الشرق: لقاء بعبدا.. لزوم ما لا يلزم باعتراف دياب
الدولار يحلق... والخليج: انهيار لبنان مقلق للغاية

وطنية - كتبت صحيفة "الشرق" تقول: في هستيريا ما تبقى من الجمهورية اللبنانية ، لقاءات وطنية للسلطة الحاكمة، المفترض في منطق الامور ان الحل والربط في يدها،لا يمكن تصنيفها بأكثر من "لزوم ما لا يلزم" ما دامت تعرف الداء وتشيح النظر عن الدواء، فتربط الاقتصاد بالامن، وهي فرضية صائبة، لو ان السلطة اياها ليست من يمسك بقوة بمن يحرك ويتلاعب بورقة الاستقرار الامني كما بالفتنة المذهبية فيوقظها ساعة تستدعي الحاجة ويدخلها في ثبات عميق حينما تنكشف الاوراق، تماما كما مصير التحقيقات مع بضعة موقوفين بتهمة الشغب، يعلن عنهم حفظا لماء وجه سلطة جفّ لكثرة استهلاكه.


لقاء بعبدا لن يقدم في حياة اللبنانيين الذين وعلى غرار ما اعلن رئيس الحكومة حسان دياب لم يعد يهمهم سوى سعر الدولار، بيد انه سيؤخر حتما ما دام استعاد مشهدا سجاليا على خلفية قضية استراتيجية عنوانها "اعلان بعبدا" بين الرئيس ميشال سليمان ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اعادت الى الاذهان حقبة "المعادلة الخشبية" و"غلوه وشربوا زوموا".


توزع المشهد داخل لقاء بعبدا ذات اللون الواحد باستثناء مشاركة الرئيس سليمان والنائب تيمور جنبلاط بما يعني غياب والده، وبغياب لافت هو الثاني لرئيس "المردة" سليمان فرنجية عن دعوات القصر على النحو الاتي: رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أشار صراحة الى ان "ليس أي إنقاذ ممكناً إن ظل البعض يتناغم مع بعض الأطراف الخارجية الساعية إلى جعل لبنان ساحة لتصفية الحسابات، اما دياب، فأقرّ بأن اهتمامات الناس في مكان آخر، مفرغا اللقاء من مضمونه.


وحده الرئيس ميشال سليمان مثّل الصوتَ السياسي الآخر. فمع تحفّظه على البيان الختامي، اكد ان صون السلم الاهلي الذي من اجله تُعقد الطاولة، حاصلٌ، وسبق ان تمت معالجة التوترات الطائفية والمذهبية وتطويقها غداة الاحداث التي حصلت منذ ايام، مشيرا الى ان الانقاذ يبدأ بإحياء اعلان بعبدا "الذي نقضه حزب الله"، وبالعودة اليه. وكلامُه هذا اعترض عليه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد معتبرا ان العودة الى الماضي لا تفيد.


اما الحزب التقدمي الاشتراكي فتقدّم بمذكرة برزت فيها الدعوةُ الى اطلاق نقاش في الاستراتيجية الدفاعية.


البيان: وفي زمن الاستشارات والمستشارين، تولى مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي، تلاوة المقررات فكان الابرز "التأكيد ان الاستقرار الأمني هو أساس لا بل شرط للاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي والنقدي".


وبعيدا من بعبدا ولقائها الذي قابله الثوار في الشارع بموجة احتجاجات وقطع طرق مؤكدين شعار "كلن يعني كلن" ورافضين اسلوب القمع البوليسي والتوقيفات الترهيبية، عقدت في السراي جلسة لمجلس الوزراء، برئاسة رئيس الحكومة. وحضرت ازمة الدولار بقوة في المداولات.


وفيما أكدت مصادر مطلعة في السراي أن "الاسعار المرتفعة للدولار هي اسعار وهمية ، قالت مصادر اقتصادية ومالية رفيعة ان انهيار العملة اللبنانية لن يتوقف بالحملات على مصرف لبنان والمصارف، ولا بمحاولة تغييب حقيقة الأسباب التي أدت الى ما وصلت اليه الأمور، ولا بقرارات ارتجالية ومتهوّرة ومتناقضة بين اليوم الآخر. فقد أثبتت الحكومة أنها لا تملك لا الرؤية ولا المشروع ولا التصور ولا الجرأة ولا الكفاءة ولا الشجاعة المطلوبة لمن يتولى المسؤوليات في مثل هذه الظروف، بل أن كل ما يمكن أن تقدم عليه هو تحميل الآخرين مسؤوليات هي في صلب صلاحياتها واختصاصها. والأنكى أنها لا تقبل لا مشورة ولا نصيحة ولا إرشاداً، بل تصرّ على المضي قدماً في المكابرة والهروب الى الامام. وتوقفت أمام إصرار الحكومة الأسبوع الماضي على قرارها بالطلب من مصرف لبنان ضخ الدولار من موجوداته النقدية للصرافين، خلافاً لرأي مصرف لبنان الذي شدد منذ اليوم الأول لايزال على أن المشكلة هي في إيجاد السبل الكفيلة بإدخال الدولار والعملات الأجنبية الى مصرف لبنان خصوصا والى لبنان عموما، وليست في آليات خروج العملات الأجنبية من مصرف لبنان والأسواق اللبنانية.


وليس بعيدا، اعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش "أن لبنان يدفع ثمن تدهور العلاقات مع دول الخليج العربية وهو يكافح لاجتياز أزمة اقتصادية عميقة". واعتبر في تصريح ان ما يشهده لبنان من انهيار اقتصادي، مقلق للغاية، لكن الإمارات لن تفكّر في تقديم الدعم المالي إلا بالتنسيق مع الدول الأخرى". وأضاف "إذا شهدنا بعض أصدقائنا والقوى الكبرى المهتمة بلبنان يعملون على خطة فسنفكر في الأمر. لكن حتى الآن ما نراه هنا حقاً تدهور لعلاقات لبنان العربية وعلاقاته الخليجية على مدار السنوات العشر الماضية ولبنان يدفع جزئيا ثمن ذلك الآن".



====================

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب