المرتضى افتتح "سمبوزيم يوم الاسقلال" في مدرسة "الشهيد الطيار زهير شحادة" في عين بسوار: تحولت إلى معرض مستدام للفن التشكيلي

وطنية - قال وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى: "لأن الجبهات كثيرة ومتعددة في هذا البلد، ومنها جبهة العلم والتعليم والرسالية والعطاء، جبهة السير في دروب الأنبياء الذين سعوا لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، كان لا بد من الاهتمام بالمدرسة الرسمية والتعليم الرسمي، منارة التعليم ومفخرته في لبنان، لا سيما إذا كان يحمل في مضمون صروحه أسماء العلماء الكبار من أمثال حسن كامل الصباح وزهير شحادة وجبران خليل جبران ومصطفى فروخ صانع الألوان والحروف والجمالات."

كلام المرتضى جاء خلال افتتاحه "سمبوزيم يوم الاسقلال" في مدرسة "الشهيد الطيار زهير شحادة"، في عين بسوار - إقليم التفاح، بحضور حشد من الفاعليات السياسية والثقافية ومديرة المدرسة بتول جزيني وأعضاء الهيئة الإدارية التربوية والأساتذة.  

بعد النشيد الوطني، استهل المرتضى كلامه بتحية خاصة إلى المديرة والطلاب "الذين حولوا مدرستهم إلى معرض مستدام للفن التشكيلي، لما تحتويه من لوحات جدارية في باحتها وفي كل قسم منها بما فيه قاعات التدريس، آملا في "أن تحذو مدارسنا حذو مدرسة الشهيد الطيار زهير شحادة."

وقال: "هنا نلتقي على الفن والإبداع في زمنية الاستقلال، بدعوة كريمة من مديرة مدرسة الشهيد الطيار زهير شحادة الأستاذة بتول حسن جزيني، بالتعاون مع منتدى الفن التشكيلي، هذا المنتدى الذي أراد الفن أن يكون أصيلا، وأراد اللون ساحرا، إرادة هذا الشعب اللبناني والعاملي العاشق للحياة وحريتها".

أضاف: "هنا حيث يعانق التراب السحاب في هذا الإقليم الممتد بين الأرض والسماء، إقليم التفاح حيث عيون الأرض والينابيع المتدفقة جمالات ونقاء عند أعتاب جبل الصفاء صافي... الجبل الذي يحكي حكاية الأرض للسماء في مليتا العنفوان والمقاومة والإباء والعزة. المقاومة التي منها الشهيد الطيار زهير شحادة وكل إخوانه الشهداء. هنا، يلون الدم القاني علم لبنان حرية وتحريرا وفنا وإبداعا بريشة التّضحيات التي بذلها كل شهداء هذا الوطن الأبي من أجل أن يكون للاستقلال معنى الإرادة التي قال فيها شاعر الحياة أبو القاسم الشابي: إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ  فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدر، ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي ولا بُدَّ  للقيدِ  أن  يَنْكَسِرْ، ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ".

وتابع: "أراد أبناء هذه الأرض وهذا الجبل وهذه العين وهذا الإقليم وهذه المدرسة الرسمية مدرسة الشهيد الطيار زهير شحادة، الذي درس الميكانيك في الكلية العاملية، ثم في الولايات المتحدة الأميركية التي حاز فيها على شهادة في الطيران وفي هندسة الطيران وفي سجله 1000 ساعة تحليق. الشهيد الذي عشق جبل عامل، وأسس فوج كشافة الرسالة الإسلامية، في قريته الأبية عين بسوار عين جبل صافي الحاضن لمعلم مليتا".

وأردف: "مليتا عماد المقاومة والفن والجمال، هذا الجبل العظيم الذي خاض على أعتابه إحدى عملياته عام 1984، والتي على أثرها تم اعتقاله في معتقل أنصار. والشهيد زهير شحادة صاحب القول الذي يعبر عن مبادئه: أنا لست مسؤولا وراء المكاتب بل في الجبهة تماما".

وقال: "لأن الجبهات كثيرة ومتعددة في هذا البلد، ومنها جبهة العلم والتعليم والرسالية والعطاء، جبهة السير في دروب الأنبياء الذين سعوا لإخراج الناس من الظلمات الى النور، كان لا بد من الاهتمام بالمدرسة الرسمية والتعليم الرسمي منارة التعليم ومفخرته في لبنان، لا سيما اذا كان يحمل في مضمونِ صروحه أسماء العلماء الكبار من أمثال حسن كامل الصباح وزهير شحادة وجبران خليل جبران ومصطفى فروخ صانع الألوان والحروف والجمالات... الجمالات التي يسعى لنشرها منتدى الفن التشكيلي من خلال أنشطته ومعارض رسومه، ومنها هذا السيمبويوم الوطنيّ الكبير "سيمبوزيوم يوم الاستقلال"، الذي نأمل أن يكون ملتقى جامعا على ألوان الحب والمحبة والرحمة والمودة والسعي لبناء لبنان الغد، لبنان الجديد، لبنان الروح حتى على مستوى اللوحة والفن واللون".

واستشهد المرتضى بما كان  يردده الامام السيد موسى الصدر، إذ قال: "أيها الأحبة، لبناننا جميل جدا... جميل في كلِ ما فيه من طاقات رائدة خلاقة واعدة، علينا العمل يدا بيد من أجل تأمين كل مقوِمات الديمومة والبقاء لهذه الطاقات والكوادر الخلَاقة الواعدة التي قال فيها إمام الوطن والمقاومة السيد موسى الصدر: لسنا اطفالا ولا قبائل ولا عشائر، بل نحن كوادر وورود وشموع، ما علينا سوى بذل الجهود والتضحيات كي تبقى تنير هذا الدرب الطويل لتبدد ظلمات كل هذه المآسي والأزمات التي يعيشها هذا الوطن في ذكرى استقلاله. هذه الشموع التي منها هؤلاء الأبناء المشاركون في هذا المنتدى الفني الرائد المتميز، والذي تضمه هذه المدرسة النموذجية مدرسة الشهيد الطيار زهير شحادة مع منتدى الفن التشكيلي مساحات للفرح والتفوق والتميز، كي يبقى الفن ويبقى لبنان.  عشتم عاش الفن الإبداعي، عاش لبنان".

جزيني

وكانت كلمة لمديرة المدرسة بتول جزيني قالت فيها: "وأنصفت الثقافة في لبنان، فكان المحمد وسام شرف في ميزان عدلها فكيف وإن أقرن الوسام بالمرتضى؟ أما مرتضانا اليوم، هو راعي حفلنا وقائد استقلالنا، فهو من يطرق بمطرقة الحكمة في وزارته، وبين الريشة والألوان نراه يخشع، وعند الأغنية ونظم الأوزان نراه بشغف يسمع. واليوم، بين سطور التربية والتعليم. نراه قد شق الدروب إلينا غارسا وراءه اخضرار العطاء كاخضرار أرزة لبنان، آتيا. ..ملبي النداء ليصافح بطيب مبسمه ورحابة قلبه وروعة تواضعه، ضيوفا شرفاء وأساتذة تقلدوا مراتب الجهاد، متحدين كل الظروف والصعاب، وفنانين عانقوا اللوحات وأطلقوا صيحات الفرح بحضوره الدائم والمعتاد بينهم. وتلامذة أبطال لأجل عينيهم قد حضر ليقبل فيهم جبين غدهم الآتي ويخبرهم بفخره بهم، فيزدادوا فرحا بحضوره، وثقة بمدرستهم حتى اذا ما سئلوا يوما عن اسمها نطقوها بفخر. كيف لا؟ وإن كان أول اسمها قد تكلل بالشهيد، وآخرها بالرسمية، فلنرتق بمعاني الشهادة  ولتحيا فينا كل الاحاسيس الوطنية".

وفي  الختام، توجه المرتضى والفاعليات السياسية والثقافية والتربوية إلى ضريح زهير شحادة لقراءة الفاتحة.

============== ن.ح

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب