الديار: تحرك استخباراتي "نشط" يثير القلق..والسفيرة الاميركية تحرض على دور "الشيعة"؟
مساع لانقاذ الحوار من المقاطعة "السنية" وجهود لاقناع الحريري بلقاء الرئيس عون
التباين في الارقام يهدد "التفاوض" مع "الصندوق" والعروض الصينية رسميا الاثنين

وطنية - كتبت صحيفة "الديار" تقول: "فوضى" الارقام وتباينها بين المجلس النيابي، والحكومة، وصندوق النقد، تطرح اكثر من علامة استفهام حول افق التفاوض الطويل ومدى نجاحه؟ لا يزاحم هذه "الفوضى" الا الزحمة امام الصرافين في بعض المناطق اللبنانية للحصول على الدولار الذي يضخه مصرف لبنان، حيث لا يزال الطلب يفوق العرض بفعل انعدام الثقة، ما يطرح ايضا اكثر من علامة استفهام حول نجاح خطة ضبط "السوق" ووفق انهيار الليرة؟ في هذا الوقت تتسارع وتيرة الاتصالات السياسية لتامين غطاء وطني للقاء بعبدا، وسط جهود حثيثة للحؤول دون "مقاطعة" سنية بدأت ملامحها بمواقف رؤساء الحكومات السابقين، فيما يبقى رهان رئيس مجلس النواب نبيه بري على مساعي اللواء عباس ابراهيم لاقناع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي يرفض حتى الان لقاء الرئيس ميشال عون قبل موعد الاجتماع المرتقب، "لكسر الجليد" تمهيدا للمشاركة في اللقاء لمواجهة الازمة الخطيرة التي توجب موقفا وطنيا موحدا لا يغيب عنه مكون اساسي في البلد..وفيما ينتظر وصول "رسائل" رسمية من شركات صينية الى الحكومة اللبنانية يوم الاثنين المقبل لابداء الرغبة للاستثمار بقيمة 12 مليار دولار في قطاع الكهرباء، وسكك الحديد، تشهد الساحة اللبنانية حركة "استخباراتية" مثيرة للقلق في ظل تصعيد اميركي "فج" اتجاه ما اعتبرته السفيرة الاميركية دوروثي شيا "هيمنة شيعية" على الحياة السياسية والامنية اللبنانية محرضة عدد من المسؤولين على ضرورة عدم الركون الى الوضع الحالي؟


لماذا حوار بعبدا؟
وفيما تستمر الاتصالات لتأمين مشاركة جامعة في لقاء بعبدا، تؤكد اوساط نيابية بارزة ان اصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على انجاح الاجتماع، يعود الى قناعة تبلورت لدى "الثنائي الشيعي" بضرورة ايجاد وحدة وطنية لمواجهة المخاطر المحدقة بالبلاد، وقد فاتح بري رئيس الجمهورية ميشال عون بضرورة الدعوة لاجتماع مماثل متعهدا تأمين اوسع مشاركة ممكنة بعد التجارب السابقة المخيبة للامال.. "فالثنائي الشيعي" الذي انتدب رئيس المجلس للقيام بهذه المهمة "التوفيقية"، مقتنع بان ما يحصل من انهيار اقتصادي لا يرتبط فقط بالفساد المستشري منذ عقود، وما قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير "وضع الاصبع" على "الجرح"، فالاحداث الاخيرة المدفوعة بضغوط خارجية عرضت وحدة البلاد وصيغة العيش المشترك للخطر، والازمة الاقتصادية المالية قد لا تكون اشد وطئة من المخاطر الامنية الناتجة عن التحولات الاقليمية، فاسرائيل التي تتجه لضم نحو 30 بالمئة من الضفة الغربية وكذلك غور الاردن بصورة نهائية، تعمل بالتواطؤ مع الاميركيين على تمرير "الصفقة" على "جثث" الدول العربية المحيطة بفلسطين، ومع دخول "قانون قيصر" حيذ التنفيذ، زادت الضغوط على الساحة اللبنانية، وعاد الاميركيون مجددا الى "فتح" ملف ترسيم الحدود البحرية والبرية مع لبنان، وهذا ما يستدعي موقفا وطنيا موحدا لمواجهة التداعيات المحتملة على اكثر من صعيد..


حركة "استخباراتية" مريبة
وفي هذا السياق، تفيد المعطيات الامنية بوجود حركة استخباراتية غير مسبوقة على "الساحة اللبنانية"، وهي نشطت على نحو كبير قبل اسابيع، وهي شبيهة بما حصل بعد اشهر من حرب تموز 2006 حيث شهدت السنتين التاليتين تحركا نشطا لخلايا استخباراتية اقليمية، وغربية، كانت تقوم بجمع المعلومات والاستطلاع، وقامت يومها بتوسيع نطاق عملها عبر اختراق اكثر من ساحة حزبية وطائفية،وقد حدث الانفجار الكبير في السابع من ايار 2008 ، وهذا الامر يتكرر اليوم، مع تغيير وحيد يتجسد بدخول الاستخبارات التركية بقوة على الخط مع تراجع واضح لنظيرتها السعودية، بينما زادت الاجهزة الغربية نشاطها على نحو مضطرد ويمكن القول انها في "حالة استنفار"..


نصرالله يستنفر شيا؟
وفي هذا السياق، رفع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من "نبرة" خطابه، موجها رسائله الى كل من يعنيهم الامر، ما دفع الخارجية الاميركية للطلب من السفيرة الاميركية دوروثي شيا تكثيف اطلالاتها الاعلامية بعدما نجح نصرالله "دعائيا"، وقد اضطرت للخروج عبر وسائل الاعلام اللبنانية لنفي تورط بلادها في ازمة لبنان الاقتصادية..ويبقى ان السيد نصرالله استبق انعقاد اجتماع بعبدا بتقديم "ورقة عمل" متكاملة عن كيفية خوض المواجهة المفتوحة مع الاميركيين، واذا كان ثمة من يعترض على كلامه، ما عليه الا ان يقدم "خارطة طريق" اخرى لمواجهة التحديات، ومن لديه "استراتيجية" عملية افضل عليه ان يضعها على "الطاولة" وان لا يكتفي فقط بالتعليقات السلبية...


تحريض اميركي على دور "الشيعة"؟
وفي هذا السياق، تشير المعلومات الى ان السفيرة الاميركية سبق ونقلت الى عدد من المسؤولين اللبنانيين "امتعاض" بلادها من تسليم الملفات الحساسة في لبنان الى "الشيعة"، وفي كلام تحريضي واضح، بدأت شيا حديثها بالتساؤل عن سبب تولي رئيس مجلس النواب نبيه بري ملف ترسيم الحدود البرية والبحرية على الحدود الجنوبية، كما لفتت الى ان "سطوة" حزب الله على الحياة السياسية والامنية اللبنانية تطورت الى ما هو اخطر، حيث بات "الشيعة" يتحكمون بالمفاصل الرئيسية في البلاد، فالرئيس بري تحول الى "رجل المصالحات" ويدير في السياسة ما يعجز عن القيام به الحزب "القابض على القرار الاستراتيجي في البلاد، فيما يمسك مدير عام الامن العام اللواء عباس ايراهيم الملفات السياسية والامنية الشائكة داخل الحدود وخارجها ويعتبر "الجوكر" المحرك لمختلف القضايا الشائكة، وفي القضاء يمسك المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم "بمفاصل" رئيسية ومحورية، ما يجعل من "الشيعة" الطائفة الاكثر تأثيرا، وفي تحريض واضح، تساءلت شيا عن السبب في تسليم القوى الاخرى بهذا الدور "المضخم" برأيها؟


مساع لانجاح الحوار الوطني
في هذا الوقت، حددت رئاسة الجمهورية هدف اللقاء الوطني المقرر عقده الخميس 25 حزيران الجاري في قصر بعبدا، بـ "التباحث والتداول في الأوضاع السياسية العامة والسعي للتهدئة على الصعد كافة بغية حماية الاستقرار والسلم الأهلي، وتفاديا لاي انفلات قد تكون عواقبه وخيمة ومدمرة للوطن، خصوصا في ظل الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي لم يشهد لبنان مثيلا لها". وفي هذا السياق، زار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عين التينة وبيت الوسط، وتريث في الاعلان عن مشاركته في لقاء بعبدا من عدمه، مع العلم انه وعد بري بالحضور، طالبا تأجيل الاعلان الى الاسبوع المقبل، ام الموقف المنتظر فهو لرؤساء الحكومات السابقين لتأمين الميثاقية للحوار الوطني، وفيما تبدو المؤشرات سلبية حتى الان، يواصل مدير الامن العام اللواء عباس ابراهيم تحركه ويقوم بمسعى لاقناع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بلقاء رئيس الجمهورية ميشال عون "لكسر الجليد" بينهما تمهيدا للمشاركة، لكن لا يزال الموقف سلبيا في "بيت الوسط" وسط تساؤلات عن اهمية الحضور في حوار دون جدول اعمال وسيكون "للصورة" فقط..


فرنجية : بري "بمون"
وكان فرنجية قد اكد بعد لقاء بري ان رئيس المجلس "بيمون على أكتر من حوار" ولكن ليس هو من يدعو إلى بعبدا بل هو من ابلغنا به"، معتبرا أن "الاهم اليوم هو التضامن الوطني للخروج من المرحلة الصعبة وسنقرر لاحقاً ما إذا كنا سنشارك في لقاء بعبدا ونحن ندرس الموضوع". وانتقل فرنجية لاحقا، الى بيت الوسط حيث استقبله رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي قال رداً على سؤال عما إذا كان بإمكان فرنجية ان يقنعه بالمشاركة في اجتماع بعبدا: "يمكن يقتنع فرنجية برأيي". وبعد غداء اقامه الحريري على شرفه قال فرنجية ان "ممثلي السنّة الحقيقيين غير موجودين في الحكم، والحريري لا يحتاج الى تعويم، ولا غطاء سنيّاً اليوم للعهد"... وقال "هناك وقت حتى لقاء بعبدا والاهم أن يكون هناك وفاق وطني وأن يكون اي اتفاق حقيقيا وليس شكلياً".. وعن مشاركته في حوار بعبدا، واضاف "لا أحد يشاركني في القرار وما زلت أفكّر"..


مؤشرات المقاطعة "السنية" ؟
في المقابل، اعتبر الرئيس نجيب ميقاتي أن الحوار بين اللبنانيين أكثر من ضرورة في ضوء الاوضاع المأسوية التي يعيشها اللبنانيون على الصعد كافة، ولكن الحوار من دون رؤية واضحة وجدول اعمال محدد، او لمجرد اللقاء والاستعراض ليس مفيدا لأ بل سيحبط اللبنانيين أكثر مما هم محبطون... لا سيما وان اللقاءات الحوارية السابقة بقيت حبرا على ورق لا بل يتم تجاوزها باداء حكومي وسياسي يشهد الجميع أنه متخبط ويستكمل نمط المحاصصة والمحسوبية..بدورها أكدت مصادر الرئيس تمام سلام تعليقا على الدعوات التي وجهت الى "اللقاء الوطني" في قصر بعبدا انه لا يشارك في لقاء استعراضي لن يتخذ قرارات حقيقية، "منها ما كان يجب ان يُتخذ مثل التشكيلات القضائية التي يعتبرها سلام من ابرز مقتضيات بناء الدولة والقضاء المستقل".


تباين الارقام يهدد "التفاوض"..
وفي انتظار استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وافقت لجنة المال والموازنة النيابية في جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان على الأرقام والمقاربات التي وصلت إليها "لجنة تقصي الحقائق"، ووفقا للمعلومات، فان الخسائر التي حددتها الخطة الاقتصادية للحكومة بـ240 الف مليار ليرة لبنانية، باتت بعد مراجعة لجنة تقصي الحقائق النيابية نحو100 الف مليار ليرة ، أي ما نسبته ثلث الأرقام الحكومية. وبالتالي فإن الحكومة تكون استندت في خطتها الى مبلغ يوازي ثلاثة أضعاف الرقم الذي خلصت اليه اللجنة النيابية بمشاركة من مصرف لبنان وجمعية المصارف ووزير المال غازي وزني الذي لم يعترض على ما توصلت اليه اللجنة من ارقام..


ووفقا لاوساط معنية بالملف، فان التباين في الارقام بين صندوق النقد، والحكومة، ولجنة المال النيابية، سيترك اثارا سلبية على عملية التفاوض وقد تؤدي الى افشالها، لان وفد الصندوق لن يقبل بالارقام المعدلة وسيعتبرها محاولة لاخفاء الخسائر، وهو الامر الذي دفع مستشار وزير المال هنري شلهوب الى تقديم استقالته من الوفد اللبناني المفاوض مبلغا الوزير ان الامور "غير مبشرة"..


الصندوق: "النقاشات" معقدة
في هذا الوقت اكد متحدث باسم صندوق النقد أن "النقاشات مستمرة مع الحكومة اللبنانية بشأن تمويل محتمل من الصندوق"، لافتًا الى أن "التركيز منصب على سياسات وإصلاحات تستهدف استعادة الاستقرار". ووصف المتحدث بإسم صندوق النقد النقاشات الجارية مع لبنان بـ "المعقدة وتتطلب تشخيصا مشتركا لمصدر الخسائر المالية وحجمها"، واشار الى أن "لبنان بحاجة إلى إصلاحات شاملة ومنصفة في مجالات عديدة وهو ما يتطلب توافقا ومشاركة مجتمعية"... من جهتها، وفي تراجع واضح عن الخطة الحكومية، قالت مصادر السراي أنّ رئيس الحكومة لم يطّلع بعد على الارقام التي اتفق عليها خلال لجنة المال ولكن هذه المسألة وطنية وتتطلب شراكة من الجميع، ولفتت الى ان الخطة المالية غير منزلة وقابلة للتطوير والحوار مع المصارف سيستكمل بعد ظهر اليوم بلقاء بين دياب والمعنيين بالملف.


"الانفتاح" الصيني الاثنين رسميا؟
وفيما ناقشت الحكومة مسألة الانفتاح على "الشرق"، وقررت تشكيل لجنة لدراسة الملفات، تشير المعلومات الى ان رسالة رسمية من شركات صينية مصنفة من العشرة الاول في الصين، سترسل يوم الاثنين رسالة رسمية الى الحكومة اللبنانية مبدية التعاون في عدة قطاعات حيوية منها الكهرباء، والقطارات، ونفق البقاع، وغيرها من المشاريع التي تصل قيمة الاستثمار فيها الى نحو 12 مليار دولار، وستعرب عن استعدادها للاستثمار على طريقة "البي اوتي" او القروض الطويلة الامد..


تراجع "كورونا"
في هذا الوقت تراجع عداد "كورونا" بالامس وسجلت 6 اصابات جديدة بفيروس كورونا في الساعات الاربع والعشرين الماضية ما رفع العدد التراكمي الى 1495 فيما بلغت حالات الشفاء 944 .



=====================

تابعوا أخبار الوكالة الوطنية للاعلام عبر أثير إذاعة لبنان على الموجات 98.5 و98.1 و96.2 FM

  • خدمات الوكالة
  • خدمة الرسائل
  • تطبيق الوكالة الالكتروني
  • موقع متجاوب