قداس عيد انتقال السيدة العذراء في سيدني

وطنية - سيدني - ترأس راعي الأبرشية المارونية في أوستراليا ونيوزلندا المطران أنطوان-شربل طربيه قداسا لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء في كاتدرائية سيدة لبنان في هاريس بارك - سيدني.
 
وألقى عظة قال فيها: "يقول المكرم البطريرك الياس الحويك، في كلمات اختيرت عنوانا لأسبوع الاحتفالات في رعية سيدة لبنان، "العذراء مريم الكلية الطوبى هي مرآة الجمال الإلهي وحارسة رجائنا" في أمنا المباركة، نرى مجد الله العظيم وبهاءه وقوة الحب الإلهي الجذابة. فيها نجد الضمانة بأن طبيعتنا البشرية الضعيفة يمكن أن تكتمل وترتفع إلى أفراح السماء. فيها يضيء نور الرجاء بشكل ساطع إلى الأبد".
 
أضاف: "في عيد الانتقال، نجتمع معا، نحن أولاد مريم، بالروح نفسها التي كانت للرسل الباقين على قيد الحياة وعادوا من أماكن مختلفة في العالم للتعبير عن احترامهم وإجلالهم وتكريمهم لأم سيدنا يسوع المسيح، أمنا في الإيمان، وأم الكنيسة. وعندما نحتفل بذكرى رحيلها عن هذا العالم، ينضم إلينا أيضا ابنها يسوع والله الآب والروح القدس، مع جميع الملائكة والقديسين، لتكريم مريم التي حملت الفرح والخلاص إلى البشرية في جوابها لملاك الرب: "أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك".
 
واعتبر "ان عيد الانتقال يعكس المكانة التي تشغلها السيدة العذراء في حياتنا نحن الموارنة، كأم الله، "يولدات أولوهو". هذا التعبير مكرس في ذاكرتنا وتقاليدنا، ويعتَبر النشيد غير الرسمي للموارنة عندما نتوجه اليها في صلاتنا قائلين : "يا أم الله يا حنونة"، مؤكدا ان "سيدتنا مريم تعلمنا الاقتداء بربنا، وألا نيأس في أوقات الصعاب والمشقات".
 
وتابع: "في هذا العيد، من المناسب لنا أن نتأمل بسيدتنا مريم العذراء كأم رجائنا. لذلك، أعلنا العام 2022 سنة الرجاء في أبرشيتنا المارونية. وفي الواقع، يعيش الكثير من الناس الحزن والظلمة الناجمين عن الوباء والحروب والمرض والمعاناة التي ما زالت تلف عالمنا. حان الوقت لنتذكر، كما قال القديس بطرس، أن لدينا "سببا للرجاء في الداخ. عندما ننظر حولنا، فإننا نرى الكثير من علامات الرجاء في حياتنا وحياة مجتمعنا. أنظر حولي وأرى وجوهكم الرائعة وعائلاتكم تملأ مقاعد هذه الكاتدرائية بعد المعاناة من الوباء على مدى السنتين الماضيتين، فيمتلىء قلبي بالرجاء والسعادة".
 
وقال: "هناك علامة رجاء أخرى ومصدر فرح وهو اليوبيل الذهبي لإنشاء أبرشيتنا في أوستراليا، والذي سنحتفل به معا في العام 2023. قبل 50 عاما، وبعد مرور أكثر من 100 عام على وجود الموارنة في هذه الأرض، وافق الكرسي الرسولي على طلب المجمع البطريركي الماروني بتأسيس أبرشية مارونية في أوستراليا، وأصدر قرارا بهذا الشأن في 14 تموز 1973. وستبدأ سنتنا اليوبيلية في عيد مار مارون، في 9 شباط 2023. وفي السنة المقبلة، سوف نرحب أيضا بغطبة البطريرك، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في زيارته الثانية إلى أوستراليا، ليباركنا في هذه السنة اليوبيلية".
 
وتوقع أن "يتم افتتاح دار المسنين، قرب الكنيسة والذي يحمل اسم "دار الرحمة لسيدتنا مريم العذراء" في آذار 2023، بإشراف مؤسسة Mercy Health". وتحدث عن "علامة أخرى للرجاء والتفاؤل هي الخطة الرعوية التي أطلقناها للسنوات 2021-2027، تحت عنوان "ري البذور". تضع هذه الخطة لأبرشيتنا سبع أولويات لعملنا الرعوي والرسولي. وطورنا أيضا خطة فرعية تكميلية سيتم نشرها في الأسابيع المقبلة. وقد حددنا فيها، مع الإكليروس والمجالس الرعوية ولجنة خاصة، خطتنا للمضي قدما بعد مرحلة الكوفيد. عنوان الخطة "تشجيع وبناء بعضنا البعض"، وهو أمر ضروري جدا فيما نخرج من الوباء ونعمل على إعادة بناء وتنشيط حياتنا الرعوية كجماعة واحدة في المسيح".
 
وعن كنيسة أوستراليا الكاثوليكية قال: "يمكنني أن أخبركم أن السينودس العام الأخير، والذي عقد الشهر الماضي في كاتدرائية St Mary في سيدني، كان علامة رجاء لكنيستنا في أوستراليا، لجهة الحفاظ على الوحدة في تنوعنا. وكان لي شرف المشاركة في أعمال المجمع مع فريق ماروني، والمساهمة في تطوير عملنا الكنسي".
 
وشكر "كل متطوع ومتطوعة، وكل عضو في لجنة، وكل شخص في الرعية، وكل فاعل خير، لمساهمتهم في أسبوع عيد الرعية. أعرف مقدار التخطيط والعمل الذي يستغرقه التحضير لكل جانب من جوانب هذا الأسبوع، وأشكركم من صميم القلب. وإنني أنوه بالروح القيادية لكهنة الرعية المتفانين في خدمتكم وأشكرهم، وبالأخص الخوري طوني سركيس، رئيس كهنة الكاتدرائية. فليبارك الله كل شخص أعطى من صميم قلبه الوقت والجهود والموارد".
 
وختم: "قلت إن العذراء الكلية الطوبى هي مرآة الجمال الإلهي وحارسة رجائنا. فلنطلب دائما شفاعتها لنا ولعائلاتنا ولهذه الرعية والأبرشية. ولنرفع صلاتنا بشكل خاص من أجل لبناننا الحبيب، لكي تبقى ارضه والتي كانت مهد المارونية وموطنها، منارة للعالم، ويجتاز هذه الأوقات العصيبة في القريب العاجل ليعود الى رسالته ودوره التاريخي".


               ===== ن.ح.

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب