سفيرة السلام تعبق ألوانها سحرا لكل متذوق مجد رمضان تجدد الحداثة في معرضها الالكتروني مخيلة الخيال

تحقيق فاتن ابراهيم

وطنية - اشتق من اسمها سمة ليكون تأنقا زاخرا من ريشتها، في ذرى تعانق متذوق لاهف في حضرة الفن ولد مجد الألوان في هوية الحضارات وعناوين الأبعاد.

الفنانة العالمية اللبنانية مجد رمضان المبحرة عبر عباب الأحمر الذي يخط شفق الحرية والأزرق الذي يعد أشرعة الرحلة إلى موانىء فرنسا وايطاليا والهند وقطر وغيرها من بلدان العالم التي تركت فيها بصمات السلام والمحبة. والأخضر الذي يجسد التمرد على قيود الزيف والتقاليد النمطية.

هي اللبنانية من مرجعيون الجنوبية التي ولدت وعاشت في قطر، وسفيرة تلاقي الأديان فتشق دروب الله بعناقها لجدار الكنائس، فتوجت قديسة تنثر بخورها من قارورة الرسم والفن .

وفي ظل الظروف القاهرة نتيجة الوباء العالمي لم تنحني أمام عزلة الكرة الارضية بسبب فايروس كورونا، فأعلنت معرضها الالكتروني الذي أعدته على مواقع الانترنت وأطلقت عليه عنوان "مخيلة الخيال" والذي يتيح لكل متذوق فن أن يتابعه ويتأمله.

آمنت الفنانة مجد رمضان أن ريشتها تتخطى الانتماء والمعتقد، وأن الفن هو مصدر زخم من الاحساس يمثل كل الوقائع ولا يفرق بين الأجناس أو الأديان.

وتحدثنا بقولها: "أنا تلميذة مدرسة مايكل أنجلو الإيطالية أفخر بآدائي أنني مزجت ألوان أساطيري على جدران الكنائس في بلاد عديدة من العالم، وقدمت أيقونة البشارة لقداسة البابا في الفاتيكان بناداكتوس الثاني باسم لبنان مسيحيين ومسلمين.

وأضافت باعتزاز: "لقد حظيت باهتمام خاص من الرئيس ميشال سليمان حيث أقلني بطائرته الخاصة الى الفاتيكان".

أما عن باقات الفنون التي أنجزتها فتقول: "أهم أعمالي هي رسم جدرانيات كنيسة مار شربل، وكانت عمادة يسوع في الأردن وكانت عمادة يسوع حيث حظيت بمباركة البطريرك صفير والذي استضافني أنا ووالدتي وعرضت عنده مجموعة من لوحاتي، نالت إعجابا كبيرا من غبطته".

وتابعت: "أبدعت في لوحتي كربلاء التي كانت انجازا رائعا لي، وقدمتها لحسينية قريتي".

وفازت الفنانة التشكيلية بجائزة عن فيلمها الذي حمل عنوان "اللوحة" في المهرجان اللبناني للسينما والتلفزيون في دورته العاشرة الذي نظمته نقابة الفنيين والسينمائين.

وهي التي حاكت أساطيرها من المشهد الانطباعي والسوريالي والكلاسيكي والحديث، وتتضمن لوحاتها: الجميلة والمغرور، الحديقة، باب الجنة، الأمومة، الفصول الأربعة... وعلى رأسها الجداريات التي ترسمها في الكنائس.

في كان والعالم..
شاركت رمضان في معرض كان الدولي في فرنسا الذي اقيم في أيلول 2018 في صالة "كان كروازت" Croisette Cannes في فرنسا.

ورمضان هي عضو في صالون الفنانيين العالميين Salon Artistes Du Monde منذ العام 2010، وكانت قد نالت "الجائزة الدولية المميزة" عن لوحتها الجدارية "الحرب والسلام وهي الفنانة العربية الوحيدة التي دعيت للمشاركة من بين 1500 فنان مشارك.

وفي لفتة إنسانية، أعلنت في حديثها لـ"الوكالة الوطنية للاعلام" عن برنامج عالمي تعده للأطفال "لآلىء وسنابل"، هو عبارة عن قصة ورسمة ينجزها كل طفل فقير أو محتاج، وأن فتاة يمنية شاركت في البرنامج الخيري وكان عملها مبدعا ولكن الحرب حالت دون وصول الهدية لها فشكلت الفنانة فريقا للبحث عن الرسامة الصغيرة، ونجح بتسليمها جائزتها. ورغم الظروف الصعبة بسبب الحرب أعربت عن شكرها وأبلغت تحياتها لرمضان.

المعرض الالكتروني..
ورغم العزلة التي تعانيها الكرة الأرضية بسبب جائحة كورونا، اجتاحت الفنانة مجد رتابة الحجر واستدعت أحداق المتذوقين في بيوتهم فابتكرت معرضا ثلاثي الأبعاد "مخيلة الخيال" لتواكب أذواق المتلقين وتكسر عزلتهم، يبث عبر المواقع الإلكترونية والفيسبوك جمعت فيه أساطيرها الملونة لتسلية المحجورين في منازلهم بقولها: "أكون مسرورة إن ساعدت الناس في إضفاء البهجة في تلقي رسوماتي، وكل لوحة أبت الا ان تقول كلمتها، إرثي هو الرسائل التي تصلني منهم، ولمست آراءهم المبدعة التي أثرت بي كثيرا، وعبروا بطرق ساحرة عن الصور والمشهديات أكثر من الفنانين أنفسهم، لفتتني ثقافتهم ومراقبتهم وتلقيت الكثير من الترحيب ورسائل الإعجاب، وما عبرت لهم لوحاتي من وشوشات ومعظمهم أناس لا أعرفهم ولم يتسن لهم زيارة المعارض التي كنت أعدها في الكاليريهات ، خصوصا أن معرضي لا يختص بفئة معينة إنما هي تعنى بكل متذوق للفن الأصيل وإرثي هو: المشاهدون الراقون في الاستمتاع باللون والرسالة في لوحاتي".

وعقبت عن الأساطير التي تسمي بها لوحاتها بقولها: "أستلهم من ألواني، من الحياة إن لم تكن من وحي الواقع، فهي تفتقد للأصالة فأنا فنانة تشكيلية تعبيرية وأستلهم كل قضية في لوحاتي من المجتمع والدين والمرأة والطفل والطبيعة والسياسة، لكل عنصر يقول كلمته في خاطري له عندي إحساس خاص، وأحمل قضيته وأخطه على قماشي، وأرسم له المفتاح الذي يتيح لكل متذوق أن يستشف الرسالة التي أود أن تكون من الحب وعشاق الجمال والتضامن وإضفاء الأمل للمضطهدين وخصوصا لمصابي الحروب، لا يعني لي المال بقدر ما يعني لي إيصال المشاعر الملونة بريشتي.

وقالت: "لقد تعرضت للتهديد من قبل أديان كثيرة، ولكنها كانت بارقة إصرار لي على مواصلة مدرستي الفنية، ومنحتني زخما من الأنفاس لمواصلة دربي الانساني في حمل كل القضايا، وأعطي مثلا عندما أطلقت ألبوم مدرسة التوحش عن الفكر الداعشي والذي يعكس الصورة الدموية له تعرضت للإساءة من بعض الأشخاص في الغرب يعتبرون ديننا إرهابيا، ولكني واجهتهم بكل محبة وأثبتت لهم أن هؤلاء لا يمثلوننا بل إنهم مجرمون ويشوهون الحق".

وختمت متوجهة إلى الفنانين بالقول: "لقد صنعت مجدي ولقبي من البذل والصبر والجهاد، كنت أشتري غبار الذهب لأزين به لوحاتي من نفقتي الخاصة وأرسم بالمجان وأقدم الهدايا النفيسة من لوحاتي التي سهرت الليالي لأنجزها، أنا اليوم اعتبر نفسي أحصد النجومية العالمية من سمة محبة الناس لي".



==================

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب