كلودين عون روكز في حفل إختتام سنة جبران خليل جبران الثقافية في القبيات: مشروع يؤكد أن لبنان كان وسيبقى رسالة حب وثقافة وسلام

وطنية - أقامت المهندسة ميرنا عبود الخوري، حفل اختتام سنة جبران خليل جبران الثقافية، في دير الآباء الكرمليين في القبيات، برعاية رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية السيدة كلودين عون روكز وحضورها، وفي حضور النائب الأسقفي الماروني العام في عكار الأباتي الياس جرجس، رئيس بلدية القبيات عبدو عبدو، رهبان الدير وفاعليات ثقافية وسياسية وهيئات اجتماعية نسائية.

الخوري
استهل الحفل بافتتاح معرض الفنون التشكيلية الذي نفذه محترف "جبران خليل جبران الثقافية"، تلته كلمة ترحيبية من المهندسة الخوري توجهت فيها إلى السيدة روكز فقالت: "ليست بصدفة أن تقطعي مسافات طويلة لكي تختتمي سنة جبران خليل جبران الثقافية، وليس بغريب أن تكوني راعية لمشروع محوره فكر شخص أثار الجدل وما زال في كتاباته الناقمة على الجهل والفساد والإقطاع، وإنسان عشق الطبيعة ورأى فيها الأم الكبرى، رمز الحرية والجمال والكمال. جبران المدافع الشرس عن حقوق المرأة وأهمها حقها باختيار شريك حياتها، وهو جزء مهم من عملك ونضالك اليوم".

وتابعت: "في هذه السنة الثقافية، شجعنا على مطالعة هذا العظيم من لبنان، ونظمنا مسابقة في الإملاء على صعيد المنطقة، وأمسية أدبية شعرية ورحلة إلى متحف جبران. وخلال شهرين، رسمنا ما استوحيناه من نصوصه، وحولنا شخصيات قصصه إلى لوحات".

وختمت: "أشكر كل من ساعدني في إتمام هذا المشروع، والشكر الخاص لضيفتي المميزة السيدة عون روكز، التي قبلت ضيافتي وقصدتني من دون معرفة مسبقة، وكل الاحترام لنشاطك وعفويتك".

عون روكز
ثم كانت كلمة للسيدة عون روكز قالت فيها: "منذ حوالي الثمانية أشهر، تواصلت معي صديقة لتخبرني عن سيدة لا أعرفها من منطقة عكار، تدعى ميرنا عبود الخوري، تطلب رعاية الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، لنشاط ثقافي في القبيات، يحمل عنوان "2019 سنة جبران خليل جبران الثقافية". وهي لم تكن تعرف أن مشروع هذه السيدة يضم ثلاثة مواضيع تعز كثيرا على قلبي".

وتابعت: "أولا كون هذا النشاط هو في منطقة عكار، هذه المنطقة العريقة والمناضلة والغنية بمقوماتها الطبيعية والأثرية، والتي تشكل جزءا أساسيا من هوية وتكوين لبنان.

وثانيا، إن هذا النشاط هو من إعداد وتنفيذ سيدة لبنانية، بالرغم من إنها تعيش في الخارج، إلا أن إنتماءها لمنطقتها وبلدتها ما زال أولوية في حياتها، وما زالت تجاهد لتوظف خبراتها وطاقاتها لخدمة وطنها.


أما الموضوع الثالث الذي لمسني وفي العمق، هو أن النشاط ثقافي، وكم نحن بحاجة للثقافة في مجتمعنا اليوم، ثقافة احترام الإنسان الآخر والاختلاف في الإنسان الآخر، وثقافة المساواة بين كل الناس مهما كان لونهم أو جنسهم أو دينهم أو وضعهم الصحي أو الاجتماعي، وثقافة الأخلاق التي يجب أن نحافظ عليها لأننا بصدد فقدانها، والثقافة الإنسانية عموما التي ما زالت موجودة في مناطقنا اللبنانية، ومنها في عكار والقبيات، وفي البلدات التي ما زالت القيم فيها، أولوية وأسلوب حياة".

اضافت: "لهذه الأسباب، لم أتردد لحظة، بل كنت أنتظر الحفل الختامي للسنة الثقافية، لكي أزور هذه المنطقة مجددا وأتمتع بطبيعتها وألتقي بأهلها الطيبين الذين أحبهم وأقدرهم. كيف بالأحرى إذا كان "جبران خليل جبران"، هو محور النشاط! الكاتب والأديب والرسام والشاعر اللبناني، الذي انطلق من هذه الأرض، وحفر اسمه في العالم، وجسد مختلف وجوه وجوانب الحياة، من الحب والزواج، والآباء والأبناء، والحرية والرحمة والدين، والفرح والحزن، والخير والشر، والموت والحياة وغيرها... من خلال كتاباته وشعره ورسوماته".

وتابعت: "أما المرأة، فأحبها "جبران خليل جبران" وقدر دورها العظيم في حياته وفي حياة البشر وتطور الشعوب. هو من قال: "لا تقوم الأمم ولا تبنى الحضارات، إلا على أكتاف المرأة". وفي رسالته إلى مي زيادة قال: "أنا مديون بكل ما هو أنا، الى المرأة، منذ كنت طفلا حتى الساعة، والمرأة تفتح النوافذ في بصري و الأبواب في روحي. ولولا المرأة الأم و المرأة الشقيقة والمرأة الصديقة، لبقيت هاجعا مع هؤلاء النائمين الذين ينشدون سكينة العالم بغطيطهم".

واعتبرت أن "المرأة في مجتمعنا، هي إنسانة مجتهدة وقوية ومناضلة ومبدعة، تساهم كما الرجل، في بناء العائلة والوطن على الأصعدة كافة. لكن الثقافة التقليدية الموروثة من جهة، والقوانين المجحفة بحقها من جهة تانية، تشكل عائقا أمام تقدمها واستثمار طاقاتها خصوصا على مستوى صنع القرار السياسي والإقتصادي في البلد". وقالت: "من هنا بدأ عمل الهيئة الوطنية لشؤون المرأة من 20 عاما، ويستمر بزخم حتى اليوم، لكي يتم الإعتراف بالمرأة كمواطنة كاملة، لها حقوق الرجل نفسها، كما يطلب منها الواجبات نفسها المطلوبة منه".


واعلنت "ان عملنا يتركز في الهيئة على تعديل كافة القوانين المجحفة بحق النساء، واقتراح قوانين من شأنها إن تنصفها: كاعتماد قانون يحدد ال 18 سنا أدنى للزواج، إقتراح قانون يجرم التحرش الجنسي بأشكاله كافة، تعديل قانون حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري، إحقاق المساواة الكاملة بين المرأة والرجل في قانون العمل وقانون الضمان الاجتماعي، إعطاء المرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي حق نقل جنسيتها لأولادها، والكف عن تحميلها مسؤولية الحفاظ على التوازن العددي بين الطوائف".

وقالت: "فبدلا من أن نشخص خوفنا ونواجهه ونجد الحلول المناسبة له، نحن نجهل حقيقة المشكلة، ونخلط بين ثلاثة مفاهيم مختلفة وهي التوطين والتجنيس وحق المرأة أن تنقل جنسيتها لأولادها.
فالهوية، التي هي إنتماء ولغة وثقافة ومبادئ وأسلوب حياة، والتي تنقلها الأم لأولادها بطريقة بديهية، يفترض أن تكون أساس الحق بالحصول على الجنسية. ذلك إلى جانب عملنا على تغيير الصورة النمطية للمرأة من خلال عملنا مع وزارة التربية في المدارس، ومع الجامعات، ومع الإعلاميين، إضافة إلى قيامنا ببرامج تدريب للنساء في البلديات لتمكينهن من معرفة حاجات بلداتهم وإعداد وتنفيذ المشاريع المناسبة لها".

وتابعت: "أما على صعيد مشاركة المرأة في الحياة السياسية، فنحن نطالب بتضمين القانون الانتخابي، النيابي والبلدي، كوتا نسائية تضمن وصول النساء إلى مراكز صنع القرار، ومشاركة الرجل في تحمل مسؤولية بناء الوطن، لأنهما سويا، يكملان بعضهما البعض ويعتمدان القرارات التي تأخد بعين الإعتبار كل مكونات المجتمع وحاجاتها، ويتشاركان في تنفيذها ويستفيدان من خبرات بعضهما البعض".

واضافت: "وفي هذا الإطار، أعدينا، في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، برنامجا متكاملا لدعم النساء للترشح للإنتخابات البلدية والنيابية المقبلة، يساعدهن لتنمية قدراتهن ومعرفتهن بالعمل في الشأن العام، نبدأ بتنفيذه قريبا جدا".

وختمت: "إن وجودي معكم اليوم لنفتتح معرض الفنون التشكيلية، في هذا الدير العريق، دير الآباء الكرمليين، الذي استضافنا بكل محبة وطيبة، هو محطة مشرقة في وسط الجو الصعب الذي نعيشه، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وهو تأكيد على ان لبنان، كان وسيبقى رسالة حب وثقافة وسلام، وأن انتماء أبنائه له هو ثابت مهما اشتدت المحن".

وشكرت المهندسة عبود الخوري على الدعوة والاستضافة، ولجنة جبران خليل جبران على "إصرارها على ترسيخ فكره في الأجيال الجديدة، وجميع المشاركين في المسابقات والمعرض، إنه لدليل على حبهم لهذه الأرض وتاريخها، وأشكر الحضور على إيمانه بالثقافة. أختم بقول لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون: "منطقة عكار، غالية على قلوب جميع اللبنانيين لانها منبع المؤسسة العسكرية من جهة، ولان أهلها قدموا التضحيات الكثيرة في سبيل سيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه".

بعدها تم تقديم أغان من كلمات جبران خليل جبران، ثم جولة على الاعمال المشاركة.

وفي اليوم التالي، تم تكريم المشاركات ووزعت عليهن الجوائز، بعد جلسة تحكيم ومطالعة شاركت فيها لجنة جبران خليل جبران الوطنية برئاسة جوزيف فنيانوس إلى جانب السيدة عون روكز.

كما قامت السيدة عون روكز، خلال زيارتها إلى عكار، بجولة في طبيعة القبيات وعندقت مع أهالي المنطقة، انطلقت من تلة المرغان حتى "عين القبو" و "عين الدلبة" النبع الغربي، وزيارة مار الياس والنواويس الرومانية، ثم القاطع الشرقي "عين التينة"، واختتمت الجولة باستراحة في بيت البيئة AFDC.


===== منذر المرعبي/ن.م

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب