الثلاثاء 10 كانون الأول 2024

06:08 pm

الزوار:
متصل:

رابطة المدارس الإنجيلية تكرّم الطلاب المتفوقين في الامتحانات الرسميّة لعام 2022 الحلبي : لن أسمح بتعطيل التعليم أو فرملة انطلاق العام الدراسي والوقت ليس للربح انما للصمود

 وطنية - المتن - كرمت رابطة المدارس الإنجيليّة في لبنان طلاّبها المتفوّقين في احتفال اقيم في مركز ضهور شوير الإنجيلي في عين القسيس لتكريم  برعاية  وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي وبحضور نائب رئيس مجلس النواب النائب  الياس بو صعب، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء،  هيام إسحاق، رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيليّة في سوريا ولبنان القس جوزف قصاب، المدير العام لوزارة التربية عماد الأشقر، الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان الأب يوسف نصر، الامين العام للجنة التربية والعلوم والثقافة في اليونسكو هبة النشابة، مسؤولة التربية في اليونسكو ميسون شهاب، وحشد من المسؤولين التربويين، ومديري المدارس الإنجيلية في لبنان.

 

بعد الصلاة التي تلاها رئيس الطائفة الإنجيليّة في لبنان القس جوزف قصاب، كانت كلمة ترحيب بالحضور وتهنئة للمتفوّقين من رئيس رابطة المدارس الإنجيليّة الدكتور جورج رحباني. بعدها، توجّه ألامين العام للرابطة  الدكتور نبيل قسطه بكلمة للطلاب المتفوّقين والأساتذة ووزير التربية وإلى جميع المعنيين بتحسين التربية في لبنان وتطويرها. ووصف قسطه الأمسية بحفل للفرح وهنّأ التلامذة الموجودين وتوجّه إليهم قائلاً:" إنّ اليوم هو يوم تتويج للمنتصرين والمنتصرات"، وشكرهم "لأنّه ليس بالسهل إطلاقًا أن يتفوّق التلميذ في لبنان في الأيام الحاليّة" .

 

وهنّأ قسطه التلامذة على "إنجازاتهم رغم كلّ الصعاب منتصرين بذلك على مخاوفهم وعلى الطبيعة البشريّة التي تحبّ الأمور السهلة"،واكّد أنّ" ما قام به الطلاّب من تحدّيات رغم الظروف الصعبة هو استثنائيّ. هنالك قلق وربّما غصّة على مستقبل التلامذة الذين لم يتفوّقوا لأنّ لا أحد يعلم ما إذا كانوا سيتمكّنون من التقدُّم في دراساتهم، ومن ثم ماذا سيكون مصيرهم في سوق العمل".

 

وتابع :"  يسيطر القلق أيضًا لأنّ لبنان الذي طالما وُصف بمنارة الشرق، يواجه منذ ما يقارب الثلاث سنوات أزمة في التربية سببها اللجوء الى الاختصار في مواد التدريس في المناهج والامتحانات"،

 

 وتوجه الى التلامذة قائلا: "لا خوف عليكم لأنّكم برهنتم أنكم تسلكون درب التعليم بثقة ومن دون خوف وبجدّية."

 

وشكر لوزير التربية  قيامه ب" دور القبطان وطلب منه وبأسرع وقت ممكن السعي ليكون لوزارة التربية مجلس حوكمة أو حكماء لدعم خطط الوزير وتوجّهاته، وأن يكون هذا المجلس منزّهًا ويحترم العمل بشفافية. فالوقت مناسب والكلّ سيدعمه لأنّ الجميع يُدرك خطورة الوضع بالنسبة إلى التعليم"،وقال :" لن تتقدّم التربية نحو الحل الاّ بمجلس كهذا  يتمتع اعضاؤه بالنقابية والمهنية وهمّهم أن تعود العافية للنظام التربوي في لبنان لا سيّما إيجاد حلّ لمشكلة فائض الموظفين اذ هناك  37000 أستاذ لـ 250000 تلميذ في المدارس الرسمية بينما هنالك 44000 أستاذ لـ 750000 تلميذ في المدارس الخاصة".

 

وتطرق قسطه إلى "مسألة الفاقد التعليمي التي نتجت عن التعلّم عن بُعد  حتى صار الطلاب يفتقدون إلى مهارات بناء المعرفة الأساسيّة والضرورية للنجاح" وعرّج على" شبه غياب القطاع الخاص عن آليات صنع القرارات المصيريّة في لبنان لا سيما أنّ الأبحاث تشير إلى أنّ هنالك زيادات في حالات المشاكل النفسيّة بين التلامذة".

 

الحلبي

ثمّ كانت كلمة وزير التربية فقال :" ليست المرة الاولى التي تكرم فيها رابطة المدارس الإنجيلية تلامذتها المتفوقين في الشهادات الرسمية، فهي درجت على هذا التكريم سنوياً، إنما أشارك راعياً هذا الحفل لأول مرة من موقعي كوزير للتربية والتعليم العالي، بعد سنة من التعليم مررنا فيها بظروف صعبة نظراً لما تراكم من مشكلات خلال الأعوام الماضية وأزمات اقتصادية ومالية انعكست على القطاع التربوي وعمّقت الانهيار في البلد. لكننا نحتفل اليوم بهذه الباقة من المتفوقين في هذه المدارس العريقة في التعليم وبنشر المعرفة، وكلنا أمل في أن نعوّض الخسائر والانطلاق مجدداً إلى تحقيق انجازات في التربية واستعادة المبادرة والتقدم لإنقاذ التعليم".

 

اضاف :" إن الامل بإعادة النهوض بالتعليم واستعادة تألق لبنان ينطلق من إيماننا بهؤلاء الشبان والشابات المتفوقين والذين نراهن عليهم في المستقبل، وهم المتخرجون من المدارس الإنجيلية، واشد على أيدي القيمين عليها المجمع الانجيلي بقيادة حضرة القس جوزيف قصاب واعضاء المجلس الذين تربطني بهم صداقة وعلاقة قديمة كما وأخص الصديق الدكتور نبيل قسطة صاحب هذه المبادرة للمزيد من ترسيخ التربية الوطنية في هذه الصروح التعليمية ونحن نشهد لها بالمستوى المتقدم من الأخلاقيات والقيم الاجتماعية والروحية وما تتمتع به من قيم ثقافية تعزز العملية التربوية وبناء الشخصية لدى المتعلمين".

 

وتابع :" انني وإذ أحيي الدور الذي تؤديه المدارس الإنجيلية في العملية التعليمية في لبنان ولا انسى ان الارساليات الانجيلية هي من ادخلت التعليم على مناطق من الجبل لم تكن فيها مدارس ، ومن باب العرفان الجبلي لها تاريخا وحاضرا، فلا بد لي من أن اذكر المهمات الأخرى التي تقوم بها في احتضان التلامذة أصحاب الحاجات الخاصة والصعوبات التعلّمية من خلال مركز سكيلد  Skild الذي ساهم أيضاً في دعم المدرسة الرسمية لتطوير قدراتها في تعليم ذوي الصعوبات التعلمية، ونحن نسعى لتطوير هذه التجربة أيضاً بتوفير الدعم من الجهات المانحة لنؤمن التعليم لهذا الفئات على رغم كل الصعوبات التي نواجهها".

 

وقال :" إننا اليوم في لحظة مفصلية في التعليم. أمامنا مهمات كبرى للسنة الدراسية المقبلة، ولا بد من الاخذ بالاعتبار أننا في قلب الازمة التي تمر بها البلاد لا بل الانهيار الذي فتك بكل القطاعات. أقول ونحن اليوم نكرم المتفوقين في الشهادات الرسمية إننا تمكنا من عبوراستحقاق الامتحانات الرسمية ونجحنا في إنقاذ العام الدراسي خصوصاً في التعليم الرسمي، بعد تعويض جزء مهم واساسي من الفاقد التعليمي. لكننا لا نستطيع الاستمرار بالطريقة ذاتها قبل أن نكون جاهزين لمواجهة كل الازمات التي تعترض طريقنا وهي كثيرة. لقد شكلت الامتحانات الرسمية بالنسبة إلينا محطة مفصلية يمكن الارتكاز إليها لمواجهة المعضلات التي ستواجهنا لاحقاً وقد بدأت تطل براسها حيث نشهد تعطيلاً لكل القطاعات ومزيداً من الانهيارات، الامر الذي يستدعي خططاً عاجلة لتأمين انطلاقة سليمة للسنة الدراسية المقبلة وتوفير المستلزمات والمقومات المالية لتمكين المؤسسات التربوية من القيام برسالتها التربوية". 

 

واردف :" لقد تعاملت في التربية بكل انفتاح وتواصلت مع الجميع لتذليل كل العقبات التي تواجه التربية والتعليم. في منتصف العام الدراسي الماضي حسمنا خيارنا بالعودة الى التعليم الحضوري، وهو كان خياراً وحيداً للتعويض بعد حل مطالب الاساتذة في التعليم الرسمي، ومنه سلكنا خط إجراء الامتحانات الرسمية التي تُعتبر انجازاً بكل المقاييس في الظروف الصعبة والمعقدة. ومن هذا الصرح الكبير أعود وأؤكد على الإرادة الصلبة والحاسمة بضرورة العودة إلى التعليم الحضوري مع بدء السنة المقبلة، وأعتزم العمل على إطلاق نداء عالمي عبر حملة تشرح الوضع اللبناني وأهمية مساندة وزارة التربية في خطتها لتأمين التعليم الجيد لجميع الأولاد الموجودين في لبنان. ومن هذا الإصرار لن أسمح بتعطيل التعليم أو فرملة انطلاق الدراسة، فكما عملنا مع الجهات المانحة وتمكنا من تأمين الدعم للأساتذة بالتوازي مع تقديمات الدولة ومساعداتها الاجتماعية وبدلات النقل مع الامل بأن تشرّف الدولة تعهداتها تجاه المستفدين سنستمر في هذا الأداء إلى آخر يوم من وجودنا في الوزارة لإنقاذ التعليم وتطويره وتحديثه بعيداً من التعطيل ومعه الإضرابات التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من شرذمة القطاعات وتطيح بالمؤسسات على رغم الحق في المطالب جراء الأزمة الخانقة".

 

وتابع :" لقد عملنا على التعويض للتلامذة وتحسين قدراتهم التعليمية من خلال إطلاق المدرسة الصيفية، وقد بلغ عدد المسجلين 87 ألف تلميذ من الرسمي والخاص وهذا امر جديد ينوه به وهو رقم قياسي لتلامذة يريدون التعلم. ونحن نهدف من خلال هذه المدرسة إلى تأمين الدعم التربوي والتخفيف من التسرب إلى جانب الأنشطة والعناية النفسية والاجتماعية، لكن الاهم هو التحضير لانطلاقة العام الدراسي الجديد. وفي هذه المناسبة التي جمعتنا رابطة المدارس الإنجيلية، وبوجود مسؤولي اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة والأصدقاء، أجدد حرصي على المدرسة الخاصة التي تحتضن أكثر من ثلثي تلامذة لبنان، وحرصي ايضاً على العدالة في التعليم، إذ ليس مبرراً أن لا تتمكن مدارس أو تتخذ قراراً بعدم الانطلاق في التعليم بذريعة مادية وكلنا يعلم حجم الازمة التي يعانيها أهالي التلامذة".. 

 

وقال :" انني أشدد في هذا السياق، ومن خلفية الحرص على التعليم الخاص إلى جانب التعليم الرسمي، على أن تبقى الأقساط بالليرة اللبنانية وفق ما ينص عليه القانون 515، وهذا الأمر يرتبط بالعدالة واستمرار التعليم واستقطاب التلامذة، فالوقت ليس للربح انما للصمود، والخوف هو أن يتسرب قسم من أولادنا لعجز أهاليهم عن الدفع بالدولار الفريش، وأيضاً لعجز المدرسة الرسمية في وضعها الحالي عن استيعاب التلامذة. الاهم أن نحافظ على تلامذتنا وبينهم الكثير من المتفوقين وهذا ما أظهرته الامتحانات الرسمية الاخيرة، ونحافظ أيضاً على المدرسة وأن نقدم صورة مختلفة ونموذجاً أخلاقياً يكرس قيم المدرسة التي اعتدنا عليها".

 

اضاف :" ان الأزمة ايضاً طاولت المدرسة الخاصة. المشكلة الاكبر المالية والاقتصادية انعكست على الأهل والأساتذة، ومشكلة الأقساط التي لا يستطيع الأهالي تحملها، وفي المقابل لا تتمكن المدرسة من الاستمرار من دون تمويل. ولذلك إني مستمر بالعمل على توفير الدعم وتأمين حقوق كل المكونات في المدرسة الخاصة من معلمين وأهل وإدارات. إنني أعتبر المدرسة الخاصة ركناً أساسياً في التعليم، ويهمني التأكيد على حمايتها أيضاً، فأي خلل في قطاع بين الرسمي أو الخاص ينعكس حكماً على الثاني ويتسبب في مشكلات نحن في غنى عنها. والاهم بالنسبة إلينا في التربية اليوم هو تحدي الاستمرار، فعدم الاستقرار في التدريس يؤدي إلى نشوء سلبيات كثيرة وفاقد تعليمي وتدنٍ في النوعية". 

 

 

وختم :" لا بد في هذه المناسبة من توجيه التحية لأبنائنا المتفوقين وللمدارس الإنجيلية التي أعطتهم العلم والمعرفة. واقول أن الانجاز في الامتحانات واجب على التلميذ ومدعاة فخر للاهل، لكن المهم هو اكتساب المعرفة مع انتقالكم إلى مرحلة التعليم الجامعي. رهاننا عليكم وعلى زملائكم في أن تثقوا بوطنكم وبالمستقبل وإلى مزيد من المثابرة والعطاء والتفو".

 

ثمّ كان توزيع الدروع على الطلاب المتفوّقين.

 

   =================

 

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب