تويني: اللبنانيون يرنون الى تلقف أية وسيلة نجاة بما فيها الخارج

وطنية - أشار الوزير السابق نقولا تويني، في بيان، إلى أن "أنور عبد الملك ومكسيم رودنسون كتبا أن الحركة الوطنية على مدى الاوطان العربية تتكون من حركة على مرتبتين أو على دورين: الدور الاول توحيدي والدور الثاني تفريقي، مما يجعل المخاض العام مرتبطا بجدلية التناقضات المستمرة. لكن الغلبة للتوجه غير محسومة بل ممزقة ما بين الوحدة والانفصال".

وقال: "لبنان مثال يومي بل تاريخي لعدم استقرار النزاعات المتناحرة الانفصالية والسكون الوطني الجامع في حركة مستمرة من المد والجزر المتواصل، ما يدخل البلاد في حالة عدم الاستقرار الدائم وعدمية الحلول، وهذا يجعل حياة الناس صعبة خصوصا مع عجز الدولة العميقة والمجتمع عن بناء هيكليات إدارية واقتصادية دائمة وقوية بسبب انعدام الرؤية المستقبلية الواضحة وفقدان الافق".

أضاف: "إن اليوميات المخجلة لزعامات الاقليات المتناحرة مشرذمة باصطفافات قبلية مناطقية عائلية مشاعي تحاكي الدينامكية الاجتماعية محاكاة سلبية وتحافظ على عصبية الجماعة. أما الإصطفاف الآخر فأبوي وطائفي يخاطب سلطة المعتقد على العباد ويحدد الحصص لكل فريق من الدنيا والآخرة في الحصاد الوطني الجديب.المعضلة الاساسية اللبنانية تكمن في أن انتماء الكيان اللبناني غير محدد بل مجهول التوجه، فالانتماء الى العصبية اللبنانية غير محسوم عند الجماعات والطوائف بل إن نزعة التقسيم واردة كل يوم في الذهن الجماعي المبرمج على ثقافات فئوية هجينة. أماالانتماء اللبناني العربي فهو مأزوم وتشكيكي بفعل أزمة العرب العميقة وبفعل الانكشاف المتعمد والانكسار المتفاقم أمام العدو الصهيوني".

وأردف تويني: "يطوف لبنان وأهله في بحر من التناقضات المصيرية، وما كانت هذه المأزومية بحاجة إلى فضائح الفساد وتحويل الاموال المشبوهة وسرقة أموال المودعين الصغار وإفلاس الشركات بفرض الفوائد الباهظة وخنق الاقتصاد المنتج وسوء إدارة الازمة ماليا واقتصاديا وتسلط البنوك على القرارات المصيرية وثورة الناس الاوادم على كل ما يحصل، ثم الحصار والانفجار المرعب في مرفأ بيروت واندلاع الحريق بعد أيام والهجمات التكفيرية. وما حصل البارحة في الطريق الجديدة من انفجار مرعب وقاتل يتساءل أهلنا وأولادنا هل كل هذا مشيئة ربانية أم مشبوه ومدبر؟".

وختم: "يرنو لبنان واللبنانيون الى تلقف أية وسيلة نجاة بما فيها الخارج والانتماء الى قوة جغرافية سياسية كبيرة حاضنة من أجل تنظيم مأساتهم المستمرة التي فقدوا الأمل بأي سيطرة محلية محتملة عليها، وبدأوا يحلمون بشراكة أوروبية تمكنهم من مواكبة العصر بالقفز من التخلف الى الحداثة، ومثال قبرص الحي أمام أنظارهم الدامعة فهل ينجحون أم يهاجرون؟".



==============ر.ا

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب