وطنية - احتفلت جمعية الوعي والمواساة الخيرية (ACA) باعادة تأهيل شارع "مرعش" في منطقة برج حمود، بعد الدمار الذي تعرضت له المنطقة إثر انفجار 4 آب، ضمن إطار التعافي المديني، بالتعاون مع منظمة خدمات الإغاثة الكاثوليكية (CRS) ومؤسسة "هابيتت فور هيومنتي" (HABITAT FOR HUMANITY)، وبتمويل من منظمة "كورد آيد" (CORD AID) الهولندية. 
 
وتضمن المشروع تأهيل الإنارة العامة، تنظيم شبكة الكهرباء، ترميم وتأهيل واجهات المباني، فضلا عن هدم بناء خال متداع يهدد السلامة العامة، وإنشاء مساحة خضراء مكانه، مع تجهيزات للعب الأطفال، وتسهيلات للمسنين وذوي الإحتياجات الخاصة.  
 
وبالمناسبة، أقامت جمعية الوعي، إحتفالا تم خلاله إفتتاح حديقة عامة في الشارع، في حضور رئيس بلدية برج حمود هارديك بوغوصيان ممثلا بنائب الرئيس مارديروس أرسلانيان وأعضاء من المجلس البلدي، رئيس جمعية الوعي والمواساة المهندس محمد قداح وأعضاء من الهيئة الإدارية، وعن جمعية "هابيتات فور هيومانيتي" عمر العريضي وسمر فرحات، وعن منظمة خدمات الإغاثة الكاثوليكية اليكساندرا امريكانوس ومايا ابو ديب، وسكان المنطقة وممثلين عن الجمعيات المشاركة في المشروع  
قداح
 
إستهل الحفل بالنشيد الوطني، تلاه تقديم من زينة الحلاق، ثم ألقى قداح كلمة الجمعية رحب فيها بجميع الحضور، مشيرا الى اننا "في لبنان تشاركنا الحياة سويا بحلوها ومرها، حيث مرت علينا الكثير من الأزمات والحروب والكوارث تاركة آثارها علينا، نفسيا واجتماعيا وبيئيا وصحيا، ولكن في كل مرة نعود للنهوض مجددا بدعم بعضنا البعض، وآخرها منذ عامين في العام 2020، حيث حلت على لبنان كارثة هزت البلاد، وأدمت القلوب، وآلمتنا بفقد الأحبة، وجراح أبنائنا وبناتنا، كبارنا وصغارنا، فجمعتنا المأساة من بيروت الى أقصى الجنوب وأقصى الشمال والبقاع والجبل".
 
وأضاف: "تضافرت الجهود كافة من أفراد ومؤسسات محلية ودولية من مختلف دول العالم، لتقديم المساعدة. وحضرت الوعي والمواساة الخيرية منذ أولى ساعات الإنفجار، بالتعاون مع شركائها، وعملنا على نقل الجرحى والشهداء، وإزالة الركام وتوزيع الطعام والشراب والمساعدات العينية وغيرها، وما زلنا مستمرين لغاية اليوم بترميم المنازل والمدارس المتضررة في العديد من الأحياء، وتقديم الرعاية الصحية والأدوية للمتضررين والمساعدات الطبية للمستشفيات والمساعدات العينية".
 
وقال: "اليوم نحتفل بافتتاح مشروع إعادة تأهيل واجهات المباني، وتجديد وتنظيم شبكات الكهرباء والانترنت وإنارة الطرق والحديقة العامة بالتعاون معكم شركائنا بلدية برج حمود ومؤسسة هابيتات فور هيومانتي ( Habitat for humanity )، ومنظمة خدمات الإعانة الكاثوليكية CRS بتمويل من منظمة كوريد إيد ( cord Aid ) الهولندية، شاكرين لكم جهودكم وتعاونكم لتصبح مساحة خضراء متنفسا لأهلنا وأبنائنا في حي مرعش ومنطقة برج حمود.الوعي والمواساة جنبا إلى جنب مستمرة في عملها الانساني في مختلف المناطق من خلال برامجها: الصحية والإغاثية، الرعاية الاجتماعية، التنمية، التعليم والحماية، التدريب المهني، الدعم النفسي الاجتماعي، الاغاثة". 
 
وتابع: "نحن مستمرون الى جانب أهلنا في لبنان، منذ 29 عاما، نعمل على دعم العائلات بمختلف احتياجاتهم الحياتية، خصوصا في ظل الظروف التي تمر ببلدنا الحبيب لبنان هذه الأيام، الغلاء بات فوق احتمال أرباب العائلات، تقلب أسعار الدولار وانهيار قيمة الليرة اللبنانية، وضعف القدرة الشرائية لدى العائلات، كل هذا جعل المعاناة تصبح أصعب وأقسى، وتزامن كل ما يمر مع ثقل فيروس كورونا الذي خيمت ظلاله على لبنان. تمر الأيام وما زلنا نعمل بكافة جهودنا وأجنحتنا بالتعاون مع شركائنا من المؤسسات المانحة لاستمرار العمل على مساعدة أكبر عدد من العائلات والمرضى وذوي الإحتياجات الخاصة وكبار السن، يدا بيد سنسعى وسنعمل على استمرار تقديم العون ، وإعادة بناء ما تضرر عسى أن تكون أيادي الخير لمسة دفء ومحبة تبلسم الجراح وتخفف وطأة ما مرت به بيروت بكافة أحيائها ومناطقها ولبنان بعامة، لاطفالنا نبارك لهم فسحة الفرح التي ستكون أولى أنشطتهم بها اليوم يتشاركون بها الضحكات مع أهلهم وأقرانهم".
 
وشكر قداح لبلدية برج حمود بشخص رئيسها هارديك بوغوصيان تعاونه، ومؤسسة هابيتات فور هيومانتي، ومنظمة خدمات الإعانة الكاثوليكية CRS، ومنظمة كوريد إيد الهولندية على ما قدموه.
 
أميريكانوس
 
ثم، ألقت أميريكانوس كلمة مؤسسة "هابيتات فور هيومانتي" ( Habitat for humanity)، حيث أعربت عن سرورها لوجودها في بيروت في إفتتاح هذه الحديقة، والتي هي جزء من مشروع المؤسسة، شاكرة للحضور هذه المشاركة في هذه الظروف المناخية، وشكرت لجمعية الوعي والمواساة والمجمعيات الأخرى المساهمة في المشروع الثقة التي اعطوها للمؤسسة، وأكدت "اعتزازها ان تكون مؤسستها جزء من الجمعيات التي تساعد بعد انفجار مرفأ بيروت، رغم الصعوبات الكبيرة"، متمنية ان "تكون هذه المساحة الآمنة ملتقى للجميع من مختلف الفئات والأعمار، كي يفرحوا ويلعبوا ويجلسوا"، مثنية على دور بلدية برج حمود وتعاونها، مؤكدة "الاستمرار في هذا التعاون لمزيد من مشاريع أخرى".
 
بلدية برج حمود
 
من جهته، ألقى كلمة رئيس بلدية برج حمود، عضو المجلس البلدي جورج كريكوريان، الذي رحب بالحضور على أرض برج حمود، وتوقف عند الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد، وقال: "رغم الظلمة الحالكة، يبقى هناك أشعة نور وأمل"، مشيرا الى ان "منطقة برج حمود تجمع كل شرائح وعائلات المجتمع اللبناني بتنوعاته الروحية والمذهبية والطائفية والسياسية"، لافتا الى ان "أهالي برج حمود استقبلوا الاخوة الفلسطينيين والنازحين من العراق وسوريا بمختلف توجهاتهم، كما استقبلت العمالة الأجنبية"، مؤكدا "أهمية هذا التنوع وميزة التعايش في برج حمود".
 
وتوقف أيضا عند تاريخ انفجار مرفأ بيروت، مثنيا على الدور الذي لعبته جميع البلديات اللبنانية والجمعيات والأهالي ويدا واحدة لمد يد العون لأهالي بيروت وبرج حمود بفعل الإنفجار، مؤكدا أهمية هذا التضامن الوطني.
 
وأضاف: "اليوم وبعد فترة من الانفجار، الإدارات اللبنانية والسلطات المحلية، تواجه مع الشعب أزمات عديدة بفعل انهيار العملة اللبنانية، وغيرها من الأزمات. لكن رغم تلك الأزمات، كان هناك تضامن وطني ودولي"، مثنيا على "دور الجمعيات والمؤسسات التي تنفذ المشاريع بعد انفجار المرفأ"، شاكرا لجميع تلك الجمعيات تضامنها، كما شكر لجمعية الوعي والمؤسسات تحقيق هذا المشروع، مؤكدا ان "هذا المشروع الذي ينفذ بفعل التضامن، يعطينا الأمل بمستقبل أفضل".
 
وختم: "يا ضيفنا ان زرتنا، لوجدتنا نحن الضيوف وأنت صاحب البيت ..".
 
أبو دياب
 
بعدها، عرضت مايا أبو دياب من منظمة خدمات الإعانة الكاثوليك " CRS " لسلسة من المشاريع التي نفذتها المنظمة، إضافة الى المشاريع المستقبلية، وأشارت الى ان "هذه المنظمة عالمية، وتعمل في أكثر من 100 بلد، وتركز على الصحة والإغاثة والزراعة والمياه والتعليم وتأمين قروض للتمويل لمصالح صغيرة".
 
كما تحدثت عن جمعية "هابيتات فور هيومانتي" ( Habitat for humanity )، وأكدت انها "جمعية عالمية، وهي تعنى بموضوع الترميم وإعادة البناء، وتقدم الخدمات في اكثر من 70 دولة"، واشارت الى "دور جمعية الوعي والمواساة الشريكة بالمشروع، وهي تعمل على مستوى لبنان، وتركز على مساعدة اللبنانيين، إضافة الى مساعدة النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، في اطار الإغاثة وإعادة الترميم والبناء والتعليم والصحة والتغذية وغيرها وتطوير المهارات المهنية".
 
وأشارت الى أنه بعد انفجار المرفأ، "قمنا بمشروع الترميم وإعادة البناء، حيث ينفذ المشروع  من قبل  Habitat for humanity و CRS بالتعاون مع 4 جمعيات محلية ومنها جمعية الوعي والمواساة، وهو بدأ في  تشرين الأول سنة 2020 بعد الانفجار، وينجز بمراحله النهائية في أواخر هذا الشهر، ويشمل ترميم المنازل والمحال التي دمرت بسبب الإنفجار في منطقة برج حمود"، لافتة الى ان "التمويل كان مؤسسة هابيتات فور هيومانتي Habitat for Humanity ومنظمة خدمات الإعانة الكاثوليكية CRS، ومنظمة كوريد إيد الهولندية Cord Aid".
 
وأضافت: "اليوم ترون نتيجة المشروع، والذي نفذ بالشراكة بين مؤسسة هابيتات فور هيومانتي  Habitat for Humanity، وجمعية الوعي والمواساة، وهو مشروع بدأ في شباط 2021، وسوف بنجز بمراحله النهائية في مناطق أخرى في برج حمود، واليوم تم الانتهاء من المشروع في هذه المنطقة،  وأشارت الى انه شمل  ترميم البنى التحتية التي دمرت من  انفجار المرفأ"، ولفتت الى ان "التمويل  لهذا المشروع، وفي هذا الشارع بالذات، كان من منظمة كوريد إيد الهولندية Cord Aid". 
 
وفي الختام، سلم قداح نائب رئيس بلدية برج حمود درعا تقديرية باسم الجمعية لرئيس البلدية، ثم كانت جولة في الحديقة، على صور المباني التي وضعتها جمعية الوعي كمعرض عن المباني التي تم ترميمها في برج حمود .

                            =========== ل.خ