عواد في ندوة جنيف: الدولة فعل انصهار بين إرادة المجتمع والمؤسسات الدستورية ضامنة السيادة

وطنية - إنعقدت في جنيف ندوة علمية بعنوان: "معالجة الانتهاكات والأضرار ومشكلة السيادة"، نظمها مركز الدراسات الدولية-جنيف، وشارك فيها من لبنان رئيس "المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والاعلام" العميد الدكتور علي عواد وتحدث في محور "بناء الدولة وتشكيل السيادة".

ورأى عواد "أنه يتم تشكيل سيادة أية دولة عبر ركائز أهمها: بناء إدارة عامة بعيدة عن السياسات النفعية، بناء حياة سياسية ديمقراطية، وتشكيل ثقافة تربوية وطنية في مقدمها المواطنة وثقافة الحوار وفق مباديء اعلان جنيف الدولي لثقافة الحوار الانساني 2015".

أضاف: "الدولة هي فعل انصهار بين إرادة المجتمع والمؤسسات الدستورية ضامنة السيادة. والدولة الناجحة هي تلك التي تشكل المجتمع الوطني أساسا متينا للدستور، والدولة الفاشلة هي التي تفشل في تشكيل هذا المجتمع مما يؤدي إلى انهيارها وخسارة سيادتها. يتعذر بناء الدولة في غياب سيادتها على أرضها ومؤسساتها ومواطنيها، ومن دون حوكمة ادارة عامة شفافة تقدم الحماية والامن الاجتماعي لجميع المواطنين، وهذا يكون من نتاج حكومة تمتلك رؤية وطنية للسيادة".

وأكّد: "أن هناك علاقة شرطية وثيقة بين سيادة الدولة وقدرتها على مواجهة الانتهاكات والأضرار على اختلافها: سياسية، اجتماعية، اقتصادية، أمنية، بيئية وما شابهها. والتأثيرات المتبادلة واضحة بين الاقتصاد والبيئة المحيطة للملكيات المستدامة وغير المستدامة في الحدود العريضة للقانون البيئي، فيبرز هنا دور البنك الدولي في خمسة حدود: الشفافية، كفاءة الدولة، العدالة الضريبية، المساءلة، المحاسبة والعقوبات. ان تأطير السيادة يحدده اقتصاد الدولة بصورة أساسية وبالعكس الشرطي، من هنا ندرك واقع الأنموذج اللبناني".

وأشار الى "أن تدعيم السيادة في "فكر الدولة" يحتاج الى مساحة وطنية مشتركة دائمة بين مكونات المجتمع، مساحة تقوم على ثلاث ركائز: الدستور بثوابته الوطنية، ثقافة الحوار، ثم السلوك وفق الدستور ونظام القيم الانسانية. في الأنموذج اللبناني: هو يحتاج الى تنفيذ خطة عمل تراكمية بطيئة التأثير لكنها فاعلة ولا انقاذ من دونها، خطة ذات أهداف قريبة المدى تتمحور حول نشر وترسيخ "فكر الدولة" ونظام القيم المجتمعية، وأهداف بعيدة المدى تتمحور حول بناء رأي عام تغييري ايجابي،ومن خلاله يتم احداث التغيير البنيوي في المؤسسات وفق النظام الديمقراطي البرلماني من أجل بناء الدولة الضامنة للسيادة وحقوق الانسان".

وختم عواد: "كيف يتم ذلك؟ يتم عبر تنفيذ برنامج استراتيجي يتمحور حول تنظيم ندوات تثقيفية وورش عمل ونشاطات "علمية-فكرية" مكثفة على مساحة كل الوطن، خبراء علم وفكر وثقافة يبحثون ويتحدثون حول "فكر الدولة" وبنائها في المحاور الثمانية التالية: المواطنة، فكر الاعتدال، ثقافة الحوار ونبذ خطاب الكراهية والعنف لأجل السلام، الوحدة الوطنية، احترام الدستور والقوانين، الكرامة الوطنية وسيادة الدولة، الديمقراطية والتمثيل الانتخابي لأجل التغيير، العدالة الاجتماعية، الأخوة والمحبة والتسامح والتضحية وما شابهها من قيم انسانية. باختصار: هو بناء المواطن".

 

                                               =============إ.غ.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب