الجمهورية : "‎لقاء الساعتين" في بعبدا غداً بمَن حضر?
وبارقة ‏أمل بوديعة سعودية

وطنية - كتبت صحيفة " الجمهورية " تقول : ‎حسمت رئاسة الجمهورية رسمياً أمس مصير "اللقاء الوطني" الذي دعت اليه بتأكيد انعقاده بمَن حضر الحادية ‏عشرة قبل ظهر غد الخميس ويدوم ساعتين فقط، فاسحاً المجال لجلسة مجلس الوزراء الاسبوعية التي ستنعقد في ‏السرايا الحكومية عند الاولى والنصف بعد الظهر، فيما بَدا انّ الأفق مقفل، ولا حلول مطروحة على بساط البحث، ‏وأنّ لقاء بعبدا لن يتجاوز المشهدية السياسية التي مَلّ اللبنانيون منها أساساً ويريدون خطوات عملية تضع حداً ‏لارتفاع سعر الدولار وتخفّف من غلاء الأسعار، في وقت لم تظهر أيّ مؤشرات بعد إلى حلول قريبة في ظل ‏التَخبّط المستمر في الأرقام وغياب الإصلاحات المرجوّة. فيما برز موقف أميركي عَبّر عنه مساعد وزير ‏الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر يُبرّىء ساحة واشنطن من الاتهام بأنها تقف خلف ارتفاع ‏سعر الدولار وشح العملة الخضراء في لبنان، ويردّ سبب هذه الازمة الى "عوامل داخلية تتعلق بالفساد وبتهريب ‏الدولار إلى سوريا والتهرّب الضريبي والجمركي لـ"حزب الله"، بحسب قوله‎.


قالت مصادر معارضة للقاء بعبدا لـ"الجمهورية" انّ التكتيك الذي اعتمد هذه المرة بتوسيع الحوار لم ينفع في ‏محاولة للتغطية على احتمال المقاطعة مجدداً، فباستثناء الرئيس ميشال سليمان فإنّ جميع المدعوين الجدد ‏سيقاطعون اللقاء، ومَن قاطَع في المرة السابقة أعلن مقاطعته مجدداً، ولم يبق سوى "القوات اللبنانية" التي سيعلن ‏تكتل "الجمهورية القوية" الموقف من المشاركة أم عدمها في اجتماعه اليوم، مع مَيلٍ واضح إلى عدم المشاركة في ‏ظل تساؤلات مصادره عن "الجدوى من دعوة مسلوقة ومن جدول أعمال واضح وفي ظل رفض فريق السلطة ‏اتخاذ أيّ خطوات إصلاحية تُبعد شبح الانهيار الشامل‎".‎
‎ ‎
ولاحظت هذه المصادر انه "بدلاً من ان يكون الحوار مدخلاً لتنفيس الاحتقان والتشنج ورسم خريطة طريق ‏للإنقاذ، تحوّل مساحة اشتباك جديدة على خلفية من سيُشارك ومن سيقاطع وفي ظل إصرار بعبدا على موقفها عَقد ‏الحوار بمَن حضر، فيما كان رئيس الجمهورية والفريق الحاكم في غِنى عن هذا الاشتباك في لحظة وطنية ‏حساسة مالياً وشعبياً وتستدعي أوسع توافق ممكن للخروج من الأزمة المالية‎".‎
‎ ‎
وقالت المصادر نفسها "انّ القوى التي قررت المقاطعة لا تُلام على موقفها طالما انّ دعوتها الى لقاء بعبدا تقتصر ‏على توفير الغطاء لنهج يواصل جَرّ لبنان نحو الأسوأ، وكأنّ المطلوب منها ان تكون شاهدة زور على سياسات لا ‏قرار لها فيها، وبالتالي لن تضع نفسها في موقع المصفّق او المتفرّج على من يقود لبنان إلى الانهيار". وأضافت: ‏‏"إذا كان الحوار يشكل مطلباً للتلاقي، إلّا انّ للتلاقي شروطاً وفي طليعتها النقاش بمسؤولية حول سبل إخراج ‏لبنان من هذا المأزق الكبير، فيما المطروح دردشة في أفضل الحالات وكأنّ الوضع في ألف خير، فيما مدى ‏خطورة اللحظة تستدعي حواراً إنقاذياً لا حواراً شكلياً، وإنّ العودة عن الدعوة ليست تراجعاً، إنما دليل مسؤولية ‏وطنية من أجل إعادة تحديد موعد جديد بشروط المرحلة الحالية‎".‎
‎‎ ‎
إنجاز الترتيبات
‎ ‎
وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد حسم مصير لقاء الخميس، فأكدت المصادر التي تشارك في ‏الترتيبات الخاصة باللقاء لـ"الجمهورية" انه سيُعقد بمَن حضر من القيادات السياسية والحزبية والنيابية في الموعد ‏المحدد الحادية عشرة قبل ظهر غد في قاعة 22 تشرين في القصر الجمهوري التي تنعقد فيها عادة جلسات مجلس ‏الوزراء، وذلك وفق الترتيبات التي تحافظ على التباعد الإجتماعي بين المشاركين في اللقاء بسبب وباء كورونا‎.‎
‎ ‎
وقبل أن يتخذ عون قراره النهائي المضي في عقد اللقاء بمَن حضر توقيتاً وشكلاً ومضموناً، ترأس صباحاً ‏اجتماعاً للمستشارين والمعاونين للبَت بالترتيبات النهائية الى جانب متابعته المواقف من المشاركة أو عدمها. ‏وقالت أوساطه انه لن ينتظر حتى اليوم الأخير قبل موعد الجلسة لكي يعلن عن انعقادها أو إلغائها، "فالتطورات ‏الأمنية المقلقة التي شهدتها بيروت وطرابلس قبل أسبوعين، والتي كادت أن تهدد الاستقرار والسلم الأهلي في ‏البلاد، فرضَت الخطوة ولن ترجئها أو تلغيها‎".‎
‎ ‎
وطرحت أوساط العاملين لترتيب اللقاء عدداً من الأسئلة التي لا بد من توفير الأجوبة عليها، ومنها: هل نذهب الى ‏التأجيل على الرغم من أهميّة اللقاء؟ وهل نمنح المقاطعين حقّ "الفيتو" لكي يستخدموه دوماً؟ وهل نضيف أسماء ‏على لائحة المدعوّين نعوّض بها، أقلّه عدديّاً، عن الغائبين؟‎".‎
‎ ‎
وأشارت مصادر قريبة من رئيس الجمهوريّة الى أنّ "الموضوع الأساس على جدول أعمال اللقاء هو وقف الفتنة ‏والحفاظ على السلم الأهلي، فهل من عنوانٍ أهمّ للاجتماع حوله؟"، وفق ما تضمنته الدعوة الى الاقطاب المدعوّين ‏بنصها الحرفي. واضافت: "انّ اللقاء لا يحتاج الى أن يكون ميثاقيّاً وغياب مكوّن مذهبي عنه لا يفقده أهميّته، ما ‏يعني أنّه يجب ان ينعقد في كلّ الحالات إلا إذا رأى الرئيس غير ذلك‎".‎
‎ ‎
وبعدما حَمّلت المصادر الغائبين مسؤولية ما يمكن ان تؤدي اليه الأحداث ما لم يسجل اللبنانيون موقفاً حاسماً منها، ‏استغربت هذه الاوساط قول البعض "إنّ مشاركتهم ستنقذ العهد من الغرق أو ستبيّض صفحته"، وسألت: "من قال ‏إنّنا نغرق أو إنّ صفحتنا سوداء؟‎".‎
‎‎ ‎
رسم تشبيهي للطاولة
‎ ‎
وقبل 48 ساعة على الموعد المحدد لم يبق هناك موقف غامض إزاء المشاركة من عدمها سوى موقف رئيس ‏حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع الذي سيقول كلمته النهائية في هذا الصدد عصر اليوم. وكما باتَ ‏واقعاً في ضوء التأكيدات التي تبلّغتها دوائر القصر الجمهوري، يمكن رسم صورة مسبقة عن اللقاء وطريقة ‏توزيع المقاعد حول الطاولة التي يترأسها عون والى يمينه يجلس رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة ‏التنمية والتحرير، والى يساره رئيس الحكومة حسان دياب، الرئيس الأسبق للجمهورية العماد ميشال سليمان، ‏نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفررلي، رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ، رئيس تكتل "لبنان ‏القوي" النائب جبران باسيل، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، النائب اسعد حردان ممثلاً كتلة نواب ‏الحزب السوري القومي الاجتماعي، الأمير طلال ارسلان ممثلاً كتلة نواب "ضمانة الجبل"، النائب آغوب ‏بقرادونيان رئيس كتلة نواب الطاشناق الارمنية، النائب فيصل كرامي ممثلاً كتلة نواب "اللقاء التشاوري‎".‎
‎ ‎
وفي انتظار جواب جعجع بات ثابتاً انّ المُتغيبين عن اللقاء هم، الى الرئيسين اميل لحود وأمين الجميّل، رؤساء ‏الحكومات السابقين الاربعة فؤاد السنيوة، سعد الحريري، نجيب ميقاتي وتمام سلام، ورئيس تيار "المردة" ‏سليمان فرنجية، ورئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل‎.‎
‎‎ ‎
الكلمات
‎ ‎
وفي برنامج اللقاء كلمة ترحيبية لرئيس الجمهورية يشرح فيها الظروف التي دفعته الى الدعوة، شارحاً ما أراده ‏من هذا اللقاء الجامع. وإن شاء رئيس مجلس النواب نبيه بري إلقاء كلمة فستكون الثانية قبل ان يلقي رئيس ‏الحكومة حسان دياب كلمته، ثم يكون للمشاركين إن ارادوا مساحة من الوقت ليُدلي كلّ منهم بدلوه‎.‎
‎ ‎
وعلمت "الجمهورية" انه سيكون لسليمان كلمة يشرح فيها الظروف التي دفعته الى المشاركة في اللقاء، وسيحدد ‏موقفه من التطوارت الأخيرة وخصوصاً من بعض الملفات التي ما زالت مطروحة منذ ايامه الى اليوم، ولا سيما ‏منها ملف "السلاح غير الشرعي" وسيجدد الدعوة الى البحث في الإستراتيجية الدفاعية‎.‎
‎ ‎
وفي ختام الجلسة سيناقش المجتمعون مشروع بيان ختامي أعدّه رئيس الجمهورية في صيغة أولية سيطرح ‏للمناقشة ثم يُذاع في نهاية اللقاء‎.‎
‎‎ ‎
فرنجية
‎ ‎
وفي المواقف، غرّد فرنجية مؤكداً مقاطعته اللقاء، وكتب عبر "تويتر" أمس: "لن نشارك في لقاء بعبدا بعد غد ‏الخميس (غداً)، مع التمنّي للحاضرين التوفيق في مسيرتهم لإنقاذ الوضع الاقتصادي والامني والمعيشي وإيجاد ‏الحلول المرجوّة‎".‎
‎‎ ‎
كرامي
‎ ‎
وقال النائب فيصل كرامي لـ"الجمهورية" انه سيحضر لقاء بعبدا، اذا انعقد، ممثلاً "اللقاء التشاوري" للوقوف ‏‏"الى جانب الرئيس حسان دياب والتعبير عن موقفنا من المأزق الاقتصادي - المالي والواقع الاجتماعي - ‏المعيشي وخطر الفتنة وأداء الحكومة بإيجابياته وسلبياته‎".‎
‎ ‎
وشدد على أنّ "الميثاقية السنية تحضر تلقائياً حيث يحضر رئيس الحكومة، كائناً من كان"، لافتاً الى "انّ موقع ‏دياب كرئيس حالي لمجلس الوزراء هو أهم من موقع رؤساء الحكومات السابقين، وبالتالي تكفي مشاركته حتى ‏يكون شرط الميثاقية متوافراً، مع الإشارة إلى أنّ طبيعة لقاء الخميس لا تحتاج أصلاً الى هذا الشرط"، مُبدياً أسفه ‏‏"لكون بعض الاطراف السياسية قد عمدوا الى تأويل مواقف رؤساء الحكومات السابقين وتحميلها ما لم يَقله ‏هؤلاء الرؤساء، وأساؤوا بذلك الى مقام رئاسة الحكومة ومعنوياته تحت تأثير المناكفات والنكايات والمجاملات ‏غير الموفقة، خصوصاً انّه من التقاليد الثابتة لدى رؤساء الحكومات السابقين في كل العهود أولوية حماية وصَون ‏موقع رئاسة مجلس الوزراء بغضّ النظر عن الخلاف او التوافق السياسي مع شاغِل هذا الموقع‎".‎
‎ ‎
وأشار كرامي الى "انّ اللقاء التشاوري يملك أيضاً حيثية سنية أكدتها بالأرقام الانتخابات النيابية الأخيرة، وانّ ‏أعضاءه يشكلون كتلة نيابية ممثلة بوزير في الحكومة، وعلى الجميع أن يعتادوا على هذه الحقيقة ويتكيّفوا معها"، ‏مُستغرباً محاولة حصر التمثيل السني بالرئيس سعد الحريري "الذي نعترف بحجمه التمثيلي لكننا نرفض اختزال ‏كل الطائفة السنية به، خلافاً لنتائج الانتخابات النيابية والتوازنات التي أفرزتها، امّا رؤساء الحكومات السابقين ‏فأحدهم نجح بفضل دعم تيار "المستقبل" له، وآخر لم يترشح أصلاً لأنه كان يعرف انه سيخسر‎".‎
‎ ‎
ودعا كرامي رئيس الجمهورية الى "عدم التراجع عن عقد اللقاء الوطني"، محذّراً من أنه "اذا ألغي بسبب غياب ‏الحريري ورؤساء الحكومة السابقين فسيشكّل ذلك ضربة كبيرة لموقع رئيس الحكومة حسان دياب‎".‎
‎ ‎ ‎
مجلس "بالمفرّق‎"‎
‎ ‎
وعلمت "الجمهورية" انّ مجلس وزراء "بالمفرّق" انعقد طوال ساعات نهار أمس في السرايا الحكومية، حيث ‏ترأس دياب سلسلة اجتماعات ضَمّت كلّ وزير على حِدة او مجموعات منهم تباعاً، وتمحور النقاش حول إنتاجية ‏الوزارات بعدما تكاثَر الكلام عن أنّ الوزراء يضيّعون ساعاتهم في اللجان ويهملون عمل وزارتهم‎.‎
‎ ‎
وطلب دياب من الوزراء البدء بالبحث الجدي في سبل وقف الهدر في الادارات، سائلاً كل وزير عمّا نفّذ من ‏مشاريع وأعمال في وزارته، وطالباً تنشيط عمل الوزارات على كافة الصعد وإطلاق ورش لبدء الانتاج السريع ‏وتحقيق نتائج في اوقات محددة‎.‎
‎‎ ‎
الدولار لا يُلجم
‎ ‎
إقتصادياً ومالياً، واصَل المشهد الدولاري أمس مسيرته التصاعدية بوتيرة سريعة مُسجّلاً رقماً قياسياً جديداً ‏وصل الى 6 آلاف ليرة في السوق السوداء، في حين استمر سعره على حاله لدى الصرّافين، بسعر 3850 ليرة ‏للشراء و3900 ليرة للبيع‎.‎
‎ ‎
وواكبت استمرار ارتفاع العملة الخضراء، شائعات سَرت كالنار في الهشيم، تدّعي انّ سعر الدولار يتجه الى بلوغ ‏الـ9 آلاف ليرة في الاسبوع المقبل‎.‎
‎ ‎
وفي المقابل، يستعد مصرف لبنان لبدء العمل بالمنصّة الالكترونية التي ستكون مهمتها الاساسية تسعير الدولار ‏في سوق الصرافة، لكنّ الآمال المعلّقة على نتائج عمل المنصّة ليست كبيرة‎.‎
‎ ‎
ودعت مصادر وزارية معنية بالاقتصاد "الجمهورية" الى التوقّف عند الفارق في سعر صرف الدولار بين ‏المصارف والصرافين الشرعيين والسوق السوداء، بحيث بلغ هذا الفارق بين الاطراف الثلاثة نحو 2500 ليرة، ‏ما يعني صعوبة ضبط هذا السعر وتوحيده في المرحلة الراهنة، خصوصاً انّ السوق السوداء هي السوق الفعلية ‏التي تحدد سعر الدولار بما أنها مُتاحة لكل الناس لتغطية حاجاتهم بنسبة 75‏‎ %.‎
‎ ‎
ودعت هذه المصادر للتنبّه الى انّ هذا الارتفاع بلغ في يوم واحد نحو 700 ليرة، الأمر الذي يُنبئ بتطور سريع ‏خلال الايام المقبلة وصعوبات ربما ستترتب على الشركات التي تستورد وتضطر الى تبديل عملتها من السوق ‏السوداء كونها غير مشمولة بتعميم مصرف لبنان‎.‎
‎‎ ‎
حلاوي
‎ ‎
وعلّق نائب نقيب الصيارفة محمود حلاوي على هذا الامر، فقال لـ"الجمهورية" رداً على الهجمة التي يتعرّض لها ‏سوق الصيارفة: "نحن نطلب الاوراق والوثائق من المواطنين الذين يتوجهون الينا لطلب الدولار بهدف تصويب ‏العمل، وحتى لا يذهب هذا الدولار الى السوق السوداء او الى المضاربة او التجارة، ونحن نعلم انّ استعمالها في ‏هذا المجال سيؤدي الى ارتفاع سعر الدولار. نحن نتسلّم من مصرف لبنان كمية من الدولارات يومياً بالسعر ‏المحدد ونبيعها الى السوق بسعر ايضاً محدد بربح ضئيل جداً وبهدف ترييح السوق، واذا أردنا أن نأخذ هذه ‏الدولارات ونفرّط بها فنكون قد أسأنا للتعميم ولقرار تسيير جزء من المستحقات للمواطنين، ونحن ملزمون بهامش ‏صغير جداً ما بين البيع والشراء للمواطن وخصوصاً المحتاج للدولار للأسباب التي أصدرناها في تعميم خاص ‏بطريقة مدروسة حتى لا يذهب الدولار هدراً. والمعنيّ بهذه الاموال هو مصرف لبنان، ونحن ننفّذ قراراً حكومياً ‏بالاتفاق مع مصرف لبنان وننفّذ تعميمه، ونسأل أين الخطأ اذا كنّا نسدّ فراغاً او نعوّض تقصير قطاعات اخرى ‏في تأمين الخدمات التي يحتاجها اللبنانيون، ولا سيما منها تأمين المواد الغذائية التي يستفيد منها كل بيت في لبنان ‏والمستلزمات الطبية وكذلك تحويل الاموال الى الطلاب وغيرهم‎".‎
‎‎ ‎
لجنة المال و"الصندوق‎"‎
‎ ‎
وعلى صعيد آخر، أعلنت لجنة المال أمس، فور انتهاء اجتماعها مع وفد صندوق النقد، أنّ "الاجتماع اتّسَم ‏بالإيجابية والصراحة، خصوصاً في ما يتعلق بالاصلاحات التي يجب ان لا تنتظر البرنامج مع الصندوق، وفي ‏منطلقات عدد من الأرقام خصوصاً التسليفات المتعثرة وسبل معالجة الخسائر حفاظاً على استمرارية الاقتصاد ‏اللبناني الحر وحماية الملكية الفردية‎".‎
‎‎ ‎
بارقة أمل؟
‎ ‎
وفي هذا المشهد السوداوي، لاحت بارقة أمل مصدرها معلومات عن اتجاه سعودي الى دعم الليرة من خلال إحياء ‏فكرة إيداع مصرف لبنان وديعة سعودية بالعملة الصعبة‎.‎
‎ ‎
وتأتي هذه المعلومات عقب استقبال السفير السعودي وليد البخاري امس الاول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ‏ونائبه السابق محمد بعاصيري. واللافت انّ البخاري استقبل امس السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه، الأمر ‏الذي ربطه المراقبون بمجمل التحرّك السعودي المُستجِد لدعم الوضع المالي في لبنان ووقف الانهيار السريع‎.‎
‎‎ ‎
كارثة المحروقات والخبز
‎ ‎
إلى ذلك، بدأت تتكشّف خيوط جديدة للخطة التي يدعمها وزير الاقتصاد راوول نعمة لرفع الدعم عن المحروقات ‏والخبز وبيع المادتين بسعر دولار السوق، بدلاً من الدولار المدعوم من مصرف لبنان، والذي يستنزف الاحتياطي ‏القائم‎.‎
‎ ‎
وفي السياق، كشف نعمة لـ"الجمهورية" انّ الخطة التي اقترحها لا تقضي برفع الدعم بمقدار ما تعني توفير ‏المحروقات والخبز للبنانيين غير المقتدرين بسعر مدعوم، مقابل ان يدفع الميسور ثمن هذه المواد وفق سعر ‏الدولار، بحسب ما يحدده مصرف لبنان‎.‎
‎ ‎
ويذهب نعمة بعيداً الى القول، انه "في حال تمّ رفع الدعم فقط عن غير اللبنانيين الذين يقيمون في لبنان فهذا كاف ‏لتوفير كميات كبيرة من الدولارات يحتاجها اللبناني قبل سواه، خصوصاً مع وجود نحو مليون ونصف مليون ‏شخص غير لبناني يعيشون في لبنان". وأكد "انّ دولاً عدة نجحت في السير بآلية مماثلة حيث لا يطاول الدعم كل ‏شرائح المجتمع مثل الأردن، ولا شك في انها ستساعدنا على التقليل من استخدام دولارات مصرف لبنان ‏المركزي، وبالتالي يمكن هذه الآلية ان تنجح، ولذا نطالب بالكف عن التحريض عليها‎".‎
‎‎ ‎
الموقف الأميركي
‎ ‎
وفي ظل هذه التطورات دخلت الولايات المتحدة الاميركية للمرة الاولى مباشرة على خط الازمة المالية التي ‏يعيشها لبنان ويزيد في تفاقمها ارتفاع سعر الدولار الاميركي، وذلك في ضوء توجيه بعض القوى السياسية ‏اللبنانية الإتهام لواشنطن بالتورّط في هذا الامر ومنع دخول العملة الخضراء الى لبنان، والتي يتزايد الطلب عليها ‏منذ الخريف الماضي وحتى اليوم‎.‎
‎ ‎
وفي هذا الصدد قال مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر لموقع "الهديل" انّ "كلّ ‏العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع سعر صرف الدولار في لبنان لا علاقة للولايات المتحدة بها إطلاقاً، بل هي عوامل ‏داخلية تتعلق بالفساد وبتهريب الدولار إلى سوريا والتهرب الضريبي والجمركي لـ"حزب الله‎".‎
‎ ‎
وتحدث شينكر عن "الإستثمارات الصينية التي يدعو إليها (الامين العام لـ"حزب" الله السيد حسن) نصرالله، ‏كقطاع الإتصالات والجيل الخامس واستقدام الشركات الصينية، حيث أنّنا نعلم جيداً أنّ "حزب الله" هو منظمة ‏إرهابية خارجة عن سلطة الدّولة، وعندما يتم استقدام هذه "الإستثمارات" بشبكات الجيل الخامس والإتصالات ‏فستصبح كلّ "الداتا" في يد الحزب الشيوعي الصيني، وأظنّ أنّ الشعب اللبناني سيصدم عندما يعرف أنّ الصّين ‏تتجسّس عليه، ويعلمون ماذا وراء هذه الإستثمارات‎".‎
‎ ‎
ورأى شينكر "انّ ما يفعله "حزب الله" هو للاستحواذ على النظام المالي اللبناني وتدمير سمعة المصارف، كما ‏أنّه يهدد تعافي النظام المالي اللبناني عبر القيام بتحركات وإجراءات تستفزّ "إسرائيل"، وهذا ما لا يريده لبنان في ‏الوقت الحالي. ما يفعله "حزب الله" هو تهديد تام للبنان في وقت لا يستطيع لبنان تحمّل أي أزمة إضافة إلى أزمته ‏المالية، وهذه تصرفات غير مسؤولة‎".‎
‎ ‎
وكرّر شينكر دعوة الحكومة اللبنانية إلى "إجراء الإصلاحات الجدية ومحاربة الفساد". وإذ اعتبر "أنّ هناك ‏عقوبات ستطبّق في لبنان تتعلق بمكافحة أنشطة "حزب الله"، وكذلك عقوبات في إطار قانون "ماغنيتسكي" ‏لمحاربة الفساد في لبنان"، كرّر التأكيد أنّ "الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة مع القوات المسلحة اللبنانية‎".‎
‎ ‎
ونفى شينكر وجود محادثات مرتقبة بين الاستخبارات الاميركية والإيرانية، وقال: "نحن لا نفاوض خلف ‏الأبواب المغلقة على مستقبل لبنان‎".‎
‎ ‎
وعن ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وما هو الموقف الأميركي من البلوك رقم 9، قال شينكر: ‏‏"قامت الولايات المتحدة بالوساطة بين لبنان وإسرائيل قبل أكثر من سنة، وتمّ وضع تصوّر لحل هذه الازمة وقمنا ‏بتقريب وجهات النّظر، لكنّ الكرة في ملعب لبنان، وعندما تقرر الحكومة أن تستخرج الغاز للإستفادة منه، فأنا ‏أشجّع اللبنانيين على تطبيق "التصوّر" ليستطيعوا الاستفادة من الغاز في البحر‎".‎
‎‎ ‎
جهوزية للقتال في لبنان
‎ ‎
من جهة ثانية، وعلى صعيد الجبهة الحنوبية، تفقّد رئيس هيئة الأركان الاسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي قيادة ‏المنطقة الشمالية برفقة قائد المنطقة الميجور جنرال أمير برعم لامتحان جهوزية قوات المدرعات في الجولان ‏للقتال في لبنان. ويشمل الامتحان مختلف السيناريوهات، والتحديات المتنوعة‎.‎
‎ ‎
وتحدث كوخافي مع الضباط والجنود في موضوع الجهوزية للطوارئ، في فترة مليئة بالتحديات، وكجزء من ‏مواجهة تفشي جائحة كورونا‎.‎
‎ ‎
وقال: "بدءاً من هذا اليوم، أصبحت التعليمات في الجيش الاسرائيلي أكثر صرامة، وعلينا الحفاظ على قدراتنا". ‏وحَضّ الجنود على "استغلال كل لحظة تدريب، وكل لحظة فراغ للتدرّب، والتأهيل، والتعلّم، ليكونوا جاهزين". ‏وأوضح أنه "تمّ إعداد تمارين عالية المستوى للجنود لِمنحهم الشعور بالأمان عند اجتيازهم الحدود‎".‎

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب