وطنية – سيدني - أقامت الابرشية المارونية في اوستراليا عشاء، لمناسبة يوبيلها الذهبي، بدعوة من المطران انطوان شربل طربيه وبرعاية وحضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
حضر العشاء رئيس وزراء اوستراليا الفيديرالي انطوني البانيزي، رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويليز كريس مينز، سفير لبنان ميلاد رعد، قنصل لبنان العام في سيدني شربل معكرون ، الوزير اللبناني الاصل جهاد ديب والنائب الفيديرالي اللبناني الاصل مايكل سكر، عماد مطر ممثلاً النائب ايهاب مطر، رئيس اساقفة سيدني انطوني فيشر، المطران بولس صياح وممثلون عن مجلس الكنائس الشرقية في اوستراليا ومطارنة الانتشار، الرؤساء العامون والرئيسات العامات في الرهبانيات المارونية، صاحب محطة ال MTV ميشال المر ورئيسة بيت لبنان العالم بيتي هندي .
كما حضرت شخصيات سياسية وحزبية وعلامية وممثلون عن الجمعيات والروابط من اوستراليا ولبنان.
قدم الاحتفال كل من الاعلامية نسرين خضرا وفريد فرنجي، ثم عرض فني لفرقة ابورجينية.
المطران طربيه
افتتح الاحتفال الذي حضره نحو ١٤٥٠ شخصاً بالنشيدين اللبناني والاوسترالي ، ثم القى المطران طربيه كلمة رحب فيها بالبطريرك الراعي والرئيسين البانيزي ومينز ورئيس اساقفة سيدني والهيئات السياسية والدبلوماسية والروحية والاجتماعية والاعلامية والداعمين والحضور، وقال: "إنه لشرف عظيم لي أن أقف أمامكم، وأحيي قائد كنيستنا المارونية، والكاردينال في الكنيسة الكاثوليكية العالمية، بطريركنا مار بشارة بطرس الراعي، الذي سافر إلى هذا البلد المضياف ليحتفل معنا باليوبيل الذهبي للأبرشية المارونية في أوستراليا، بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسها".
اضاف: "يسعدنا أن يكون بيننا رئيس الوزراء الاوسترالي أنطوني ألبانيز، ورئيس حكومة الولاية كريس مينز اللذان نفتخر بصداقتهما. ونحن ندرك انه في ظل قيادتهما المدنية هناك التزام أن تظل أوستراليا نسيجًا غنيًا بالتعددية وحرية المعتقدات. ونحن نقدر عملهما من اجل ضمان الاحترام الدائم للقيم التي تعتز بها مجتمعاتنا، وكل من يعتبر أوستراليا موطنًا له".
واعتبر انه "من الضروري أن نعترف بأن نمو وقوة جماعة الكنيسة المارونية في أستراليا لم يكن ممكنا من دون دعم وتوجيه الكنيسة اللاتينية الكاثوليكية، التي كانت بمثابة الأخت الكبرى الحاضنة، وتقدم المساعدة في رحلتنا الروحية"٠
واعرب عن امتنانه "العميق لولاية نيو ساوث ويلز المتعددة الثقافات، لدعمها الثابت والسخي لفعاليات سنة اليوبيل الذهبي. وهذا بالتأكيد يعود بالفائدة على الطائفة المارونية في هذه الدولة، ولكنه أيضاً يشكل مثالاً ساطعاً للوئام الاجتماعي والعيش المشترك".
واكد "ان قلب لبنان النابض في بكركي، وقلب بكركي النابض هو بطريركنا مار بشارة بطرس الراعي. وهذا القلب هو نواة مجتمع تمتد جذوره عبر العالم. وهي تزدهر في المناطق التي يجتمع فيها عدد كبير من المؤمنين الموارنة. واستجابة لهذا النمو، أصبح تعيين الأساقفة في بلدان الانتشار أمراً حتمياً. وباعتباري أحد هؤلاء الأساقفة، فإنني أدرك تمامًا ارتباطنا الذي لا ينفصم مع بطريركنا. نحن، كممثلين للبطريرك في الانتشار ، نتقاسم إحساسًا عميقًا بالرسالة والهدف المشترك ومتصلين دائماً وعلى انسجام مع قدس الأب الأقدس البابا في روما".
واكد " ان بطريركنا في لبنان هو اليوم صوت من لا صوت له. ولهذا فهو يواصل الدعوة إلى الحياد في لبنان كوسيلة لإخراج البلاد من الأزمات السياسية والاقتصادية. ولهذا فإننا نقدر أكثر من ذلك، ونكرر دعوته للمجتمع الدولي لمساعدة لبنان من خلال مؤتمر دولي يعالج تلك الأمور حيث تحرص حكومتنا في أوستراليا دائما على مد يد المساعدة في هذا المجال".
وقال: "بمباركة غبطة صاحب السيادة، تنطلق أبرشيتنا في مشروع خيري جديد: نداء المدرسة اللبنانية خصيصًا لدفع الرسوم المدرسية للطلاب المحتاجين في لبنان.بالتعاون مع (Maronite on missions ) ، وبدعم من المعنيين في لبنان بما في ذلك المؤسسة البطريركية العالمية، وقد رأينا ان هناك حاجة ماسة لأخذ زمام المبادرة لدعم أبنائنا وبناتنا والوقوف إلى جانبهم، ما يعكس فلسفة أوستراليا الخاصة والقديسة ماري ماكيلوب: "لا ترى حاجة من دون أن تفعل شيئًا حيالها".
وعدد الانجازات التي حققتها الطائفة والنشاطات التي شهدتها سنة اليوبيل الذهبي منذ عيد مار مارون والتي تستمر حتى مطلع كانون الاول المقبل .
ألبانيزي
والقى رئيس الحكومة الأوسترالية ألبانيزي كلمة رحب فيها بالبطريرك الراعي، وقال: " يشرفني حضوركم في اوستراليا غبطة البطريرك وبالنيابة عن كل الأوستراليين أرحب بكم".
وعن الإحتفال باليوبيل الذهبي للأبرشية المارونية في اوستراليا، قال: " يا لها من مناسبة عظيمة يجتمع فيها أكثر من 1400 شخص ليكرموا صاحب الغبطة. الإحتفال باليوبيل الذهبي ليس مناسبة عادية، وانما هو محطة هامة للغاية تعكس انتصار العزيمة والإرادة المتينة والطموحة لهذه الجالية المفعمة بالحيوية والعطاء. انه انتصار الأمل لدى جالية زرعت منذ خمسين سنة حبة الحنطة التي أثمرت أجيالاً من الموارنة في استراليا".
ووصف الجالية المارونية بالجالية "القوية المتضامنة والمزدهرة"، وقال: "منذ اعلان تأسيس الأبرشية المارونية عام 1973 بدأ فصل جديد للموارنة في استراليا. وبإحتفالنا باليوبيل الذهبي نحتفل كذلك بوصول أول ماروني الى اوستراليا في منتصف 1800".
وتابع: "عمل الموارنة مثل سائر الأوستراليين، تكيفوا مع الحياة الأوسترالية وشيدوا الكنائس وأسسوا المدارس وأحضروا الكهنة والراهبات. وكانت تقاليدهم وقيمهم تجسّد القوة التي أعانتهم لإنجاز أعظم قصة نجاح للتعددية الثقافية في اوستراليا".
وأشاد ألبانيزي بدور المطران طربيه "القيادي وبالانجازات التي حققها ويحققها من أجل اوستراليا ولبنان".
مينز
ورحب رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز بالبطريرك الراعي بالقول، "تتشرف الولاية حكومة وشعباً بوجودكم غبطة البطريرك للمرة الثانية بعد زيارتكم لها عام 2014".
اضاف : " منذ خمسة عقود أي منذ ان أعلن قداسة البابا بولس السادس انشاء الأبرشية المارونية في استراليا والإنجازات لا تتوقف من بناء الكنائس والأديرة والمدارس ودورالحضانة للأولاد ودور المسنين".
وأكد ان "الجالية المارونية تفتخر بولاية نيو ساوث ويلز وبدورها نيو ساوث ويلز تعتز بالجالية المارونية. وأنني على يقين ان اليوبيل الذهبي سيعمّق ايمانكم ويجدد قيمكم المسيحية النبيلة".
وحيا مينز المطران طربيه الذي "يحترمه ويشيد الجميع بقيادته وخدماته للجالية والكنيسة وللولاية وشعبها".
الراعي
والقى الراعي كلمة بالعربية والانكليزية تناول فيها الشؤون الكنسية والوطنية، وشكر المطران طربيه على دعوته للاحتفال باليوبيل الذهبي للابرشية، كما شكر السلطات الاوسترالية "التي استقبلت اللبنانيين وأمنت لهم فرص العمل والحياة الكريمة".
وتوجه إلى المسؤولين الأوستراليين بالقول: "شكرًا أوستراليا حكومة وشعباً لاستقبالكم أبناء وطن الأرز الذين طوّروا معكم وبينكم قدراتهم البشرية، أسلّمكم قضية لبنان الذي هو مساحة حرية وحوار الحضارات في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة، ونريد منكم دعم لبنان في المحافل الدولية".
أضاف: "الخشية على حياد لبنان الإيجابي، الذي هو من صميم هويته ويبعده عن محاور النزاعات الإقليمية والدولية. عندما كان التأثير المسيحي فاعلاً كان لبنان سويسرا الشرق وبدأ هذا التأثير بالانحسار، وها هو اليوم يُهمّش بعدم انتخاب الرئيس الماروني بقدرة معطلي هذا الانتخاب المعروفين وما من قوة تردعهم، ولا ندري ما السبب طالما أن المرشحين موجودان".
وتابع: "فاق عدد النازحين السوريين في لبنان المليونين، وهذا عبء مخيف سياسيًّا وأمنيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا، والمحتمع الدولي لا يريد سماع أيّ كلام عن عودتهم لأسباب سياسية، ونقول للنازحين إن سوريا وطنهم وعليهم الحفاظ عليه ولبنان على فوهة بركان".
وتساءل البطريرك: "لماذا يُعاقب المجتمع الدولي لبنان؟ هل لأنه فتح أبوابه للنازحين السوريين؟ مطلوب من الأسرة الدولية تأمين المساعدات للنازحين في سوريا، لا في لبنان". وقال: "معلوم أنّ النازحين في حالة ذهاب وإياب عبر المعابر غير الشرعية، ومطلوب من اللبنانيين في أوستراليا طرح موضوع النازحين على السلطات الأوسترالية لمساعدتنا".
وختم بالشكر لراعي أبرشية أستراليا المارونية بالقول : "نشكر جهود المطران أنطوان طربيه على كل مساعيه لأجل إنجاح هذه الزيارة ولا سيما في مجال المساعدات لطلاب لبنانيين، في دفع الأقساط المدرسية وسط كل الظروف التي يعيشها لبناننا العزيز وذلك بجهود وغيرة اللبنانيين المقيمين في اوستراليا ولبنان في أفكارهم وقلوبهم مذ أبعدتهم عنه كل ظروف الغربة القاسية".
وقد تخلل الاحتفال عرض شريطي فيديو عن الموارنة في اوستراليا واوضاع المدارس في لبنان ومزاد علني يعود ريعه لطلاب المدارس المتعثرة .
============ ن.م