الديار: الاستحقاق الرئاسي يفرض نفسه اولوية على كل الملفات

 الكباش الاقليمي ــ الدولي : لبنان لا يموت ولا يتقدم

 النائب عبدالله: لن نؤيد معادلة اقالة سلامة وقائد الجيش لاصلاح البلد

 

وطنية - كتبت صحيفة "الديار" تقول:

تفاوتت اهمية استحقاق تكليف شخصية لرئاسة الحكومة بالنسبة للمعارضة، فالبعض اختار نواف سلام لرئاسة مجلس الوزراء رغم انه من الشخصيات الاستفزازية، وعليه مضى التغييريون والكتائب بتسميته الى جانب الحزب التقدمي الاشتراكي رغم ان الاخير سمى سلام وهو يدرك ان لا حظوظ لنجاحه كما انه ليس صحيحا ان الاشتراكي والقوات اللبنانية لم يتمكنا من التوافق على اسم واحد بل على العكس تم التوافق على التباين بين الحزبين لان القوات اللبنانية اختارت تأجيل المواجهة الى الاستحقاق الرئاسي والعمل انذاك على توحيد صفوف المعارضة على اسم رئيس الجمهورية الجديد. بالنسبة للقوات لا اهمية كبيرة لهذه الحكومة التي قد يتمكن من تاليفها الرئيس نجيب ميقاتي، بل الاستحقاق الاجدر التحضير له وهو بداية تأليف كل السلطات من بعده هو انتخاب رئيس للجمهورية. ولذلك تعد القوات عدتها وتعمل على الحوار مع الافرقاء الاخرين لتوحيد الصفوف والتوصل الى موقف موحد حيث ان القوات قبلت طوعا خسارة معركة اذا جاز التعبير على ان تخسر الحرب.

وفي السياق ذاته اعتبرت مصادر مطلعة ان اختيار احزاب لبنانية وقوى التغيير القاضي نواف سلام يشكل رسالة تحد للطرف الاخر وعداوة سياسية اكثر من خصومة سياسية نظرا لموقفه الواضح من حزب الله وبالتالي تنذر التطورات الى ان الامور ذاهبة الى مزيد من التصعيد والانقسام داخليا وربما هذه الخلافات ستؤدي الى ايقاظ الفتنة النائمة بين الرماد.

من جانبها رأت اوساط سياسية ان الانتخابات النيابية الاخيرة احيت الديمقراطية وقد ظهر ذلك ان تسمية الشخصية لرئيس الحكومة لم يكن متفق عليه مسبقا ولم يحصل بالتزكية بل حصلت الاستشارات النيابية في جو ديمقراطي وتوزعت الاصوات على مرشحين وفاز الرئيس نجيب ميقاتي بحصوله على نسبة التصويت الاعلى.

هل ستتمكن المعارضة من اتخاذ موقف موحد للاستحقاق الرئاسي؟

التجارب لا تشجع حيث ان المعارضة تشرذمت عدة مرات منذ فرز الانتخابات النيابية فخسرت نائب رئيس مجلس النواب واليوم تكليف شخصية لرئاسة مجلس الوزراء. ذلك ان المعارضة لم تتمكن من بلورة مشروع مشترك ولكن في الوقت ذاته صحيح انها خسرت منصب نائب رئيس مجلس النواب الا انها حصلت على 60 صوتا مقابل 65 وهذا ليس بفرق كبير علما ان الفريق الاخر يديره مايسترو واحد وهو حزب الله في حين ان المعارضة لا رأس واحدا لها ولا قيادة واحدة.

ولهذه المعارضة وخاصة قوى التغيير مسؤولية كبيرة امام الناس التي انتخبتها على اساس انشاء مشروع صلب لا مشاريع عدة وافكار عدة وبمعنى اخر فوضى جديدة. وهنا اذا لم تتوحد المعارضة في اي استحقاق جديد فهذا الامر سيشكل ضربة كبيرة للناس التي انتفضت على الواقع وستظهر قوى التغيير على انها قوى ضعيفة عاجزة عن تحقيق اهدافها التي وعدت بها الشعب اللبناني.

ميقاتي يريد تغيير وزير الطاقة :هل بات عرفا ان يكون تابعا للوطني الحر؟

بدوره يشدد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ان يغير وزير الطاقة الحالي وان يأتي بوزير لا ينتمي للتيار الوطني الحر وهذا ما يرفضه النائب جبران باسيل رفضا قاطعا. وعليه لم يمض رئيس الجمهورية على مرسوم تشكيل الحكومة ما لن يكون وزير الطاقة تابعا للوطني الحر اضافة ان جبران باسيل يريد ان يتولى منصب وزارة الخارجية في حين يسعى ميقاتي لاعطائه لشخصية معتدلة غير حزبية.

الى جانب ذلك هناك قطبة مخفية بدأت تتوضح وهي ان التيار الوطني الحر يريد تعهد من الرئيس المكلف ميقاتي باقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة كي يدخل الحكومة ويشارك فيها ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون يؤيد هذا المسار. في المقابل هناك جبهة قوية تؤيد سلامة ومتفهمة لموقفه من ان عون استلم البلد وكانت بخير ولكن عون اوصلها بعد ستة سنوات الى الانهيار الكامل في عهده ولذلك اقالة سلامة ستؤدي الى انهيار الليرة اللبنانية انهيار كاملا وحصول جوع وانفجار اجتماعي كبير.

اضافة الى ذلك هنالك حملة وقحة من القاضية غادة عون التي ترسل دوريات لتوقيف حاكم مصرف لبنان سواء بمداهمة منزله او التفتيش عنه اين يكون . من جهته يرى الرئيس ميقاتي ان هذه الغوغائية السياسية والقضائية لن تأتي باي فائدة على البلد بل جل ما يجب فعله حاليا هو الاسراع في التفاوض مع صندوق النقد الدولي وهو بحاجة لحضور الحاكم ضمن الوفد والرئيس بري يدعم سلامة ايضا وكذلك جمعية المصارف. كما ستجتمع نقابة موظفي مصرف لبنان في جمعية عمومية يوم الاثنين المقبل في 27 حزيران و قد تعلن الاضراب المفتوح ردا على قرارات القاضية غادة عون ضد اكثر من 18 مسؤولا بما فيهم سلامة.

بيان وزاري هادئ ومعتدل

الى ذلك الحكومة اللبنانية في بيانها الوزاري ستكون لهجتها معتدلة ولن تدخل في الاحلاف التي تقيمها واشنطن او ايران وستكون حكومة ميقاتي معتدلة جدا. ويبدو ان ميقاتي يتجه الى تعديل نصفي مقبول ويبقى على نصف الوزراة التي كانت قائمة سابقا كما يسعى الى اعادة العلاقة المباشرة مع السعودية ولكن الاخيرة لم تنفتح عليه وهنا يقوم المفتي دريان بوساطة بين ميقاتي وبخاري كي يحصل اجتماع بينهما انما السعودية تعتبر حكومة ميقاتي تميل لحزب الله مع العلم ان هذا الامر غير صحيح بل هي حكومة محايدة. اما قوة حزب الله كجمهور وسلاح وتحالفه مع حركة امل جعله الاقوى والمسيطر في البلاد الى حد ما خاصة في البقاع والجنوب.

الكباش الاقليمي: لبنان لا يموت ولا يتقدم

وفي هذا السياق تقول الاوساط الديبلوماسية للديار ان كل المعلومات تشير ان الستاتيكو الحالي القائم في لبنان والمنطقة مستمر حتى اشعار اخر علما ان استمرار المواجهات بين محور المقاومة والمحور الاخر لن تاخذ الطابع العسكري. تزامنا مع ذلك ومع تصاعد العمليات الامنية بين ايران والكيان الصهيوني كما هو حاصل حاليا عبر عمليات للموساد في الجمهورية الاسلامية الايرانية والرد الايراني في قلب فلسطين المحتلة وبعد الحرب الروسية الاوكرانية فان دول المنطقة تفتش عن مواقع لها ورغم الاحاديث عن زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى السعودية وحضوره الاجتماع الخليجي مع الاردن ومصر والعراق الا انه لن يلتقي بولي العهد في لقاء ثنائي. وهذا ما لا يريده محمد بن سلمان بل يريد لقاء خاصا مع بايدن .من هنا جاءت جولة محمد بن سلمان المعزول منذ مقتل الصحافي جمال خاشقجي الى العلن زائرا تركيا ومصر والاردن لتعزيز موقعه وتقديم مساعدات للاردن ومصر وفتح صفحة جديدة مع انقرة كما يريد ولي العهد السعودي ان يظهر انه يقود العالم العربي والاسلامي وحريص على تفاهمات دولية ويتعامل مع واشنطن على اساس الشراكة بين الدول بعد ان اثبتت السعودية انها رقم صعب للولايات المتحدة خلافا لكل المرات السابقة حيث انها لم ترفع انتاجها النفطي وفقا للرغبة الاميركية في ظل اندلاع الحرب الروسية – الاوكرانية وحاجة اوروبا واميركا لايجاد بديل عن الغاز الروسي.

اما انعكاسات هذه الزيارات وما يتم رسمه للمنطقة على لبنان ورغم تضمن البيانات الرسمية لزيارتي بن سلمان الى الاردن ومصر والدعوة الصريحة ضد حزب الله ورفض وجود سلاح الاخير خارج الدولة اللبنانية والتاكيد على الاصلاحات وتحميل نتائج الوضع اللبناني الى وجود السلاح فان ذلك لم ولن يترك تداعيات على الساحة اللبنانية وهذا ما ظهر من خلال اعادة انتخاب نجيب ميقاتي بدعم اميركي-فرنسي وقبول سعودي على مضض. وهذا يعني ان الوضع اللبناني باق على حاله كما ان الاتصالات السعودية-الايرانية لم تتوقف حتى اللحظة لكنها لم ينتج عنها اي جديد حتى ان المعلومات التي سربت عن عقد لقاء وزيري خارجية ايران والسعودية غير دقيقة وغير صحيحة نتيجة الخلافات حول لبنان وفلسطين وسوريا. انما لم تصل الى المواجهة المباشرة او توتير الاوضاع في لبنان علما ان الاخير باق في العناية الفائقة حتى نضوج التسوية الاميركية-الفرنسية-السعودية-السورية التي تحتاج الى اكثر من سنتين كما قال احد المسؤولين الديبلوماسيين الذين زاروا لبنان.

وفي ظل هذه التصاريح انعكست هذه الاجواء على لبنان وبدت المعارضة التي رعتها واشنطن والرياض فشلت في ان تكون موحدة والدليل ان الرئيس نبيه بري فاز برئاسة مجلس النواب من الدورة الاولى بينما المعارضة التابعة للسعودية ولاميركا عجزت عن التوحد في حين انها تحصل على الاكثرية زائد واحد.

من جهة اخرى لبنان متحالف مع ايران عبر حزب الله ومع قوى الممانعة السورية ولذلك سيكون لبنان على الحياد بشان النشاط السياسي الذي يرعاه بايدن.

القوات اللبنانية: التحضير للانتخابات الرئاسية اولوية وطنية

بدورها قالت مصادر القوات اللبنانية للديار انه بين 15 ايار انتهاء الانتخابات النيابية، وبين 31 تشرين الاول تاريخ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون نعيش في مرحلة انتقالية ولذلك يجب تمريرها بأقل خسائر ممكنة والتركيز على المرحلة الجديدة. واشارت الى ان الحكومة لم تتمكن من انجازه في مراحل اساسية وبالتالي لن تكون قادرة على تحقيق ما تريده في مرحلة انتقالية. وتابعت المصادر القواتية ان الدخول في مهاترات وانقسامات لتشكيل حكومة من اجل اسبوعين او شهر كحد اقصى لا يستأهل اي جهد خاصة اننا تعودنا ان تأليف الحكومات في هذا العهد يتحول الى خلاف بين الرئاسة الاولى والرئاسة الثالثة ومن ثم يتحول الى صراع طائفي مسيحي- سني. اما الاساس للقوات هو ان تواصل هذه الحكومة عملها على الملفات التي تعمل عليها بسلاسة وهدوء بانتظار تحضير الارضية للانتخابات الرئاسية التي تحصل ضمن مهلتها الدستورية. وهنا يجب صب الجهود لانتخاب رئيس للجمهورية جديد ومن ثم يبدأ العمل على اختيار رئيس للحكومة وبالتالي تعاد انتاج السلطة.

النائب بلال عبدالله: لن نؤيد معادلة البعض بان اصلاح البلد يمر باقالة سلامة وقائد الجيش

من جهته اوضح عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله انه عندما سمينا القاضي نواف سلام مرشحا لرئاسة الحكومة ارتكزنا على الطموح والامل وسعينا في توحيد المعارضة المشتتة كي لا يتكرر مشهد نائب رئيس المجلس واللجان النيابية. وتابع انها ليست المرة الاولى التي نرشح فيها نواف سلام وربما لن تكون الاخيرة مشددا ان لا احد يملي على الحزب التقدمي الاشتراكي خياراته السياسية معربا عن امله بان يتم التغيير في البلد ليخرج من عزلته التي يعيش فيها.

وابدى النائب عبدالله اسفه من عدم تمكن المعارضة من توحيد موقفها حيث رأى ان الاستشارات النيابية والتكليف كان يجب ان يكونا مدخلا للاستحقاق الرئاسي. وهنا استغرب قيام بعض الاحزاب بعدم تسمية اي مرشح معتبرا ان هذا الامر يفسر على انه هروب من المسؤولية حيث ان الحزب التقدمي الاشتراكي لديه ملاحظات كثيرة على اداء بعض الوزراء في الحكومة.

وتساءل عبدالله في غياب الطحين والادوية والكهرباء فهل يجب ان تكون المعادلة ان «اصلاح البلاد يمر باقالة حاكم مصرف لبنان وقائد الجيش؟»

هل يتوقع هذا الفريق اننا سنقبل بهذه المعادلة ونؤيدها؟ واضاف النائب بلال عبدالله ان مجرى الامور تؤكد ان البعض لا تزال المحاصصة والسلطة وابقاء لبنان في عزلة هما الاولوية في حين ان الحزب التقدمي الاشتراكي عبر كتلتنا في البرلمان نريد ان ينهض لبنان اقتصاديا ويكون ذلك بدءا من حل سياسي. واستطرد بالقول» واهم من يعتبر ان الازمة اللبنانية هي اقتصادية تقنية مالية بل هي في الحقيقة سياسية، وانطلاقا من ذلك يجب ان يكون الحل سياسيا يرتكز بالعودة الى تحييد لبنان بالحد الادنى من صراعات المنطقة الى جانب ترميم علاقته العربية والدولية وهذا هو المدخل الحقيقي والجوهري للتعافي الاقتصادي.

تهديدات «اسرائيل» : بين الوهم والابتزاز

بموازاة ذلك الخبر الذي نشرته صحيفة هآرتس الاسرائيلية ان اسرائيل اجرت مع القيادة الوسطى الاميركية – وهي اقوى قوى ضاربة – تدريبات عسكرية في فلسطين المحتلة وفي الوقت ذاته تضيف بانهم يخططون اذا وقعت حرب اسرائيلية مع حزب الله دون ان تحدد ماذا سيكون دور الجيش الاميركي في الموضوع الا ان خبراء امنيين قالوا للديار انه من المستبعد ان تنخرط الولايات المتحدة في ضرب لبنان وحتى في استهداف مراكز حزب الله لان هذا الامر سيؤدي الى انتهاء النفوذ الاميركي نهائيا في لبنان مع كل الاطراف السياسية والجيش اللبناني وفي كل المجالات.

تزامنا بدا وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غنتس انه يعيش في كوكب اخر خاصة بعد ان قال انه في حال نشبت حرب بين «اسرائيل» وحزب الله فان الجيش الاسرائيلي سيجتاح لبنان وصولا الى العاصمة بيروت. وهذا الزمن ولىّ، لانه في حرب تموز 2006 لم يتمكن جيش الاحتلال من دخول مدينة بنت جبيل في الجنوب فكيف بالاحرى الوصول الى بيروت.

والجدير بالذكر ان حزب الله قام بالتحضير لاي حرب يشنها العدو الإسرائيلي عليه ولديه 150 الف صاروخ، فمثلما تدمر اسرائيل في لبنان سيدمر هو في اسرائيل اي فلسطين المحتلة.

 

 

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب