فضل الله في إطلاق دورة التأهيل والإرشاد الزوجي: لبناء أسرة قادرة على مواجهة المشكلات

وطنية - رعى العلامة السيد علي فضل الله الاحتفال الذي أقامه مركز دعم الأسرة لإطلاق دورته التخصصية في التأهيل والإرشاد الزوجي في مجمع الامامين الحسنين، والتي تستمر أسابيع، ويحاضر فيها نخبة من العلماء والاختصاصيين. وحضر الحفل عدد من العلماء وممثلون عن البلديات والجمعيات الأسرية ومهتمون.

استهل الحفل بآيات من القرآن، فالنشيد الوطني، ثم كلمة ترحيبية لمديرة المركز فاطمة خشاب، قدمت فيها شرحا للأنشطة والدورات التي قام بها المركز منذ افتتاحه، تلتها كلمة للدكتور مصطفى بيرم، ثم كلمة السيد فضل الله، واستهلها بالتعبير عن سعادته واعتزازه "بالدور الكبير الذي يقوم به الأخوة والأخوات في هذا المركز من أجل النهوض بالمجتمع، من خلال تركيزهم على بناء خليته الأولى، وهي الأسرة التي تمثل قاعدته الأساسية"، معتبرا "أننا إذا استطعنا أن ننجح في هذا العمل ضمن مشروع مبنيٍ على قواعد متينية وواضحة، عندها نستطيع أن نصنع الكثير على هذا المستوى".

وأكد "أننا أمام ما نعانيه من مشاكل وسلبيات، فإننا في حاجة إلى تضافر جهود كل هذه المراكز والمؤسسات التي تهتم وتعنى بالأسرة"، داعيا إلى "زيادة هذا التعاون والتكامل في ما بينها، والاستفادة من تجارب وخبرات بعضها البعض"، ومشيرا إلى أن "هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقنا، هي مساعدة هذه الأسر على مواجهة التحديات والصعوبات التي قد تعترض طريقها، ولا سيما مع انتشار ظاهرة فشل الكثير من حالات الزواج التي تنعكس عداوات وتوترات داخل المجتمع، وتترك نتائجها وسلبياتها على الأولاد".

وقال: "دوركم ومسؤوليتكم العمل على تحصين هذه الأسر وتوعيتها، حتى يكون لديها القدرة على مواجهة أي تحد، وحل أي مشكلة أسرية قد تحصل، والمساهمة في تخفيف الانقسامات والعصبيات التي يعيشها هذا الوطن".

ولفت إلى "أننا لن نستطيع أن نواجه كل هذا الفساد والهدر والسرقات التي نعانيها، ولن نبني وطنا، إلا عندما نربي هذه الأجيال على القيم والأخلاق والمبادئ والنزاهة على المستوى الفكري والتربوي والثقافي، بحيث تكون محصنة أمام كل الإغراءات عندما تتصدى للمسؤولية في هذا الموقع أو ذاك، فلا تسخره أو تستغله لحساباتها الخاصة أو لمصلحة أديانها وطوائفها ومذاهبها، بل تضع نصب عينيها خدمة الناس ومجتمعهم".

ودعا هذا المركز إلى "تأهيل الفتيات والشباب على حسن اختيار الشريك على أسس ومعايير واضحة وصحيحة، بعيدا عن الشكليات، فغالبا ما نشهد فشل هذه التجارب، إضافة إلى تدريبهم على كيفية التعامل مع الظروف الصعبة التي قد تواجههم في المستقبل".

وقال: "نحن لا نغفل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نواجهها، والتي تساهم في فشل الكثير من هذه التجارب"، داعيا إلى "ضرورة بناء الحياة الأسرية على مبدأ القناعة والصبر والتحمل"، ومعتبرا أن "فشل كثير من هذه الزيجات يعود إلى الروتين الذي يتحكم في حياتهم، فالمطلوب إعادة تطوير قدراتهم وإدخال التجديد إلى حياتهم الزوجية، لتحصينها أمام كل التحديات والإغراءات التي قد تتعرض لها".

وختم: "ليس كل علماء الدين لديهم القدرة والخبرة على حل المشاكل الزوجية"، داعيا إلى "أن يخضعوا لدورات تأهيل تساعدهم على حلِ هذه المشاكل الأسرية بطريقة صحيحة وفعالة"، ومعتبرا "أننا بحاجة إلى وجود متخصصين في هذا المجال، حتى نستطيع أن نبني مجتمعا متماسكا وقويا، نبعد عنه كل هذه الأمراض".


========== ز.ح

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب