افتتاح معرض "خط زمني 40 سنة" للجنة أهالي المخطوفين والمفقودين
حلواني: لو تم التعامل الرسمي بجدية لحل قضيتنا لما وصلنا الى الانهيار


وطنية - افتتح أمس معرض (عود على مسار نضال لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان) بعنوان "خط زمني 40 سنة 150 محطة 255 وثيقة إنفوجرافيك وتجهيزات"، في مبنى جريدة السفير- نزلة السارولا في الحمرا، ويستمر حتى يوم الاحد 26 آذار يوميا من الساعة العاشرة صباحا وحتى الثامنة مساء.

بعد النشيد الوطني، دقيقة صمت "استذكارا وتكريما لنزلاء المقابر الجماعية في لبنان وعالمنا العربي، وتحية لأرواح من غادر من الأهالي قبل معرفة مصير من فقدوا". ثم ألقت رئيسة اللجنة وداد حلواني كلمة باسم لجنة أهالي المخطوفين، قالت فيها: "ربما احتجتم إلى أربعين دقيقة لمشاهدة المعرض. تخيلوا عندئذ ما شهدناه نحن خلال أربعين سنة. أربعون عاما ونحن مشغولات بالنضال بحثا عن أحبة خطفتهم الحرب ولم يعدهم ما سمي بالسلم ولا حدد مصيرهم. أربعون عاما ونحن نتلقى أنواع الموجات من ألوان أولي الأمر وأشكالهم، موجات التخويف والقمع والترهيب، موجات التجاهل الحارق، موجات الوعود والتضامن المزيف والخطوات الناقصة الدعسات. وبين النضال وبين تلقي أنواع الموجات، مرت الأربعون سنة ونحن لا نزال منشغلات البال، شديدات القلق، لم نعرف نهارنا من ليلنا، ولم نعرف الصيف من الشتاء، لم نعد نعرف كيف نفرح ولا كيف نحزن، لم نعد نعرف إن كان أحباؤنا مازالوا أحياء أم صاروا أمواتا".

وأكدت "اننا لسنا فقط ملفا عالقا من ملفات الحرب في لبنان. نحن بشر مثلكم. نشبهكم. ونشبه الوطن الذي لم يستكمل بعد خروجه من تلك الحرب. حرب اقترب عمرها من نصف قرن. نحن مثلكم. المفارقة أننا لم نكد نفرح بسكوت الرصاص حتى هجم علينا الخاطفون والقتلة نافضين ما اقترفته أيديهم من إخفاء أبنائنا. رأيناهم وقد خلعوا ثيابهم المرقطة ولبسوا بذلات السلطة على عجل. شهدنا تجميل صورهم بالخطب الوطنية الرنانة وتراتيل الدفاع عن حقوق الإنسان صبحا ومساء. قد نقبل بكل ذلك ولكننا لا ولن نقبل بمحاولاتهم لطمس قضيتنا. نحن آلاف العائلات المكتوية بفقد حبيب أو أكثر! توقفت المدافع، ولم تتوقف معاناتنا. شكلنا طائفة خرجت من كل الطوائف وعليها. نحن أهالي المفقودين والمخفيين قسرا الذين وحدتنا خساراتنا. صوتنا ما خبا يوما معلنا إصرارنا على حقنا بمعرفة مصير أحبائنا. حق لم نتنازل عنه ولم نساوم عليه يوما ولن. من حق كل واحدة وواحد منا أن يشم رائحة مفقوده إذا كان حيا، ومن حق رأسه أن يعود إلى مسقطه إذا كان ميتا. فالأحزان تصبح أقل وطأة عندما تظهر الحقيقة".

وتابعت: "قبل أربع سنوات وفي سعينا الحثيث وراء الحقيقة، استطعنا انتزاع قانون كرس حقنا بمعرفة مصير أحبتنا (105/2018). قانون المفقودين والمخفيين قسرا ليس منة من أحد وليس جائزة ترضية تسلمناها. القانون أتى من رحم أحزاننا، من زخم عنادنا وإصرارنا وصبرنا وتمسكنا بحقنا. انتظرناه 36 عاما إلى أن خرج الدخان الأبيض من باب مجلس النواب متجاوزا ألف فخ وفخ. قانون أتى تأكيدا صريحا على حق كل عائلة بمعرفة مصير مفقودها.

وأردفت: "تطبيقا للقانون، وتحت الضغط، شكلت الدولة الهيئة الوطنية بمهمة وحيدة: الكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا. لكن هذه الدولة لا تزال تعرقل انطلاقة الهيئة وتحجب عنها كل ما يلزم كي تقوم بمهمتها الإنسانية النبيلة. منذ عامين ونصف (تموز 2020)، صار لدينا مرجعية اسمها الهيئة الوطنية، لن نفرط بها، فهي باب إخراجنا من دوامة التخبط في المجهول، إنها خشبة خلاصنا من عذاب الانتظار، انتظارنا الذي ما زال ينتظر منذ أربعين عاما".

وشددت على انه "لا خلاص إلا بوحدة الضحايا ضد الجلادين، ولو تم التعامل الرسمي بجدية لحل قضيتنا لما وصلنا وإياكم- دولة ومجتمعا- إلى هذا الدرك من الانهيار على المستويات كافة. لذلك كل يوم هو يومنا. فكلنا صرنا ضحايا والمجرم واحد".

وأكدت ان "حل قضيتنا ليس مستحيلا وقد صدر القانون 105/2018 ووضع آلية للوصول إلى حق المعرفة والكشف عن المصير. قد يكون الأمر الأصعب عند تطبيق القانون، خصوصا بنظر المرتكبين أوالمترددين، مسألة المقابر الجماعية. لسنا هنا في معرض دحض هذه الظنون والادعاءات. لكل من لديه أي تخوف أو حذر من موضوع المقابر، أريد أن أتحمل مسؤوليتي باسم لجنة الأهالي وأن أعيده إلى القانون الذي يتضمن نصا صريحا مفاده عدم المحاسبة على أفعال الماضي بل على أفعال الحاضر".

وعن عنوان المعرض قالت حلواني: "سميناه "خط زمني" بهدف فسح المجال أمامكم لمرافقتنا الافتراضية، بالصوت والصورة، لمحطات مفصلية من مسار شاق وطويل فرض علينا ولم نختره. فلتتضافر كل الجهود لفرض تطبيق قانون المفقودين والمخفيين قسرا وفي المقدمة فرض تأمين كل ما يلزم للهيئة الوطنية كي تتمكن من القيام بمهمتها".


وزار المعرض قبل ظهر اليوم أهالي مفقودي البقاع، وقد ذهلوا برؤية ما شاركوا فيه ميدانيا خلال هذه السنوات معروضا بالصوت الصورة للمرة الأولى. وبعد الظهر، زار المعرض وفد يمني متواجد في بيروت ويمثل مجموعات الضحايا في اليمن، في إطار  مشاركته بورشة عمل ينظمها المركز الدولي للعدالة الانتقالية برفقة مديرة برنامج لبنان واليمن في المركز المذكور السيدة نور البجاني.

وعلى هامش المعرض، تعقد لجنة الأهالي ندوة في مبنى جريدة السفير، عند الساعة السادسة من مساء الثلاثاء المقبل في 21 الجاري، تحت عنوان "40 سنة وقضية المفقودين ترفض أن تفقد"، تديرها الصحافية ديانا مقلد ويشارك فيها كل من: رئيس الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرا بالإنابة زياد عاشور، المدير التنفيذي للمفكرة القانونية نزار صاغية، الصحافية سحر مندور والكاتب سمير سكيني.


               ==================

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب