الديار :‎ "‎استنفار" سياسي ــ أمني لحماية الساحة اللبنانية
من ‏تداعيات قرار "المحكمة‎"‎
‎واقعية فرنسية حيال الحياد? "الثنائي" لا يريد السجال وعون يتولى "الإحتواء‎"
تفلّت إجتماعي ووفاة أول طبيب: لبنان أمام خطر "التفشي المحلي" لـ"كورونا‎" ‎

وطنية - كتبت صحيفة " الديار " تقول : لبنان على "اعتاب" خطر التفشي المحلي لفيروس "كورونا"، الانضباط الاجتماعي غائب، ‏والحــكومة حتى الان تقدم الوضع الاقتــصادي على "الخطر" الصـحي القادم في ظل عجز ‏عن ايجاد مقاربة مقبولة، توازن بــين عدم "الاقفال" وفرض "الالتزام". وفيما لا تزال "خطة ‏التعافي" الاقتصـادية "تترنح" على وقع تعديلات مفـترضة مع نــهاية هذا الاسبوع، في ‏محاولة جديدة لتوحيد ارقام الخسائر، لم يتحول طرح "الحياد" الذي اطـلقه البطريرك ‏الكاردينال بشارة الراعي الى مادة "سجالية" كما ارادها البعض، في ظل "صمت" "الثنائي ‏الشيعي" المـصر على عدم الدخول في "سجال" مع احـد، في وقت يتولى رئيس ‏الجمهورية ميشال عون "فكفكة" "الغام" الطرح من خلال تحويله الى مادة حوارية في ‏ظل قناعة راسخة بعدم وجــود ظروف محلية ودولية تساعد في تحويل "الحياد" الى امر ‏واقع، وهي خلاصة تجد صـداها لدى الدبلوماسية الفرنسية التي يحط "رئيسها" في بيروت ‏خلال الساعات القليلة المقبلة وفي جعبته نصائح بضرورة اســتغلال الوقت "المستقطع" ‏الفاصل عن الانتخابات الاميركية لاعداد ورقة اصلاحية جادة تخرج البلاد من ازمتها ‏الاقتصادية بدل الدخول في سجالات لا طائلة منها‎.‎


محاصرة "الفتنة‎"‎
وعلى خط مواز، تعمل اكثر من جهة سياسية ورسمية على تأمين "نزول آمن" لحكم ‏المحكمة الدولية في قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري، المقرر صدوره في السابع من ‏الشهر المقبل، ووفقا لاوساط معنية بهذا الملف، يجري العمل على خطين متوازيين، الاول ‏سياسي من خلال رفع منسوب التنسيق مع "ولي الدم" رئيس الحكومة السابق سعد ‏الحريري، والثاني أمني حيث يجري العمل على الارض استباقيا لاجهاض اي محاولات ‏استغلال ميدانية لقرار المحكمة، منعا لاخذ البلاد نحو "الفتنة‎"?‎


الحريري لا يريد "حرق" البلد
ففي الشق السياسي يتولى رئيس مجلس النواب نبيه بري، "المتهيب" و"المتوجس"، مهمة ‏التواصل المباشر مع "بيت الوسط" لاحتواء الموقف المرتقب وحصره في اطاره ‏‏"القانوني" الصحيح ومنع حصول تشنجات سياسية يمكن ان تتحول الى احتقان ينفجر في ‏‏"الشارع"، وقد نقل وزير المال السابق علي حسن خليل "رسالة" بهذا المعنى الى الحريري، ‏وسمع كلاما مشجعا حول عدم وجود نية لدى الاخير في استغلال "العدالة" لقضية والده ‏‏"لحرق البلد"، لكن الحريري كان واضحا بأنه غير قادر ايضا على التعامل مع الحدث وكأنه ‏لم يكن، مشيرا الى انه يتحمل مسؤوليته الوطنية على اكمل وجه، لكن في المقابل، لا يمكنه ‏اغفال "الحقيقة" التي تحتاج ايضا من الطرف الآخر الى التعامل بمسؤولية مع الحدث، ‏وعدم تحميله وحيدا وزر ادارته بما لا طاقة عليه على تحمله‎?‎


‎"‎ترتيب" مسرح العمليات
وفي هذا السياق، دخل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم بالامس على خط ‏ترتيب "مسرح العمليات" لامتصاص التداعيات السياسية والامنية دون إهمال اي تفصيل ‏قد يؤدي الى نتائج عكسية، والعمل جار على "قدم وساق" لمحاولة العبور الامن الى مرحلة ‏سياسية مستقرة تلي صدور القرار، لا تؤدي الى مزيد من "الانهيار" في البيئة السياسية ‏الحاضنة لتيار المستقبل، حيث يكثر المزايدون على موقف "بيت الوسط"، ويظهرون ‏الحريري ضعيفا ويعملون على "تهشيمه"، وسيعملون في الفترة المقبلة على محاولة ‏احراجه امام جمهوره لدفعه نحو تصعيد مواقفه، في المقابل، ثمة محاولات حثيثة لرسم ‏‏"سقف" مقبول لموقف الحريري من خلال اظهار صلابة، لا تصل الى "كسر الجرة" مع ‏حزب الله، وتحافظ على سياسة "ربط النزاع" القائمة‎.‎
وكان اللواء ابراهيم قد اكد بعد زيارته الى "بيت الوسط" ان "رئيس الحكومة السابق سعد ‏الحريري أكان في الموالاة أو المعارضة فهو حريص على استقرار وازدهار لبنان وهذا ‏الموضوع ليس غريباً عن عائلة الحريري". وقال: "ليست زيارتي الأولى أو الأخيرة إلى هذا ‏البيت الكريم وبالتالي لا داعي للتعجّب والسؤال عن سبب الزيارة‎".‎


تحرك الاجهزة الامنية
ووفقا لمصادر مطلعة، تتحرك الاجهزة الامنية بالتوازي مع الحراك السياسي القائم بعدما ‏اصبح واضحا بأن تيار المستقبل، الذي وعد بضبط جمهوره، لم يعد وحده من يحرك شريحة ‏معتبرة من "الشارع السني"، و"العين" الان على مجموعات في بيروت، والشمال، والبقاع، ‏يحركها بهاء الحريري عبر دعمه المباشر، او من خلال المنتديات التي يديرها المحامي نبيل ‏الحلبي، فضلا عن مجموعات تابعة للواء اشرف ريفي، وفي هذا السياق ثمة تعليمات ‏واضحة للاجهزة المختصة بالتحرك استباقيا لمنع استغلال قرار المحكمة في "الشارع"، حيث ‏تفيد المعلومات بوجود توجه لدى هؤلاء الى القيام بتحركات ميدانية تحرج "بيت الوسط" ‏من جهة، وتستفز "الشارع" الآخر من جهة اخرى، والعمل جار على تتبع "الرؤوس" المحركة ‏لشل حركتها ومنعها من قيادة اي تحرك مشبوه، مع العلم ان ثمة خطط امنية باتت جاهزة ‏لمواكبة قرار المحكمة الدولية، وسيجري تنفيذها على الارض تباعا وتصاعديا على ان تبلغ ‏ذروتها مطلع الشهر المقبل‎
.‎
‎"‎الرسالة" الفرنسية
في غضون ذلك، وفيما تترقب الاوساط السياسية اللبنانية زيارة وزير الخارجية الفرنسي ‏جون ايف لودريان الى بيروت منتصف الاسبوع الحالي، يشير مطلعون على الموقف ‏الفرنسي الى ان رئيس الديبلوماسية الفرنسية سيحمل "رسالة" واضحة الى بيروت ‏لاستغلال "الوقت الضائع" قبيل الاستحقاق الانتخابي الاميركي لاجراء الاصلاحات اللازمة ‏والضرورية للتوجه الى المجتمع الدولي بملف شفاف وواضح يسمح باعادة اطلاق برنامج ‏المساعدات سواء عبر "صندوق النقد" او مؤتمر "سيدر"، مع وجود رغبة فرنسية واضحة ‏بتهدئة "اللعب" على الساحة اللبنانية لان الخارج لا يضع لبنان ضمن اولوياته في ظل ‏الفوضى العارمة في سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، والملف الفلسطيني- الاسرائيلي، ‏ويأمل الفرنسيون سقوط ترامب بالانتخابات لاعادة الزخم للتنسيق الاميركي الاوروبي لحل ‏قضايا المنطقة ومنها لبنان، ولهذا تأمل باريس من اللبنانيين عدم "الغرق" في الازمات ‏ومحاولة تقطيع الوقت بأقل الاضرار الممكنة‎.‎


تلقف فرنسي "شكلي" للحياد؟
‎ ‎
ومن هنا تشير تلك الاوساط، الى ان فرنسا ليست في وارد "تلقف" مبادرة البطريرك ‏بشارة الراعي حول "الحياد" الا شكليا، لانها تعتبر هذا الطرح الاشكالي غير قابل للتحول الى ‏امر واقع في ظل التعقيدات الداخلية والخارجية، ولذلك لا ترغب باريس بتحول الطرح الى ‏مادة اشكالية تزيد الانقسامات الداخلية? خصوصا ان الأمم المتحدة ليست في وارد توفير ‏‏"مظلة" لهذا التوجه، ولا الولايات المتحدة مستعدة لإعطاء الملف اللبناني الأولوية‎.


‎"‎الواقعية الفرنسية‎"‎
وبحسب أوساط ديبلوماسية في بيروت فان السياسة الفرنسية تتسم "بالواقعية"، ‏وديبلوماسيتها تقوم الان بمواجهة "التهور" الاميركي في مجلس الامن حول ملف تعديل ‏مهمة اليونيفيل، لكن لا تستطيع اكثر من ذلك، فباريس تدرك جيدا ان الإدارة الدولية غائبة ‏عن الشرق الأوسط، والولايات المتحدة لم تعد مستعدة للعب دور الشرطي في المنطقة، ‏واوروبا ضعيفة، فيما تخوض تركيا، وايران، وروسيا، والصين في صراع لملء الفراغ ‏الاميركي‎.‎


صمت "الثنائي الشيعي"؟
داخليا، وفيما يلتزم "الثنائي الشيعي" "الصمت" حيال طرح البطريرك بشارة الراعي حول ‏‏"الحياد"، تشير اوساط مطلعة على موقفهما ان هذا "التجاهل" مرده الى وجود رغبة في ‏عدم ادخال البلاد في سجالات لا طائل منها، خصوصا ان الطرح لا يزال فكرة غير قابلة ‏للتطبيق، وبكركي المعنية بطرح الفكرة لم تتواصل بعد مع مختلف الاطراف السياسية ‏لشرحها، وعندما يحصل هذا الامر سيكون لكل "حادث حديث"، وسيكون للرئيس بري ‏موقف واضح في التوقيت الصحيح، كما سيتولى الامين العام لحزب الله السيد حسن ‏نصرالله تظهير موقف الحزب عندما يجد ضرورة لذلك‎.‎


حذر الحريري وجنبلاط
في هذا الوقت، لا يزال موقف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري "حذرا" من طرح ‏البطريرك الراعي وهو على الرغم من زيارته الاخيرة الى الديمان، لا يزال مترددا في حمل ‏‏"لواء" "الحياد" لادراكه حساسية الموقف في "ساحته"، ولعدم رغبته في تأزيم العلاقة مع ‏حزب الله، والموقف نفسه ينطبق على رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط الذي يرغب في ‏‏"تحييد" نفسه في هذه المرحلة، واكتفى بتغريدة يؤيد فيها "الحياد الايجابي"، وهو ابلغ ‏محيطه ان الحزب الاشتراكي لن يكون "رأس حربة" في التسويق لفكرة بكركي‎.‎


عون وتفريغ "الحياد‎"‎
وفي هذا السياق، تشير المعلومات الى ان رئيس الجمهورية ميشال عون يتولى تفريغ ‏‏"الحياد" المطروح من قبل بكركي من مضمونه، ويمكن اعتبار لائحة الشروط المكتوبة التي ‏قرأها الوزير السابق جبران باسيل من الديمان للوصول الى "الحياد" "خارطة طريق" ‏رئاسية "لاجهاض" المقترح? في المقابل، تؤكد أوساط "التيار الوطني الحر" ان البطريرك ‏ثمّن كلام باسيل، لا بل اعتبره خريطة طريق عملية لتحقيق الهدف المنشود، اذ انه وصّف ‏بدقة مجموعة العوامل الخارجية الممكن ان تحول دون تطبيق الحياد وضرورة معالجتها من ‏خلال التوافق الوطني‎.‎


وفي وقت يرتقب ان يحمل الراعي مبادرته الى الفاتيكان نهاية الشهر المقبل او مطلع ‏ايلول، واصل امس حديثه عن "الحياد" وقال امام وفد كتائبي زاره في الديمان ان نظام ‏الحياد اكبر ترجمة للكلام الوارد في مقدمة الدستور والذي يقول: لبنان وطن نهائي لكل ‏ابنائه. واضاف "دخولنا في احلاف سبب لنا عزلة تامة والحياد وحده مصدر الاستقرار ‏والازدهار ونظام الحياد الفاعل والناشط يعيد للبنان دور الجسر بين الشرق والغرب‎".‎


خطر "كورونا" يتمدد‎?‎
في هذا الوقت، يواصل عداد "كورونا" ارتفاعه بعد أن أعاد تموضع لبنان وأدرجه في ‏‏"مرحلة فاصلة بين المرحلتين الثالثة والرابعة التي تعني التفشي المحلي للوباء" وفق وزير ‏الصحة حمد حسن، وقد سجل وفاة اول طبيب لبناني "بالوباء" فيما أعلنت وزارة الصحة ‏تسجيل 46 اصابة جديدة 28 حالة بين المقيمين و18 بين الوافدين? كما أعلنت نتائج ‏فحوصات ركاب رحلات وصلت الى بيروت في 18 الحالي والتي أظهرت وجود 3 حالات ‏ايجابية‎.‎


وكان الدكتور لؤي اسماعيل قد توفي قبل ظهر امس في مستشفى نبيه بري الحكومي، ‏في النبطية جراء اصابته "بالفيروس"، والخطير في حال الوفاة ان اسماعيل يبلغ من ‏العمر32 عاما، ولا يعاني من اي امراض مزمنة، وهو طبيب مناوب في قسم الطوارىء في ‏المستشفى اللبناني الايطالي في صور، وظهرت عليه عوارض الاصابة بفيروس كورونا منذ ‏اسبوعين وتم حجره 7 ايام، الى ان تم نقله منذ اربعة ايام الى مستشفى نبيه بري الحكومي ‏جراء إلتهاب رئوي حاد أصابه، واجريت له العلاجات المتبعة، الى ان فارق الحياة‎..‎


وعلى وقع التفلت الاجتماعي الخطير حيث تغيب التزامات المواطنين بقواعد التباعد ‏الاجتماعي،اعلن الوزير حمد حسن خلال ترؤسه اجتماع اللجنة العلمية لمكافحة الأوبئة في ‏وزارة الصحة العامة لتحديد الإجراءات المشددة الواجب الالتزام لعدم الانزلاق إلى التفشي ‏المجتمعي للوباء، "أننا أصبحنا في مرحلة فاصلة بين المرحلتين الثالثة والرابعة التي تعني ‏التفشي المحلي للوباء، مضيفاً أن كل مصاب لا يلبي في مكان عزله الخاص شروط السلامة ‏المطلوبة سيصار إلى نقله وعزله في أماكن الحجر المعتمدة. ووفقا لاوساط معنية فان ‏هذه الاجراءات تبقى قاصرة عن وقف تفشي الوباء، والمطلوب حسم اكبر في هذا الملف‎.‎


تعديل "خطة التعافي"؟
‎ ‎
في هذا الوقت، تتجه الانظار اليوم الى جلسة مجلس الوزراء حيث سيكون ملف التدقيق ‏المالي اول بند على جدول اعمال الجلسة، ووفقا لمصادر بعبدا فان رئيس الجمهورية ‏سيضع ثقله في هذا الملف ولن يتراجع عنه وهو لن يكتفي بالاصرارعلى التدقيق الجنائي ‏في حسابات المصرف المركزي، بل يريد ان يعمم على كل الادارات ، وهو سيبلغ الحكومة ‏عدم القبول بتمييع مسألة الاتفاق مع شركة تدقيق دولية، وستكون جلسة اليوم حاسمة في ‏هذا الاطار‎?


في غضون ذلك، سيطرح عدد من الوزراء اليوم في الجلسة ملف الخطة الانقاذية في ظل ‏التذبذب في الموقف الحكومي منها، وعدم الوضوح من قبل رئيس الحكومة حيالها، لجهة ‏التمسك بها من عدمه؟ او لجهة التعديلات التي يمكن ادخالها؟ خصوصا ان التعديل ‏المفترض سيدخل هذا الاسبوع مرحلة حاسمة مع عودة شركة لازار للمساعدة في اعادة ‏توزيع الخسائر مجددا، بين الدولة، والمصرف المركزي، والمصارف، فالشركة ستقوم بتوحيد ‏الارقام، وستعمل على اعادة توزيع الخسائر، فيما ينتظر صندوق النقد جدول واضح في ‏توقيت الاصلاحات، وثمة توجه لاستثمار اصول الدولة لا بيعها، وهو امر يحتاج الى موافقة ‏المجلس النيابي الرافض بمعظم كتله التصرف بأملاك الدولة، فيما تعترض المصارف على ‏تولي شركة لازار مجددا مراجعة الخطة الاصلاحية باعتبار انها مسؤولة عن "توريط" ‏الحكومة بالخطة الاولى‎?‎


في غضون ذلك، وعد وزير الطاقة ريمون غجر في مؤتمر صحافي من مجلس النواب ‏المواطنين في كافة المناطق بتحسن التغذية الكهربائية قبل يوم الأربعاء "رغم أنه لا يمكن ‏توزيعها مئة بالمئة بالتساوي"، فيما اتهم وزير الاقتصاد راوول نعمة والتجار باستغلال ازمة ‏المازوت عوضاً عن التعاون، ووعد أنه "ابتداء من اليوم ستكون الوزارة على الارض?؟

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب