اسطفان من مونتريال: زمن التسويات انتهى وبدأنا مرحلة المواجهة الحقيقية ومحاولات فرض خزعبلات قانونية مستمرة

وطنية - أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب الياس اسطفان ان "زمن التسويات وتدوير الزوايا انتهى وبدأت مرحلة المواجهة الحقيقية"، مشيرا الى ان "خلاص البلد يتطلب رئيس جمهورية سيادي اصلاحي وليس رئيسا اشبه بلعبة بيد ادوات النظام الايراني".
 
كلام اسطفان جاء خلال تمثيله رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في رعايته العشاء السنوي لمركز مونتريال في "القوات"، في حضور نواب وفاعليات سياسية ودينية وبلدية، بالاضافة الى منسق كندا الجديد ميشال عقل، المنسق السابق ميشال قاصوف، رؤساء المراكز وحشد كبير من القواتيين. 
 
واستهل اسطفان كلمته، ناقلا تحيات جعجع وقال: "ان "القوات" كاستمرارية الزمن مستمرة وعندما تشتد الازمات "ما بلاقوا غيرا".
 
كذلك استذكر "يوم 15 اذار عام 2000 حين غادر مطار بيروت الى نيويورك لتبدأ بعدها "مسيرة الاغتراب التي كان يجهل مصيرها واذا كانت ستعيده في النهاية الى لبنان"، مشيرا الى انه "منذ ذلك الوقت يراوده الشعور نفسه عند مغادرة لبنان فهذا مرض اسمه Lebanese syndrome  يعاني منه كل من يتعلق بهذا البلد الذي لم تؤمن السلطة لمواطنيها ادنى الحقوق ودمرت كل الأنظمة وجعلت القانون والدستور وجهة نظر". ورأى انه "يقوم على اساس متين وهو علاقة الانسان مع أخيه الانسان والنخوة والمساعدة، كما يتنفس بفضل ابنائه في بلاد الاغتراب، وهم رئته السليمة المتبقية، الذين يلعبون الدور الأهم في استمراره في ظل الازمة الاقتصادية والامنية والاجتماعية والوجودية المتفاقمة".
 
 ولفت الى ان "لبنان ليس بخير فهو ينازع ويكاد يفقد هويته، اذ ان عاصمته "ام الشرائع" باتت "ام الفظائع" بالهدر والفساد والفظائع القانونية والقضائية، كذلك وبعد ان كان صاحب اول دستور في المنطقة ورائد الحرف والطباعة اصبحت مدارسه عاجزة عن التعليم بشكل مستمر ويلجأ اساتذته الى الاضرابات لتحقيق مطالبهم المحقة، كما ان لبنان الذي عرف ببلد الخيرات اضحى "بلد الخيبات" ومزارعوه يصارعون لتأمين اكتفائهم بعد ان لقبوا بـ"السلطان المخفي"".
 
اضاف: "لبنان في خطر محدق في ظل وجود النزوح السوري الذي قد يتسبب بانفجار امني اجتماعي ديموغرافي باي طريقة وفي اي لحظة، خصوصا ان بعضهم زرع في ما بيننا ليتحرك عندما يطلب منه وفقا لاجندات تخدم المصالح غير اللبنانية، تحت غطاء حقوق الانسان، متجاهلين تماما حقوق هذا الانسان اللبناني. بلدنا يترنح في ظل عدم وجود خطة تعافٍ واضحة وشاملة كان من المفروض ان تنجز عندما تخطى سعر صرف الدولار الـ1500 ليرة، الا ان المنظومة الحاكمة وبسرية مطلقة سرقت ما تبقى من اموال المودعين وحملته مسؤولية انهيار النظام الاقتصادي والمالي والنقدي. بلدنا مأزوم اقتصاديا مع اصرار البعض على عدم وضع رؤية اقتصادية سليمة  بهدف تركيعنا اقتصاديا كي نجبر على القبول بعلاقات سياسية وتجارية خاضعة للعقوبات الدولية، الامر الذي سيؤدي حتما الى تغيير وجه ووجهة لبناننا".
 
وتابع: "لبنان منهوب لان المنظومة المسيطرة لم تحاكم يوما فاسدا او سارقا رغم علنية السرقات ووضوح الفساد، فيما التحقيق باكبر انفجار غير نووي دمر العاصمة معطل مع استمرار محاولات فرض خزعبلات قانونية كالقاضي الرديف ومسخرة وقف التحقيق وتحويل الضحية الى مجرم والمجرم الى ضحية. بلدنا منكوب اذ حتى اليوم لم ننجح باعادة اعمار المرفأ وتحسين خدمات المطار ونعجز عن تأمين الطحين والمازوت للتدفئة، اما في الشأن الصحي، فبات "مستشفى الشرق" يعاني من شحٍ في توفر الأدوية واللقاحات ومرضى غسيل الكلى والسرطان ينتظرون الموت، كما "يتبهدل" الأهالي للحصول على حليب أطفالهم المقطوع او "ربطة الخبز" فيما تهيمن سلطة النظام الايراني وحلفاؤها على المعابر وتهرب المواد المدعومة، محققة ارباحا طائلة".
 
وأردف: ""بلدنا "أعمى"، فوطن حسن كامل الصباح "مطفى سراجو" ومصابيحه على الطرقات زينة وكهرباؤه المقطوعة "خلقلولا مافيا بتشبهون"، بعد ان كلفت خزينته اكثر من 40 مليار دولار، فعكست قمة "حسن" الادارة والطهارة ومحاربة الفساد واصلاح النظام. لبنان "عطشان"، اذ تحول بلد الثروة المائية الطبيعية الى "سدود مفخوتة ما بتعبي مي"، فضلا عن ما تسببه انشاؤها من خلل بالتوازن البيئي وخسر المواطنين عقاراتهم". 
 
وقال: "إننا البلد الوحيد غير المنتج اقتصاديا فيما ينتج باستمرار مافيات تنتشر في البلد، ويصدر، للأسف، نخبة شبابه وجيله الجديد الى العالم اجمع"، اعتبر ان "بلدنا مسلوب الارادة بسبب تحكم ادوات النظام الايراني بمفاصل البلد السياسية والامنية والاجتماعية والاقتصادية وسعر صرف الدولار والسوق الموازي والتهريب، وتحديها الارادة الدولية "ما تركتلنا صاحب" وتعمدها الى تعطيل كل مرافق الحياة السياسية، فضلا عن تعطيل الاستحقاق الرئاسي والحياة البرلمانية، بعد خسارتها الأكثرية في الانتخابات النيابية الاخيرة".
 
واشار الى ان "كتلة "القوات اللبنانية" تقدمت بعشرات مشاريع القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد وتطوير القوانين واستقلالية القضاء، الا ان المجلس معطل حتى انتخاب رئيس جديد، واللجان تعاني من عدم الجدية، ما حول البلد من "ديمقراطي" الى "فيتوقراطي" مستعملين "النصاب المعطل" للعرقلة والمماطلة". 
 
واذ شدد على ان "لبنان المترنح والمأزوم والمسلوب والمنهوب والمنكوب، ليس متروكا في ظل وجود مغتربيه و"القوات اللبنانية" التي "وقت الخطر قوات"، جدد التأكيد ان "خطة التعافي تقضي بوصول رئيس جمهورية سيادي اصلاحي وليس لعبة بيد ادوات النظام الايراني، فهو الخلاص الوحيد للبدء بتطبيق الحلول للازمات الاجتماعية والامنية والاقتصادية والوجودية واستعادة العلاقات الدولية".
 
كذلك اوضح الحاجة الى "رئيس سيادي ينجح بترسيم الحدود مع سوريا وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني وبكسر الجليد مع كل الدول العربية والاجنبية واضعا الاجندة اللبنانية في اولوياته فقط، والى رئيس اصلاحي لا يرحم في مواجهة الفساد المستشري ويمارس مهامه الدستورية لخدمة البلد لا لخدمة جماعته ويكون "حكم" في الخلافات الداخلية لا طرفا، و"حكيم" في السياسة الكبرى وليس تابعا".  
 
ورأى ان "زمن التسويات وتدوير الزوايا انتهى وبدأت مرحلة المواجهة الحقيقية ليعود الدستور "مش وجهة نظر" وتطبق القوانين بشكل طبيعي وليس "على القطعة" ولتصب المواقف الوطنية في مصلحة لبنان فقط، اي ليتبع نهج "القوات اللبنانية" الهادف الى بناء الدولة من جديد.
 
وتوقف اسطفان عند دعوة الرئيس نبيه بري للحوار، لافتا الى ان "انتخاب الرئيس له اصول دستورية، وبالتالي تشكل هذه الدعوة تحايلا ومخالفة للدستور الذي يذكر ان الاستحقاق الرئاسي يحصل في مجلس النواب لا عبر طاولات حوار". وسأل: "انتخاب رئيس مجلس النواب تن باكثرية الـ65 صوتا، تسمية رئيس الحكومة تمت باكثرية الـ54 صوتا، لماذا يحاول فرض انتخاب رئيس الجمهورية بـ86 صوتا ومن الدورة الاولى فقط؟ لماذا الاصرار على انعقاد جلسة بدورة واحدة لا بدورات متتالية؟"، داعيا الى "عدم تضييع الوقت والتوجه فورا الى انتخاب رئيس وليختار كل فريق من يراه مناسبا ومن ينال الاكثرية يربح".
 
وذكر ان "الادارة في لبنان كما القضاء بحاجة الى اصلاح، لذا انتظام العمل في المؤسسات يجب ان يكون الاولوية لاستعادة الكرامة على مستوى الوطن والمواطن، اذ من غير المقبول انه بات يمضي يومه ساعيا وراء تأمين الخبز المازوت وفاتورة المستشفى والادوية وينتظر "كرتونة الاعاشة"، ما هو في الأساس حق له وعلى الدولة تأمينه". 
 
كما واشار الى انه "رغم كل ما نشهده ما زال مصير الشعب اللبناني في يده، فهو من ينتخب المجلس النيابي الذي تنبثق منه كل السلطات فيختار رئيس الجمهورية ويسمي رئيس الحكومة ويمنحه الثقة"، خاتما بالتأكيد ان "لبنان ليس مكسورا بل يحتاج الى إدارة فعلية جيدة تُضرب اليوم، للأسف، من ادوات النظام الايراني في لبنان وحلفائه".
 
وكانت كلمة ترحيبية لرئيس مركز "مونتريال" جو كرم الذي اعتبر ان "القضية تجمع القواتيين وتحول المسؤولية الى خدمة لا وجاهة، لذا نعمل بكل محبة وتضامن وتعاون كما فعلت الأجيال التي سبقتنا". واسف لأن "اللبنانيين المقيمين يحملون صليبا كبيرا ويعيشون فعل ايمانهم بلبنان فهم صامدون رغم كل الصعاب"، مؤكدا "وقوف المغتربين الى جانبهم ومساندتهم اينما وجدوا حتى زوال هذه الغيمة السوداء".
 
                       =================

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب