السفير السوري مكرما من "القومي": صمَدنا وإياكم لمستقبل أفضل
حردان: مثلتم بلادكم ورئيسها أفضل تمثيل

وطنية - أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي حفل عشاء تكريمياً لسفير الجمهورية العربية السورية علي عبد الكريم علي في "مطعم سبورتنغ ـ الروشة"، في حضور القائم بالأعمال علي دغمان والملحق الثقافي علي ضاهر وعدد من طاقم السفارة، المدير العام لوزارة الصحة العامة فادي سنان، وعن قيادة "القومي" رئيس الحزب أسعد حردان، رئيس المجلس الأعلى سمير رفعت، نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، رئيسي الحزب السابقين وعضوي المجلس الأعلى حنا الناشف وفارس سعد، ناموس مجلس العمد نزيه روحانا، رئيس المجلس القومي عاطف بزي وعدد من أعضاء مجلس العمد والمجلس الأعلى والمسؤولين، رئيس تحرير صحيفة "البناء" النائب السابق ناصر قنديل، مدير التحرير المسؤول رمزي عبد الخالق ومديرة العلاقات العامة اعتدال صادق.

حردان

بداية، ألقى حردان كلمة، رحب فيها بالسفير علي عبد الكريم علي، وقال: "إنّ قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي حاضرة في هذا الحفل، تكريماً لكم ولما تمثلون وتقديراً لجهود بذلتموها من أجل تعزيز العلاقات بين سوريا ولبنان ولترسيخها في وجه محاولات تصديعها وما تشكله من مصلحة للشعب والبلدين. سعادة السفير يوم جئتم إلى بيروت ممثلاً لسوريا ورئيسها الدكتور بشار الأسد، كان الضغط الأميركي ـ الغربي على أشدّه وكان بعض اللبنانيين معبّأً بالأحقاد والكراهية ومنضوياً في حزب القرار 1559 الذي استهدف الإطاحة باستقرار لبنان وتقويض سلمه الأهلي ومناصبته العداء لسوريا. هي مرحلة صعبة، لكنكم بما امتلكتم من رصانة وثقافة وحنكة دبلوماسية، نجحتم وطاقم السفارة في نسج علاقات اجتماعية وثقافية وسياسية على أوسع نطاق، والانفتاح حتى على الخصوم، ما أربكهم وأسقط من بين أيديهم ذرائع الخصومة الواهية".

اضاف: "لقد جهدتم واجتهدتم في أداء مهمتكم، فـ فككتم أغلال القلوب، وألغيتم مفاعيل الواو الكافرة بين لبنان والشام، وأكدتم لمن له رأي آخر، أنّ السوري نسبةً الى الجمهورية العربية السورية، هو لبنانيّ في الصميم كما هو فلسطينيّ وعراقيّ وأردنيّ في الصميم. أحببناكم سعادة الصديق علي عبد الكريم علي، ليس بوصفكم سفيراً لسوريا في لبنان، فنحن لا نستسيغ السفارات بين شعب واحد في دولتين. أحببناكم لأنكم مثلتم سوريا ورئيسَها أفضل تمثيل، كيف لا وقد تحلّيتم بالهدوء والرزانة، فلم يستفزكم مستفزّ، وحرصتم دائماً أن تحملوا رسالة سوريا والسوريين إلى لبنان واللبنانيين بأن توحّدوا وتكاتفوا وتعاونوا في سبيل حماية بلدكم من الأخطار والتحديات. نعم، نحن نقدّركم، على كلّ ما قمتم به خلال فترة وجودكم في لبنان، ونشكر سعيكم وجهدكم لترسيخ القيم المشتركة بين أبناء الشعب الواحد في سبيل تعزيز العلاقات بين لبنان والشام. وهو شكر لسوريا على صالح مواقفها الثابتة الراسخة مع الحقّ، ووقوفها حاضناً وسنداً وظهيراً لحزبنا ومقاومتنا ومقاومة كلّ شعبنا ولفلسطين ولبنان والعراق والأمة كلها".

وتابع: "أما بما يعنينا نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي، فإني وبإسم القيادة الحزبية أتوجّه إليكم بتحية شكر وعرفان على متابعتكم وسهركم وتعبكم مجسّدين بأمانة ومسؤولية حرص القيادة السورية وعلى رأسها الدكتور بشار الأسد على وحدة الحزب وفاعلية دوره وحضوره، وهذا إنْ دلّ على شيء فهو يدلّ على احتضان سوريا لمن تشاركتْ معهم معموديةً الدم في كلّ الجبهات، قتالاً ومقاومةً، في معركة المصير والوجود ضدّ الاحتلال الصهيونيّ والإرهاب المتعدّد الجنسيات".

واردف: "في الختام، هذا اللقاء ليس وداعياً، بل عربون وفاء وتقدير من الحزب السوري القومي الاجتماعي، لسعادتكم وما تمثلون، فقد أحسنتم التمثيل برفعة أخلاقكم تخلّقاً وعظيم أفضالكم تفضّلاً وزيّنتموه بالرصانة والحصافة والمسؤولية ونحن سنذكركم دائماً بجميل سعيكم وأعمالكم".

السفير السوري

ثم تحدث السفير علي، فقال: "الرفقاء والشركاء في خط البناء والمواجهة، في خط الإعمار والتصدّي لكلّ صنوف التهديم التي تواجهونها ونواجهها، أشْرفُ أني مثلت بلدي سوريا ورئيسي الرئيس بشار الأسد في وطن فيه شعب هو امتداد للشعب في سوريا. وكما قلت أيها الصديق العزيز أبو حليم، الواو كافرة، حقيقة هي كافرة، حتى الذي يقف على الرصيف الآخر وفي موقف آخر وفي عدائية معلنة وسافرة، أنا لم أشعر يوماً إلا أنه مريض أرجو عافيته وشفاءه ليكون مواطناً أتعاون معه. أنتم كلكم قوميون وسوريا بالنسبة لكم هي جغرافيا ممتدّة وهي حقيقة يؤكدها التاريخ وتؤكدها المصالح وتفرضها التحديات التي يجب ان نتوحّد من أجل تحقيقها".

اضاف: "تجربة طويلة فيها مطبات كثيرة، فيها جروح كثيرة، فيها معاناة صعبة تعلمّت فيها وكلكم ممن استعنت فيهم واستقويت بهم رفاقاً ومثقفين وكتاباً وأصدقاء خارج أيضاً الحزب القومي وخارج الأحزاب الحليفة، وقد أشار الأستاذ أسعد إلى أني حاولت التواصل حتى مع من يقفون على ضفة أخرى وربما يحملون فكراً لا يحبّ سوريا ولا يبارك موقف سوريا في تبنّيها للقضية الفلسطينية وفي الدفاع عن الكرامة وفي رفضها كلّ أشكال التفريط، حتى هؤلاء أنا لم أرَ مصلحة في القطيعة معهم، حاولت ان أمدّ الجسور ما استطعت وأن أتحمّل اللكمات والكدمات والجروح والألغام أحياناً لكي أخفف الخسائر وأحياناً أزعم أننا حققنا أرباحاً في تفادي مطبات كثيرة".

وتابع: "نقلت صورة سوريا الجميلة حقاً في عيون الذين كانوا لا يرون هذا الجمال، أرجو أن أكون قد وُفّقت، وأرجو أن يوفّق الحزب القومي الذي أراه رصيداً حيوياً وضرورياً لنهوض لبنان وسوريا والمنطقة، وأن يتوحّد القوميون على صورة المستقبل التي يجب أن نعمل لأجله جميعاً، وسوريا التي صمدت سنوات ساخنة جداً مليئة بكلّ صنوف العدوان والتزوير والهجمة الشرسة، سوريا التي صمدت وانتصرت وتتعافى بتدرّج نراه، نرجو ان يكون متسارعاً وكبيراً وأن يتكامل في ذلك مع الأشقاء في هذا البلد العزيز".

واردف: "لا يستطيع ايّ من الشقيقين أن ينأى بنفسه عن الآخر، لبنان أحوج لسوريا ولكن سوريا حريصة على أن تكون هذه الخاصرة فيها أمان واستقرار، ونرجو أن يكون هناك تعافٍ اقتصادي وسياسي وأمني واجتماعي، نحن واثقون أنّ المستقبل الذي صمدنا من أجل الوصول الى أفضل صورة فيه، واثقون بأن سوريا ماضية إليه بيقين وليس فقط بأمل، ونرجو جميعاً أن نكون أمام قطاف نجاحات وانتصارات وأمان".

وختم: "هذا العالم الذي يتشكل نرجو أن يكون لنا حصة وازنة فيه ونستبشر خيراً ونشكركم، ونشكر هذه الدعوة الكريمة الذي كنت أتمنى أن أتخفف من الوداع لأني لا أحب الوداع، وكما قال الصديق العزيز الأمين أسعد حردان أنا لا أودّع، فسوريا ولبنان شعب واحد والتحديات كثيرة، وما يتوجّب علينا لنعمل من أجله ولنصنع كلّ الإنجازات التي تحقق ما نصبو اليه".

بعدها سلم حردان السفير السوري درعاً تقديرية عربون وفاء وتقدير.

 

                                                               =======م.ع.ش.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب