لقاء لـ"ملتقى سكن" عن نظرية الإمام الخامنئي في الزواج والأسرة "كطريق ثالث في بناء الحضارة الإسلامية"

وطنية - عقد "ملتقى سكن" لقاءه الثاني ضمن الدورة البحثية الجديدة لهذا العام، في مجمع المجتبى، بالتعاون مع معهد المعارف الحكمية، بحضور  المستشار الثقافي للجمهورية الإيرانية السيد كميل باقر، فضلًا عن عدد وفير من الباحثين والأكاديميين والفعاليات الدينية والثقافية..وتحت عنوان "لاشرقية ولا غربية" قدّم الباحث الدكتور محمد عليق، "لنظرية الإمام الخامنئي في الزواج والأسرة كطريق ثالث في بناء الحضارة الإسلامية، بين أعراف التيار التقليدي وقيم الثقافة الغربية الرائجة بين المسلمين".

عليق تناول "الصفة العلمية" للإمام الخامنئي، واصفًا إياه بـ"المفكر الاجتماعي الأهم في العصر الحديث، لاسيما في مقاربته للقضايا التربوية والأسرية والاجتماعية الراهنة، وفي سعيه لتفعيل دور الفكر في إنتاج العلوم وتجديد الثقافة الإسلامية، بالاستناد إلى ثلاثية العقائد والعرفان والفقه، هذه الثلاثية  تسمى علم الحكمة، المنتجة لكل النظريات الملائمة لمباني الدين الإسلامي الأصيل"، واصفًا "الفكر والثقافة الغربية بالثقافة المسمومة وللأسف فإن شعوبنا كانت ولازالت تحت تأثير تلك الثقافة".

وأشار الدكتور عليق الى مواقف الامام الخامنئي في موضوع الأسرة والمرأة، قائلًا:" إنّ الأسرة  بحسب الخامنئي تتشكّل من الرجل والمرأة، وكلاهما مؤثّر في تشكيل الأسرة، ولكن  استقرار أجواء الأسرة هو ببركة المرأة وطبيعة النساء." وفي هذا الإطار يصف المرأة بأنها "سيدة بيتها ووردة البيت، وإذا كان الرجل يشكل الواجهة الخارجية للمنزل فهي تمثل الواجهة الداخلية في عملية التكامل الزوجي". وقال: "يبتعد  الإمام الخامنئي عن أي توجه لتعريف الزواج بوصفه عقداً اجتماعياً لتنظيم شؤون البشر فحسب، أو تلبية لحاجة نفسية وجنسية لدى الرجل والمرأة، أو وسيلة لإنجاب الأولاد فقط وآلية عقلائية لتنظيم العلاقات بين البشر ضمن أحكام وأعراف اجتماعية فحسب. بل هو أمر مقدس، وإن كان يشمل في طياته كل الفوائد والمكتسبات المذكورة سابقاً وأكثر، إلا أن الأصل فيه هو الإرادة الإلهية "ومن آياته" في الخلق والتكامل الإنساني وفق المشروع الرباني لتربية الانسان وعمارة الأرض والانتقال الى العوالم الأخرى الأرقى".

وأشار إلى التسلسل الرباعي الداعم لنظرية الامام الخامنئي والذي يتضمن "الفكر العلم، نمط الحياة، والتكامل الروحي والمعنوي بين الزوجين، وهي مفاهيم منبثقة من روحية القرآن الكريم بعيدًا عن تأثيرات الحضارة الغربية أو الأعراف التقليدية البالية التي شوهت مفاهيم الزواج والأسرة". ولفت الى أن "هذه المفاهيم تدخل في إطار ما يسمى أدوات في بناء الحضارة الإسلامية الجديدة".

وختم عليق بالقول: "ثمة انتقاد واسع يبديه الامام الخامنئي لكل الأساليب والممارسات التقليدية بحق الزوجة وبحق البيت الزوجي، منها توهين مكانة ربة المنزل والاستخفاف بالدور الملقى على عاتقها في العملية التربوية  أو تهرب الرجال من العملية التربوية المنزلية، واصفًا إياها بتهرب الرجل من مسؤولياته وترك المسؤولية على عاتق المرأة سواء كانت عاملة أو ربة منزل. أضف إلى ما يسمى بالجمود العاطفي والعقلي بين الزوجين واعتبار الزواج قسمة ونصب، قائلًا، هذه الأفكار هي من مخلفات التقاليد البالية، موجهًا سهامه أيضًا إلى الثقافة الغربية المليئة بالصراعات الثنائية بين الرجل والمرأة والتي تحمل في طياتها بذور هدم الأسرة".

 

                             =============إ.غ.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب