عوده رعى توقيع معاهدة بين مستشفيي القديس جاورجيوس واللبناني الكندي: لحكومة تعمل على حل المشاكل بروح الخدمة والتضحية بوصعب: نموذج لخدمة المريض

وطنية - وقعت معاهدة تعاون قبل ظهر اليوم بين مستشفيي القديس جاورجيوس الجامعي واللبناني الكندي، برعاية متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده وحضوره والوزير السابق الياس بو صعب، مدير مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي ادغار جوجو ورئيس جامعة القديس جاورجيوس في بيروت الوزير السابق الدكتور طارق متري وأطباء من المستشفى.

بو صعب
وبعد توقيع المعاهدة، شكر الوزير بو صعب المتروبوليت عوده، وقال: "لأنك تقدم لنا دائما فرصة الخدمة والمساعدة، كما علمتنا وكما يشهد لبنان كله على رعايتك الحكيمة لهذه الأبرشية خلال سنين صعبة وحروب ودمار مروا على بيروت، وكنت دائما تعلمنا أن على الإنسان ألا يتوقف عن خدمة المجتمع الموجود فيه".

اضاف: "بعد الانفجار الكبير الذي أصاب بيروت ودمر نصف المدينة، تعلمنا مجددا أن على الإنسان ألا ييأس ويتوقف عن العمل. ما أصاب المطرانية والمستشفى ومدارس أبرشية بيروت وكنائسها دمار هائل، لكننا لم نفقد الأمل لأننا قرأنا تاريخك وتعلمنا كيف يستمر الإنسان ولا يستسلم. أشكرك سيدنا على الجهد الذي تقوم به لأن كل مواطن يحصل على خدمة تربوية أو صحية في مؤسسات الأبرشية، يعرف أن ما يحصل عليه في المؤسسات العظيمة التي تشرف عليها هو الأفضل بسبب عزيمتك وإصرارك على تقديم الأفضل. لذلك أدعو جميع اللبنانيين في الداخل والخارج، القادرين على مساعدة هذه المؤسسات بعد الدمار الذي أصابها، ألا يترددوا لأن هذه المساعدة تكون في المكان المناسب".

وأعلن انه "بعد انفجار 4 آب وما أصاب المستشفى وبسبب شعور الإدارة والأطباء في مستشفى القديس جاورجيوس بضرورة متابعة القيام بواجبهم تجاه المصابين بفيروس كورونا، وببركتك سيدنا، جرى تواصل بين مستشفى القديس جاورجيوس الذي شهد الجميع أن لديه أفضل طاقم طبي وتمريضي، خصوصا في مجال الكورونا وكانوا يقدمون أفضل الخدمات لمرضى كوفيد 19 وخصوصا للحالات الصعبة التي تقصده، وبيني، من أجل تأمين مكان بديل عن الطابق الذي كان مخصصا لهؤلاء المرضى، لكي يستمر الطاقم الطبي في مستشفى القديس جاورجيوس في تقديم الخدمات للبنانيين. أنا استأجرت المستشفى اللبناني الكندي ووضعته في تصرف وزارة الصحة العامة وكنا نستعمله من أجل الحجر والحالات الخفيفة. لم أتردد في الاستجابة لطلب مستشفى القديس جاورجيوس ووضع المستشفى اللبناني الكندي بتصرفه لمعالجة الحالات الصعبة، وتوصلنا إلى تفاهم وقعناه اليوم برعايتك. وقد أجرى مستشفى القديس جاورجيوس الترميم والإعداد اللازمين من أجل معالجة الحالات الصعبة، لأننا للأسف ذاهبون إلى أزمة أكبر في مجال كورونا. هذه المبادرة نموذج لضرورة التعاون من أجل خدمة المريض. أشكرك سيدنا وإدارة المستشفى والفريق الطبي لأنكم منحتموني فرصة المساهمة معكم في خدمة اللبنانيين".

وختم: "تعلمنا منك ألا نستسلم وسوف نجاهد باستمرار، إن تربويا أو صحيا لأن اللبنانيين بحاجة ماسة في هذين المجالين".

جوجو
ثم قدم مدير المستشفى ادغار جوجو شرحا عن "الظروف الصعبة التي نعمل فيها والخسائر الفادحة التي أصابت المستشفى، إنما روح عدم الاستسلام عند الجميع، إداريين وأطباء وممرضين، هي التي جعلت المستشفى يتابع الخدمة في ظروف قاسية للغاية ببركة سيدنا الياس وإرشاده، وأصبح لديه حوالى 190 غرفة تستقبل المرضى ولو بظروف غير مثالية، بنوافذ مغلقة بألواح خشبية وأبواب موقتة ومصاعد محطمة".

وقال: "قبل 4 آب كنا من أوائل المستشفيات التي لديها قسم لمرضى الكورونا مجهز لاستقبالهم ومعالجتهم بأفضل الطرق، ودون انتقال العدوى إلى سائر الأقسام، واعتمدنا بروتوكولات أثبتت فاعليتها وأصبحت معتمدة في سائر المستشفيات. بعد نكبة 4 آب، ولمتابعة رسالتنا تجاه مجتمعنا، تواصلنا مع الأستاذ الياس بو صعب من أجل استعمال المستشفى اللبناني الكندي وتجهيزه ليصبح قادرا على معالجة الحالات الصعبة، وقد توصلنا إلى الاتفاق الذي وقعناه اليوم ونحن نشكركم سيدنا على رعايته وعلى بركتكم الدائمة ودعمكم وإرشادكم".

عزار
ثم تحدث رئيس قسم الأمراض الجرثومية الدكتور عيد عازار، فأعلن أن "مستشفى القديس جاورجيوس سيتابع ما بدأه منذ أشهر في مجال معالجة مرضى كوفيد 19، ولدينا قدرة على التشخيص وهي الأعلى الموجودة في لبنان"، وقال: "بإمكان المريض الحصول على كل الخدمات، الدخول مشيا أو بالسيارة وإجراء فحص "PCR"، كما لدينا عيادات خاصة تستقبل المرضى لإجراء كل الفحوص التي لا تجرى في الكثير من المستشفيات بسبب فوبيا الكورونا، إنما نحن رأينا أن من واجبنا خدمة المريض ومساعدته بالطريقة المناسبة وإعطاءه النتيجة بأسرع وقت. كما أن قسم الطوارئ في المستشفى عاد إلى العمل رغم قساوة الظروف، واليوم جاء الاتفاق مع المستشفى اللبناني الكندي لإكمال السلسلة. فالشخص المحتاج إلى استشفاء سنستقبله هناك، والآن لدينا 14 سريرا بينهم 10 أسرة للعناية الفائقة، ونحن جاهزون لزيادة الأسرة بحسب تطور الوباء".

عوده
ثم تحدث المتروبوليت عوده، فقال: "لا أحد يعرف ما تحمله الحياة. والإنسان يجاهد طيلة حياته لتخطي الصعوبات والعراقيل والتغلب عليها. لا أحد يقف أمام العراقيل متفرجا خصوصا إذا كان مسؤولا. ونحن إلى جانب المسؤولية مسيحيون نؤمن بأن النور يغلب الظلمة وبأن الغلبة دائما للحياة، لذلك لا مكان للتخاذل والتراجع في نفوسنا التي تحيا بالإيمان والرجاء بإلهها الغالب الموت".

اضاف: "مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي جاهد منذ ما يقارب القرن والنصف قرن للقيام بواجبه وإتمام رسالته التي أنشئ من أجلها، متخطيا صعوبات الحياة، وأبرزها الحروب التي عاشها. إن الضربة القاسية التي أصابته في 4 آب لن تثنيه عن القيام بهذه الرسالة. مباني المستشفى أصيبت بأضرار جسيمة وبانتظار إصلاحها وترميمها، يقوم أطباؤنا وممرضونا وجميع المسؤولين في المستشفى بعمل جبار من أجل متابعة رسالتهم رغم النكبة التي أصابتهم والظروف الصعبة التي يعملون فيها. ونحن نشكر الله أن المستشفى يعود إلى العمل تدريجيا ولو في ظروف ليست مثالية وأبنية متضررة".

وتابع: "أمام إنتشار فيروس كورونا وواجب المستشفى تأدية رسالته الإنسانية والوطنية، قام بتوقيع هذه المعاهدة التي تخوله استقبال المصابين بهذا الفيروس ومعالجتهم في المستشفى اللبناني الكندي الذي شاءه حبيبنا الياس منذ البدء مركزا لحجر مرضى الكورونا. وهكذا نتعزى بهذه الخطوة التي تساعد على انتشال المريض من ضيقه الجسدي والنفسي".

واردف: "دعاؤنا أن يرحمنا الله من هذا الوباء ومن أي وباء ينغص عيش اللبناني ويسيء إلى حياته ويعرقل طموحه، وأن يساعدنا على ترميم المستشفى وتطويره باستمرار وإعادته إلى خدمة الإنسان والاهتمام بصحته لتكون له الحياة أفضل. كما نسأله أن ينير عقول المسؤولين في هذا البلد لينصرفوا عن مصالحهم الخاصة ومطالبهم التعجيزية إلى الاهتمام بمصير هذا البلد وشعبه الرازح تحت أثقال لم يعد يقوى عليها، ويشكلوا حكومة تعمل بجد ونشاط من أجل حل المشاكل الاقتصادية والمالية والاجتماعية والصحية بروح الخدمة والتضحية بدل الاستغلال والمحاصصة".



==========م.ع.ش.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب