وطنية - شاركت رئيسة جمعية "إنسان للبيئة والتنمية" "HEAD " المهندسة ماري تريز مرهج سيف، عبر تطبيق webinar في الفعالية الأفتراضية المصاحبة للمنتدى السياسي حول التنمية المستدامة، برعاية المجلس الإقتصادي والإجتماعي لغرب آسيا "إسكوا " التابع للأمم المتحدة، بعنوان "إعادة البناء بشكل أفضل بعد جائحة فيروس كورونا"، في نيويورك، في حضور فاعليات من جميع دول العالم.
وشكر رئيس "المنتدى السعودي للابنية الخضراء" المهندس فيصل الفضل، لسيف "جهودها الدائمة في المجال البيئي".
وأعطت سيف "لمحة كاملة حول طرق حماية البحار من الملوثات التي تشهد على تأثير البشر السلبي على البحار، وقد يكون مصدر هذه النفايات من الأنشطة البحرية مثل قوارب الصيد، وناقلات البضائع، إلا أن نسبة 80% منها يأتي من مصادر برية، فالكثير من هذه الملوثات هو من المخلفات البلاستيكية والمواد المصنعة التي تعتبر من النفايات التي تركها البشر لينتهي بها الأمر في مياه البحر".
وقالت: "بشكل عام تؤثر هذه النفايات على الكائنات البحرية التي قد ينتهي بها الحال إلى الموت في حال ابتلاعها أو عدم القدرة على الحركة بسببها، وتعتبر عمليات إنتاج والتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي من المصادر المهمة لتلوث مياه البحار كما الأسمدة والعناصر المغذية، ومياه الصرف الصحي، إضافة الى مخلفات المصانع والكيماويات".
وتابعت: "في حال وصول المواد البلاستيكية إلى مياه المحيط والبحار، فإنها عادة ما تطفو على سطحه بسبب كثافتها مما يجعل المحيطات والبحار تبدو كمرمى للنفايات، وإلى الآن لم يتم التوصل إلى حلول عملية للتخلص من مشكلة المواد البلاستيكية، وقد يعول البعض على أن المواد البلاستكية مواد قابلة للتحلل فقط عند درجات الحرارة مرتفعة أكثر مما تتحملها المحيطات، وهذا شيء لن تصله مياه المحيطات . ومن الخطوات الجيدة في هذا المجال، وضعت حوالي 60 دولة حول العالم – مجموعة من القوانين التي تحد من استخدام البلاستيك القابل للاستخدام مرة واحدة فقط بسبب ما تعانيه من تدمير الموائل الطبيعية، وغيرها من التهديدات المحيطة بها. ويقع على عاتق الإنسان مسؤولية الحفاظ على البيئة البحرية بكل صورها من بحار، وقيعانها، وتربتها، ومصبات الأنهار، وما تضمه من أنواع مختلفة من الكائنات الحية، وما تشكله من موائل لها؛ لأنها أحد المصادر الأساسية التي تعتمد عليها الحياة على سطح الكرة الأرضية".
وقالت: "تكمن وظيفة الإنسان في الحفاظ على المحيطات والبحار بجعلها آمنة، ونظيفة، وصحية، ومنتجة، بالإضافة إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي الذي تزخر به هذه المصادر البحرية، إذ يعد كل من المحيطات والبحار أكبر مصدر للتنوع البيولوجي على سطح الأرض، حيث تغطي المياه البحرية ما نسبته 71% من مجمل مساحة الكرة الأرض، وتشكل ما نسبته 90% من المحيط الحيوي، ون الأمور التي يمكن القيام بها على المستوى الفردي أو الجماعي لحماية التقليل من الانبعاثات أهمها حملات التوعية الدائمة وحملات تنظيف الشواطئ والتقليل من القمامة للتخلص من مشكلة المواد البلاستيكية، ونظرا إلى ما تشكله هذه المواد من خطر كبير وحقيقي على البيئة والموارد البحرية خصوصا بعد الجائحة التي أطاحت بالعالم لأننا لا نملك سوى ارض واحدة".
وفندت "الإجراءات الوقاية لحل هذه المعضلة، وأهمها: تنفيذ الاتفاقيات الدولية ومنها حماية البيئة البحرية والمناطق الساحلية (اتفاقية برشلونة)، إصدار القوانين التي تلزم الأشخاص بعدم البناء بالقرب من البحار، لا سيما المصانع الكيماوية، حملات توعية وتثقيف بالمخاطر الناجمة عن تلوث البحار، وصيانة دورية لناقلات النفط خوفا من تسرب النفط في البحار وبالتالي تدمير الثروة البحرية".
وختمت سيف مشددة على ضرورة "تعزيز الروابط بين العلوم والسياسات وتعزيز الحوار بين أصحاب المصلحة المتعددين، للتمكين من صنع السياسات القائمة على الأدلة والشاملة في المنطقة واطلاق مبادرات مشتركة لزيادة الوعي حول الموضوعات ذات الأولوية المشتركة، مثل تغير المناخ، النفايات البحرية، الحفاظ على التنوع البيولوجي والمناطق البحرية المحمية، الاقتصاد الأزرق المستدام، الوصول إلى المعلومات البيئية، المشاركة والعدالة، التعليم من أجل التنمية المستدامة، وتعزيز وتنفيذ المبادرات المشتركة في أفق تحقيق أهداف التنمية المستدامة".
===============ر.إ