نداء الوطن : الحجز على "الحاكم"? والقضاء يصرخ: "هرغلتونا‎"‎
‎منشد "حزب الله" نقلَ "بأمانة" ما سمعه من "إنجازات دونكيشوتية‎"‎


وطنية - كتبت صحيفة " نداء الوطن " تقول : "‎دير شبيغل" تستعرض "قصصاً مروعة" عن الإنهيار الذي "لا يمكن وقفه" في لبنان. ‏‏"كورونا" على شفا انفجار فتيل الانتشار بين المقيمين وأصبح اللبنانيون أمام "أسبوع ‏مفصلي" يحملهم إلى مرحلة التفشي "مجهول المصدر". كرة الحياد اللبناني تشقّ طريقها ‏بين أفخاخ التطييف والتخوين ولم تعد بعيدة عن طاولة مجلس الأمن، روائح الحرب تتصاعد ‏ونيران الغارات الإسرائيلية في سوريا بدأت تلفح أكثر فأكثر الساحة اللبنانية مع ما تردد ليلاً ‏عن استهداف مباشر لمواقع يتواجد فيها "حزب الله" في جنوب دمشق? لحظات مصيرية ‏عصيبة يمر بها البلد، و"صالون الفن" يأخذ حيزاً كبيراً من نشاط السراي الكبير لتظهير ‏لقطات رئيس الحكومة حسان دياب مع فنانين ومنشدين! أما خطط الإصلاح فإلى الصفوف ‏الخلفية من الصورة وهي لن تخرج كما يبدو عن "بكائيات" الوقوف على أطلال الهيكل ‏المتداعي بمختلف قطاعاته، وصولاً إلى إطلاق مصادر قضائية أمس صرخة مدوية عبر ‏‏"نداء الوطن" بقولها للسياسيين: "هرغلتونا وهرغتلو القضاء"، تعليقاً على قرار إلقاء الحجز ‏الاحتياطي على ممتلكات حاكم المصرف المركزي رياض سلامة‎.‎
‎ ‎
فالمصادر القضائية التي نددت بالإمعان الحاصل في استخدام السلطة القضائية ‏‏"كصندوق بريد للرسائل السياسية"، لم تتردد في إدراج قرار القاضي فيصل مكي ضمن ‏إطار واحد مع القرار الذي سبقه إليه القاضي محمد مازح بحق السفيرة الأميركية، مشددةً ‏على أنّ كلا القرارين تجمعهما "أبعاد سياسية أكثر منها قضائية". وفي حيثيات إلقاء الحجز ‏الاحتياطي على سلامة لفتت المصادر إلى أنّ أقل ما يقال فيها إنها "حيثيات ركيكة" لا سيما ‏وأنها أتت لتحجز "على ممتلكات تُقدّر بملايين الدولارات مقابل دعوى جزائية مقامة على ‏أساس المطالبة بمبلغ إجمالي يقدر بـ75 ألف دولار"، موضحةً أنّه "إذا كان في الشكل ‏الإجرائي يمكن النظر إلى هكذا قرار من زاوية أنّ أي دعوى جزائية مماثلة تعتبر كافية لإلقاء ‏الحجز الاحتياطي تلافياً لضياع الحقوق، لكن في قضية تتعلق بحاكم مصرف مركزي لا يمكن ‏أن يترتب عن هكذا إجراء سوى مزيد من الإساءة للبنان وتكريس لصورة انعدام الثقة به ‏داخلياً وخارجياً‎".‎
‎ ‎
ورداً على سؤال، أجابت: "من يتابع مسار القضية يكتشف أنّ الدين المدعى به غير مرجح ‏الوجود والوقائع المحيطة بالملف لا تنطبق عليها إمكانية تقديم حجز احتياطي لصالح الدائن ‏المدعي طالما أنه لم يُثبت وجود دين على مدين تخلف عن السداد". وأضافت: "في الملف ‏الأساس قد تستغرق قضية كهذه عشرات السنوات وما حصل لا يعدو كونه إجراءً شكلياً في ‏بُعده القضائي، لكنه يصبح مؤشراً جوهرياً ومحورياً إذا ما تم النظر إلى أبعاده الدالة على ‏عمق تدخل السياسة في القضاء وعلى وجوب أن تشكل استقلالية القضاء أولوية لا تتقدم ‏عليها أي أولوية في المرحلة الإصلاحية"، متوجهةً إلى مجلس النواب وإلى لجنة الإدارة ‏والعدل على وجه أخص بالقول: "إرحموا القضاء وأسرعوا في إقرار قانون استقلاليته لأنّ ‏الأمور بدأت تتجه نحو المهزلة‎".‎
‎ ‎
وما لم تقله المصادر القضائية، عبّرت عنه صراحةً مصادر سياسية متابعة للقضية لـ"نداء ‏الوطن" واضعةً قرار إلقاء الحجز الاحتياطي على ممتلكات حاكم مصرف لبنان في سياق ‏رسائل "هز العصا" له وللأميركيين من ورائه، لافتةً إلى وجود "تقاطع سياسي" بين "حزب ‏الله" و"التيار الوطني الحر" يفضي إلى اتخاذ هكذا قرارات تصبّ في خانة السعي إلى ‏‏"خلخلة" كرسي الحاكمية تحت أقدام سلامة "بانتظار الفرصة المؤاتية لاستبداله بحاكم ‏‏"عوني" إذ يكفي أن يقول أحدهم إنّ القاضي الذي أصدر هذا القرار هو القاضي نفسه الذي ‏حجز على ممتلكات النائب هادي حبيش في قضية المدعية غادة عون، ويسأل آخر عما إذا ‏كان من قبيل الصدف أن يكون شقيقه هو منسق "التيار الوطني" في منطقة النبطية‎".‎
‎ ‎
وفي الغضون، أتى محضر اللقاء الذي نقله منشد "حزب الله" علي بركات عن لسان رئيس ‏الحكومة ليستحوذ على مكانة بارزة من شريط المتابعات الإخبارية، لا سيما وأنّ أوساطاً ‏مطلعة على فحوى ما جاء في تغريدة بركات أكدت لـ"نداء الوطن" أن المعطيات المتوافرة ‏لديها تفيد بأنه نقل "بأمانة" ما سمعه من دياب، سواءً لجهة تباهيه أمامه بخوض "مواجهة ‏مباشرة مع السفيرة الأميركية دوروثي شيا اضطرتها إلى التراجع" أو لناحية تأكيد عزمه على ‏التوجه شرقاً نحو إيران باعتبارها "الخرطوشة الأخيرة"، غير أنّ تسريب هذا الحديث إعلامياً ‏‏"أربك دياب ووضعه في موقف محرج أمام السفيرة الأميركية ما اضطره إلى إصدار بيان ‏نفي رسمي للموضوع لكن من دون أن يذكر فيه بركات بالاسم لأنه أدرى بما قاله له‎".‎
‎ ‎
وفي حين آثرت مصادر ديبلوماسية عدم الخوض في حديث عن "إنجازات ومعارك ‏دونكيشوتية غير موجودة على أرض الواقع"، اكتفت بالقول رداً على سؤال لـ"نداء الوطن": ‏‏"ما نعلمه علم اليقين أنّ ما جرى خلال اجتماع رئيس الحكومة اللبنانية مع السفيرة الأميركية ‏هو على النقيض تماماً مما سمعناه بالأمس‎".‎

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب