رئيس الجمهورية: حركة 17 تشرين كانت ممتازة لو أكملت بعقلانية معينة
الغاز موجود في الحوض الرابع وستعرف الظروف السياسية التي اوقفت استخراجه

وطنية - شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على أنه لم يتغير، بل لا يزال هو نفسه، "انما القوى المتصارعة خارجيا وداخليا والارتباطات الخارجية للبعض، كانت الحاجز الذي وضع أمامي وهي ليست بقليلة". ورأى ان النظام التوافقي وشرط الاجماع "كان يشل الدولة ويوقف القرارات مهما كانت أهميتها"، مشيرا الى أنه حاليا هناك عدة جمهوريات، ويجب إعادة إحياء الجمهورية الواحدة.

واكد من جهة أخرى، أن "من يريد إسقاط ميشال عون هو كل من يلصق بنا الأخطاء التي يصنعها"، وأضاف: "ما زلت أنا نفسي، برغم كل ما تحملته من انهيار اقتصادي، وتفليسة حصلت منذ 30 سنة الى اليوم وتجمعت حتى انفجرت في عهدي، ونتائج الحرب في سوريا، وتداعيات فيروس كورونا، والكارثة الأخيرة في المرفأ".

ورأى أن لبنان كان عصيا على التغيير، "ولكن الاحداث التي حصلت الآن ستكسر هذا الواقع، فأحيانا لا يحصل إصلاح إلا بعد كارثة، ويجب على كل شخص، أكان حاكما او مواطنا مغشوشا أن يعي ان هذا الوضع يجب ان يتغير، والامراض التي كنا نعيشها يجب ان نشفى منها".

وكشف الرئيس عون أن "الغاز موجود في الحوض الرابع، وستعرف بعد حين الظروف السياسية التي أوقفت استخراجه، نظرا الى الوضع الجيوسياسي الحالي وصراع النفوذ الاقليمي والدولي ومحاولة الضغوط، فالشرق الاوسط يعيش معادلات قوة وليس معادلات حق".

وعما توصلت إليه التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، أكد ان "هذه التحقيقات هي سرية، ولكن عليها ان تبدأ ليس من فترة وجود المواد المتفجرة في المرفأ، بل أن توضح من أين وصلت الباخرة، وأين حملت بالنيترات، ولماذا وصلت الى هنا مع انها كانت متوجهة الى مكان آخر، ومن هو المسؤول عنها".

وإذ إعتبر أن من يهرب من المسؤولية غير جدير بالحكم، قال إنه "ليس خائفا من مواجهة اللبنانيين على خلفية قضية انفجار المرفأ، وإن يدي وضميري نظيفون"، لافتا الى انه لم يكن على علم بقضية المتفجرات وعندما وصله الخبر كان الامر متأخرا جدا.

وأعاد رئيس الجمهورية التأكيد على أن العدالة المتأخرة ليست بعدالة، لافتا الى "العقد التي تعترض عمل القضاء والى ان النظام الطائفي أقام في لبنان حدودا للتصرف لا سيما في موضوع محاربة الفساد".

وإذ ميز الرئيس عون بين ثورة الـ89 وثورة 17 تشرين، إعتبر أن "حركة 17 تشرين كانت ممتازة لو أكملت بعقلانية معينة، وإذا لم يأت الشعب بالإصلاح فانه لا يدوم".

وعن الاستشارات النيابية ومقومات الحكومة الجديدة، قال الرئيس عون: "لدينا برنامج كامل للإصلاحات الضرورية لكي نسترجع موقعنا وثقة العالم بنا، فإذا ما قمنا بهذه الإصلاحات يمكننا الانتقال الى مرحلة ثانية والاتيان بأرصدة تحقق البرنامج الاقتصادي"، لافتا الى انه "أعرب عن سعيه لتثميل الثوار بوزراء إلا أن أحدا لم يتقدم ليعلن عن نفسه او ليتعرف علي عن كثب".

وإذ أشار الرئيس عون الى أن اتفاق مار مخايل لم يكبله أبدا، إعتبر أنه كان بمثابة نوع من المصالحة، "وقد دعونا الجميع اليها"، وعن سبب استمراره فيما سقط تفاهم معراب، أوضح "ان القضية هي قضية التزام ولا أريد أن ادخل في الكثير من التفاصيل،ان الاتفاق ينجز عندما يلتزم الفريقان بشروط التفاهم، وأنا لا اريد الدخول في نقاش هذا الامر".

واعتبر الرئيس عون: "ان العلاقة مع بكركي طبيعية، والمواقف السياسية لبكركي متقدمة"، وعن أحوال التيار العوني، أجاب: "انا لست في قيادة التيار العوني حاليا، ولدي اليوم بصفتي "بي الكل" مسؤولية تجاه جميع اللبنانيين من 18 طائفة، والعدالة لا تفضيل فيها الا بالحق".

وعن رمزية زيارة الرئيس الفرنسي الى السيدة فيروز في دارتها في انطلياس في مستهل زيارته الى لبنان، قال الرئيس عون: "الفرنسيون يعرفون السيدة فيروز وهي غنت لهم في اكثر من مناسبة، وأحبها الجمهور الفرنسي، وهذه إلتفاتة تقديرية من رئيس فرنسا للسيدة فيروز، أجدها طبيعية."

وكيف يحب ان يذكره التاريخ، أجاب الرئيس عون: "مثلما أنا"، معتبرا "انه عندما تزول الاحداث يعود الناس الى صفائهم الذهني فسيصفني التاريخ بصوابية ولا شيء يختفي"، معربا عن ترحيبه الدائم بلقاء الشباب في قصر بعبدا في حوار مباشر لتبديد هواجسهم، آملا ان تكون بداية المئوية الثانية للبنان الكبير مميزة بوعي شعب يتطلع الى التاريخ ويفحص ضميره لمعرفة أسباب المشاكل والصدامات التي حصلت، وإعادة النظر بمواقفه الخاطئة وتصحيحها لإحداث التغيير."

مواقف رئيس الجمهورية جاءت في خلال حوار مسهب أجراه معه الاعلامي ريكاردو كرم لمناسبة المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير.

وقائع الحوار

بداية المقابلة كانت بالسؤال عما اذا كان هناك ضوء قريب في هذا النفق المظلم؟، حيث اكد الرئيس عون أنه "لولا وجود الامل بذلك، نصل الى اليأس، وهو أمر لا يصيبنا، خصوصا وأن رقادنا تحت التراب هو على رجاء القيامة، لهذا السبب لا يمكن ان نيأس. نتطلع دائما الى الامام، هناك صعوبات في الحياة على المرء ان يتخطاها ويتغلب عليها، فالتراجع أمام كل صدمة يعني خسارته كل شيء، واعتقد انه سينجح اذا وجه ما يملك من قوة نحو الخير".

وسئل عما هو متوقع من التغيير الذي يحمل وجهين إيجابي وسلبي، فأوضح أن "ما حصل قد حصل، ولا يمكن ان نتوقع الاسوأ، فقد تراكمت الكوارث بشكل كبير من الحرب السورية التي تحملنا نتائجها السيئة جدا علي لبنان لناحية الازمة الاقتصادية، والنزوح السكاني السوري الكثيف، اضافة الى وباء كورونا، وانفجار مرفأ بيروت الذي ادى الى وقوع مأساة كبيرة وضحايا كثيرة وتهديم نصف العاصمة، ننظر بألم وحزن كبير لما حصل، ولكن يجب ان ننظر ايضا الى الامام، لنعيد بناء ما تهدم ونساعد الاحياء".

وعما جاء في كلمته لمناسبة مرور مئة عام على لبنان الكبير، وما اذا كان لبنان لا يزال ديمقراطيا وجمهوريا؟، أجاب الرئيس عون "إن الديمقراطية تقوم على معادلة الاكثرية والاقلية، ونحن نقوم على نظام توافقي يتطلب الاجماع، أي انه يجب على الجميع التوافق وهو امر مستحيل في أغلب الاحيان، ويشل الدولة ويوقف القرارات مهما كانت اهميتها"، ولفت الى أنه "حاليا هناك عدة جمهوريات، ويجب ان نخلق الجمهورية الواحدة".

وفي ما خص الصيغة الجديدة التي تحدث عنها، وهل سيحددها اللبنانيون؟، شدد الرئيس عون على ذلك، وعلى إلزامية وجود قوة لدى اللبنانيين لخلق نظام جديد، وإلا "فقدنا مقومات الحياة ووقعنا مجددا في المشاكل نفسها"، واضاف: "يحق للبناني ان يشكك بثقته بالقيادات، ولكن رفع شعار "كلن يعني كلن" ليس صحيحا، فمن ينادي بذلك هو نفسه جزء من هذا الكل"، ولولا وجود رجال اقوياء في الاحداث الكبيرة لما خرج احد من الازمات، وفقدان الثقة بالجميع هو نوع من اليأس الذي يجب ان يكون ظرفيا".

وردا على سؤال عما اذا كنا أمام طائف جديد؟، اجاب: "لا أرغب في تسميته طائف، لان لا شبه بين الظروف التي أدت اليه والوضع الحالي، فالطائف حصل لانهاء حرب وصدام من خلال حلول توافقية وليست جذرية، ولا يمكنه إظهار الحقيقة كاملة بل الابقاء على بعض الغموض ليؤمن التوافقية، أما اليوم عندما توجد حلول واحدة نابعة من التجربة الشعبية ومن تاريخ الوطن، فهي تأتي في السياق العام، سياق التطور".

وعن أفضل ما حصل في لبنان خلال المئة عام الاخيرة؟، اعتبر الرئيس عون ان الافضل كان "التحرر من الاحتلال العثماني بعد إنتصار الحلفاء، ثم المباشرة بتأسيس مؤسسات الدولة الحالية من قضاء وأمن ومال بمساعدة الدولة الفرنسية، وقيام لبنان الكبير الذي وسع حدود لبنان واعتمد بيروت عاصمة له، وبعد اعلان الدستور اصبح لبنان جمهورية، ليأتي بعدها الاستقلال وهي كلها امور ايجابية، إنما الحياة هي تطور مستمر وحركة دائمة، وكل ما لا يتطور يموت وهو أمر ينطبق ايضا على المؤسسات، فلو تطورت لكانت تغيرت بطبيعة الحال ولا يمكن عندها ان تتآكل او تهترئ".

لا تغيير في القناعات

أما عن أفضل ما حصل في عهده خلال المرحلة التي مرت من ولايته الرئاسية، فقال الرئيس عون: أن ما بدأ العمل به فور تسلمه مهامه هو "ضمان الاستقرار والامن لانهما اساس الازدهار واطمئنان المواطن الى حاضره ومستقبله، ثم تم اقرار قانون النفط والغاز الذي كان يجب اقراره عام 2013 إنما تأخر بسبب النظام المتبع ومعارضة البعض، وقد تم التوصل حاليا الى اتفاق مع الشركات علما ان الغاز موجود في الحوض الرابع وستعرف بعد حين الظروف السياسية التي اوقفت استخراجه، نظرا الى الوضع الجيوسياسي الحالي وصراع النفوذ الاقليمي والدولي ومحاولة الضغوط، فالشرق الاوسط يعيش معادلات قوة وليس معادلات حق".

وحول قراءته للمشهد الشعبي الذي تحول من المطالبة بعودته في السابق الى رحيله اليوم، رأى الرئيس عون انه "يجب حل العناصر التي أدت الى هذا الوضع وهي العوائق التي وضعت لوقف تنفيذ المشاريع، فقد كان اللبنانيون ينتظرون ازدهارا أكبر، ومحاربة الفساد وفق الآمال المعقودة، انما الصراعات السياسية الداخلية وحتى وسائل الاعلام ساعدت على تكوين الفكرة السائدة حاليا، فنحن اليوم في قلب العاصفة والمأساة ونفتقد للافكار الموحدة لمعالجة المشاكل، فالموقف السياسي يتخذ وفق مصالح شخصية، وحتى الاستشارات النيابية التي ستبدأ الاثنين لتكليف رئيس حكومة، تأخرت لهذه الاسباب، فهناك مناورات تحصل، وبالتالي، فالوضع الاقتصادي والضغط الاعلامي والنزاعات الشخصية في قلب النظام الذي نرغب في تغييره، والطائفية، كل هذه العناصر تراكمت لنصل الى هنا"، أما نوايانا فهي نفسها، ومحاربة الفساد قائمة وانا شجعت وعملت من اجل الاتفاق مع شركة اميركية للتدقيق المالي الجنائي Forensic audit بهدف محاربة الفساد وتحديد المسؤول عنه، وهذا يعني انني لم اتغير، بل ما زلت كما انا، ولكن القوى المتصارعة خارجيا وداخليا والارتباطات الخارجية للبعض، كانت الحاجز الذي وضع امامي، وهي ليست بقليلة".

وسئل عن تقييمه لشعبيته اليوم، وما اذا كانت على حالها خصوصا وانه دخل الى السلطة وهو يعلم ان صلاحيات الرئيس محدودة، فقال: "هناك قلق. قد يكون هناك صدمة، ولكن لا تغيير في القناعات، وقد يكون هناك شك، انما هناك عودة الى هذه القناعات". وعن الصلاحيات الرئاسية، أجاب: "كان لدي شعور، وكان لدي ارادة، واستعملت ارادتي وتابعت شعوري على انه لا بد بعد التجربة منذ 1990 وصولا الى المرحلة التي مررنا بها، انه يمكن لذهنية الحكم ان تكون قد تغيرت وهو ما لم يحصل، ولبنان هو اول بلد في العالم يشهد بقاء الحكام الذين كانوا خلال الاحتلال، بعد رحيل المحتل، وهذا بفضل القوى الخارجية التي دعمتهم، وقد عدت الى لبنان ولا تزال القوى الخارجية تطاردني، ولكن الحاجة الي جعلتهم يقبلون بي وبانتخابي من قبل الشعب اللبناني".

وردا على سؤال حول ما اذا كان يعتبر ان الوزير جبران باسيل هو احد أسباب التأثير السلبي على هذا العهد، كما يقول البعض، أجاب : "بإمكان جبران باسيل الدفاع عن نفسه عند التهجم عليه، السياسي معرض دائما للانتقاد او للتأييد، هذا وضع سياسي يتغير".

جهات تحارب العهد

وسئل عما اذا كان هناك فعلا جهات تعمل على محاربة العهد وإسقاطه، ومن هي؟، فقال: "هذه الجهات تخبر عن نفسها، ومن يريد إسقاط ميشال عون هو كل من يلصق بنا الأخطاء التي يصنعها، اذا تكلم أحد بحقك وخلق كذبة حولك فهو يريد أن يؤذيك ويضرب الثقة بك. فهو يعمل لاسقاط العهد، يسقط العهد عندما يرتكب أخطاء، وليس عندما ترتكب الأخطاء في مجلس النواب، وفي مجلس الوزراء، رئيس الجمهورية يعطي توجيهات ويتابع الاحداث ويراقبها، بإمكاني تقديم العديد من الأمثلة حول عدم التزام الحكومة بالتوجيهات او عدم اخذها بها، ماذا بإمكاني أن أفعل؟ يجب ان يحصل اجماع على القرارات في الحكومة. اجمالا عندما يشعر احد الوزراء بأنه أخطأ، يقوم بانتفاضة عندما تشير الى خطئه، وتقول له انه غير مدرك للوضع الحالي ولا يقدم المعالجات اللازمة".

سئل: أنت لست رئيس جمهورية مثل الكثيرين الذين سكنوا في قصر بعبدا، وكانوا مهمشين. فكيف تقبل بهذا الواقع؟.

أجاب: "اعتقد ان ما تحملته جراء هذا الواقع وتراكم المسؤوليات، يدل على انني ما زلت أنا نفسي، تحملت الانهيار الاقتصادي، والتفليسة التي حصلت منذ 30 سنة الى اليوم وتجمعت حتى انفجرت في عهدي، ونتائج الحرب في سوريا، وتداعيات فيروس كورونا، والكارثة الأخيرة في المرفأ، ومع ذلك ما زلت ميشال عون، لا اعتقد انه كان بمقدور الكثيرين، تحمل كل ذلك والحفاظ على الاستقرار الأمني في البلاد، عندما أتاحت لي الظروف فترة امنية جيدة بعدما ربحنا معركة السلسلة الشرقية وطردنا الإرهابيين من لبنان، ازدهرت السياحة، وسمعنا على لسان جميع الزوار ان الامن في لبنان افضل مما هو عليه في أوروبا وأميركا، لا احد كان بامكانه التكهن بانفجار المرفأ مؤخرا، بعدما كان يحتوي منذ العام 2014 على مواد خطرة، وحصل ذلك فور اطلاعنا على تقرير حول الموضوع، واعطائنا توجيهات بالمعالجة الفورية، لا أعرف معنى هذه الصدفة والتزامن بين الانفجار وانتشار الخبر عن الموضوع بعد 6 سنوات على وجود المواد في المرفأ".

وردا على سؤال حول ما اذا كان قادرا على التغيير بعد مرور 46 شهرا على عهده، أجاب: "أشعر أنه بات هناك قلقا لدى الناس، والقلق يمكن إصلاحه، وهناك بالفعل أناس فقدوا ثقتهم، ولكن تغيير الأحوال التي نعيشها وبداية إصلاح معين يمكن ان يعيدا تكوين الثقة. العمل الآن على أعادة الناس الى وطنهم، الغضب الذي حصل طبيعي انا غضبت وشعرت بالقهر، خصوصا عندما اطلعت على المآسي التي حصلت والبيوت التي تهدمت، من لا يغضب في مثل هذه الأوقات؟ لا احد، الانسان يكفر أحيانا ولا يغضب فقط. هناك اشخاص فقدوا اعزاءهم ومنازلهم، كارثة حقيقية حصلت، اكبر من الكوارث الطبيعية والزلازل".

احداث كسرت الواقع

سئل عما اذا كان لبنان عصيا على الإصلاح والتغيير، فرد بالقول: "نعم كان عصيا على التغيير، ولكن الاحداث التي حصلت الآن ستكسر هذا الواقع، فأحيانا لا يحصل اصلاح الا بعد كارثة. والآن يجب على كل شخص، أكان حاكما او مواطنا مغشوشا، أن يعي ان هذا الوضع يجب ان يتغير والامراض التي كنا نعيشها يجب ان نشفى منها، ولا يمكننا ذلك الا بالعودة الى ضميرنا، ورؤية الحقائق التي حصلت كما هي، وما سبب حصولها. عندها يمكن للإنسان ان يخرج من حالته المرضية الى حالة جديدة".

وردا على سؤال حول كيف يمكن اقناع الشباب بالبقاء في لبنان، أجاب: "عندما تسد سبل الحياة امام الانسان مع الوضع الحالي، سيبحث عن مكان آخر يلجأ اليه. هذا طبيعي بعد المآسي التي حصلت، ولكن اعتقد ان القسم الأكبر سيعود الى الوطن عندما يتأكد من ان بلده بدأ بالتقدم وان الأوضاع بدأت بالتحسن. فمن يعيش في مجتمع معين يجد صعوبة كبيرة في العيش في مجتمع آخر. لقد جربت ذلك بنفسي. عشت في أميركا وفرنسا وزرت بلدانا كثيرة، عندما تغير بيئتك، تجد ان عاداتك قد ضعفت وعليك ان تعيش وفق عادات جديدة، وعليك ان تسلخ جلدك القديم".

سئل: ولكن الزمن تغير اليوم مع العولمة، فأجاب: "العولمة حرقت العالم بأسره، لأنها مليئة بالسيئات. واينما سافر الانسان لن ينسجم مع المجتمعات الأخرى كما يحصل في بلده لا احد ينسى الارض الام". وعما يصف به ما حصل في مرفأ بيروت، هل هو جريمة أم مذبحة أم زلزال؟ أجاب: "اذا كانت جريمة فيجب ان تكون مقصودة، والمذبحة كذلك. هذا الوصف لا يعبر عن الواقع الا اذا حدد التحقيق أن ما حصل كان عملا مقصودا، والتحقيق يجري الآن بشكل سري.

وسئل: لكن رئيس الحكومة وعد اللبنانيين بنتيجة التحقيق في غضون خمسة أيام، فأجاب: "اعتقد انه تسرع قليلا بتحديد هذه المهلة، لأن قضايا مثل هذه مكونة خلال سنوات عديدة، وما زالت أسباب حصولها مجهولة، لا يمكن الانتهاء منها سريعا."



القضاء وسرية التحقيق

وعما يمكن اخبار اللبنانيين عن نتائج التحقيق الى الآن، قال: "الحدث لم يولد في لحظة، بل تكون خلال سنوات عديدة منذ وصول هذه المواد الى المرفأ. وخلال السنوات الست التي بقيت فيها المواد في العنبر رقم 12 علينا ان نعرف ماذا حصل. هناك مراسلات بين المرفأ والقضاة وبين المؤسسات، هي التي تدل على كيفية بناء هذه الكارثة."

وردا على سؤال حول لماذا رست باخرة نيترات الامونيوم في لبنان، ولماذا سكت عنها الجميع، أجاب: "هذا الموضوع يجب ان يبدأ به التحقيق، الذي عليه ان يعرف من اين وصلت الباخرة، وأين حملت بالنيترات، ولماذا وصلت الى هنا مع انها كانت متوجهة الى مكان آخر، ومن هو المسؤول عنها. كل هذه الأمور يجب ان تتوضح قبل الغوص في التحقيق حول ما الذي حصل بعد وجود المواد في المرفأ."

وسئل: الى ماذا توصل التحقيق حتى الآن؟ فأجاب: "انا لا اطلع عليه، لأن التحقيق سري".

وردا على سؤال حول رأيه بعبارة "ما خلونا" التي تزعج بعض اللبنانيين في الصميم، أجاب: "ربما هي خطأ في التعبير، ولكنها نتيجة النظام القائم عندما لا تحصل على الأكثرية في مجلس الوزراء. انا لم اقدر انها ستفهم بالمعنى الذي فهمت عليه. النظام اعوج. سأعطي مثلا عن الكهرباء. وضعت خطة في العام 2010 وصدق عليها مجلس الوزراء، ولاقت استحسان الجميع. وعندما اردنا تنفيذها، لم تحول الحكومة الأموال اللازمة لذلك، اليس الخطأ اذا في الحكومة التي لم تحول الاعتمادات لانشاء المنشآت اللازمة لانتاج الكهرباء؟ جلسات مجلس الوزراء موجودة، والقرارات ايضا. اذا، عندما تسند اليك مهمة ولا تعطى الوسائل اللازمة لتنفيذها، هل تكون انت المخطئ؟"

وسئل: لكن وزارة الطاقة كانت من نصيب وزراء التيار الوطني لمدة عقد من الزمن، الم يكن من الاشرف لهؤلاء الوزراء ان يقدموا استقالتهم من الحكومة بعدما شعروا باستحالة تحقيق ما يريدون في ملف الكهرباء؟ أجاب: من يهرب من المسؤولية غير جدير بالحكم حتى لو كانت هناك صعوبات. لقد بقينا على اصرارنا. وقد كنت آنذاك رئيسا للتيار واتحدث بهذا الموضوع لانه حدث معي. اؤكد انه لم يحول قرش لبناء سنترالات الطاقة.

المطالبات بقلب الطاولة

وعن مأساة المرفأ وقراءته لجولة الرئيس الفرنسي في المنطقة وحديثه الى المواطنين المنكوبين، أجاب الرئيس عون: "كانت هناك حالة غضب وحق المواطنين ان يغضبوا. لقد أراد الرئيس ايمانويل ماكرون الذهاب بمفرده، انها قضية غير مألوفة الا انه هو من رغب بذلك والا لكنت واكبته، قد يكون رغب في الاطلاع على الحالة الطبيعية في الشارع وهي كانت بالفعل كذلك".

وعما اذا كان خائفا من مواجهة اللبنانيين، أجاب رئيس الجمهورية: "لا لست خائفا ولماذا أخاف، ان يدي وضميري نظيفون". وعن تحميل المواطنين له وزر ومسؤولية ما حدث، قال: "اذا اردت تحميلي المسؤولية فذلك يعني انه عليك ايضا تحميلها لكل من هم تحت رئيس الجمهورية، فالرئيس يسهر على التنفيذ وهو لا يمكنه ان يسهر على تنفيذ شيء لا يعرفه. لم اكن على علم بقضية المتفجرات في المرفأ، وعندما وصلني الخبر كان الامر متأخرا جدا".

وعما اذا كان لا يزال يذكر ما تابعه من مشاهد وضحايا الانفجار، قال: "اكيد، وقد سقط عدد كبير من الضحايا، الا اني كرئيس مسؤول، اول ما قمت به كان التواصل مع المؤسسات المعنية بالانقاذ فاتصلت بالصليب الأحمر، والدفاع المدني، وبقوى الامن والجيش لمعرفة حجم الكارثة ومتابعة عمليات الإنقاذ عن كثب. هذه هي واجبات الرئيس فلو اني ذهبت الى الشارع ماذا كنت لارى بناية او اثنتين او اكثر؟ وماذا عن الاضرار الأخرى. كان علي ان اشاهد المشهد ككل بنظرة أوسع لارى ما علي فعله". وعن المشهد الذي كان له التأثير الأكبر عليه، قال:" صور الضحايا وأيضا الدخان الذي تصاعد والبيوت المهدمة كله كان مؤثرا".

وعن القضاء وعدم تحركه كما أراد له وعمن يحمي محاربي الفساد، أجاب: "لا ارغب ان اشرح كثيرا لمن يقوم بعمله وخصوصا عندما يكون الامر فيه تجريح اذا لم يكن صحيحا. بناء على طلبي لقد رفع القضاء 22 دعوى تتعلق بالفساد موزعة على المحاكم، لم يتم البت الا بواحدة. ان القضاء سلسلة فيه عقد كثيرة وعندما تكون هناك على سبيل المثال حلقة ضائعة تقف الأمور عند حد معين".

وعن مطالبي رئيس الجمهورية بقلب الطاولة وتسمية كل الفاسدين، أجاب:" فلنفترض اننا قلبنا الطاولة. اننا نتعذب كثيرا في تطبيق القانون، فعلى سبيل المثال: ان وزير المالية لم يوقع حتى الان عقد التدقيق المالي الجنائي مع الشركة الاميركية، منذ ستة اشهر حتى اليوم ولم ننته بعد من هذا الموضوع".


الطائفية وحدود التصرف

وأوضح ان المشكلة ليست في روتين القضاء فحسب بل في روتين كل شيء، لافتا الى طريقة عمل القضاء وكيف تتنقل الدعاوى من مرجعية الى أخرى بين البت والاستئناف والتمييز. معيدا التأكيد على ان العدالة المتأخرة ليست بعدالة".

وعن الفرق بين ثورة مرحلة الـ89، وثورة اليوم ضد المنظومة والرئيس عون منها، قال: "الفرق كبير بين الاثنتين، ففي تلك الاثناء كانت الحرب ضد عدو او خصم ظاهر تعرف ماذا تريد منه لا سيما لجهة استرجاع ارض الوطن التي لا تسيطر عليها. اما في ثورة اليوم فان الحرب هي ضد أبناء الوطن، لطالما قلت ان "التحرر اصعب من التحرير" خاصة اذا لم يكن يريد الشعب ان يتحرر، ففي الانتخابات على سبيل المثال، ماذا تفهم من احد يقول انه أبا عن جد مع مرشح معين، هذا الانسان غير مدرك ان الحياة فيها تطور والمصالح والمجتمع تغيرا، وهنا تكمن الصعوبة".

وعما فعل للثوار الحقيقيين الذين نادوا "بكلن يعني كلن" بعد اختراق الثورة طوابير ومحاولة حرفها عن مسارها، قال: "كانت هذه فرصة للتغيير الا انها ذهبت سدى وقد وجهت لهم رسالة كي استقبلهم شارحا لهم الوضع، وعندما لم يأت احد عرفت ان ليس في هذه الحركة من هو مسؤول عنها، انها حركة شعبية شعورية. لقد كان الجواب على الرسالة "كلكن يعني كلكن"، وذهبت سدى اكبر فرصة تلاقي، حتى انني قلت لهم ابقوا في الشارع لانكم تساعدوننا في ذلك".

وعن السبب الذي يمنع القبض على فاسد واحد على الأقل، أجاب الرئيس عون:" انت تعرف لماذا، ان الطائفية اقامت حدودا للتصرف".

وعن قوله "لا متورطون في عائلتي" فيما اكد ثوار 17 تشرين عكس ذلك، أجاب: اني اتحدى العالم كله باجهزة مخابراته وكل وسائلها، ان يحدد ان أحدا متورط من عائلتي. لقد قلت لك قبل قليل ان جبران باسيل يدافع عن نفسه ولكني الان اتحدى بتركي الرئاسة اذا ما امسك احد ما ممسكا عليهم، وأقول هذا الامر امام الشعب اللبناني كله، وامام الأميركيين والفرنسيين والانكليز والعرب.

وعن يأس اللبنانيين وتمني البعض وجود حاكم كولي العهد السعودي او عودة الانتداب الفرنسي للوقوف في وجه الفساد، أجاب: "لقد قلت ان الشعب يائس، كما قلت اننا نرقد تحت التراب على رجاء القيامة ولن نيأس ونحن احياء".



تشكيل الحكومة واتفاق مار مخايل

وعن كيف كان ليتصرف لو كان الجنرال عون بالزي العسكري: "أجاب اذا ما اردت بناء دولة لا يمكن بناؤها بالعنف لا سيما اذا ما اردت نظاما يتطور، فاذا لم يكن الشعب متطورا بفكره ولم يأت هو بالإصلاح، فان الإصلاح لا يدوم. ان دولا عدة وزعماء فرضوا أنظمة مدنية ما لبثت ان اسقطت بعد عدة سنوات لانها فرضت فرضا ولم تكن من انتاج الشعب. ان الحركات التغييرية في فرنسا كانت من نتاج الشعب الذي لم يفرض شيء عليه. ومن هنا كنت أقول ان حركة 17 تشرين كانت ممتازة لو أكملت بعقلانية معينة".

وردا على سؤال عما اذا طلب من الرئيس الفرنسي تتبع ارصدة السياسيين في أوروبا لمساءلتهم عن مصدر ما جنوه ومساعدته لاستعادتها، أجاب: "ان الرئيس ماكرون قال شيئا بهذا المعنى ليس لي، بل في لقاءاته في قصر الصنوبر او انه أوحى به".

وعن الاستشارات النيابية ومقومات الحكومة الجديدة، قال الرئيس عون:" لدينا برنامج كامل للإصلاحات الضرورية لكي نسترجع موقعنا وثقة العالم بنا، فاذا ما قمنا بهذه الإصلاحات يمكننا الانتقال الى مرحلة ثانية والاتيان بأرصدة تحقق البرنامج الاقتصادي".

وعما اذا كانت الحكومة ستلاقي نبض الثوار او ستكون حكومة الضرورة او طوارئ، أجاب: "يجب ان يعلنوا عن انفسهم، من هم قادتهم. لقد غردت عن سعيي لتمثيل الثوار بوزراء الا ان أحدا لم يتقدم ليعلن عن نفسه او ليتعرف علي عن كثب".

وردا على سؤال حول معرفة الى أي درجة كبله اتفاق مار مخايل قال رئيس الجمهورية: "لم يكبلني ابدا. اثناء حرب العام 2006، لم يكن واردا في الاتفاق دعم حزب الله اذا ما حصلت له مشكلة مع إسرائيل، ولكن هذا جزء من شعبي وانا أعيش معه، اذا ما ربح او خسر، هؤلاء هم مواطني"، مشيرا الى ان التفاهم كان بمثابة نوع من المصالحة، "وقد دعونا الجميع اليها، الا انه خرج من صنف الاتفاق بأنه تحالف شيعي-ماروني ضد السنة، ولما يكن حينها الاتفاق الا وليد يومين فقط. فكيف يمكن الخروج من هذه المعتقدات المسبقة؟ وماذا كنا تضررنا لو انضم الجميع اليه؟"

واعتبر الرئيس عون "ان هذا التفاهم لم يكن بقصد الربح او الخسارة بل لاحداث حالة طبيعية كانت لي مساهمة فيها لانتصار الحق على الباطل، وليس الامر بالتالي موضع بيع وشراء"، مشيرا الى انه حصلت بعده تطورات مثل حرب 2006 منعت تطويره. اننا نعمل لبناء الدولة الا ان هناك صراعات كبرى، فعلى سبيل المثال الفلسطينيون موجودون عندنا منذ 73 سنة. إضافة الى مليون ونصف مليون سوري نازح اليوم. فكيف علينا ان نتصرف؟"

وسئل: لو فككتم الارتباط بحزب الله ووقعتم على مرسوم توطين الفلسطينيين، هل تكونون قد كسبتم الرأي العام في الغرب كما في دول الخليج؟ اجاب" هكذا تريد إسرائيل. وهي تضع وأميركا على الدوام في أي اتفاقية شرط التوطين."

وعن سبب استمرار تفاهم مار مخايل فيما سقط تفاهم معراب، أوضح رئيس الجمهورية "ان القضية هي قضية التزام ولا اريد ان ادخل في الكثير من التفاصيل. ان الاتفاق ينجز عندما يلتزم الفريقان بشروط التفاهم. وانا لا اريد الدخول في نقاش هذا الامر."



العلاقة مع بكركي

وفي خصوص العلاقة مع بكركي وتعرض البطريركية الى هجوم عنيف اليوم بعد كلام البطريرك الراعي عن الحياد وسلاح حزب الله وفقدان الشعب ثقته بكل الطبقة الحاكمة، قال الرئيس عون: "ان العلاقة مع بكركي طبيعية، ومواقفها السياسية متقدمة انما من دون عنف"، مشيرا الى "ان لبنان ليس دولة مواجهة ابدا فبالكاد ندافع عن انفسنا. ونحن اصغر وافقر دولة في كل المحيط. واذا ما اردنا الدفاع عن انفسنا هنالك وسائل غير تلك الكلاسيكية".

وعن أحوال التيار العوني، أجاب الرئيس عون: "انا لست في قيادته السياسية حاليا، ولدي اليوم بصفتي "بي الكل" مسؤولية تجاه جميع اللبنانيين من 18 طائفة، والعدالة لا تفضيل فيها الا بالحق."

وعن تصوره للتقرب من جيل الالفية الجديدة الذي يرى ان الزعماء اللبنانيين اصبحوا "دقة قديمة"، قال الرئيس عون: "انا أعايش هذا الجيل. لكن مع الاسف الآن فان وجودي هنا ابعدني عنه قليلا، فانا كنت معتادا الحديث مع الطلاب اكثر من كلامي مع الكبار".

وعن حنينه الى البزة العسكرية وكل تلك الفترة السابقة، أشار رئيس الجمهورية الى "ان هذه مرحلة مضت وانا فخور بها، لكن ليس باستطاعة الانسان العودة الى الوراء، فهو عندما يتطلع كثيرا الى الوراء يكون انتهى"، كاشفا "ان ليس للإنسان تمنيات للماضي، فالتمنيات هي دائما للحظة الاتية". وقال: "أتمنى ان اكسب ثقة الناس من جديد اذا ما كانت قد فقدت تجاهي، وأتمنى ان نخرج من المرحلة الصعبة ونبلغ التفكير بطريقة حديثة."



اسئلة سريعة

ورد الرئيس عون على سلسة من الأسئلة السريعة، فسئل عن الزواج المدني، وأجاب انه معه، واعرب عن قبوله بانتخاب الرئيس من الشعب، وأوضح ان السلام مع إسرائيل يجب ان يتأسس على الحقوق، معربا عن إصراره على ان تتم متابعة التحقيق الجنائي المالي حتى النهاية.

وأشار الرئيس عون الى ان أسماء السياسيين الذين بإمكان التحقيق اظهارهم على انهم فاسدون عديدة، مجددا التأكيد على "ان الشعب اللبناني عظيم ووصفته بكل الصفات الحسنة في رسالتي وهو اليوم يعاني من كبوة لكنني واثق من انه سينهض من جديد"، ومشددا على ان قصر بعبدا لما يزل بيت الشعب.

وأشار الرئيس عون الى انه يقرأ حاليا الكتاب الأخير للكاتب امين معلوف، ويستمع الى اعمال الرحابنة وفيروز والموسيقى الكلاسيكية.

وعن رمزية زيارة الرئيس الفرنسي الى السيدة فيروز في دارتها في انطلياس في مستهل زيارته الى لبنان، قال الرئيس عون: "الفرنسيون يعرفون السيدة فيروز وهي غنت لهم في اكثر من مناسبة، واحبها الجمهور الفرنسي. وهذه التفاتة تقديرية من رئيس فرنسا لها اجدها طبيعية."

وسئل: كيف تحب ان يذكرك التاريخ؟ فأجاب: "مثلما انا"، معتبرا "انه عندما تزول الاحداث ويعود الناس الى صفائهم الذهني فسيصفني التاريخ بصوابية ولا شيء يختفي"، مشيرا الى "انه اذا لم يحصل تغيير من الآن الى سنتين فالعوض بسلامتكم. وأضاف: يجب التوقف عند ما قاله الوزير الفرنسي لودريان حول امكان زوال لبنان، معتبرا انه "اذا كان الشعب يريد بالفعل وطنه فهذا بمثابة تنبيه".

واعرب الرئيس عون عن ترحيبه الدائم بلقاء الشباب في قصر بعبدا في حوار مباشر لتبديد هواجسهم، "وانا مقتنع بما يقولونه واعمل لانضاج أهدافهم كي تأتي بأقل ضرر ممكن وليس بالعنف. فعلينا ان نعبر عن عنفنا بمواقفنا وليس بأيدينا."

وأمل ان تكون بداية المئوية الثانية للبنان الكبير مميزة "بوعي شعب يتطلع الى التاريخ ويفحص ضميره لمعرفة أسباب المشاكل والصدامات التي حصلت، واعادة النظر بمواقفه الخاطئة وتصحيحها لاحداث التغيير."



رسالة الى البيروتيين

وختم الرئيس عون المقابلة متوجها الى اللبنانيين عموما وإلى أهالي بيروت بشكل خاص بالقول: "بيروت تدمرت، ويمكن ان نعيد بناءها من جديد وافضل مما كانت عليه، انما لا يمكن اعادة الارواح التي فقدناها، فرحيل الام والابن والمسن والطفل لا يعوض، وهو مصدر ألم الى اي فئة عمرية انتموا. ان قلبي وفكري معكم، وان شاء الله تتحقق العدالة وينال كل مذنب جزاءه".



=============================

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب