الشيوعي أحيا أربعين حبيب فارس في حلبا
غريب: لجبهة سياسية وطنية وديموقراطية تنقذ الوطن من أزماته

 

وطنية - نظم الحزب الشيوعي اللبناني في عكار، مهرجانا تكريميا لمناسبة الذكرى الأربعين لرحيل القائد الشيوعي والمربي الأديب حبيب فارس، وذلك في قاعة المسرح في مبنى عصام فارس البلدي في حلبا، بحضور الأب المتقدم في الكهنة نايف اسطفان ممثلا عن المتروبوليت باسيليوس منصور، الشيخ جمال ابراهيم ممثلا مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، رؤساء بلديات واتحادات بلدية، اساتذة تربويين وممثلين عن التيار النقابي المستقل، فصائل فلسطينية، رابطة الاساتذة الثانويين المتقاعدين، احزاب وطنية عكارية، رجال دين، مخاتير وفاعليات.
 
بداية، النشيد الوطني ونشيد الحزب، وتم عرض وثائقي عن مسيرة حبيب فارس التربوية والسياسية والأدبية، ثم تحدث الأب اسطفان باسم اللقاء الروحي في عكار معزيا باسم مفتي عكار والمتروبوليت منصور، ولفت الى ان "العادة درجت أن تكون الكلمة واحدة لداري الإفتاء والمطرانية لتأكيد وحدة العيش المشترك".
 
وقال: "ان راحلنا الكبير كان ذا قلب كبير ومعطاء، اذ قدم بيته القديم الذي ورثه عن أبيه وقفا مؤبدا لكنيسة الشيخ محمد. ولن ننسى دوره الفعال مع زملائه في ثانوية حلبا الرسمية في إنشاء جمعية إبداع وما قامت به من نشاطات ثقافية".
 
حبلص
وكانت كلمة للدكتور عبد الكريم حبلص باسم جمعية إبداع، وقال: "اذا كانت المدرسة لا تعد رجالا للحياة، بقدر ما تعد رجالا للوظيفة العامة، فأنت يا حبيب بدلت من مهمة المدرسة، خلال رحلتك كمدرس ثانوي وجعلتها مركز إعداد لرجال يتقدمون الصفوف نحو عصر آخر خاصة عند المنعطفات التاريخية".
 
وختم: "نم قرير العين يا حبيب فآخر خطواتك ما زالت تملأ خريطة وطننا الصغير وانفاسك المتعبة بفعل مسيرتك الطويلة في الدفاع عن القيم الإنسانية. الكبار أمثالك كأشجار جبالنا تموت واقفة".
 
الشيخ
وتحدث الشيخ باسم جمعية النجدة الشعبية اللبنانية، وقال: "ستبقى في غيابك كما في حضورك ولن نخضع للقدر الذي يصر على كتابة اسمائنا على جدران النسيان، لكننا سنواجه هذا الإصرار، ولن نكتب إسمك إلا في المطارح الدافئة من القلب، كما نعدك بأننا لن نبني زورقا لقلوبنا كي ترحل، بل ستبقى أنشودة حياة ونضال لا نهاية لها، تصدح وتتفتح كما يتفتح برعم بدهشته الأولى، ولهذا سنبقى متمسكين بك وبتاريخك الناصع وليس بسيل من الدموع".
 
المراد
وألقت رولا المراد كلمة باسم قوى التغيير في عكار وتحديدا بإسم "عكار معا للتغيير" قائلة: "كان حبيب يؤمن بالمرأة المناضلة والثائرة وكان الداعم الأكبر لوجودي في لائحة نحو المواطنة في الإنتخابات الأخيرة. وفي كتابه "آخر العنقود" نوه بإقتراح أن يضاف الى النشيد الوطني جملة: سهلنا والجبل منبت للنساء والرجال".
 
وأضافت: "من الطبيعي ان يكون البعض محبطا ولكن ليس من الطبيعي أن نكون تغييريين ومناضلين ونستسلم لما يحصل، وعلينا ان نكون على أهبة الاستعداد للمرحلة القادمة، اذ علينا أن نؤسس لجبهة وطنية تستجيب لمصالح القوى الاجتماعية الحية في لبنان. ستبقى في ذاكرتنا يا حبيب الى الأبد وليبق ويستمر النضال في سبيل بناء وطن لطالما حلمت به".
 
غريب
وكانت كلمة للأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب قال فيها: "نستذكر اليوم رفيقنا حبيب فارس بمناسبة مرور أربعين يوما على رحيله. استذكار يليق به قائدا ومربيا وأديبا مؤمنا أشد الايمان بإقامة العدالة والمساواة الاجتماعية بين بني البشر. جئنا وهذا الجمع من الكرام الأوفياء في عكار لنقول له: شكرا حبيب فارس، شكرا كبيرة على كل ما قدمته لوطنك وشعبك وحزبك ولأهلك في عكار وأبناء بلدتك الشيخ محمد التي أنجبتك، والشكر موصول لمنظمة الحزب في عكار على تنظيم هذا المهرجان التكريمي كعربون تقدير ووفاء في زمن قل فيه الأوفياء. وتكريم الرفيق حبيب بمناسبة عيد المقاومة والتحرير هو تكريم لمناضل ثوري انتصر لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي حملت لواء القضية الواحدة: تحرير الأرض من الاحتلال، وتحرير الانسان من الاستغلال، فكان مؤسسا وشريكا أساسيا في تحرير الجزء الأكبر من الأراضي اللبنانية من الاحتلال الصهيوني بفضل دماء شهداء الحزب في هذه المقاومة التي جاء مقاوموها وشهداؤها من كل لبنان ولكل لبنان وكان لأبناء عكار ولمنظمة الحزب فيها دورا أساسيا في تحقيق انجاز التحرير".
 
أضاف: "كل التحية لأرواحهم الطاهرة الخالدة في تاريخ عكار وشعبها المقاوم، وتكريم الرفيق حبيب تكريم لمن رحل ولم تشغله مباهج الحياة، لا مالها ولا ما عليها من جاه وأملاك، هكذا أحب ان يعيش حياته متمسكا بمبادئه وقناعاته، فظل صامدا صمود السنديانة الحمراء، قائدا شجاعا، أمينا، مخلصا، جريئا، صريحا، واضحا وحاضرا في كل ميادين النضال الوطني والسياسي والاجتماعي والثقافي والحزبي. على كل هذه الجبهات خاض الرفيق حبيب معاركه تاركا وراءه ارثا عظيما تربت عليه أجيال وأجيال، كنا نحن جيل سبعينيات القرن الماضي واحدا منها حين انتسبنا الى حزبه وتعرفنا اليه أستاذا لمادة الأدب العربي في ثانوية حلبا الرسمية".
 
وتابع: "خاض الرفيق حبيب معاركه في الفكر والثقافة بمواجهة الطائفيين المتاجرين بالدين الذين لا يؤمنون الا بزيادة ارباحهم ليعيشوا "جنتهم الدنيوية " على الأرض على حساب شقاء الناس وعذاباتها. هؤلاء الطائفيون يدعون الناس للتضرع والتطلع نحو السماء، بينما هم يقومون بنهبهم على الارض وافقارهم والاعتداء على حقوقهم وكرامتهم الإنسانية. ولنا في لبنان عينة من هؤلاء الكفرة الذين لا يضاهيهم أحد في أي بلد من بلدان العالم بفعل ما أصاب اللبنانيين من بلاء وانهيار هما صنيعة هؤلاء المجرمين.  ناضل الرفيق حبيب ضد هؤلاء تحت راية التحرر الوطني والأجتماعي لشعبه، ولسائر شعوب العالم المضطهدة ومنها شعوبنا العربية وفي القلب منها شعب فلسطين المقاوم الذي تشاركنا وإياه مسيرة التحرير وسنستمر بمتابعة الطريق دعما وتأييدا حتى تأمين حقوقه المشروعة في العودة وإقامة دولته الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس. ناضل الرفيق حبيب ضد مشاريع الهيمنة الامبريالية وادواتها الأساسية المتمثلة في هذا الكيان الصهيوني، وضد نظامنا السياسي الطائفي التابع برأسماليته للامبريالية". 
 
وأردف غريب: "فطائفية هذا النظام هي المبرر الأكبر للكيان الصهيوني على إقامة دولته العنصرية على أساس ديني، وبفعل طائفية هذا النظام القائمة على المحاصصة والزبائنية جرى ويجري تقسيم اللبنانيين والتحكم بهم واستغلالهم وافقارهم وابقائهم أسرى القلق والخوف الدائمين من الحروب المذهبية، وبحكم التبعية الرأسمالية لهذا النظام للأمبريالية، وارتهان أطراف منظومته السياسية - المالية لأوصيائها في الخارج، أصبح لبنان مهددا بوجوده ومصيره ومكشوفا امام هؤلاء الأوصياء للتدخل لأنقاذ نظامهم وسلطة وكلائهم رعاة مصالحهم عبر ما يطرح من مشاريع الفدرلة الطائفية والمثالثة واللامركزية المالية والإدارية المقنعة لهذه الفدرلة. كل هذه الصيغ والتسويات الطائفية التي تسعى اليها اطراف هذه المنظومة تحت ستار تصوير الازمة ازمة انتخاب رئيس وتشكيل حكومة مرفوضة لأنها لن تؤدي الا الى ما أدت اليه ما سبقها من تسويات فاشلة أبقت  لبنان أسير دوامة الأزمات التي لا تلبث أن تعود وتنفجر من جديد. فالازمة هي ازمة نظامهم السياسي الطائفي ونمط اقتصاده الريعي التابع  وان الحل والإنقاذ لا يكونان على يد من أوصلوا البلد الى الخراب. فكلما استمروا بالبقاء في الحكم كلما أمعنوا في ارتكاباتهم، فبعد التفريط بسيادة لبنان وحدوده وثروته النفطية والغازية وما حصل من تطبيع مع الكيان الصهيوني في اتفاقية ترسيم الحدود التي أصبحت معاهدة دولية بين دولة لبنان ودولة إسرائيل، جاء القرار القضائي الفرنسي بإصدار مذكرة توقيف دولية بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ليظهر مدى تواطؤ وعجز القضاء اللبناني عن القيام بواجبه بالتحقيق الشفاف والمطلوب بسبب التدخل السياسي لشركائه في هذه المنظومة السلطوية – المالية لحمايته وحماية أنفسهم من العقاب، فالمحاسبة القضائية تكمن في المحاسبة السياسية وان الحل،  هو حل سياسي واقتصادي - اجتماعي، يتجسد في تغيير نظام المحاصصة الطائفية وفي سيطرة الرأسمال الريعي على الاقتصاد واقامة الدولة الوطنية الديمقراطية دولة العدالة الأجتماعية، الدولة القادرة على تحرير ما تبقى من أرضها المحتلة. دولة القضاء المستقل القادر على التحقيق في ملف انفجار المرفأ والتحقيق الجنائي المالي، دولة صحة التمثيل بقانون إنتخابي خارج القيد الطائفي وتطبيق النسبية في الدائرة الواحدة أو الدوائر الموسعة، بقانون نسبي للحكم البلدي الذي ندعو لمتابعة التحضير لمعركته كمحطة من محطات المواجهة، بقانون مدني موحد للأحوال الشخصية والغاء كافة اشكال التمييز ضد المرأة، وتكريس قوانين وطنية للأحزاب والنقابات والجمعيات ولمفهوم الإقامة والجنسية، وتشريعات تكفل حماية الحريات العامة وتطويرها. دولة بامكانها استرجاع الودائع المنهوبة والقوة الشرائية للرواتب والأجور، والمعاش التقاعدي، وتعويضات الصناديق الضامنة، وفرض نظام ضريبي تصاعدي على الأرباح وعلى من استفاد من الفوائد المرتفعة، دولة توفر التغطية الصحية الشاملة، والتعليم النوعي الرسمي، ومنع خصخصة مؤسسات الدولة من كهرباء ومياه  ومرافق عامة من المرفأ الى المطار، دولة تمنع بيع الذهب وتوفر النقل المشترك والسكن الشعبي".
 
وختم غريب: "هذا هو مشروعنا البديل لكل المشاريع الطائفية التي تطرحها أطراف السلطة السياسية الحاكمة وهو الممر الالزامي لأنقاذ لبنان واخراجه من دوامة الحروب والأزمات، وتحقيق المطالب والحقوق يتطلب العمل على تغيير موازين القوى وتصعيد المواجهة وتنظيم الصفوف ومتابعة الحوار لاطلاق جبهة سياسية وطنية ديمقراطية وفق برنامج مشترك يترافق مع تصعيد المواجهة في الشارع وفي كل القطاعات والمناطق بما يؤدي لقيامة دولة وطنية ديمقراطية، دولة عدالة اجتماعية على انقاض الدولة الطائفية الفاشلة. باق معنا أيها الرفيق الحبيب في الكلمة والصوت والصورة، في البيان والمنشور وصرخات الكادحين حتى ينبلج  فجر جديد، على وطن حر وشعب سعيد.
 
وأخيرا شكرت زوجة الراحل وفاء برهون باسم عائلته للمتكلمين "كلماتهم الجميلة التي قيلت ولو أن حبيب تضيق له الكتب والمجلدات"، كما شكرت للحضور مشاركته وتضامنه.
 
وفي الختام قدم المكرمون درعا تذكارية لعقيلة الراحل.


                             ==============ر.إ

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب