ممنع العكارية بلدة السنديان أبناؤها هجروها بسبب الحرب يقيم فيها بصورة دائمة 70 شخصا وفي الصيف 500

تحقيق: ابراهيم طعمة

وطنية - استمدت بلدة ممنع العكارية تسميتها من طبيعتها الجغرافية القاسية، بمعنى العصية والممانعة، وقد تكون بمعنى الغاية او الهدف الأخير. حيث تقبع البلدة وسط جبال الجومة على ارتفاع 950 مترا، تبعد عن طرابس 50 كلم، وعن مركز المحافظة حلبا 22 كلم.

مناخ ممنع قارس شتاء وتغمرها الثلوج وتعزلها كل شتاء تقريبا، صيفها جبلي منعش، وتطل على افق البحر الأبيض المتوسط من الغرب والشمال الغربي، بمداه الواسع على طول الساحل العكاري والساحل السوري، وحتى محافظة حمص في سوريا في الشمال الشرقي، وتحدها من الغرب بلدة رحبة ومن الجنوب منطقة فنيدق و القموعة، ومن الشرق بلدة تاشع ومرتفاعاتها وصولا الى جرود بزبينا.

قد يكون موقع ممنع العصي قد شكل ملاذا لشخص من بلدة ترتج في قضاء جبيل، اسمه مخايل منصور عون الترتجي، حسب ما يرويه كاهن الرعية المارونية الأب جان سلوم، وقد أتى الى جبال عكار بحدود سنة 1867، وقد يكون التاريخ قبل ذلك، اثر خلاف بينه وبين ابناء منطقته، فنزل في جرود بزبينا ثم انتقل الى ممنع وسكن مع عائلته المؤلفة من ستة شباب وبنت واحدة، قرب العين، و قد تحدرت منهم عائلات ممنع المعروفة حاليا، وهم:

- يوسف جد عائلات سلوم، ابراهيم، حبيب، موسى ويوسف.
- فرنسيس جد منصور، فرنسيس، اغناطيوس، خوري.
- طنوس جد اسبر.
- جرجس جد فرح، حنا، يوسف، ابراهيم.
- ابراهيم جد مخول وملحم.
- سركيس جد سركيس، اسجق، سعود، خوري، ريشا (ليشا).

ويذكر الأب سلوم ان ابنة حفيدة اسحق سركيس واسمها مرون تزوجت من شخص من آل طربيه من تنورين، يعمل بالجوار، وأصبح في البلدة عائلة طربية،  وعائلة رستم، وايضا سكنت عائلة رزق الوحيدة التي تنتمي الى الكنيسة الأرثوذكسية في بيت داود، كما اتت عائلة يونس من تاشع، وينقل الأب سلوم عن اقارب مخايل منصور عون الجد، ان اخته رحمة هي جدة عائلة رحمة في بشري ودير الأحمر.

ترنو ممنع بابصارها نحو الأفق، حالمة بعودة ابنائها الذي هجروها، بسبب الحرب الأهلية في العام 1975، ويبلغ عدد سكانها، وفق مختار البلدة حنا ابراهيم،  حوالي 2000 شخص على سجلات النفوس، منهم 1200 على لوائح الشطب، ويقيم في البلدة بصورة دائمة 70 شخصا، يرتفع العدد في الصيف الى 500.

ويتابع متحدثا عن احوال السكان: "عندما تسلمنا مهامنا رئيس البلدية وانا، كانت الأولوية هي الخروج من اجواء الانتخابات، واعادة لم شمل ابناء البلدة، وجاء قرار وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي نوجه له تحية كبيرة، بالسماح للبلديات باعطاء تراخيص البناء، أن دفع بالعديد من ابناء البلدة ببناء منازل لهم، وبلغ عدد الرخص التي اعطتها البلدية خلال العامين المنصرمين 40 رخصة، وهذا يعتبر انجازا يدل على أن ابناء ممنع المقيمين خارجها، والمغتربين متمسكون بديارهم التي هجروها، واستعدادهم الكبير لتلبية ما تحتاجه البلدة، وترافق ذلك مع تعزيز وتمتين العلاقات مع الجوار".

وأشار المختار ابراهيم الى  تجاوز مشكلة احتراق السجلات العقارية لممنع، التي سلم منها 160 عقارا فقط، كونها ملك لجموعة شركاء، "وبالتعاون مع رئيس البلدية ساعدنا اصحاب العقارات المحروقة على اعادة تكوين ملفات لسجلاتهم المحروقة".

المختار حنا ابراهيم، يوضح ان الهجرة الى استراليا حاليا، تشكل مصدر رزق رئيسي لأبناء ممنع، الذين وصل عددهم هناك الى 500 مغترب من أصل 800، و يتوزع الباقون على بلدان عربية وأجنبية، "وقد قمت بزيارة الى استراليا انجزت خلالها ملفات بطاقات هوية للذين لا يمتلكونها، وفي الداخل يعتمد ابناء البلدة على الأعمال الحرة وهناك عدد هام من رجال الأعمال، اما الوظيفة العامة فقد تراجعت كثيرا الى حدود 25 موظفا في المؤسسات العسكرية، من 125 شخصا في العام 1975، حيث كانت الزراعة آنذاك تشكل العمل الرئيسي للسكان خصوصا زراعة الفاكهة الجبلية والخضار وتربية الماشية، وقد تراجع هذا القطاع كثيرا نتيجة الهجرة الكبيرة في العام 1975 وعدم توفر مياه الري".

على الصعيد التنموي، فقد عرفت ممنع اول مجلس بلدي فيها في العام 2004 بتسعة اعضاء، وقد شهدت البلدة منذ ذاك التاريخ مجموعة من المشاريع الهامة والحيوية.

وأعلن رئيس البلدية الحالي جوزيف طنوس ان العمل انطلق بعد الانتخابات البلدية لاستكمال ما بدأته البلدية السابقة التي كان نائبا للرئيس فيها، وما ساعد على استمرار العمل توفر مبلغ في صندوق البلدية سمح بترميم وتجهيز المبنى البلدي، وشراء مولد كهربائي اضافة الى المولد القديم، مما حسن التغذية بالتيار بشكل كبير، ولقاء مبلغ رمزي 25000 ليرة لبنانية لكل 5 امبير، "واستبدلنا انارة الشوارع بانارة افضل، كما قمنا بشق طرقات داخلية لتسهيل حركة المواطنين، والمزارعين، وانشأنا جدران دعم لها، كما عبدنا بمساعدة وزارة الاشغال كل الطرقات الدخلية غير المعبدة، اضافة الى شراء سيارة للبلدية، واستمرار العمل بالتنظيفات".

وأوضح طنوس ان البلدية اعدت دراسة لتأمين مياه الشفة والري من عين البلدة، على ان تعرض على جهات مانحة، وهذا المشروع هو الأهم حاليا، خصوصا وان مياه مؤسسة لبنان الشمالي تخضع لتقنين قاس 4 ساعات كل يومين، كما قررت البلدية انشاء بئر ارتوازي لتوفير مياه الشفة والري بصورة دائمة".

واكد ان "البلدية اهتمت باحراج السنديان والعفص، الأهم في الجومة، وعملت على تحقيق الحماية الذاتية لها، بالتعاون مع الأهالي، والمختار، بحيث يتقدم من يريد تشحيل الاشجار في ارضه الزراعية بطلب الى البلدية للسماح بذلك".
 
كنيسة القديس ريشا والدير التابع لها ابرز المعالم الدينية والأثرية في البلدة، ويوضح الأب سلوم ان ألأجداد بنوا الكنيسة على اسم القديس الايطالي الكسيوس الملقب ب(ريشا) وهي كلمة سريانية تعني الرئيس، ويعود تاريخ بنائها الى تاريخ وصول الجد المؤسس من ترتج، وقد رممت في العام 1875، ثم اعيد ترميمها مرة ثانية في العام 1995.

وتابع: "تعلق ابناء ممنع بكنيستهم، وتقديرهم الكبير لها، دفع بالخوري بولس ريشا سلوم من وقفية ماله الخاص الى بناء دير مار ريشا قرب الكنيسة واسس بإذن من الرؤساء الروحيين رهبنة اسمها "راهبات ممنع العابدات"وهي اول رهبنة خاصة في ابرشية طرابلس المارونية، ولها قانون خاص موقع من السلطات الروحية، وآخر راهبة كانت في الدير في العام 1975 حيث انتهت الرهبنة جراء الحرب الأهلية".

عرفت ممنع في تاريخها القديم والحديث مدرستين الاولى كانت في العام 1914 وهي اول مدرسة للبنات، وهي مدرسة خاصة تتبع ابرشية طرابلس المارونية، اقيمت بالقرب من دير مار ريشا، وكانت المعلمة من ميتم الراهبات في طرابلس، وسكنت الدير وتوفيت ودفنت في ممنع، كما يوضح الاب سلوم.

المدرسة الثانية ابتدائية رسمية تتبع وازارة التربية ظهرت في ستينيات القرن العشرين وبلغ عدد طلابها آنذاك 120 من ممنع والجوار، وقد توقفت الدراسة نهائيا فيها في تسعينيات القرن الماضي.


                        =========== ن.م

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب