العلامة فضل الله: للاسراع في ملء الشغور الرئاسي وفرملة الارتفاع غير المسبوق للدولار

وطنية - ألقى العلامة السيد علي فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية: "عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به السيّد المسيح، والتي هي وصية رسول الله: "طوبى للمتراحمين، أولئك المرحومون يوم القيامة، طوبى للمصلحين بين النّاس، أولئك هم المقرّبون يوم القيامة، طوبى للمطهّرة قلوبهم، أولئك هم المتّقون يوم القيامة، طوبى للمتواضعين في الدّنيا، أولئك يرثون منابر الملك يوم القيامة.. طوبى للذين يجوعون ويظمئون خشوعاً، هم الَّذين يُسقَوْن الرّحيق المختوم". إننا أحوج ما نكون إلى هذه الوصية التي تعزز الحب في قلوبنا والتراحم فيما بيننا والخير في نفوسنا، ولنكون أقرب إلى الله، وبذلك نكون أكثر مسؤولية عن أنفسنا وعن الحياة وقدرة على مواجهة التحديات".

وقال: "البداية من الارتفاع غير المسبوق الذي نشهده على صعيد سعر صرف الدولار، والذي يبدو أنه لن يقف عند حد بل هو مرشح للازدياد، يجري ذلك في وقت كان يتوقع العارفون بالشأن المالي والاقتصادي أن ينخفض سعره بفعل تدفق الأموال لقدوم أعداد كبيرة من المغتربين والسياح إلى لبنان لتمضية فترة الأعياد. ما يدعو إلى التساؤل عن الأسباب التي تؤدي إلى هذا الارتفاع هل هو بفعل السياسة المالية التي اعتمدها ولا يزال مصرف لبنان أو بفعل المضاربات التي تحصل، أو إنه يأتي في إطار الضغط السياسي ولحسابات من يقوم بها أو كل ذلك مجتمعاً. وأياً كانت الأسباب فإن تداعيات هذا الارتفاع تفاقم معاناة اللبنانيين وتهدد قدرتهم على تأمين أبسط مقومات حياتهم، في بلد مدولر ويستورد أكثر احتياجاته من الخارج، فيما لا تزال رواتب الموظفين والعمال في أغلبية القطاعات على حالها وبالليرة اللبنانية".

أضاف: "إننا أمام هذا الواقع الذي لن تقف تداعياته على هذا الصعيد فحسب، بل يتعداه إلى ما نشهده من توترات على الصعيدين الاجتماعي والأمني، ندعو مجددا كل القوى السياسية التي تملك قرار هذا البلد إلى أن تكون أمينة على مواطنيها الذين أودعوها قيادهم باستنفار جهودهم لفرملة هذا الارتفاع وذلك بمعالجة جادة للأسباب التي تسببت به ومنعا لتداعياته. لقد أثبتت التجارب السابقة أن هناك قدرة على إيقاف هذا الارتفاع إن أخذ القرار بذلك، أو على الأقل السعي إلى التخفيف منه بضبط أسعار السلع والوقوف في مواجهة جشع التجار وفوضى الأسعار، ومد يد العون إلى الطبقات الفقيرة والمسحوقة. ويبقى الأساس في ذلك تأمين الاستقرار السياسي الذي هو ضمانة للاستقرار المالي والاقتصادي، ما يدعو إلى الإسراع بملء الشغور على صعيد رئاسة الجمهورية والذي لم تعد تداعياته تقف عند هذا الحد، بل هي تمتد إلى عدم قدرة الحكومة على القيام بدورها ليطاول الشغور مواقع قيادية في مؤسسة الجيش اللبناني".

تابع: "من المؤسف أن نجد أن من يتحملون المسؤولية في هذا البلد يخلدون إلى أخذ إجازة الأعياد والاستجمام في الخارج فيما البلد وصل إلى هذه الدرجة من الانهيار وإنسانه يعيش أقسى المعاناة، في الوقت الذي كان عليهم أن يتابعوا عملهم من دون تلكؤ ويبذلوا أقصى جهودهم للوصول إلى توافق على رئيس للجمهورية، ما يعيد عجلة الدولة إلى الدوران، وينهي الاحتقان الذي يحدثه انعقاد جلسات الحكومة إن هي أرادت القيام بدورها بسبب ما يلابسه من مس بصلاحيات رئيس الجمهورية".

وقال: "نبقى في هذا البلد المأزوم، لنحذر من التدريبات المستمرة التي يقوم بها العدو الصهيوني والتي تجري على الحدود اللبنانية، والتي يخشى أن تمهد لمغامرة  يتم الحديث عنها وتستهدف هذا البلد، مستفيداً من الترهل إن على الصعيد السياسي أو الاقتصادي ومن الانقسام الداخلي، ما يدعو إلى العمل على تمتين الوحدة الداخلية، واستنفار كل عناصر القوة الموجودة في هذا البلد، والكف عن التصويب عليها كالذي يحصل. ونبقى على هذا الصعيد، لنشدد على ضرورة عدم المس بالاستقرار الحاصل في المنطقة الحدودية المتاخمة لفلسطين وعلاج أي إشكال بروح المحبة والحرص الذي عهدناه سابقاً، وإننا على ثقة بأن هذه المنطقة التي استطاعت أن تتجاوز كل الظروف الصعبة التي مرت بها وحافظت على أحسن العلاقات بين مكوناتها رغم كل الفتن التي حصلت في الداخل اللبناني وكل الجهود التي بذلها العدو الصهيوني للإيقاع بها، ستتجاوز اليوم الإشكال الذي جرى أخيراً في بلدة رميش ولن تسمح باستغلاله ممن يريدون هز الاستقرار في هذه المنطقة ومعالجته بما يضمن حقوق أهل هذه البلدة والوطن، في الوقت الذي نجدد دعوتنا لمعالجة أسباب وذيول حادثة العاقبية لضمان أفضل العلاقات بين أهلنا في الجنوب و"اليونيفيل" وإزالة كل الأسباب التي تؤدي إلى توتيرها".

 وختم: "أخيراً، نتوجّه بالتهنئة إلى المسيحيين والمسلمين بميلاد السيد المسيح، الذي هو ميلاد للقيم الروحيّة والإيمانيّة الّتي حملها وعبّر عنها بسلوكه وتعاليمه، والّتي عانى وتألم وقدَّم التّضحيات لأجلها. نريد لهذه المناسبة أن تعيد تعزيز قيم المحبّة والرّحمة والعدل، في مواجهة منطق الحقد والعداوة والغلبة الذي بات يتحكم بالكثيرين ممن ينتسبون إلى الأديان السماوية، ويحولونها إلى مشكلة، بدلا من أن تكون حلا".

                             ================== ج.س

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب