ندوة عن "مسالك الإصلاح والتعليم العالي" في الحركة الثقافية - انطلياس ومداخلات ركزت على الجودة وبناء الانسان والنهوض بالجامعة اللبنانية

وطنية - المتن - أقامت الحركة الثقافية - أنطلياس، ندوة بعنوان "مسالك الإصلاح في التعليم العالي، في إطار المؤتمر الذي تنظمه تحت عنوان "التنمية في لبنان: خطوات إصلاحية للنهوض بالوطن في مقرها في دير مار الياس - أنطلياس، شارك فيها كل من الدكتورة ندى مغيزل، الدكتور يوسف ضاهر والدكتورة هدى نعمة. وأدارتها الدكتورة هدى رزق حنا.
 
حنا
بداية أشارت حنا الى أن "هدف التعليم العالي لا يقتصر على القدرات الأكاديمية وحسب بل يتعداها إلى بناء الانسان وتنشئة المواطن"، مشيرة الى "أن التعليم العالي، يتطلع في مقام التنمية إلى بناء انسان واع منفتح على العلوم والفنون والحداثة بعيدا من التقوقع ضمن اختصاص يتيم يحد من تفكيره وحضوره وتأثيره". وقالت :" يساهم التعليم العالي في تنمية دينامية الحياة والفكر لدى الطالب فيغدو مسؤولا، جديا يستند في سلوكه الى سلم قيم يؤمن بها، يحصنها ويصونها في عمله وفي علاقته مع الآخر (ومع البيئة)".
 
أضافت:أما الهدف الثاني فهو تنشئة مواطن انتماؤه إلى أرضه وشعبه راسخ في ذاته لا تزعزعه أهوال الحروب ومأسي الحياة، مواطن مستعد لتكريس ساعات من وقته بل أيام من حياته للمحافظة على بيئته وتطوير افكار مجتمعه سعيا لأنسنته وتماسكه وتحصينه بقيم العدالة والنزاهة والأخوة بعيدا عن التزمت والانانيات. نريد الطالب مواطنا لا تزعزعه الغرائز لا تجرفه المواجهات المسلحة ولا يسلم  ذاته مجانا لثقافة المو".
 
ورأت أن "تحقيق هذين الهدفين أي بناء الانسان وتنشئة المواطن يتطلب اساتذة ذوي كفاءة ومثل عليا وتطلعات مستقبلية واحدة. كما الى قاعات مزودة بوسائل الانارة والتدفئة والتبريد وبالاثاث المريح وبالاكترونيات الملائمة. وقالت :"ان الاساتذة الكفوئين ليسوا أزلاما لرجال السياسة ولا أبواقا للأحزاب المتحكمة بالعباد والباسطة نفوذها على المؤسسات التعليمية".
 
وختمت: "من خلال انخراطي شخصيا في التعليم الجامعي استطيع القول ان رسالة التعليم لا تشبه الوظيفة العادية وهي ليست مجرد مهنة يزاولها الاستاذ مدة تسعة أشهر من أجل تسهيل حياته المادية، إن التعليم في قسم اللغة الفرنسية كان بالنسبة لي ولبعض الزملاء التزاما ومغامرة فالبحث غدا متعة بل حاجة ملحة والتعليم أصبح مواكبة وتفاعلا وتنشئة حتى ادرك الطلاب تدريجيا أن المعرفة لا تكتمل إن لم تقترن بالثقافة وبالحس الفني المرهف وبالالتزام بالقيم الانسانية".
 
نعمة
بدورها تناولت نعمة مسالك التعليم العالي المتعثرة: واقع ومرتجى وقالت: "إنّ التربية تقوم على فلسفة من عندياتنا إن استطعنا ان نجعلها ابنة بيئتها ومحيطها مع انفتاح لامتناه على العالم بهدف إسقاط الحواجز الوهمية بين النخبة و مختلف الطبقات الاجتماعية. ونعتبر، في بحثنا، أن التربية هي من أرقى مظاهر الإنسان الاجتماعي، لأنها تحاكي كائنا يسأل، ويبحث، ويتعلم، ويختبر، و يتمنطق، ويتمرس، ويتحول، ويحول تحوله إلى وجود جديد، إيمانا منه أن العلم هو الأصل الأصيل فيه الذي يجب إظهاره".
 
أضافت: "وبناء على اقتناعنا بأهمية التربية على مستوى الّتعليم العالي في لبنان، ارتأينا أن نربط التربية المدرسية والتعليم العالي على مستوى (بكالوريا-3، بكالوريا+3)، بشكل عضوي، مع مطالبة تطبيق القوانين القابعة في جوارير الوزارات، في تنويع شهادات المرحلة المتوسطة، و توسيع مروحة شهادات المرحلة الثانوية، بلوغا الى نهضة تعليم عال مفتوح على عدد من الإجازات و التي تتجاوب مع رغبات الطالب وتجد لها موقعا عمليا في سوق العمل، تفاديا للعقم الذي يضرب التعليم العالي في اختصاصات".
 
وتابعت: "إن البحث يعالج الواقع المأزوم للتعليم العالي في لبنان، سواء في الجامعة اللبنانية أو في الجامعات الخاصة السبع المعتمدة أو في العدد الهائل من الجامعات الأخرى التي تشبه "الهيئات التصنيعية " أكثر مما تشبه "مؤسسة جامعية".
 
وأشارت الى أن "البحث يتناول في مرحلة أولى مسببات ومعوقات تألّق التعليم العالي، وفي مرحلة ثانية يعدد البحث بعضا من مظاهر التراجع و غياب الكفاءات، واستفحال الفساد، واستبداد الهشاشة تنظيما" واستراتيجية" ووضوح رؤية، في بيئة التعليم العالي، وفي مرحلة ثالثة يقدم البحث بعض الآراء العلمية والعملية ليستعيد التعليم العالي عافيته في لبنان".
 
وشددت نعمة على "أن البحث يقدم  قراءة نقدية تهدف إلى دعم الناشطين في التعليم العالي على القيام بخطوات جريئة تستعجل المقاومة الأكاديمية والثقافية، على ما هو قائم، وتسعى لجعل التعليم العالي، بما يمثِل من قوة، الوسيلة المؤسِسة لأجيال من الخرِيجين القادرين على إحداث التجديد ومشاركة العالم الاكاديمي والمهني بما يميِزه من معرفة مكتسبة ومعرفة خلاقة".
 
ضاهر 
من جهته، تحدث ضاهر عن الجامعة اللبنانية وآلية النهوض من الواقع المأزوم متوقفا عند الدور الوطني لمؤسسات التعليم العالي بشكل عام وللجامعة اللبنانية بشكل خاص، وأزمة التعليم العالي في لبنان انطلاقا من الأهداف الأساسية لإنشاء الجامعات، ومن القوانين والأنظمة الداخلية لكلّ منها".

وقال: "كانت الأهداف، ولا يزال بعضها، لخدمة وترويج أفكار وسياسات مؤسسيها من دول وجاليات وطوائف ومتمولين ورجال أعمال. القوانين لا تراعي بشكل عام المعايير الدولية لجهة حقوق وواجبات الهيئات التعليمية والطلابية والحريات الديموقراطية والأكاديمية. الجامعة الوطنية مأزومة منذ إنشائها"، مشيرا الى أنها "انتزعت وجودها وقوانينها وتنوع كلياتها واختصاصاتها ودورها الوطني، بنضال طلابها وأساتذتها ومختلف فئات الشعب اللبناني".

ورأى أن "الأزمات التي تتخبط بها جامعات لبنان بشكل عام والجامعة الوطنية بشكل خاص مرتبطة عضويا بأزمات النظام اللبناني، كنظام تتحكم به الأوضاع الجيوسياسية والأوضاع الداخلية لمكونات شعبه الطائفية"، لافتا الى ان "الحركات النقابية للطلاب والأساتذة شبه معدومة أو غير فعالة في جامعاتنا. ولا أحد يعيرها اهتماما، أو يكترث لتحركاتها. كما أن النشاطات الرياضية والمؤتمرات العلمية غير موجودة تقريبا. الجامعات عريبة عن المجتمع، وعن مسارها الطبيعي. إنها تسير عكس الدينامية التي يتحلى بها الشباب الجامعي"، مشددا على "وجوب ألا توضع خطوط حمر وسقوف لآفاق الفكر والعلم وإلا فلا آفاق للبلد الذي تعيش في كنفه هذه الجامعات".

وأردف: "الجامعة الوطنية هي ركيزة الإنماء المتوازن اقتصاديا وثقافيا في كل المناطق اللبنانية. هي الواحة الخصبة المتاحة لجميع أبناء الوطن. حري بالسلطة أن تعمل على الحفاظ على الجامعة اللبنانية، وعدم المس بحقوق أهلها"، منتقدا "عدم انتفاض الأساتذة والطلاب بما يكفي للحفاظ عليها"، ومشددا على أنها تحتاج اليوم إلى إعادة النظر أفقيا وعاموديا بكل أوضاعها".

وقال: "في الجامعة اللبنانية، الرئيس محسوب على طائفة معينة. هناك محاصصة طائفية في توزيع العمداء والمديرين ورؤساء الأقسام الأكاديمية والوظيفية. معظم الأساتذة يسيرون في هذا المنطق الطائفي الأعوج، ينتخبون مسؤوليهم الأكاديميين، على أسس حزبية طائفية".

وفي خطة النهوض أدرج ضاهر تحديث القوانين، اللا مركزية الإدارية، الإستقلالية، حماية الحريات الأكاديمية والتمثيلية، تقويم مؤسسي دائم، احترام معايير جودة التعليم، المكننة الشاملة، الأرشفة الإلكترونية، الانترنيت السّريع، تحديث معاهد الدكتوراه، نوعية الأطاريح، نوعية الأبحاث، شفافية تقييم الأبحاث وترفيع الأساتذة، تعيين العمداء، إعادة العمل بمجلس الجامعة بكامل صلاحياته، تحديد الملاكات، تفرغ الأساتذة حسب الكفاءة والحاجة، تعزيز الكادر العلمي بالدخول إلى الملاك، التفرغ الجزئي الاختياري لمن هم في المهن الحرة، بناء المجمعات الجامعية الكاملة، إعادة العمل بالمنح الطلابية وإقامة دورات تأهيلية للموظفين".

مغيزل
وتطرقت مغيزل الى المسارات التي تضمن جودة التعليم العالي في لبنان متناولة "إشكالية ضمان جودة التعليم العالي"، ومشيرة الى "التوجهات على صعيد مؤسسات التعليم العالي في العالم بما فيه لبنان وقوامها تأهيل الطلاب بكفايات معيّنة، إعادة النظر في طرائق التعليم وتدريب الأساتذة، إعادة النظر بهندسة البرامج التعليمية، إعادة النظر بحوكمة الجامعات"،  والى التوجهات على صعيد السلطات الرسمية في لبنان التي تؤمن رافعات تضمن جودة التعليم للجميع".
 
                           ================

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب