وطنية - نظم "المنتدى العالمي للأديان والإنسانية" بالتعاون مع "منتدى التنمية والثقافة والحوار"، مهرجانا فنيا شعريا موسيقيا بعنوان "الوفاء للدماء..بالريشة والحبر واللحن"، جمع حشدا من الفنانين التشكيليين والكتاب والشعراء والموسيقيين، برعاية محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، في متحف بيت بيروت - السوديكو.
 
وحضر الحفل ممثل رئيس حزب "الحوار الوطني" النائب فؤاد مخزومي كامل دمياطي، الوزيرة السابقة فارتينيه اوهانيان، قائد فوج الإطفاء العقيد ماهر العجوز ممثلا محافظ بيروت، رئيس حزب الخضر فادي ابي علام، رئيس بلدية شارون مهنا البنا، قنصل بنغلادش عبدالله المأمون، مستشارة وزير الإعلام أليسار جعجع، مديرة البرامج في "إذاعة لبنان" ريتا الرومي، الإعلامية آمال سليمان، عضو مؤسسة "الفكر التوحيدي المعاصر للحوار" الشيخ علي أبو ذياب، رؤساء وأعضاء مجالس بلدية واختيارية ومهتمون.
 
بداية النشيد الوطني أداه الفنان جوزف راجحة، فنشيد فوج إطفاء بيروت، وعرفت بالمتكلمين عضو جهاز الشباب والمتطوعين في المنتدى الصحافية اماني ابو دياب.
 
سماحة 
وأشارت رئيسة "المنتدى العالمي للاديان والإنسانية" الاعلامية باتريسيا سماحة الى أن "اللقاء في بيت بيروت الذي هو الصرح الشاهد والشهيد على مآسي الماضي وهذيان الحاضر، لتجديد عهد الوفاء لدماء الشهداء الاحياء منهم والاموات". وقالت: "نلتقي على ضفاف شواطئك يا بيروت لنقول لاهل بيروت ولكل العالم إننا أهل الرجاء وأهل القيامة واهل الحب واهل المصائب التي تحاول ان تقتلنا فنقتلها، والتي تحاول ان تلغينا فننتفض عليها مظفرين لتكون نهايتها ونهاية اربابها لوحة صخرية على ضفاف نهر الكلب".
 
أضافت: "نلتقي لنجدد العهد بريشتنا وحبرنا ولحننا ودمائنا لنقول لمن يريد ان يسمع ولمن لا يريد ان يسمع، الذي يراهن على موتنا مخطىء، الذي يحاول خلسة قتلنا حرام، أما الذي يريد ان يكون شريكنا في الحلم فهو رب البيت وإنا في حضوره ضيوف".
 
العجوز 
بدوره، ألقى العجوز كلمة محافظ بيروت، مشيرا إلى أنه كان ضابطا في الجيش اللبناني قبل أن ينتدبه قائد الجيش إلى وزارة الداخلية لاستلام قيادة فوج إطفاء بيروت، ولم يكن لديه أدنى فكرة عن الفوج سوى "تلك السيارات الحمراء التي كنت أشاهدها على الطريق والشباب الذين يقومون بإخماد النار"، وقال: "عندما دخلت إلى الفوج تبين لي أن الموضوع أكثر بكثير من سيارات حمراء، تبين لي وجود قلوب حمراء كبيرة جدا، كبرها بكبر الوطن جاهزة على مدار الساعة لتخدم كل الوطن من شرقه إلى غربه، ومن جنوبه إلى شماله، وكل المواطنين وليس مدينة بيروت وسكانها فقط".
 
أضاف: "تبين لي أن مقولة النار تأكل الأخضر واليابس خطأ، إن الذي شاهدته وعايشته في هذه الفترة القصيرة أنه يوجد من يأكل النار ويقضي عليها وهم رجال فوج إطفاء بيروت، الآن عرفت لماذا يقال رجال فوج الإطفاء وليس عناصر فوج الإطفاء، فعندما يندلع الحريق يهرب الجميع باستثناء رجل الإطفاء، فهو الوحيد الذي يدخل إلى النار ويتعارك معها ليأكلها وينتصر عليها وبالنهاية يخرج منتصرا".
 
وتابع: "للأسف كل معركة وكل انتصار له ثمن وآخره كان يوم انفجار 4 آب، عشر ورود من زينة الفوج خسرناهم على أرض المرفأ، تعاركوا مع النار إلا أنها كانت أقوى منهم ولكن رفاقهم استمدوا القوة من تضحياتهم وعادوا وانتصروا في هذه المعركة. خسرناهم جسدا ولكن استمروا معنا وسيظلون في البال والذاكرة والقلب وفي كل رنة جرس إنذار وكل مهمة مكافحة حريق. منهم يستمد رفاقهم الإصرار والعزيمة والتصميم على عدم الاستسلام وتنفيذ نداء الواجب والإنسانية متى دعت الحاجة".
 
وختم: "تضحية، مروءة، إخلاص. هذا شعار فوج إطفاء بيروت منذ تأسيسه عام 1920. وما سمعته على لسان كل ضابط ورتيب وعنصر ومسعفة في الفوج، وأرغب أن أخبركم به، إنه عهدا عليهم أن يضحوا بأنفسهم وألا يضحوا بمضمون شعار الفوج".
 
وشكر قائد الجيش والمنتدى ورئيسته.
 
رنو 
وفي انجاز تاريخي قياسي من المرجح أن يدخل في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، وتزامنا مع إنطلاق النشاط، رسم الفنان التشكيلي اللبناني العالمي برنارد رنو لوحة رائعة حول إنفجار المرفأ، في زمن قياسي، وقد بلغ عدد اللوحات التي رسمها مع إنجاز تلك اللوحة، الثلاثمائة كلها رسمت بطريقة الرسم الفوري، وبالتالي فقد سجل هذا الإنجاز الفريد من نوعه بكل المقاييس.
 
البرنامج 
بعد ذلك، بدأ البرنامج الفني، فقدمت الفنانة داليا فريفر أغنيتها "بيروت يا بيروت"، ثم كانت قصيدة للفنانة التشكيلية الشاعرة جومانا ابو مطر بعنوان "بيروت"، وغنى الفنان جوزف راجحة أغنية "أرضي عم بتقاسي" لوديع الصافي، فقصيدة للشاعر والفنان ادهم الدمشقي رافقه موسيقيا الممثل والموسيقي طارق بشاشة.
 
واختتم الحفل بافتتاح المعرض وكوكتيل، على أن يستمر افتراضيا على صفحة "المنتدى العالمي للأديان والإنسانية" على فيسبوك، ويعود ريعه لدعم فوج إطفاء بيروت.

                          ============س.م