العام الجديد، وهو يحاول اقناع حزب الله بالامر كيلا يستمر الجمود على حاله. وهو يسوق لضرورة انهاء حقبة «الدلع» السياسي التي يحظى بها «التيار». وكان بري قد ابلغ رئيس التيار الوطني الحر انه ليس مستعدا لفتح باب النقاش حول مرشح ثالث يحاول تسويقه باسيل كتسوية، وهو موقف منسق مع حزب الله. 

تصعيد جعجع 

في المقابل، أكّد رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع، «أننا سنمضي قدماً في معركة رئاسة الجمهوريّة في النهج ذاته، ولا يظن الفريق الآخر أننا من الممكن أن نقبل أي مرشّح له، حتى لو قاطع انتخابات رئاسة الجمهوريّة على مدى عشر سنوات، لسبب بسيط أننا نرفض إطلاقاً المساهمة في أي أمر من الممكن أن يكون سيئاً بحق البلاد». وتابع خلال العشاء السنوي الذي أقامته دائرة مهندسي الاغتراب في مصلحة المهندسين في  القوات في معراب «لذا نريد رئيساً للجمهوريّة يكون بالحد الأدنى رئيساً للجمهوريّة، وهذا ما نعمل من أجله ولا طريق أمامنا لإدراكه سوى الاستمرار في محاولة جمع كل من هم ضد الفريق الآخر، ولو أن الأمر ليس بالسهل، ولكن ما من طريق آخر متاح أمامنا للخلاص في الوقت الراهن. 

التخبط في ازمة المحروقات 

وفي تعبير عن حالة التخبط السائدة في البلاد، تراجعت وزارة الطاقة بتغطية من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عن خفض اسعار المحروقات بعد الضجّة التي سادت، في صفوف موزّعي المحروقات وأصحاب المحطات، نتيجة الانخفاض الكبير في أسعار المحروقات، ورفضهم تطبيق التسعيرة الجديدة بذريعة أنّ السعر المحتسب وفق منصة صيرفة، أي 38 ألف ليرة، لا يتطابق مع واقع عدم تجاوب المصارف مع طلباتهم واضطرارهم الى الشراء مجدداً عبر السوق السوداء، وبعد الفوضى على محطات البنزين عاودت أسعار المحروقات الارتفاع اليوم، فأُضيفت 80 ألف ليرة إلى سعر البنزين 95 أوكتان، و83 ألفاً إلى سعر البنزين 98 أوكتان، و90 ألفاً إلى سعر المازوت، و53 ألفاً إلى سعر الغاز. وأوضح المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال، أنّه بعدما تفاقمت أزمة توزيع المحروقات ما انعكس سلباً على مصالح المواطنين في فترة الأعياد، جرى التواصل بين دولة رئيس الحكومة ووزير الطاقة والمياه وليد فياض، فطلب الوزير تغطية رئيس الحكومة لقرار التراجع عن اعتماد السعر الجديد إلى حين انتظام عمل المصارف وفق آلية التسعير الجديدة لصيرفة. وأشار إلى أنّه على هذا الأساس وجّه ميقاتي «كتاباً إلى فياض، بناء على الطلب المذكور، بالإبقاء على تسعيرة بيع المحروقات ربطاً بسعر الصرف في السوق الموازية لحين الانتهاء من وضع الآلية المذكورة. وأوضح المكتب أنّ هذا البيان يأتي في سياق منع «أي التباس أو تحريف أو اجتزاء او استغلال لمضمون كتاب رئيس الحكومة إلى وزير الطاقة، بشأن تحديد سعر مبيع المحروقات السائلة. 

وبحسب بيان رئيس الحكومة، فإنّه «تبيّن أنّ المصارف التجارية لم تتمكّن من تلبية طلبات السوق كافة تنفيذاً للبيان الصادر عن مصرف لبنان بحيث تحتاج إلى فترة زمنية لتتمكن من تنظيم عملية البيع مع مصرف لبنان في وقت تفاقمت فيه أزمة توزيع المحروقات، ما انعكس سلباً على مصالح المواطنين لا سيّما في الفترة أي خلال فترة الأعياد، وعليه بانتظار الانتهاء من وضع الآلية التي تنظم العلاقة بين مصرف لبنان والمصارف التجارية كافة استناداً الى بيان مصرف لبنان المشار إليه، يُطلب إليكم الإبقاء على تسعيرة سعر بيع المحروقات ربطاً بسعر الصرف في السوق الموازية لحين الانتهاء من وضع الآلية المذكورة. في المقابل، اوضحت وزارة الطاقة أنّ فياض تلقّى مساء أمس الاول كتاباً خطياً من ميقاتي يطلب فيه العودة عن قراره والإبقاء على تسعيرة المحروقات ربطاً بسعر الصرف في السوق الموازية إلى حين التمكّن من تنفيذ الآلية...

لا زيادة في التغذية الكهربائية! 

كهربائيا، طارت خطة تامين التغذية لاربع ساعات في ظل تعذر فتح اعتماد تمويل شراء المشتقات النفطية، وبعد دراسة ملف الكهرباء من قبل وزير المال يوسف خليل تبيّن أن مبلغ السلفة المقدر بـ62 مليون دولار لا يمكن صرفه إلاّ بمرسوم حكومي». ووفقا لمصادر وزارية فان هذه العقبة ستؤخر اقرار الاعتماد، وتاليا ستعوق تأمين تغذية لـ4 ساعات، بما ان اجتماع مجلس الوزراء، اقله قبل رأس السنة، مستبعد، سيما في ظل الكباش الوزاري بين كل من الرئيس ميقاتي والتيار الوطني الحر. وعقد وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض مؤتمراً صحافياً كشف فيه أنّ «هناك عائقًا من وزارة المال، فهي لا تعطي القرار لمصرف لبنان بصرف الأموال. وأشار إلى ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أكّد توافر المال، متمنّيًا أن تحجز هذه الأموال لتوريد الفيول. وأضاف: «يجب إما تأمين سلفة الاعتماد لنتفادى الهدر أو أن توضع النقاط على الحروف، فألغي الموضوع من أساسه. وتابع: «تم الاتفاق على ان تكون الكهرباء أقل كلفةً اذا توجهنا الى خطة الطوارئ، ولكن هذا الموضوع شائك والجهات الاجنبية التي يجب أن تساعد تتأخر»، سائلًا: «أما في الداخل فما الذي يؤخّرنا إذا مصرف لبنان أكّد وجود الاموال؟ « 

 ======

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب