الشرق الأوسط : البطريركية المارونية تجهز لحوار وطني حول حياد ‏لبنان
‎مصادر الرئاسة: الموضوع ليس مطروحاً الآن والأولوية لمعالجة الوضع الاقتصادي

وطنية - كتبت صحيفة " الشرق الأوسط " تقول : ‎لا تزال دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى حياد لبنان تأخذ حيزاً أساسياً من ‏الاهتمام، فيما مصير طرحها يبقى مجهولاً في ظل استمرار الانقسام بشأنها على حاله، رغم ‏أن البطريركية المارونية بدأت الإعداد لوثيقة حولها لتكون منطلقاً لحوار وطني موسع‎.‎
‎ ‎
وفيما تتجه الأنظار إلى ما ستنتجه زيارة الراعي إلى الفاتيكان، جدد البطريرك موقفه أمس، ‏بقوله إن "دخولنا في أحلاف سبب لنا عزلة تامة والحياد وحده مصدر الاستقرار". وقال ‏خلال لقائه وفداً من حزب "الكتائب اللبنانية" إن "نظام الحياد أكبر ترجمة للكلام الوارد في ‏مقدمة الدستور الذي يقول: لبنان وطن نهائي لكل أبنائه‎".‎
‎ ‎
وأضاف أن "دخولنا في أحلاف سبب لنا عزلة تامة والحياد وحده مصدر الاستقرار والازدهار ‏ونظام الحياد الفاعل والناشط يعيد للبنان دور الجسر بين الشرق والغرب". وأردف: "لم ‏نخترع شيئاً جديداً. هذا تاريخنا وهذه ثقافتنا وحضارتنا وقد عشناها أربعين سنة، لبنان يعتمد ‏الحياد ويلتزم القضايا العامة والسلام وحقوق الإنسان وثقافة الحوار والحضارات‎".‎
‎ ‎
ومع مواقف الراعي المتكررة عن موضوع الحياد منذ الخامس من يوليو (تموز) الحالي، ‏قالت مصادر البطريركية المارونية لـ"الشرق الأوسط"، إنها تعمل على وثيقة حول دعوة ‏الراعي الأخيرة لحياد لبنان على أن تكون منطلقاً لحوار وطني موسع لمناقشتها، مع تأكيدها ‏أن "هذه المهمة لا تقع فقط على الراعي، إنما المسؤولية الأولى هي على المسؤولين ‏والحكومة لتلقّف الدعوة والعمل عليها أيضاً كل وفق موقعه‎".‎
‎ ‎
وعن موقف "حزب الله" الذي يعتبر المعني المباشر بدعوة الراعي، وعما إذا كان هناك ‏تواصل معه، أم لا، تلفت المصادر إلى أن التواصل غير مباشر كما أنه لم يصل بكركي حتى ‏الساعة موقف من قبله على دعوة الراعي‎.‎
‎ ‎
وفيما من المفترض أن يزور الراعي الفاتيكان في الأيام المقبلة، أكدت المصادر أن موضوع ‏الحياد سيكون حاضراً في لقاءاته كما في اتصالاته مع دول عدة، وتحديداً تلك التي أبدت ‏تجاوباً مع دعوته، وعلى رأسها فرنسا، مذكرة بموقف المجتمع الدولي الداعي إلى ضرورة ‏أن يساعد لبنان نفسه كي يساعده الآخرون‎.‎
‎ ‎
لكن في المقابل، تقول مصادر مطلعة على موقف رئاسة الجمهورية إن العمل على هذا ‏الطرح "ليس أولوية" في الوقت الراهن، معتبرة أن "هموم الناس الاجتماعية والأزمة ‏الاقتصادية والمالية التي يمر بها لبنان تبقى هي الأهم". ونفت علمها بأي خطة يتم العمل ‏عليها‎.‎
‎ ‎
وقالت مصادر الرئاسة لـ"الشرق الأوسط": "لا نعلم ماذا لدى البطريرك، إنما وفق ‏المعطيات ليست هناك خريطة طريق إنما توصيفات لموضوع الحياد في غياب أي آلية، ‏إضافة إلى أن الراعي يقول إنه يريد أن يتشاور بشأنها مع الأطراف". وأكد أن "الموضوع ‏ليس مطروحاً الآن والأولوية هي لمعالجة الموضوع الاقتصادي - المالي والاجتماعي الذي ‏يهم الناس في المرحلة الراهنة مع تزايد المآسي اليومية‎".‎
‎ ‎
ومع استمرار المواقف حول دعوة الراعي، رأى رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أن ‏الراعي "وضع إصبعه على مشكلة أساسية تكاد تكون المشكلة الأولى في لبنان، وذلك أن ‏دويلة (حزب الله) تضع يدها وتطبق على الدولة اللبنانية، مع ما لذلك من تداعيات ‏وانعكاسات على أكثر من صعيد سياسي واقتصادي ومعيشي وأمني‎".‎
‎ ‎
ورأى أن كلام البطريرك "حرك المياه الراكدة، ولفت انتباه الجميع إلى جوهر المشكلة التي ‏تعصف بلبنان عندما سلط الضوء على ضرورة فك الحصار على الدولة وتحييد لبنان ‏وتطبيق القرارات الدولية، عكس ما يزال يحاول العهد والحكومة اللبنانية وبضغط من حزب ‏الله أن يحرفا أنظار اللبنانيين واهتماماتهم عنه‎".‎
‎ ‎
ورأت الوزيرة السابقة مي شدياق أن الكلام "لامس مسائل على جانب كبير من الدقة ‏والحساسية، وتعني حزب الله مباشرة وإن من دون تسميته، ووضعت النقاط على ‏الحروف". وقالت شدياق خلال لقاء سياسي: "لا يبدو أن واشنطن ستتراجع عن المواجهة ‏المفتوحة مع إيران إلا بعد إبعاد النفوذ الإيراني عن ساحل المتوسط، وترجمة ذلك في لبنان ‏تكون بطبيعة الحال من خلال الضغط على حزب الله، إذن، سيكون لبنان أسوة بسوريا تحت ‏المجهر لفرض عقوبات عليه وفق قانون قيصر? حزب الله يدرك هذا الواقع ويعتبر أن ‏الأزمة لا تزال في بداياتها‎".‎
‎ ‎
واعتبر "لقاء سيدة الجبل" أن ردود رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره الوزير السابق ‏جبران باسيل على الحياد "هي تعبير فصيح عن ارتهان الدولة للمحور الإيراني"، مشيراً إلى ‏أن "أهمية دعوة الراعي للحياد تكمن في أن لا حلول للأزمة المالية إلا من خلال الحلول ‏السياسية‎".‎
‎ ‎
لكن في المقابل، وفيما لا يزال الصمت سيد الموقف من قبل "الثنائي الشيعي" حيال ‏دعوة الراعي، قال النائب ميشال موسى، من "كتلة التنمية والتحرير" التي يرأسها رئيس ‏البرلمان نبيه بري، في حديث إذاعي، إن "موضوعاً كالحياد يحتاج إلى نقاش معمق وإلى ‏توافق بين المكونات اللبنانية، ويجب توضيح الأمور بين الأفرقاء، وهو أمر يأخذ وقتاً لأنه ‏نقطة مهمة في السياسات العامة في البلد". وأضاف أن "لبنان في منطقة صاخبة ‏بالحروب والصراعات وبحاجة إلى تحصين ساحته الداخلية في ظل العواصف الهوجاء‎".‎

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب