الجوزو: الحقد الاسود ادى الى ارتكاب جرائم القتل غدرا وغيلة في لبنان

وطنية - اكد مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الجوز، في تصريح اليوم، ان "الحقد ليس دينا، والكراهية ليست دينا، والبغضاء ليست دينا، وقد حذر الاسلام من هذه الخصال، لأنها الحالقة أي انها تحلق الدين، ومع ذلك فان أقواما جعلوا من هذه الخصال السيئة دينا، وقامت عقيدتهم على هذه الخصال المحرمة دينا وخلقا".

وأضاف: "هناك اناس يرضعون الكراهية منذ الطفولة وينشأون عليها، فيتحولون الى فريق يمارس هذه الخصال في حياته ضد الاخرين ويتخذون منهم اعداء يعتدون عليهم ويستبيحون دماءهم ويكفرونهم. لقد ذاعت هذه الظواهر وانتشرت وترتب عليها من المآسي والكوارث ما دمر المجتمع الاسلامي وجعله يعيش انقساما خطيرا تسبب في ارتكاب أعمال وحشية، تستثمر القتل والذبح والاعتداء على الاعراض والانفس وتضعف العالم الاسلامي وتمزقه وتزرع الكراهية باسم الدين في المجتمعات الاسلامية".

وتابع: "كم ارتكب هؤلاء من أعمال خطيرة هددت مجتمعاتنا بأبشع صور الانتقام واستباحة الدماء. الحقد الاسود هو الذي ادى الى ارتكاب جرائم القتل غدرا وغيلة في لبنان والعراق وسوريا واليمن وفي الخليج العربي. الحقد الاسود هو الذي دفع هؤلاء الى اغتيال اشرف وانبل انسان عرفه تاريخ لبنان الحديث، كان لبنان قد دمرته الاحقاد والحروب الطائفية والمذهبية والحزبية، واضحى الخراب يعم المدن والقرى ولم يعد هناك مكان في لبنان الا واحترق فيه الانسان أو قتل أو ذبح باسم الطائفية العمياء. وجاء هذا الانسان النبيل والشريف والعظيم وأخذ يعمل على وقف الكوارث التي تقع باسم الدين والدين منها براء، فكان مؤتمر الطائف الذي أعاد الامن والطمأنينه الى الساحة اللبنانية. وتعهد الرجل الكبير ببناء لبنان وعاصمة لبنان من جديد وقامت ورشة الاعمار على كل جزء من الارض اللبنانية. وعادت بيروت عاصمة العواصم واصبح كل شارع فيها ينطق بالجمال والروعة والثقافة والرقي والحضارة، وعادت بيروت أفضل مما كانت عليه قبل الحرب السوداء. وبدل ان يكون هذا الرجل محل تقدير وتكريم بما قدمه لوطنه و شعبه وعاصمته من اعمال عظيمة، تسلل الحقد الاعمى الى نفوس بعض الناس الذين يكرهون النجاح ويكرهون الحضارة ويكرهون البناء، ويفضلون التخلف والرجعية والكراهية. واقدم الفريق اياه على اغتيال الرجل الكبير الشهيد رفيق الحريري انتقاما وثأرا وغيظا وغباء، وهو الذي قدم الخدمات الجسام لمن تآمروا عليه واغتالوه".

وختم الجوزو قائلا: "خسر لبنان أهم رجل مر فيه، جعل العلم والتعليم وارسال الشباب من كل الطوائف ليتعلموا في الجامعات الكبرى وعلى نفقته الخاصة. كان جزاء هذا الرجل العظيم الاغتيال والغدر وخسر لبنان هذا الذي اعاد للبنان وجهة الحضاري واستباحوا دمه".


========== ن.م

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب