وطنية - صرح وزير الخارجية الكرواتي جوردون رادمان بأن البحر الأدرياتيكي بات "بحرا للتعاون" بعد الاتفاق مع إيطاليا على "إنشاء مناطق اقتصادية خالصة"، حسبما أفادت وكالة "نوفا" الإيطالية للأنباء. 
 
وقال رادمان، في حوار مع وكالة "نوفا" على هامش زيارته لروما حيث وقع اتفاقا لترسيم الحدود البحرية مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو وإعلانا مشتركا للموارد في البحر الأدرياتيكي، إن "إيطاليا وكرواتيا ستعملان على تحسين تعاونهما الممتاز وتعزيزه بفضل الاتفاق التاريخي في شأن تعيين حدود المناطق الاقتصادية الخالصة، ولا سيما في ما يتعلق بحماية المياه والاستخدام الأكثر استدامة للبحر وموارده الطبيعية".
 
وأضاف ""بالنسبة الى كرواتيا، تعد إيطاليا بلا شك أحد أهم الشركاء، فالبلدان المجاورين لنا وأصدقاؤنا مرتبطون أولا وقبل كل شيء بالبحر الأدرياتيكي والأقليات الخاصة بهم، ولكن أيضا بالثقافة والعادات والتقاليد والشعب والاقتصاد. وشهدنا في السنوات الأخيرة زخما في العلاقات الثنائية نريد أن نواصل تعزيزه". 
 
وأوضح انه "عبر تحديد الحدود البحرية، ستكون كرواتيا وإيطاليا قادرتين ليس فقط على ممارسة حقوقهما السيادية في البحر الأدرياتيكي، ولكن أيضًا على تعزين تعاونهما وتحسينه، ولا سيما في ما يتعلق بحماية البيئة البحرية والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية للبحر ومياهه".
 
وعن التعاون الثنائي، أكد أن بلاده "منفتحة" على مزيد من تعزيز التعاون في كل القطاعات، مضيفا: "ركز المنتدى الاقتصادي، الذي عقد للمرة الاولى بالاقتران مع اللجنة التنسيقية الخامسة للوزراء، على 3 مجالات ذات اهتمام مشترك: تكنولوجيا المعلومات والرقمنة، والزراعة وصناعة الأغذية والبنية التحتية". 
 
وأشار إلى أن بلاده تتمتع "بقطاع تكنولوجيا معلومات ديناميكي للغاية وسريع النمو ، وتحظى العديد من شركاتنا ومنتجاتنا بالتقدير في أجزاء مختلفة من العالم. نعتقد أن لدينا الكثير لنقدمه الى شركائنا الإيطاليين، وهناك أيضا إمكان للتعاون في أسواق ثالثة"، لافتا إلى أن "البحر الأدرياتيكي منطقة يمكن فيها تحسين التعاون بين البلدان المتاخمة للحوض الطبيعي نفسه مثل كرواتيا وإيطاليا وسلوفينيا".
 
وأضاف: "البحر الأدرياتيكي يوحدنا ونتشاركه مع الدول المجاورة بروح حسن الجوار، هذه ثروتنا العظيمة، وعلينا مسؤولية حمايتها والحفاظ عليها. من الضروري لجميع البلدان أن يساهم البحر الأدرياتيكي في تنميتنا الاقتصادية، ولكن، في الوقت نفسه، علينا حماية موارده".
 
وقارن وزير خارجية كرواتيا بين تعاون بلاده مع إيطاليا والتعاون مع سلوفينيا، قائلا: "في العام ونصف العام الماضيين عبر ثلاثة اجتماعات وزارية وإعلانات مشتركة والتواصل المستمر للخبراء، قطعت البلدان الثلاثة خطوة مهمة إلى الأمام وخصوصا في المجالات المرتبطة بالبحر الأدرياتيكي، وهي الاتصال والاقتصاد الأزرق وحماية البيئة".
 
وذكر بأن "من أنجح المشاريع إنشاء وادي الهيدروجين الثلاثي في شمال البحر الأدرياتيكي"، مؤكدا أنه "يمثل خطوة مهمة في تطوير إمكانات إنتاج الهيدروجين المتجدد واستخدامه، وهو مثال ممتاز للتعاون بين بلداننا الثلاثة في عملية تهيئة الظروف للانتقال الأخضر".
 
وأعرب عن ثقته بأن "كرواتيا ستكون قادرة على مواصلة "تعاونها الثلاثي المربح" أيضا مع حكومة يسار الوسط السلوفينية الجديدة بقيادة روبرت غولوب، والتي حصلت أمس على ثقة البرلمان".
 
وكشف أن "جميع اللوحات المتوافرة لدينا متكاملة: أطر ثنائية وثلاثية وأوروبية وأطر متعددة. مهمتنا هي استخدامها قدر الإمكان لتحقيق هدف مشترك: التنمية المستدامة للبحر الأدرياتيكي"، مشيرا إلى أن "الإعلان المشترك للجنة التنسيق لوزيري خارجية كرواتيا وإيطاليا الموقع في روما مع نظيره دي مايو يحتوي على "العديد من المكونات" المتعلقة بالبحر الأدرياتيكي".
 
وختتم مشددا على "أهمية تعاوننا في الحفاظ على الأرصدة السمكية وإعادة تكوينها مع إنشاء مناطق صيد محدودة والالتزام المستمر بحماية البحر ، والتعاون في مجال مياه الصابورة، والتعاون المتعلق بالتلوث المفاجئ للأرصدة السمكية. البحر الأدرياتيكي والسلامة في البحر، وتوقيعنا الإعلان المشترك حيال الموارد في البحر الأدرياتيكي يؤكد أيضا المستوى السياسي ورغبتنا المتبادلة في إجراء مشاورات بين ممثلي البلدين".
 
 
                                    ======= م.ع.