الأب ندرة في قداس لراحة نفس داني شمعون وعائلته: مسؤوليتنا ان نتوحد في دفاعنا عن القيم والحفاظ على وجود شبيبتنا لا دفعهم الى الهجرة

وطنية - اقام حزب الوطنيين الأحرار قداسا وجنازا لراحة انفس الشهيدين داني شمعون وزوجته انغرد وطفليهما طارق وجوليان، في كنيسة مار انطونيوس الكبير - السوديكو مساء اليوم، شارك فيه رئيس الحزب دوري شمعون وزوجته، تمارا داني شمعون، غابريال وكميل دوري شمعون والعائلة وعدد من المنتسبين الى الحزب.

ترأس الذبيحة الألهية رئيس دير مار انطونيوس الأب كلود ندرة الذي القى عظة بعد تلاوة الإنجيل المقدس تحدث فيها عن معاني هذه المناسبة وقال: "هكذا ارتضى داني شمعون ان يبذل نفسه مع عائلته فداء عن لبنان، فهو الوطني الحر الذي آمن بلبنان انه اكثر من وطن وتاريخ وجغرافيا، انه رسالة حرية وتحرر، وقد حملها عقيدة ترعرع عليها في بيت رئيس رسم للبنان مداه الأبعد في علاقاته الخارجية والعربية هو الرئيس كميل شمعون".

واعتبر الأب ندرة ان "الوطنية هي اعتبار الوطن مساحة حرية لعيش القيم وممارستها وفق الإيمان بالله، وبالتالي يصبح الوطن في ذاته حرية لمن اعتنقه وانتمى اليه بصدق وهو في الوقت عينه مساحة تلاق وانفتاح وحوار مع كل شريك في المواطنة عينها، وسط تعددية ايمانية وثقافيه تغني خبرة الإنسان وتبرز كرامته. اما الحرية فهي كما جسدتها عائلة داني شمعون الشهيدة في بذل ذاتها عن كل وطني حر وعن كل لبنان ولبناني".

ورأى ان "المرحوم داني تمسك بحبه للبنان كوطني حر، مفضلا معانقة صليب الإستشهاد حبا بالجميع لكي يفتدي الأحباء الذين شاركوه النظرة عينها للبنان ورسالته".

وأضاف: "اليوم بعد 62 سنة على التأسيس واعد 30 سنة على شهادة داني شمعون وعائلته، الوطنيون الأحرار يستعدون لإجراء انتخابات الحزب في اطار مئوية لبنان الكبير الذي حمله الموارنة كنيسة بطاركة ورهبانا وشعبا في وجدانهم منذ مئات السنين لكي يقوم كما اراده المكرم البطريرك الياس الحويك بجهده وانفتاحه على الجميع، مساحة مواطنة وحرية لجميع ابنائه ومكوناته".

وتابع: "نصلي لرئيس الحزب دوري شمعون الذي حمل مشعل الرسالة بامانة وغيرة وابقاه متوجها في قلوب جميع الأحرار، ليحفظه الله راعيا في مسيرة الحزب وقيمه واهدافه، وان تكون هذه الإنطلاقة الجديدة للحزب عودة راسخة الى ما تختزنه ذاكرته من قيم مسيحية حقيقية، وما يرسمه عنوانه من نهج من اجل قيام لبنان الدولة والرسالة والمواطنة والحرية".

وقال: "مسيرة الشهيد داني كانت مسيرة جذرية بالصليب وبلبنان الذي احب، فلم يتراجع فلا تراجع بالمحبة ولا امام الصليب والتضحية والفداء، مسيرة ايمان بلبنان الذي حلم به وحمله على كتفيه وفي قلبه وفكره، مع الصليب لا مساومة، وكذلك مع داني لا مساومة على المبادىء والإخلاق وحرية ونمو وازدهار واستقلال لبنان".

ورأى ان "دماء الشهداء سرت في عروق الوطن وحولته الى وطن تفور فيه الحياة والحرية والكرامة وهذا ما أمن وسيؤمن للبنان ابديته ونقاءه. مسؤوليتنا ايها الأعزاء هي محاربة اليأس الذي بدأ يستشري في وسطنا وبين شبيبتنا، مسؤوليتنا المشتركة هي صوت الرجاء بالصليب، مسؤوليتنا العودة الى زرع قيم المواطنة والحرية لتقلع بذار التخلي بخفة عن الوطن، مسؤوليتنا ان نتوحد في دفاعنا عن القيم، والحفاظ على وجود شبيبتنا لا دفعهم الى الهجرة والإنتحار، وان ندافع عن الحق والحقيقة وان نعلن ثورة بيضاء على كل ما يتنافى ودعوة الإنسان لعيش القيم والفضائل".

وتابع: "يقول قداسة البابا فرنسيس: اذا لم يكن المسيحي ثورويا في هذا الزمن، فهو لا يكون في الحقيقة مسيحيا، فهذا ما نفتقده كثيرا في لبنان. فاذا خمدت فينا الثورة على الأوضاع المتردية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا واخلاقيا فلا مجال للتقدم ولخلاص لبنان. ليبقى في قلوينا الرجاء والأمل بمستقبل افضل ينبغي ان تبقى ثورة صليب المسيح مستعرة فينا، وليبقى لبنان وطنا حرا سيدا مستقلا ينبغي ان نعود الى اصالة هويتنا ونتمسك بارضنا تمسكنا بانفاسنا".

تمارا شمعون
اما ابنة الشهيد تمارا داني شمعون فقالت: "اليوم هو الذكرى الثلاثين لإغتيال عائلتي، ثلاثون سنة ولم يتغيير شيء في هذا البلد، ولذا اسأل دائما لماذا ماتوا ولماذا كل هذه العنف؟ ولا اجوبة لدي ولكن اريد ان اؤمن ان نضالهم لم ينته وان حلمهم لن يموت".

وأضافت: "لم اتعرف إلى اهلي، ولكن اعرف ما كانوا بفضل من كانوا محيطين بي، من عائلتي التي بقيت متضامنة وكل من اخبروني عنهم. ابي كان يحب لبنان وناضل من اجله، وكان حلمه العيش بسلام وكرامة للجميع وكان يناضل من اجل مجتمع مدني يحترم القانون وحقوق الجميع واحترام الطبيعة والبيئة. وكان يقدر قيمة التربية والفن والثقافة والرياضة، وكان يريد حماية مواردنا الطبيعية مياهنا، زراعتنا وتجارتنا والمحافظة على قطاع الخدمات ومن اجل القيم الوطنية".

وتابعت: "أما امي فكانت امرأة رائعة كانت جميلة، ذكية، موهوبة ورياضية وهي رمز لكل امرأة في هذا البلد لأنها كانت امرأة حرة، ناضلت من اجل تحسين وضع المرأة في لبنان، وكانت تحب هذا البلد وبقيت الى جانب ابي الى النهاية. وان العنف الذي اودى بحياتهم كان مريعا وغير مقبول وهو شبيه بكل الإغتيالات التي وقعت قبل وبعد4 آب، هذا العنف يجب ان يتوقف يوما ما، فهناك فرق بين ان نكون سعداء في حياتنا او ان نبقى على قيد الحياة كما يحصل معنا هنا".

ختاما تقبلت العائلة التعازي من الحاضرين.


======= ر.ح.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب